عراقجي: نأمل في التوصل إلى تفاهم إقليمي بشأن المفاوضات والاتفاق المحتمل مع أميركا

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن طهران بانتظار أن تقوم سلطنة عُمان، بصفتها وسيطًا، بتحديد الزمان والمكان للجولة المقبلة من المفاوضات مع الولايات المتحدة.

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن طهران بانتظار أن تقوم سلطنة عُمان، بصفتها وسيطًا، بتحديد الزمان والمكان للجولة المقبلة من المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن طهران تُطلع دول المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب الدول الأوروبية و"أصدقائنا على المستوى الدولي"، على سير المفاوضات الجارية مع أميركا.
وأشار عراقجي إلى اهتمام إيران ببلورة تفاهم إقليمي بشأن هذه الجولة من المفاوضات وأي اتفاق محتمل، مؤكدًا أن زيارته الأخيرة إلى قطر والسعودية جاءت في إطار هذه الجهود التفاوضية مع واشنطن.
وتابع وزير الخارجية الإيراني: "في ظل مثل هذا التفاهم، يمكننا أن نشهد مزيدًا من الاستقرار والأمن الإقليمي، وكذلك تعزيز الفهم المتبادل بين إيران ودول المنطقة دون تدخل خارجي."
وأكد عراقجي: "نأمل أن لا تكون هناك أي هواجس أو مخاوف لدى الدول المجاورة في هذا الصدد."
كما أعلن أن الجولة المقبلة من المحادثات بين طهران وأوروبا على مستوى نواب وزراء الخارجية ستُعقد بعد غد الجمعة في إسطنبول.
وأوضح عراقجي: "نحن مستمرون في المحادثات غير المباشرة مع أميركا، ومستعدون أيضًا للتفاوض مع أوروبا، لكن للأسف الأوروبيون هم من عزلوا أنفسهم جزئيًا بسبب سياساتهم. نحن لا نرغب في هذا الوضع، ولذلك واصلنا مفاوضاتنا."


وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، تصريحات دونالد ترامب بشأن إيران بأنها "رؤية خادعة للغاية". وقال: "ما قاله ترامب عن رغبة دول المنطقة في التوجه نحو الازدهار والتقدم، هو نفس الطريق الذي اختاره الشعب الإيراني من خلال الثورة من أجل امتلاك دولة مستقلة".
وأضاف وزير الخارجية الإيراني: "هذا هو الطريق الذي سلكه الشعب الإيراني لبناء دولة حرّة، متقدمة، ومستقلة".
وأشار عراقجي كذلك إلى أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن المشاكل الاقتصادية التي تواجه إيران.
وكان الرئيس الأميركي قد اتهم، مساء الثلاثاء، في خطاب ألقاه في الرياض، إيران بـ"سوء الإدارة الواسع"، و"الفساد البنيوي"، و"تخريب المنطقة"، وقال: "بينما تُبنى أطول ناطحات السحاب في جدة ودبي، تنهار المباني التاريخية في طهران وتتحول إلى أنقاض".

قال الرئيس الأميركي ترامب من الرياض: إدارتي فرضت العقوبات القصوى على طهران، بعد أن عاملت إيران بايدن كـ"مغفل" لأنه سمح لهم بالحصول على الأموال لتمويل الإرهاب، وتمويل ما حدث في 7 أكتوبر.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، الذي عقد في الرياض بحضور ولي العهد السعودي محمد بن يلمان والرئيس الأميركي، إلى جانب عدد كبير من مسؤولي البلدين وطيف واسع من رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين.
وأضاف دونالد ترامب أن "القادة الإيرانيين يمولون الإرهاب ويسفكون الكثير من الدماء. وقد شاهدنا ما قامت به إيران في اليمن وفي سوريا وفي لبنان التي كانت تسمى فيما مضى باريس الشرق".
وتابع الرئيس الأميركي أن "لبنان بلد مذهل لكنه تضرر كثيرا بسبب حزب الله الذي يمثل ذراعا لإيران".
وقال الرئيس الأميركي: "لو أن النظام الإيراني ركز على دولته بدلا من تمويل الفوضى لحقق الكثير. وأنا هنا لإنهاء النزاعات القديمة وبناء شراكات جديدة".
وأكد دونالد ترامب: "أريد التعاون مع إيران، وإلا فسنجعل أيراداتها صفرا. وسأتخذ كل الإجراءات المطلوبة لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. ولن نسمح بتهديد أميركا وحلفائها".
وفي سياق حديثه عن التعاون قال ترامب: "أنا لا أؤمن بوجود أعداء دائمين، وكثير من الأعداء القدامى أصبحوا من أهم الشركاء".
وشدد الرئيس ترامب: "نحن حقاً نريد أن تكون إيران دولة ناجحة. نريد لها أن تكون دولة عظيمة، آمنة، ومحبوبة. لكن يجب أن لا تمتلك سلاحاً نووياً. هذا العرض لن يبقى مطروحاً إلى الأبد".
وفي السياق نفسه، قال الرئيس الأميركي إن النظام الإيراني حول الأراضي الزراعية إلى صحارى جافة بسبب ما سماه "مافيا المياه"، مضيفا: "في الوقت الذي تُشيَّد فيه أطول ناطحات السحاب في العالم في جدّة ودبي، تنهار المباني التاريخية في طهران وتتحول إلى أنقاض وتراب".
وفي المقابل، نشرت وكالة "تسنيم" للأنباء أن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني "بدأت في تنفيذ تموضعٍ عملياتي جديد حول الجزر الثلاث في المياه الخليجية، بهدف تعزيز الردع الفعّال".
وفي الأثناء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن "المفاوضات التي أُجريت مع الولايات المتحدة كانت مفيدة"، مضيفا: "لدينا ترتيبات لضمان عدم تكرار التجربة السابقة".

قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في لقائه مع أعضاء كتلة المستقلين في البرلمان الإيراني إن المفاوضات مع الولايات المتحدة "تجرى بالتنسيق الكامل مع المرشد."
وأضاف أن "توجيهات خامنئي ستكون بمثابة المصباح الذي ينير طريق المفاوضين".
وتابع بزشكيان: "لن نتنازل إطلاقًا عن مبادئنا في المفاوضات مع أميركا، وفي الوقت ذاته لا نسعى للتوتر".
من جانبه، قال دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، بعد الجولة الرابعة من المفاوضات، إن إيران أدركت أنه جاد، ولهذا السبب فهي "تتفاوض بذكاء".
وأضاف أن إيران تتصرف حاليًا بشكل "عقلاني جدًا".

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأن الحكومة اللبنانية، بدعم من واشنطن، بدأت إجراءات واسعة لتقليص نفوذ حزب الله في مطار بيروت، ونجحت لأول مرة في استعادة السيطرة على أجزاء من هذا المطار، الذي طالما استخدمته إيران طويلاً لتمويل حزب الله.
ونقلت الصحيفة، اليوم السبت 10 مايو (أيار)، عن مصادر أمنية لبنانية، أن عشرات من موظفي المطار، الذين يشتبه في تعاونهم مع حزب الله، تم فصلهم من العمل.
كما تم إيقاف الرحلات الجوية من إيران إلى بيروت، منذ فبراير (شباط) الماضي، وأصبحت جميع الرحلات والمسافرين، دون استثناء، يخضعون للتفتيش الدقيق.
وتقوم الحكومة اللبنانية أيضًا بتركيب تقنيات مراقبة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي داخل المطار.
ووفقًا لمسؤولين لبنانيين، فإن هذه الخطوات تأتي ضمن جهود أوسع تهدف إلى تقليص الموارد المالية والعسكرية لحزب الله، الذي استخدم المطار على مدى سنوات كمنفذ للتهريب وترسيخ نفوذه.
وفي عملية أمنية حديثة، أحبطت قوى الأمن اللبنانية محاولة لتهريب أكثر من 22 كيلوغرامًا من الذهب لصالح حزب الله عبر مطار بيروت.
وبعد انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، خسر حزب الله أيضًا طرقه الرئيسة لنقل الأسلحة من إيران إلى لبنان، عبر الأراضي السورية.
رئيس الوزراء اللبناني: "بإمكانكم أن تشعروا بالفرق"
كان مطار بيروت، الواقع في منطقة خاضعة لنفوذ حزب الله، جنوب العاصمة، أداة أساسية في ترسيخ هيمنة الحزب على لبنان، لسنوات طويلة.
غير أن حزب الله تراجع في الأشهر الأخيرة بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية، التي دمرت بنيته التحتية العسكرية، وأدت إلى مقتل عدد من قياداته البارزين، بينهم أمينه العام، حسن نصرالله، ونائبه هاشم صفي الدين.
وفي حديثه إلى "وول ستريت جورنال"، قال رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام إن حكومته باتت تسيطر بشكل متزايد على المطار، مضيفًا: "بإمكانكم أن تشعروا بالفرق. نحن للمرة الأولى في تاريخ لبنان المعاصر نحقق أداءً أفضل في مكافحة التهريب".
ويعتمد لبنان، الذي يتشارك حدودًا مع كل من إسرائيل وسوريا، على مطار رفيق الحريري الدولي كمنفذه الأساسي إلى العالم، لكن النفوذ الطويل لحزب الله على هذا المطار جعله هدفًا محتملاً للهجمات الإسرائيلية المتكررة.
وقد حذّرت إسرائيل مرارًا من أن إيران تستخدم هذا المطار لتمويل حزب الله.
تفتيش الأموال الإيرانية
في يناير (كانون الثاني) الماضي، فتّشت سلطات أمن المطار طائرة إيرانية وجميع أمتعة ركابها، وأعلنت أن أي أموال يتم العثور عليها على متن الطائرة ستُصادر لصالح الدولة اللبنانية.
وفي ذلك الوقت، أفادت وسائل إعلام بأن أحد موظفي السفارة الإيرانية رفض تفتيش حقيبته الدبلوماسية، ما أدى إلى وضعه تحت المراقبة في صالة الوصول بالمطار.
كما قررت السلطات اللبنانية، في فبراير الماضي أيضًا، تكثيف تفتيش الرحلات القادمة من العراق، لمنع إدخال أموال نقدية من إيران عبر وكلائها في العراق إلى حزب الله.
استعادة المطار تتزامن مع التقدم العسكري ضد الحزب جنوبًا
يأتي استرداد السيطرة على مطار بيروت، تزامنًا مع تقدم الجيش اللبناني في إزالة مواقع ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله بجنوب البلاد، وهو الشرط الرئيس لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي تم التوصل إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقد شكّلت هذه الضربات، إلى جانب الهدنة الأخيرة، فرصة للحكومة اللبنانية لاستعادة سيادتها بعد سنوات من هيمنة حزب الله.
وبعد شهور من الجمود السياسي وعرقلة حزب الله للعملية السياسية، تمكّن لبنان، في أوائل العام الجاري، من انتخاب جوزيف عون رئيسًا جديدًا للبنان، وهو قائد عسكري يسعى اليوم إلى تعزيز دور الجيش، وتحقيق توازن في وجه نفوذ حزب الله.

أعلنت الشرطة البريطانية، أن احتجاز 4 مواطنين إيرانيين ألقي القبض عليهم الأسبوع الماضي خلال عمليات مكافحة الإرهاب في مناطق مختلفة من البلاد، تم تمديده وسيظلون قيد التحقيق حتى يوم السبت 17 مايو.
وكان قد تم القبض على 9 أشخاص، من بينهم 8 إيرانيين، فيما يتعلق بقضيتين منفصلتين تتعلقان بأعمال إرهابية في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، وتم إطلاق سراح أحدهم.
وأعلنت الشرطة البريطانية أيضا أن عمليات البحث مستمرة في عدة مواقع في مناطق مانشستر ولندن وسويندون.
وأكد دومينيك مورفي، رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، أن القضية لا تزال في مراحلها الأولى، وقال: "نواصل العمل بشكل وثيق مع السلطات المعنية ونستكشف مختلف السبل لتحديد الدوافع وتقييم أي تهديدات محتملة".