اتحاد سائقو الشاحنات في إيران: الإضراب اتسع إلى 125 مدينة وسيتواصل حتى تحقيق المطالب

أعلنت اتحادية نقابات سائقي الشاحنات والمركبات الثقيلة في إيران، في ختام اليوم الخامس من الإضراب، أن الاحتجاجات توسّعت لتشمل 125 مدينة، مؤكدة أن هذا التحرك سيستمر حتى تلبية جميع المطالب المهنية.
وجاء في بيان نُشر عصر الاثنين 26 مايو: «نستقبل اليوم السادس بالأمل والتكاتف، مؤمنين بأننا سنواصل هذا الطريق حتى تحقيق مطالبنا». ووجهت الاتحادية الشكر لكل من «وقف إلى جانبنا في هذا المسار»، مشيرة إلى أن «آلاف السائقين الشرفاء انضموا منذ بداية هذا التحرك ، وهو ما يعكس وعياً وأملاً مشتركاً بمستقبل أفضل».
وأضاف البيان أن «رغم الصعوبات والضغوط، ارتفع صوت وحدتنا أكثر من أي وقت مضى، وخطونا خطواتنا بثبات».
وكانت الجولة الجديدة من الاحتجاجات قد بدأت في 19 مايو في بندرعباس، بعد دعوة أطلقتها الاتحادية، حيث أوقف السائقون حركة الشاحنات في مداخل ومخارج الميناء.
وكتبت الاتحادية في بيان: «أضربنا لأننا نطالب بحقوقنا، وتكاتفنا لأن وحدتنا هي ما يُحرّك هذا القطاع لصالحنا. اليوم، من قلب لرستان إلى خوزستان، ومن موانئ الجنوب إلى طرقات الشمال، الشاحنات صامتة، لكن صوت السائقين يعلو أكثر من أي وقت مضى».
وبدأت موجة الإضراب المنسق في 22 مايو، حيث توقف سائقو الشاحنات في عشرات المدن عن العمل. ويحتج السائقون على تقليص حصة وقود الديزل، وارتفاع أسعار التأمين، وانخفاض أجور النقل، ومطالب مهنية أخرى لم تُلبّ بعد، مؤكدين أنهم سيواصلون الإضراب لمدة أسبوع.
دعم نقابة عمال شركة الحافلات
أعلنت نقابة عمال شركة الحافلات في طهران وضواحيها، يوم الاثنين، دعمها لإضراب سائقي الشاحنات، مؤكدة في بيان أن «الإضراب والاحتجاج حق قانوني لجميع السائقين والعمال».
وذكرت النقابة أن من بين مطالب السائقين الأساسية: «توضيح وضع التأمين، تنفيذ التزامات الحكومة بدفع حصة التأمين لسائقي المركبات المملوكة ذاتياً، تقليص عمولات شركات الشحن، وإنهاء الفساد والتمييز في تخصيص الحمولات».
كما شددت على ضرورة دفع أجور النقل في موعدها، وتأمين الوظائف، ووقف الرسوم غير القانونية للحصول على التراخيص، محملة الحكومة مسؤولية هذه القضايا. وأشار البيان إلى مشكلات أخرى مثل انعدام الأمان في الطرق، وضعف الخدمات الصحية والرفاهية، تقادم الأسطول، انخفاض جودة الوقود وندرته، غلاء قطع الغيار، وانعدام الأمن على الحدود، مما جعل ظروف عمل السائقين بالغة الصعوبة.
استمرار الإضراب وغياب الشاحنات من الطرق
أظهرت مقاطع فيديو أُرسلت إلى قناة إيران إنترناشيونال أن السائقين مصرّون على مواصلة الإضراب حتى تحقيق المطالب، وظهرت طرق ترانزيت رئيسية في البلاد شبه خالية من الشاحنات بشكل غير مسبوق. كما نُشرت صور من تجمعات منسقة نظّمها السائقون في مدن مختلفة.
اتهامات رسمية وتحذيرات قضائية
من جهته، قال رضا أكبري، رئيس منظمة الطرق والنقل البري، إن «عدداً محدوداً من السائقين يحاولون خلق توتر بتحريض من وسائل إعلام معادية، لتصوير الطرق على أنها غير آمنة». وأضاف أن «الإعلام المعادي وبعض وسائل الإعلام المحلية غير الواعية يضخّمون مشاكل السائقين، رغم أن كثيرين منهم متعاونون في معالجة هذه القضايا».
وأعلن كامران مير حاجي، المدعي العام في محافظة فارس، عن اعتقال عدد من السائقين وفتح ملفات قضائية بحقهم بسبب مشاركتهم في الإضراب، متهمًا إياهم بعرقلة خدمات نقل السلع.
وكان رئيس مجلس الشورى محمدباقر قاليباف قد أقرّ يوم الأحد بوجود مشكلات جدية يعاني منها السائقون، بينما حذّر النائب عادل نجفزاده من «انهيار شبكة النقل في البلاد».
أسباب الاحتجاج
تناولت وكالة “رکنا” الإخبارية، في تقرير نشرته يوم الاثنين، أسباب سخط سائقي الشاحنات، وعلى رأسها المخاوف من خطة فرض أسعار ثلاثية على وقود الديزل، تدهور الظروف المعيشية، ارتفاع تكاليف التأمين، مشاكل تخصيص حصص الوقود، غلاء الإطارات والزيوت وقطع الغيار، انخفاض الأجور، زيادة الرسوم على الطرق، وسوء حالة البنية التحتية.
كما سبق أن أعلنت اتحادية سائقي الشاحنات يوم الأحد عن استخدام الشرطة رذاذ الفلفل ضد المحتجين واعتقال عدد منهم.
يُذكر أن سائقي الشاحنات في ربيع العام الماضي أضربوا أيضاً احتجاجًا على نظام توزيع وقود الديزل، وأوقفوا شاحناتهم في أحد الطرق السريعة في طهران.