"جيروزاليم بوست": إسرائيل أضاعت "فرصة غير مسبوقة" لمهاجمة منشآت إيران النووية في 2024

كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في تقرير حصري، أن إسرائيل أضاعت فرصة شن هجوم واسع النطاق على المنشآت النووية الإيرانية في عام 2024، وهي فرصة وصفها العديد من المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين بأنها "غير مسبوقة".

وبعد الهجوم المباشر الذي شنته إيران على إسرائيل في أبريل (نيسان) 2024 باستخدام أكثر من 180 صاروخًا باليستيًا و170 طائرة مسيرة وعشرات الصواريخ الكروز، استهدف الجيش الإسرائيلي في الشهر نفسه نظام الدفاع الجوي "إس-300" الذي يحمي المنشآت النووية في أصفهان فقط.

في ذلك الوقت، على الرغم من طرح فكرة مهاجمة المراكز النووية الإيرانية، امتنع صانعو القرار الإسرائيليون عن تنفيذ مثل هذه العملية.

ووفقًا للتقرير، في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 وبعد الهجوم الإيراني الثاني، توصلت إسرائيل لأول مرة إلى استنتاج مفاده أن لديها القدرة الفنية اللازمة لتدمير المراكز النووية الرئيسية في إيران، لأنها نجحت في تدمير الجزء الأكبر من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.

ومع ذلك، بسبب التزامن مع هجمات مكثفة من حزب الله من الشمال، والتهديدات المتبقية من حماس والحوثيين، فضلاً عن الجهود للحفاظ على دعم الولايات المتحدة، لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشن هجوم واسع النطاق.

كما أشار التقرير إلى الخلافات بين كبار المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك بنيامين نتنياهو، ويوآف غالانت، وهيرتسي هاليفي، وديفيد بارنياه وآخرين.

فبينما كان غالانت وهاليفي يدعوان إلى عمل أكثر هجومية، أكد نتنياهو والموساد على أهمية التنسيق مع الولايات المتحدة.

في النهاية، بدلاً من مهاجمة مراكز التخصيب النووي الإيرانية، استهدفت إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 مجموعة من الأهداف الدفاعية ومواقع إنتاج الصواريخ، مما قلص بشكل كبير قدرة طهران على إنتاج الصواريخ الباليستية.

ومع ذلك، وفقًا لمصادر أمنية، كان هذا الهجوم "محدودًا" مقارنة بالفرصة الاستثنائية لشن هجوم واسع على المنشآت النووية.

وخلص التقرير إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل أضاعت فرصة "ذهبية"، فإن مسؤولي المخابرات الإسرائيلية يعتقدون أن الوقت لا يزال متاحًا لاتخاذ إجراء عسكري، خاصة إذا فشلت المفاوضات النووية الجديدة، التي بدأت تتشكل، في منع إيران من اكتساب القدرة على تصنيع سلاح نووي.