غياب العدالة التعليمية.. والمراوغة الأميركية.. وتفاقم أزمات الكهرباء والتهريب

استعرضت الصحف الإيرانية الصادرة يوم الأحد 18 مايو (أيار)، بشكل مكثف، تصريحات المرشد علي خامنئي في لقائه المعلمين والمربين، حول أزمات التعليم، والمراوغة الأميركية، بالإضافة إلى جولة ترامب في المنطقة، والقمة العربية في بغداد، وتفاقم أزمات الكهرباء والتهريب.
وتركزت أغلب العناوين حول ثناء خامنئي على أداء الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في قطاع التعليم، وتأكيده فشل النموذج الأميركي، وتهيده باقتلاع إسرائيل من المنطقة.
وعن الحالة التعليمية، انتقد المحلل السياسي، صادق غفوريان، في مقال له بصحيفة "خراسان"، غياب العدالة التعليمية في المدارس الإيرانية، وكتب: " لم تكن هناك أي إرادة أو دافع لحل مشاكل المدرسة والمعلم والطالب".
وفي حوار عبر الإنترنت أجرته صحيفة "همشهري"، أكد نائب وزير التربية والتعليم السابق للشؤون التربوية والثقافية، محمد حسين بورثاني، وأمين سر لجنة إحياء ذكرى الشهيد مطهري، رشيد جعفر بور، ضرورة الارتقاء بمستوى معيشة المعلم، وتنمية كوادر متخصصة، واتخاذ خطوات أكثر فاعلية نحو التطور، والاستفادة من القدرات الداخلية لهيئة التربية والتعليم.
وخصصت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، افتتاحيتها للحديث عن ضرورة إصلاح نظام التعليم، وكتبت: "أول مشكلة هي الاعتماد على الكتب المدرسية في التعليم العام، والمشكلة الثانية هي التركيز على المعلم كمركز للعملية التعليمية، مع هدف الحفظ والتلقين". ودعت الصحيفة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى اتخاذ إجراءات سريعة لتحقيق وعوده ورؤيته التقدمية في إصلاح جودة التعليم.
ولا يزال ملف جولة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في دول الخليج، يلقي بظلاله على الصحف الإيرانية؛ ففي صحيفة "آرمان امروز" الإصلاحية، كتب الدبلوماسي الإيراني السابق، نصرت الله تاجیك: "بشكل عام، الهدف الأساسي من رحلة ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات اقتصادي بحت، بلا تأثيرات جيوسياسية، ومن غير المرجح أن يكون الآن الوقت المناسب للحديث عن نظام إقليمي جديد".
وفي الشأن الاقتصادي، وصفت صحيفة "آسيا" عمليات تهريب السلع والعملات الأجنبية، بالتهديد الصامت للاقتصاد والإنتاج المحلي، وصحة المجتمع، والأمن القومي؛ لاسيما مع تعقد الهياكل الاقتصادية واتساع الحدود الرقمية.
وتحدثت صحيفة "ابرار اقتصادي" الأصولية، عن تداعيات سياسة الحكومة في قطاع الكهرباء على القطاع الصناعي؛ والخوف من فقدان استقرار الإنتاج واضطراب خطط الصناعات الكبرى التنموية.
وتطرقت صحيفة "هفت صبح" للحديث عن سيطرة المهربين والمحلات غير المرخصة على سوق التبغ في إيران، وكتبت: "تشير الإحصائيات إلى تزايد استهلاك التبغ، خاصة بين النساء والشباب، ومع ارتفاع الأسعار انتشر تبغ الغيان المغشوش، وازدادت عمليات التهريب؛ حيث تبلغ نسبة السجائر المهربة، التي دخلت عبر قنوات غير رسمية، 90 في المائة".
وانتقدت صحيفة "رواديد امروز"، المقربة من التيار الأصولي، غياب التخطيط الفعّال في وزارة الجهاد الزراعي، مع تكدس أطنان البصل في المخازن، وأرجع الخبراء الأضرار الفادحة، التي لحقت بالمزارعين، إلى عدم وضع خطة زراعية مناسبة، وغياب التخطيط في مجال الصادرات.
كما حذرت الصحيفة من أزمة وشيكة في قطاع البناء والتشييد بعد ارتفاع أسعار الأسمنت نتيجة الطلب المتزايد بشدة؛ بسبب فشل عرض صفقات كبيرة في بورصة السلع.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان امروز": سر موقف ترامب من إيران
علق الكاتب والباحث الإيراني، صابر كل عنبري، بصحيفة "آرمان امروز" الإصلاحية، على اختلاف لهجة ترامب خلال زيارته للمنطقة أثناء الحديث عن إيران، وكتب: "في السعودية، كان أسلوب ترامب مزيجًا من السخرية والتوبيخ والتحقير، بينما اتسم أسلوبه في قطر باللين مع بعض التهديدات الضمنية؛ حيث طغت نبرة الحوار والاتفاق بوضوح على خطابه".
وأضاف: "يتضح من تصريحات ترامب أن أمير قطر ناقشه في موضوع إيران بشكل خاص وجاد، لدرجة أنه طلب من طهران أن تكون ممتنة لأمير قطر. وقد تضع العلاقة الوثيقة بين الشيخ تميم وترامب، وسياسة الدوحة تجاه طهران، قطر في موقع أفضل لتمثيل وساطة بين إيران وأميركا في المفاوضات. لكن يبدو أن إيران تثق في عُمان أكثر من أي طرف عربي آخر في الخليج، والآن بعد أن اختارت مسقط كوسيط، فإن تغيير ذلك يبدو مستبعدًا للغاية. لكن من المحتمل أن تلعب الدوحة في المستقبل، إلى جانب مسقط، دورًا بارزًا في المفاوضات".
"خراسان": القمة العربية في بغداد محايدة ونمطية.. وبلا تأثير
هاجمت صحيفة "خراسان" الأصولية المتشددة، القمة العربية الرابعة والثلاثين، التي انعقدت في بغداد، أمس السبت، عبر مقال كتبه الباحث في الشأن الإيراني، سید رضا قزوینی غرابی، والذي جاء فيه: "إن أبرز ما طالب به البيان الختامي لقمة بغداد كان وقف الحرب فورًا في غزة، وضرورة سماح الاحتلال (إسرائيل) بدخول المساعدات الإنسانية؛ لكنها مطالب عديمة الجدوى، وسطحية ورتيبة. كما كان مستوى المشاركة ضعيفًا أيضًا".
وأضاف: "منذ عقدين، يندد العرب بانفصال بغداد عن العمق العربي، وسقوطها في أحضان الإيرانيين، ولكن مثل كل القمم العربية المكلفة، لم يكن هناك أي توقع من هذا الاجتماع. انتهت القمة الرابعة والثلاثون أيضًا بلا أي جديد، هذا كل ما في الأمر".
"كيهان": أي تنمية وأي نموذج يريده ترامب؟
كتب الكاتب الإيراني، جعفر بلوري، مقالاً بصحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، متسائلاً: "لماذا يترجم البعض ابتزاز ترامب المرتبط بالتهديدات والكذب والتحقير والعقوبات والخداع بوصفه عقلانية سياسية ويضعونه في إطار نظرية للتنمية ويقدمونها نموذجًا لإيران؟".
وأجاب: "عند تقييم سلوك بعض التيارات الفكرية المحلية المعجبة بالولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، يمكن ملاحظة ظاهرة التفكير الجماعي؛ حيث يصبح الولاء لفكر أو أيديولوجيا معينة- حتى وإن كانت خاطئة- أكثر أهمية من الحقائق الميدانية أو حتى المصالح الوطنية. هذا النهج يحوّل التحليل إلى مجرد أداة لتأكيد الافتراضات المسبقة. ونتيجة هذه الرؤية تكون دائمًا ثابتة وغير قابلة للتغيير: الغرب حكيم ونحن المخطئون".
وأضاف: "لابد من وجود مؤسسات خاضعة للمساءلة، وديمقراطية، وعدالة اجتماعية، وإذا لم نعرف من نقتدي بهم، فسنجد أنفسنا قريبًا في مسار خاطئ سيتكبد تصحيحه ثمنًا باهظًا. إن حقيقة أن الديكتاتوريين والمجرمين والمتنمرين ليست نماذج جيدة للتنمية، هي أوضح من أن تحتاج إلى تفسير".