تقارير استخباراتية: إسرائيل تدرس الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرًا يشير إلى أن إسرائيل تدرس خطة للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية. واستند التقرير إلى تقارير من وكالات الاستخبارات الأميركية التي أُعدت بداية فترة رئاسة ترامب. وكانت هذه الوكالات قد أصدرت تقارير مماثلة في عهد الرئيس جو بايدن.
وفي تقرير نشرته الصحيفة أمس الأربعاء 14 فبراير (شباط) 2025، نقلت عن مصادر مطلعة، رفضت الإفصاح عن أسمائها، أن المسؤولين في الولايات المتحدة يعتقدون أن إسرائيل ستحتاج إلى الدعم العسكري والتسليحي من الولايات المتحدة لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية نظرًا لتشديد الدفاعات وحصانة هذه المنشآت.
كما أوردت الصحيفة أن تقريرًا آخر من وكالات الاستخبارات الأميركية، أُعد في الأيام الأخيرة من حكومة بايدن، أشار إلى أن إسرائيل، مع إدراكها لتدهور قدرات إيران، تدرس الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية في العام الحالي.
وأكد التقرير على تحليل المخاطر المرتبطة بالأنشطة العسكرية الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط، بعد تدهور قدرة إيران في الأشهر الأخيرة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تخشى فقدان فرصة منع إيران من الحصول على سلاح نووي.
ووفقًا لتقرير الاستخبارات الأميركية، فإن إسرائيل تعتقد أن ترامب سيكون أكثر استعدادًا للمشاركة في الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية مقارنةً مع بايدن، وبالتالي فإن إسرائيل تخطط للضغط على إدارة ترامب لدعم هذه الهجمات.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف العالمية بشأن البرنامج النووي الإيراني، أفادت صحيفة "التلغراف" في 9 فبراير 2025 نقلاً عن مصدر إيراني مطلع، أن عدة قادة عسكريين في الحرس الثوري الإيراني قد طالبوا، خصوصًا بعد فوز ترامب في الانتخابات الأميركية، بضرورة إنتاج قنبلة نووية.
وعلى الرغم من الأمل الذي أبداه البعض في إمكانية أن تؤدي المحادثات بين طهران وواشنطن إلى كسر الجمود في مسار التحكم بالبرنامج النووي الإيراني، أكد علي خامنئي في 8 فبراير 2025 أن المفاوضات مع الولايات المتحدة "غير حكيمة وغير شريفة"، وأنها "لن تؤثر" في حل مشاكل البلاد.
وبعد تصريحات خامنئي، عبر مسؤولون إيرانيون آخرون عن معارضتهم للمفاوضات مع الولايات المتحدة.
معادلة معقدة للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية
استمرت الصحيفة في تقريرها بالحديث عن التهديدات السابقة من قبل إيران بالانتقام في حال تم الهجوم على منشآتها النووية.
ومع ذلك، بعد الهجمات التي شنتها إسرائيل على المنشآت العسكرية الإيرانية قبل بضعة أشهر، والأضرار الكبيرة التي تكبدتها الجماعات الوكيلة لإيران في المنطقة مثل حزب الله وحماس، أصبحت إيران الآن في وضع ضعيف للغاية.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2024، شن الطيران الحربي الإسرائيلي ضربات على عشرات الأهداف العسكرية في إيران، حيث دُمر أحد المراكز البحثية المرتبطة بالأسلحة النووية الإيرانية في بارشين وفقًا لما نشره موقع "أكسيوس" في نوفمبر 2024.
كما أفادت الصحيفة بأن بعض أعضاء فريق ترامب خلال فترة انتقال السلطة في الولايات المتحدة قد درسوا خطة للهجوم الوقائي الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وقاموا بدراسة إمكانية دعم الجيش الأميركي للهجوم الجوي الإسرائيلي على هذه المنشآت.
ومع ذلك، فقد أكد ترامب بعد توليه رسميًا منصب الرئاسة أنه يفضل حل المسألة النووية الإيرانية بطرق غير عسكرية.
وخلال هذا الشهر، وقّع دونالد ترامب مرسومًا صارمًا لاستئناف سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران وتهدف إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، من أجل الضغط على طهران لوقف برنامجها النووي.
ووفقًا لتحليلات إسرائيلية نشرتها "وول ستريت جورنال"، فإن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية يجب أن يستهدف عدة مواقع، خاصة وأن بعضها يقع في منشآت محصنة تحت الأرض.
وحذر المحللون الإسرائيليون أيضًا من أن الهجوم المحتمل يجب أن يكون شاملاً بما فيه الكفاية حتى لا تتمكن إيران من إعادة بناء ما دمر بسرعة.
وقال ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، في هذا السياق: "من الأفضل لإسرائيل أن توافق إيران على إنهاء برنامجها النووي في إطار اتفاق".
وأضاف أميدرور: "لكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جيد، فستضطر إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات ضد البرنامج النووي الإيراني".
وفي السنوات الأخيرة، زادت إيران من إنتاج المواد القابلة للانشطار، ومن المحتمل أن تتمكن من إنتاج الكمية اللازمة من اليورانيوم المخصب لصناعة قنبلة نووية في أقل من أسبوع.