بريطانيا تستدعي سفير إيران بعد اتهام لندن ثلاثة إيرانيين بالتخطيط لـ"أعمال إرهابية"

استدعت وزارة الخارجية البريطانية علي موسوي، سفير إيران في لندن، مجددًا، عقب اعتقال عدد من المواطنين الإيرانيين بتهمة التورط في "أعمال إرهابية ومناهضة للأمن القومي". وقد تم اعتقال هؤلاء الأشخاص بتهمة التخطيط لشن هجوم ضد صحفيين يعملون في قناة "إيران إنترناشيونال".

وجاء استدعاء السفير الإيراني ردًا على اتهام ثلاثة مواطنين إيرانيين بجرائم أمنية، فيما استدعت إيران أيضًا القائم بالأعمال في السفارة البريطانية بطهران في السياق ذاته.

ووفقًا لبيان وزارة الخارجية البريطانية، أكدت الحكومة أن "حفظ الأمن القومي هو أولوية قصوى للحكومة"، وأضافت أن "إيران يجب أن تكون مسؤولة عن أفعالها".

وذكرت شرطة لندن أن المواطنين الإيرانيين الثلاثة متهمون بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام الإيراني، وأن النظام الإيراني تم تقديمه للمحكمة كتهديد للأمن القومي البريطاني.
ومن بين الأنشطة المنسوبة لهؤلاء الأفراد: الرصد والتتبع بهدف العثور على صحفيين مرتبطين بقناة "إيران إنترناشيونال".

وأكدت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر، في 17 مايو (أيار)، أن "إيران يجب أن تتحمل المسؤولية"، وأضافت أن لندن لن تتسامح مع التهديدات الحكومية على أراضيها.

وفي اليوم التالي، صرّح جوناثان هال، المستشار القانوني للحكومة البريطانية، بأن من يساعد الحرس الثوري الإيراني يجب أن يُعاقب باستخدام "كامل القوة التي يخولها القانون".

من جانبه، وصف إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين 19 مايو (أيار)، اعتقال عدد من المواطنين الإيرانيين في بريطانيا بأنه "نموذج صارخ للاعتقال التعسفي".

وفي مؤتمر صحفي، قال بقائي إن الاتهامات ضد المعتقلين الإيرانيين "ليست واضحة بعد، لكنهم أثاروا ضجة حولها".

وأضاف أن طهران استدعت القائم بالأعمال في السفارة البريطانية وأعربت له عن احتجاجها على هذه الاعتقالات.

كانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت، مساء 18 مايو (أيار)، أنها استدعت القائم بالأعمال البريطاني احتجاجًا على "الاعتقال المشبوه وغير المبرر لعدد من المواطنين الإيرانيين في بريطانيا".

وأعلنت الشرطة البريطانية، في 10 مايو (أيار)، أنه تم اعتقال 9 أشخاص في المجمل، بينهم ثمانية إيرانيين، في قضيتين منفصلتين على صلة بأنشطة مشبوهة تتعلق بالإرهاب في مختلف أنحاء بريطانيا.

ووصف شهرام قاضي زاده، مدير إدارة غرب أوروبا الثالثة في وزارة الخارجية الإيرانية، هذه الاعتقالات بأنها "اتهامات غير مدعومة بأي أدلة أو براهين"، واحتجّ على "امتناع بريطانيا المتعمد عن إبلاغ السفارة الإيرانية في الوقت المناسب".

وكانت الشرطة البريطانية قد أعلنت سابقًا أن أربعة من أصل ثمانية إيرانيين، تم توقيفهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب وبتهمة التآمر لمهاجمة "مكان محدد"، قد أُطلق سراحهم
وبحسب التقارير، فإن هذا "المكان المحدد" كان سفارة إسرائيل في لندن، وكان الحرس الثوري الإيراني يخطط لتنفيذ الهجوم بهدف إفشال المفاوضات بين طهران وواشنطن.

وخلال مؤتمره الصحفي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن إسرائيل قد تلجأ إلى "عمل تخريبي واستفزازي" لاتهام إيران.

وأضاف بقائي أن إسرائيل سبق أن قامت بخطوات لـ"إفشال عمليات ترى أنها تضر بمصالحها"، وقد تلجأ هذه المرة أيضًا إلى "التخريب" للتأثير على المفاوضات بين طهران وواشنطن، وإيجاد "ذريعة وأساس لإشعال صراع في المنطقة". كما دعا المجتمع الدولي إلى "رصد سلوك إسرائيل وأفعالها المناهضة للسلام".

وفي وقت سابق، في 12 مايو (أيار)، أفادت قناة "العربية" بأن حزب الله أعرب عن قلقه من احتمال شن إسرائيل هجومًا على عناصر الحرس الثوري الإيراني في لبنان لإفشال المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.

ووفقًا للتقرير، فقد طلب مسؤولو حزب الله من إيران إخراج قادة الحرس من لبنان.

كما ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" في 11 مايو (أيار) أن تصريحات دونالد ترامب، الرئيس الأميركي، خاصة بشأن تخصيب اليورانيوم داخل إيران، أثارت استياء بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وقد أكد المسؤولون الإسرائيليون مرارًا أن أي اتفاق مع طهران يجب أن يؤدي إلى تفكيك كامل لبرنامج إيران النووي.