طهران: التخصيب داخل إيران ورفع العقوبات "خطان أحمران" في المفاوضات مع واشنطن

قالت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الاثنين 28 أبريل (نيسان) إن أي اتفاق مع الولايات المتحدة يجب أن يحترم المطالب الأساسية لطهران، بما في ذلك استمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران والرفع الفعّال للعقوبات.

وصرّح المتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي للصحافيين، في مؤتمره الأسبوعي، أن المحادثات المقبلة- التي من المتوقع أن يترأسها وزير الخارجية الإيراني والمبعوث الأميركي الخاص- تأتي استنادًا إلى تفاهم تم التوصل إليه في مسقط.

وأكد بقائي أن المبادئ التفاوضية الأساسية لإيران لم تتغير، قائلاً: "الخوض في تفاصيل أي تفاوض يجب أن يتم ضمن الإطار العام المتفق عليه بين الجانبين".

وأضاف: "تخصيب اليورانيوم داخل إيران والرفع الفعلي للعقوبات هما خطان أحمران لطهران، وسيتم متابعتهما بجدية".

وحول زيارة الفريق الفني للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، أوضح بقائي أن المحادثات ستقتصر على القضايا الفنية والمسائل العالقة المرتبطة بالضمانات، مشيرًا إلى أن زيارة الوفد "امتداد للمباحثات التي جرت بين المدير العام للوكالة ومسؤولي إيران، وستتركز فقط على القضايا الفنية المتعلقة بالضمانات".

وكان وزير الخارجية الإيراني قد صرّح بعد انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات النووية في سلطنة عمان يوم السبت أن خبراء الوكالة الدولية قد ينضمون إلى الجولة القادمة من المحادثات السبت المقبل.

وخلال زيارته إلى طهران في أبريل (نيسان)، قال المدير العام للوكالة رافائيل غروسي إن وكالته يمكن أن تساعد في تحقيق نتيجة إيجابية في المفاوضات.

كما أشار غروسي الأسبوع الماضي، خلال كلمة له في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، إلى أن إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج عدة رؤوس نووية خلال أشهر.

يُذكر أنه في عام 2018 انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، مما دفع طهران إلى تجاوز حدود التخصيب المنصوص عليها في الاتفاق وتقليص نطاق رقابة الوكالة الدولية.

وفي فبراير (شباط)، أصدرت الوكالة الدولية تقريرًا أعربت فيه عن قلقها إزاء قيام إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي قريبة من درجة الاستخدام العسكري، فيما نفت طهران مرارًا سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

وتطرق بقائي أيضًا إلى دور الدول الأوروبية في المفاوضات النووية قائلاً: "نأمل أن تلعب الدول الأوروبية دورًا بنّاءً"، مؤكدًا أن استمرار تواصل إيران مع دول الجوار وأطراف الاتفاق النووي الأخرى يدل على حسن نية طهران.

وبشأن استبعاد ثلاث دول أوروبية من المحادثات، قال بقائي: "كان ذلك خيارهم… إيران مستعدة لأن تلعب الدول الأوروبية دورًا في هذه المباحثات".

وانتقد بقائي الضغوط الأميركية، موضحًا أن سياسة "الضغوط القصوى" لا تقتصر على إيران، بل تُمارس ضد دول أخرى مثل الصين، مما يعطل التجارة الحرة وينتهك حقوق الإنسان.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد هدد بقصف إيران إذا لم توافق على صفقة نووية جديدة، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليلة الأحد: "نحن على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة، لكن قلت إننا بطريقة أو بأخرى، لن نسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية".

ورد بقائي على هذه التهديدات قائلاً: "أي مغامرة ضد إيران ستواجه برد ساحق. وعلى الدول الغربية، لا سيما التي تواصل دعم هذا الكيان [إسرائيل]، أن تدرك أنها تدعم كيانًا يقوم بقاؤه على خلق الأزمات".

واختتم بقائي تصريحاته مؤكداً أن الجولة المقبلة من المحادثات ستُعقد يوم السبت، محذرًا من أن العملية لن تكون سريعة. وقال: "الخوض في التفاصيل الفنية أمر يستغرق وقتًا وهو جزء لا يتجزأ من المفاوضات"، مضيفًا: "لقد أكدنا أننا جادون".

وشدد على أن رفع العقوبات يجب أن يكون شاملاً ويشمل الوصول الحر إلى أصول إيران المجمدة في البنوك الأجنبية قائلاً: "الإلغاء الفعّال للعقوبات شرط أساسي يجب أن يتضمن مجموعة متنوعة من الالتزامات، وضمان وصول إيران الحر إلى مواردها حق مشروع لها".