في تحدٍّ علني صارخ لقوانين الحجاب بالبلاد..امرأة تقف عارية فوق مركبة تابعة للشرطة في إيران

انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر امرأة تقف عارية فوق مركبة تابعة للشرطة في إيران، وذلك في أحدث تحدٍّ علني لقوانين الحجاب الصارمة في البلاد.

انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر امرأة تقف عارية فوق مركبة تابعة للشرطة في إيران، وذلك في أحدث تحدٍّ علني لقوانين الحجاب الصارمة في البلاد.
ورغم عدم وضوح زمان ومكان تصوير الفيديو بدقة، يقول مستخدمون على منصات التواصل إن الحادثة وقعت في مدينة مشهد ذات الطابع الديني خلال الأسبوعين الماضيين.
يأتي انتشار الفيديو الجديد بعد ثلاثة أشهر من واقعة مماثلة في جامعة آزاد الإسلامية بطهران، حيث قامت طالبة إيرانية بخلع ملابسها والاكتفاء بملابسها الداخلية احتجاجًا، بعد تعرضها لاعتداء من قبل قوات الأمن.
وخلال اعتقال الطالبة آهو دریائی، تعرضت لاعتداء جسدي عنيف، حيث اصطدم رأسها إما بباب سيارة أو بأحد الأعمدة، ما تسبب في نزيف حاد. وأشار تقرير إلى أن "بقع دماء الطالبة شوهدت على إطارات السيارة".
ومنذ انطلاق حركة "المرأة، الحياة، الحرية" في إيران، التي أشعلها مقتل مهسا أميني في سبتمبر أيلول 2022 أثناء احتجازها بسبب مخالفات الحجاب، كثّف التيار المتشدد جهوده لفرض قيود صارمة على لباس النساء.
ورغم التحدي الشعبي الواسع، صعّدت الحكومة إجراءاتها لتطبيق قوانين الحجاب الإلزامي، ما أدى إلى إغلاق العديد من المتاجر ومصادرة المركبات المرتبطة بمخالفات الحجاب.


أفادت مصادر إخبارية في إيران بأن الصحافي والناشط السياسي، مهدي نصيري، الذي انتقد بشدة سياسات المرشد علي خامنئي، خلال السنوات الأخيرة، تم اعتقاله، بعد مداهمة من قِبل السلطات الأمنية.
وبحسب عدة تقارير صادرة يوم الأحد 2 فبراير (شباط)، فقد جرى اعتقال نصيري على يد قوات تابعة للنظام الإيراني، أثناء وجوده في ضريح فردوسي بمدينة مشهد في محافظة خراسان رضوي.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، عن مصدر أمني في محافظة خراسان، قوله: إن مهدي نصيري قام يوم الأحد بـ "التصوير في ضريح فردوسي بمنطقة يُمنع فيها التصوير".
وأضافت الوكالة أن نصيري رفض حذف الفيديو، مما أدى إلى توجيه اتهام رسمي له من قِبل النيابة العامة، وهو الآن رهن الاحتجاز المؤقت.
ويُذكر أن نصيري، الذي كان سابقًا رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، ويُعدّ من الشخصيات السياسية الأصولية، قد انضم في السنوات الأخيرة إلى صفوف معارضي النظام ووجه انتقادات صريحة له. كما ظهر في مناسبات عدة على قبور ضحايا قمع الاحتجاجات والتقى عائلاتهم، معلنًا دعمه للمحتجين.
وبالإضافة إلى ذلك، أعلن مهدي نصيري صراحةً دعمه لقيادة ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، خلال المرحلة الانتقالية، حال سقوط النظام الإيراني، ودعا القوى السياسية المعارضة إلى التعاون معه.
كما أكد نصيري، في تصريحات أدلى بها العام الماضي، أن النظام الإيراني "انتهى أمره"، وأنه بات الآن في أحضان الصين وروسيا.
وكتبت فرشته مزینانی، زوجة مهدي نصيري، في منشور على "تليغرام" أن سبب اعتقاله كان تصريحاته في هذا الفيديو حول دور رضا بهلوي في بناء ضريح فردوسي.
وأضافت أن نصيري سُلِّم بعد فترة من قِبل الجهات الأمنية إلى عناصر وزارة الاستخبارات.
ووجه مهدي نصيري، في السنوات الأخيرة، انتقادات ضد علي خامنئي، وأداء المسؤولين الإيرانيين.
وفي عام 2023 زار ضريح الشابة الإيرانية، مهسا أميني، التي لقيت مصرعها على يد عناصر أمنية تابعة للنظام، بعد تعذيبها، وصرّح بأن مقتلها كان "مصدر ثورة المرأة، الحياة، الحرية" قائلاً: "في اليوم الذي قُتلت فيه مهسا، قُتلت البشرية جمعاء".

قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن تقنيات الصواريخ الباليستية والأقمار الصناعية في إيران تهدف إلى تحقيق الردع وليس الهجوم، وذلك بعد زيارته معرضًا عسكريًا تابعًا لوزارة الدفاع الإيرانية.
وأضاف بزشكيان، في حديثه للمسؤولين ووسائل الإعلام، يوم الأحد 2 فبراير (شباط): "لقد عملنا على تعزيز قدراتنا الدفاعية بشكل مستمر بجهود العلماء الشباب المبدعين والمتفانين. وسيستمر هذا التطور، وستنضم إيران العزيزة إلى صفوف الدول التي تقوم برحلات خارج الأرض، مما يعكس قوة أمتنا العلمية".
كما أبرز بزشكيان برنامج الفضاء الإيراني كقوة دافعة وراء تطوير الصواريخ، قائلاً: "أعداؤنا يحاولون باستمرار منعنا من الوقوف على أقدامنا، ولكن هذا دفعنا لتحقيق تقدم علمي وتكنولوجي".
ومن جانبه، وصف وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، برنامج الصواريخ الباليستية بأنه امتداد لجهود الأنشطة الفضائية.
وقال زاده: "بدأت إيران أنشطتها الفضائية بتطوير الأقمار الصناعية. وعندما واجهت تحديات في إطلاق الأقمار الصناعية، تحولت البلاد إلى بناء حاملات الأقمار الصناعية، وهو مجال وصلت فيه الآن إلى مرحلة النضج". وأضاف أن هناك خططًا واعدة، بما في ذلك إمكانية تقديم خدمات لدول صديقة.
ويشار إلى أن إيران أطلقت عددًا قليلاً من الأقمار الصناعية إلى مدار منخفض، لكن تقنية الصواريخ الباليستية الخاصة بها تُعتبر تهديدًا خطيرًا للدول الإقليمية وحتى معظم دول أوروبا، إذا تجاوز مداها 2000 كيلو متر.
وفي العام الماضي، شنت إيران هجومين بالصواريخ والطائرات المُسيّرة على إسرائيل، حيث أطلقت مئات الصواريخ الباليستية متوسطة المدى. وعلى الرغم من أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأميركية والحليفة حدت من الأضرار، فإن تلك الهجمات أكدت قدرة طهران على تهديد الدول الإقليمية بترسانة تُقدر بنحو 3000 صاروخ.
وكانت وسائل الإعلام الإيرانية، التي تخضع إلى حد كبير لسيطرة الدولة وتعكس في الغالب وجهات النظر الرسمية، قد أعربت عن مخاوفها من أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد يدفع نحو فرض قيود على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، كما فعل في عام 2018، عندما انسحب من الاتفاق النووي (اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة) خلال ولايته الأولى.
وأكدت وسائل الإعلام مرارًا أن إيران لن تتفاوض على أي قضية تتجاوز برنامجها النووي.

تم تعيين إيال زمير، الذي كان يدعو إلى تشديد العمليات ضد قادة الحرس الثوري الإيراني واستهدافهم، رئيسًا لأركان الجيش الإسرائيلي.
وجاء ترشيح إيال زمير لرئاسة أركان الجيش الإسرائيلي، من قِبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يسرائيل كاتس، وسيبدأ مهامه رسميًا اعتبارًا من 6 مارس (آذار) المقبل.
وسيحل زمير، الذي يشغل حاليًا منصب المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، محل هيرتسي هاليفي، الذي استقال من منصبه قبل نحو أسبوعين.
وفي مايو (أيار) 2023، أثناء تقديم خطة جديدة لوزارة الدفاع بعنوان "برنامج العمل الخارجي بعيد المدى"، قال زمير: "إن إيران ستكون محور تركيز الخطة المذكورة للجيش الإسرائيلي في السنوات المقبلة".
وأكد زمير، الذي عمل سابقًا خبيرًا عسكريًا في معهد واشنطن، في تحليل له، ضرورة زيادة استهداف قادة الحرس الثوري الإيراني، والقيام بعمليات سرية لتدمير الطائرات المُسيّرة والصواريخ التابعة لهذا التنظيم داخل إيران.
ودعا زمير، في صيف العام 2022، عبر تقرير له من 74 صفحة بعنوان "مواجهة الاستراتيجية الإقليمية لإيران" نشره معهد واشنطن، إلى زيادة استهداف المسؤولين العسكريين في إيران.
وجدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي استهدف بشكل متكرر مسؤولي النظام الإيراني وقادة الجماعات الموالية له، بمن في ذلك الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، وقادة حركة حماس. وفي كثير من الحالات، لم تعلن إسرائيل المسؤولية رسميًا عن مثل هذه العمليات، لكنها أعلنت مسؤوليتها بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران.
وكان هاليفي يشغل منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي خلال هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ولم يستقل من منصبه بسبب الظروف الحربية بعدها، لكنه استقال بعد إعلان وقف إطلاق النار. ومن المتوقع أن تبدأ التحقيقات حول أسباب هذه الهجمات، التي شنتها حركة حماس، وإهمال المسؤولين العسكريين الإسرائيليين في عدم منعها.

أكد علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، أن التفاوض بشأن البرنامج النووي ضروري، لكي يتمكن الناس من العيش. وانتقد، بسخرية، المؤيدين للمفاوضات، مشيرًا إلى أنهم اندفعوا نحوها بتهور، دون أن يتقدم أحد بعرض رسمي، حتى الآن.
وصرّح لاريجاني، السياسي المخضرم المقرب من خامنئي، بأن الطاقة النووية ليست سوى "جزء من قدرات" النظام، ويمكن التفاوض بشأنها.
وتأتي تصريحات لاريجاني بعد 22 عامًا من العقوبات المشددة، التي فُرضت على إيران، بسبب إصرار مسؤولي النظام على تطوير البرنامج النووي.
وقال لاريجاني، في مقابلة إعلامية: "القضية النووية جزء من قدراتنا الوطنية، لكنها ليست كل شيء، والناس بحاجة إلى العيش".
وأشار لاريجاني، الذي تولى منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي بين عامي 2005 و2007، خلال تصاعد الخلافات حول الملف النووي الإيراني في عهد الرئيس الأسبق، محمود أحمدي نجاد، إلى تجربته السابقة في المفاوضات، مؤكدًا أن لها "حدودًا".
وأضاف أنه رغم زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي من 9 آلاف إلى 50 ألفًا، بعد الاتفاق النووي، فإن ذلك أتاح في المقابل فرصًا للنشاط الاقتصادي وتطوير قطاعات أخرى في البلاد.
وأعاد حديث لاريجاني إلى الأذهان تصريحات الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، الذي دافع عن المفاوضات النووية، في ديسمبر (كانون الأول) 2013، قائلاً: "يجب أن تدور أجهزة الطرد المركزي، لكن يجب أن تدور عجلة حياة الناس والاقتصاد أيضًا".
هل يعكس مستشار المرشد موقف النظام؟
رغم أن لاريجاني يحمل لقب مستشار المرشد الإيراني، وإرساله كمبعوث خاص في الاتفاق المثير للجدل مع الصين لمدة 25 عامًا، فإنه رُفض مرتين من قِبل مجلس صيانة الدستور لخوض الانتخابات الرئاسية في إيران.
وتراجعت عائلة لاريجاني، وخاصة صادق لاريجاني، الذي كان يتمتع بنفوذ واسع في أوساط النظام الإيراني، تدريجيًا إلى الهامش، منذ تولي الرئيس الأسبق، إبراهيم رئيسي، رئاسة السلطة القضائية. ورغم تعبيرهم عن استيائهم علنًا، لم يقم علي خامنئي بأي خطوة فعلية لدعمهم، مكتفيًا بإشارات تهدئة غير مباشرة.
وتعد تصريحات لاريجاني الأخيرة بشأن التفاوض أقرب إلى تيار حزب "كوادر البناء" والمعتدلين؛ أي أنصار الرئيسين الإيرانيين الأسبقين، أكبر هاشمي رفسنجاني وحسن روحاني، أكثر منها إلى مكتب خامنئي. وهو التيار الذي اقترب منه لاريجاني، الذي كان في الأصل محسوبًا على التيار الأصولي، خلال السنوات الأخيرة.
مساعي الإصلاحيين للنجاة عبر المفاوضات
تحولت قضية التفاوض لرفع العقوبات في إيران إلى ساحة تنافس بين التيارين الأصولي والإصلاحي. ومع انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018، وما تبعه من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، حاولت حكومة حسن روحاني الثانية، حتى آخر أيامها، إحياء الاتفاق، خاصة مع وصول جو بايدن إلى الرئاسة الأميركية؛ حيث بدا أن إدارته أكثر استعدادًا لإعادة العمل بالاتفاق.
وخلال الانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة عام 2024، بعد مقتل إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم طائرة، تبيّن أن بايدن قد منح إعفاءات في الأشهر الأخيرة من ولاية روحاني، ما كان سيسمح لحكومته بإحياء الاتفاق النووي. وكان محمد جواد ظريف، وزير خارجية حكومة روحاني، الذي يشغل حاليًا منصب مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، قد صرّح في مارس (آذار) 2021 بأن إدارة بايدن كان ينبغي أن تعيد الاتفاق قبل انتخابات 2021.
وحاولت حكومة "رئيسي" الأصولية تسجيل الاتفاق باسمها، لكنها فشلت. ومع مقتل رئيسي في مايو 2024، دخل مسعود بزشكيان السباق الانتخابي، رافعًا شعار رفع العقوبات عبر التفاوض، فيما خاض ظريف المواجهة إلى جانبه بقوة. لكن فوز بزشكيان تزامن مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
أضعف نسخة من الإصلاحيين في مواجهة أشد الإدارات الأميركية حسمًا
وفقًا للإحصاءات الرسمية للنظام الإيراني، والتي تحيط بها شكوك جدية، لم تتجاوز نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لعام 2024 حاجز 40 في المائة، بينما بقيت أقل من 50 في المائة في الجولة الثانية، وهي أدنى نسبة مشاركة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الإيرانية. وفي المقابل، عندما خاض حسن روحاني مفاوضات الاتفاق النووي عام 2013، كان يستند إلى مشاركة شعبية بلغت قرابة 73 في المائة.
وعلى الجانب الآخر، عاد ترامب إلى البيت الأبيض، ليس فقط محافظًا على شعبيته السابقة، بل معزّزًا إياها. وخلال ولايته الأولى، أمر باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي كان يُلقب بين أنصار النظام بـ "مالك الأشتر"، وتولى قيادة الجماعات المسلحة التابعة لإيران في المنطقة. كما انسحب ترامب من الاتفاق النووي، وتبنى سياسة "الضغط الأقصى"، ما أدى إلى شل صادرات النفط الإيرانية وارتفاع معدلات التضخم داخل البلاد؛ حيث تضاعفت الأسعار ثلاث مرات، وقفز سعر الدولار من نحو 3600 تومان عام 2017 إلى نحو 11000 تومان، بعد الانسحاب من الاتفاق.
وفي انتخابات 2024، حظي ترامب بدعم قوي من إسرائيل، التي شهدت خلال هذا العام استهدافًا مباشرًا من داخل الأراضي الإيرانية، وردّت بشن أول هجوم مباشر على إيران.
لكن على عكس فترة رئاسة روحاني، لم يعد النظام الإيراني يحتفظ بالنفوذ نفسه على حلفائه الإقليميين، إذ فقد سيطرته الفعلية على حزب الله في لبنان، وبشار الأسد في سوريا، وكتائب حزب الله في العراق، الذين كانوا يشكلون أهم أوراقه في المنطقة.
توافق من أجل البقاء.. مفاوضات الاستسلام
في ظل هذه الظروف، تشير التقارير إلى أن جزءًا من مراكز النفوذ في إيران يسعى للتفاوض المباشر مع ترامب. فقد دعا محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، إلى التخلي عن الوساطة عبر دول ثالثة والتواصل مع ترامب من خلال شخصيات داخل الولايات المتحدة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، انتشرت تقارير عن لقاء بين إيلون ماسك، الذي عيّنه ترامب لقيادة "وزارة كفاءة الحكومة الأميركية" الجديدة، سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني.
وصرّح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في 29 يناير (كانون الثاني) الماضي، خلال مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" الإخبارية، بأن إيران مستعدة لسماع مقترحات ترامب، لكنها لن تبدأ المفاوضات بسهولة، مشيرًا إلى أن الشروط الآن "أكثر تعقيدًا وصعوبة من الماضي".
وفي المقابل، علّق علي لاريجاني، الذي أقرّ مؤخرًا بأن البرنامج النووي الإيراني قابل للتفاوض، قائلاً: "ما دام لم يطرح أحد أي عرض، فعن أي شيء نتحدث؟"، وأكد أن التفاوض يحتاج إلى آلية واضحة وعروض رسمية، مضيفًا: "أرى كثيرين يكررون هذا الحديث في وسائل الإعلام المحلية، لكن لا داعي لهذا التهافت غير المبرر، لأن أحدًا لم يقدّم لكم عرضًا حتى الآن".
وحذّر لاريجاني من أن "الاندفاع غير المدروس في المشهد الدبلوماسي وإطلاق التصريحات المتسرعة قد يؤدي إلى أخطاء في الحسابات لدى الطرف الآخر".
وفي الأسابيع الأخيرة، تكررت التصريحات المشابهة لما قاله عراقجي، والتي وصفها لاريجاني بأنها "قفز متسرع إلى المشهد الدبلوماسي". ففي 28 يناير الماضي، كشف نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، عن "مشاورات وتنسيق مع الأصدقاء" بشأن سياسات حكومة ترامب الجديدة، مؤكدًا أن طهران لديها "أفكار" لكنها تستعد أيضًا "لأسوأ السيناريوهات".
وفي هجوم لإسرائيل على إيران، في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأن منظومة الدفاع الجوي "إس-300" الإيرانية دُمّرت بالكامل. وفي ديسمبر 2024، أعلن مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن ضعف الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا يتيح فرصة لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وفي الداخل، تواجه إيران أزمة طاقة حادة، حيث يعجز النظام عن تأمين الكهرباء في الصيف، وعن توفير الكهرباء والغاز في الشتاء، ما أدى إلى تعطيل مفاجئ للبلاد بشكل متكرر.
وتبقى عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الآن أكثر حزمًا من ولايته الأولى، ليست خبرًا سارًا للنظام الإيراني، وفي ظل الانهيار الاقتصادي، وتدهور البنية التحتية، وفقدان الحلفاء الإقليميين، بات السعي للتفاوض ضرورة لا مفر منها.

دعا محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، إلى تفاوض طهران مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر شخصيات من داخل الولايات المتحدة، بدلاً من اللجوء إلى دول وسيطة.
وقال واعظي، في مقابلة مع شبكة "إيران 24" الإخبارية، إن "الدول الوسيطة تسعى إلى حل مشكلاتها الخاصة من خلال الوساطة، وقد لا تنقل آراء الطرفين بدقة".
وشدّد على أن ترامب بات يمتلك الآن أربع سنوات من الخبرة في الرئاسة، وهو مختلف عن فترة ولايته الأولى.
وخلال الأسابيع الماضية، نُشرت تقارير حول سعي إيران للتفاوض مع دونالد ترامب.
وفي السياق ذاته، قبل تولي ترامب منصبه رسميًا، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولَين إيرانيين اثنين، طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، بأن إيلون ماسك، الذي عينه ترامب لقيادة "وزارة كفاءة الحكومة" الجديدة، التقى يوم الاثنين 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، وبحث معه سبل خفض التوتر بين طهران وواشنطن.. إلا أن مسؤولين إيرانيين نفوا هذا الخبر.
كما كتب إيلون ماسك، الذي يُعد من الشخصيات المقربة من الرئيس الأميركي، يوم الخميس 16 يناير (كانون الثاني) الماضي، في رد على أحد المستخدمين، أنه لعب "دورًا صغيرًا" في الإفراج عن الصحافية الإيطالية، تشيشيليا سالا.
ومع ذلك، نفت الحكومتان الإيرانية والإيطالية هذه التقارير.
وأضاف واعظي، في هذه المقابلة، أن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، شدّد، خلال حملته الانتخابية، على أن حكومته لا تسعى إلى التصعيد مع الدول الأخرى.
وتابع: "لم يحقق أحد أي مكاسب من التوتر والمواجهة، خلال ولاية ترامب الأولى، ولا ينبغي أن نكرر المسار السابق".
يشار إلى أنه بعد وصول ترامب إلى السلطة، أكد مسؤولون بحكومة بزشكيان مرارًا استعدادهم للتفاوض مع الولايات المتحدة، كما أعطى المرشد الإيراني، علي خامنئي، ضوءًا أخضر للمفاوضات، خلال خطاب له، يوم الثلاثاء 28 يناير الماضي.
وأشار خامنئي إلى سياسات الولايات المتحدة تجاه إيران، قائلاً: "يجب أن نكون واعين مع من نتعامل، ومع مَن نجري الصفقات. عندما يدرك الإنسان طبيعة الطرف المقابل، قد يدخل في مفاوضات، لكنه سيفهم كيف يجب أن يتصرف".
وفي المقابل، تشمل الشروط التي طرحها بعض المسؤولين الأميركيين، عدم تهديد النظام الإيراني لأمن إسرائيل، بالإضافة إلى مراجعة برنامج طهران النووي.
وفي الوقت نفسه، قدّم عدد من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أمس الجمعة، قرارًا يؤكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل وشركاءهما وحلفاءهما يجب أن يُبقوا جميع الخيارات مطروحة على الطاولة؛ لمواجهة تهديد امتلاك إيران للأسلحة النووية.