الحوثيون: "اتفاق الهدنة" مع الولايات المتحدة لا يشمل إسرائيل
أعلن الحوثيون في اليمن أن "اتفاق الهدنة" الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة لا يشمل إسرائيل، مما يشير إلى أن الهجمات التي شنّوها على الشحن الدولي في الأشهر الأخيرة- والتي تسببت في اضطرابات بالتجارة العالمية وتحدّت القوى الكبرى- ربما لن تتوقف بشكل كامل.
كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، في 6 مايو (أيار)، أن الولايات المتحدة ستوقف قصف مواقع الحوثيين المدعومين من قبل النظام الإيراني في اليمن، موضحاً أن هذا القرار جاء بعد موافقة الحوثيين على وقف هجماتهم ضد السفن الأميركية.
وأكدت سلطنة عُمان، بعد إعلان ترامب، أنها لعبت دور الوسيط في هذا الاتفاق.
لكن محمد عبد السلام، كبير مفاوضي الحوثيين، شدد في تصريح لوكالة "رويترز"، الأربعاء 7 مايو (أيار)، على أن "هذا الاتفاق لا يشمل إسرائيل إطلاقاً، لا من حيث المضمون ولا من حيث الشكل"، مضيفاً: "ما داموا [الولايات المتحدة] ملتزمين فعلاً بوقف الهجمات، فنحن أيضاً- لأننا كنا في موقف دفاعي- سنوقف هجماتنا".
ورغم أن التوترات بين الحوثيين والولايات المتحدة ـ الذين صمدوا سنوات في وجه القصف المكثف من قبل التحالف الدولي ـ قد خفّت نسبياً، إلا أن هذا الاتفاق لا يُعدّ مانعاً لمواصلة الهجمات المحتملة على أهداف مرتبطة بإسرائيل.
وقال ترامب، خلال لقائه برئيس وزراء كندا في البيت الأبيض بشأن الاتفاق مع الحوثيين: "قالوا لنا من فضلكم توقفوا عن قصفنا، ونحن بدورنا لن نهاجم سفنكم. فقبلتُ هذا الكلام، ومن الآن سيتوقف القصف على الحوثيين".
تصاعد الصراع
منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حماس في غزة ـ التي جاءت بعد الهجوم الذي شنّته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ـ بدأ الحوثيون بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل وباتجاه السفن المارة عبر البحر الأحمر.
وأفادت القيادة العسكرية الأميركية أنها، منذ بدء عملياتها ضد الحوثيين في 15 مارس (آذار) الماضي، استهدفت أكثر من ألف هدف داخل اليمن، مما أدى، بحسب قولها، إلى مقتل "مئات من مقاتلي الحوثي وعدد كبير من قادتهم".
ومع اندلاع حرب غزة، ارتفع منسوب التوتر في المنطقة، وتفاقم أكثر بعد سقوط صاروخ حوثي قرب مطار بن غوريون في إسرائيل مؤخراً، مما دفع إسرائيل، في 5 مايو (أيار)، لشنّ غارات جوية على ميناء الحُديدة اليمني.
وفي 6 مايو، واصلت القوات الجوية الإسرائيلية غاراتها لليوم الثاني على التوالي، واستهدفت مطار صنعاء الدولي، وسط تصاعد التوتر بين الحوثيين المدعومين من إيران وإسرائيل.
وفي عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية على مواقع الحوثيين، في محاولة للإبقاء على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر مفتوحة، حيث يمر من خلاله نحو 15% من حجم التجارة العالمية.
لكن منذ فبراير (شباط) الماضي، ومع تولي ترامب الرئاسة، صعّدت واشنطن من غاراتها الجوية على الحوثيين بشكل ملحوظ.
جاء هذا التصعيد بعد إعلان الحوثيين أنهم سيستأنفون هجماتهم على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وبحر العرب، ومضيق باب المندب، وخليج عدن.