هاجمت إيران، الأسبوع الماضي، العراق وباكستان، وسوريا، وردت باكستان. ولم تكن هذه الهجمات مصحوبة باحتجاجات عامة في إيران بسبب القمع الداخلي، وقد وصفت بعض وسائل الإعلام الغربية هذه التصرفات بأنها "انتحار" لقادة نظام طهران على طريق "أحلامهم الأيديولوجية المعقدة".
واعتبرت بعض وسائل الإعلام في أوروبا وأميركا، نقلاً عن محللين، الهجمات الأخيرة التي شنتإسلام آباد على العراق وسوريا وباكستان، مؤشرا على ضعف نظام طهران.
من ناحية أخرى، تقول وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إن الهجوم على أربيل تم تنفيذه ضد "قواعد تجسس" إسرائيلية.
ولم يسفر استهداف مواقع في العراق وسوريا عن رد عسكري من "الحكومات الصديقة للنظام الإيراني"، لكن غزو الأراضي الباكستانية كان مختلفا تماما وقوبل بهجوم انتقامي من قبل هذا البلد على الأراضي الإيرانية.
منطقة بلوشستان
وصفت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها بلوشستان بأنها منطقة ذات هوية ثقافية وتاريخية متميزة، وهي مقسمة بين الدول الثلاث باكستان وإيران وأفغانستان.
هذه المنطقة، التي تضم محافظات نمروز، وهلمند، وقندهار، في أفغانستان، وإقليم بلوشستان في باكستان، وإقليم بلوشستان في إيران، اتخذت اسمها من قبيلة البلوش التي بدأت العيش في هذه المنطقة منذ قرون".
ويقع الجزء الأكبر من هذه المنطقة في الجنوب الغربي من باكستان، والتي انضمت إليها عام 1948 بعد استقلال هذا البلد.
وتعد بلوشستان أكبر محافظة في باكستان، والتي تضم 44 % من إجمالي مساحة البلاد.
بدأت حركات التمرد التي تقوم بها الجماعات المسلحة التي تقاتل من أجل إنشاء دولة مستقلة للشعب البلوشي في عام 1948، وبعد فترة من الهدوء، عاودت الظهور بشكل ملحوظ منذ عام 2003.
ويعتقد بعض سكان بلوشستان منذ فترة طويلة أن منطقتهم قد تم إهمالها من حيث التنمية والتمثيل السياسي، وقد أثار ذلك غضبهم من المؤسسات الحاكمة.
وردا على حركات التمرد المسلحة، أشرفت القوات العسكرية وشبه العسكرية والقوات الاستخباراتية الباكستانية على حملة قمع طويلة ودموية في المنطقة.
وخلال هذه الصراعات، "اختفى" عشرات الآلاف من الأشخاص وتعرضوا للتعذيب والقتل دون أي محاكمة.
وكان التمرد المسلح في بلوشستان أيضًا مصدرًا طويل الأمد للتوتر بين باكستان وجارتها إيران، حيث اتهمت كل منهما الأخرى بإيواء إرهابيين انفصاليين.
وفي السنوات الخمس الماضية، أدت الهجمات عبر الحدود من كلا الجانبين في هذا المجال إلى مقتل عدد كبير من الجنود وضباط الشرطة والمدنيين.
وتتهم إيران باكستان على وجه التحديد بالسماح لمسلحي جماعة "جيش العدل" الانفصالية السنية بالعمل بحرية في بلوشستان ومهاجمة المسؤولين اللالي في إلميرانيين.
لماذا دخلت طهران في صراع مع دولة نووية تمتلك جيشا ضخما ومجهزا؟
ناقشت صحيفة "التلغراف" البريطانية أسباب الهجوم الإيراني على باكستان، وهي دولة نووية وتمتلك جيشا ضخما ومجهزا.
وبحسب هذا التقرير، يبدو أن هذا الإجراء يهدف إلى إرسال "رسالة ردع" إلى الولايات المتحدة و"رسالة مقاومة" للقوات الوكيلة ضد ما يبدو أنه نقطة تحول في مصير حكامنظام الإيراني إيران.
وكثيراً ما تلجأ الأنظم الدكتارة إلى زيادة الصراع الخارجي لتعزيز الدعم الداخلي، ولكن مثل هذه التدابير لا تسير دائما كما هو مخطط لها.
على سبيل المثال، يمكن الإشارة إلى سقوط الحكومة العسكرية للجنرال ليوبولدو جالتيري في الأرجنتين بعد غزوه الفاشل لجزر فوكلاند.
حلقة النار
كتبت صحيفة "التلغراف" أن إيران قامت منذ سنوات عديدة ببناء شيء ما حول إسرائيل، وهو ما يسمى "حلقة النار".
و"حلقة النار" هي استراتيجية النظام الإيراني لتطويق إسرائيل من خلال قواتها الوكيلة في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن، وأبعد من ذلك في العراق واليمن.
والغرض من "حلقة النار" هذه هو خنق الدولة اليهودية، لأن حكام إيران يعتبرون وجودها مصدر قلق وقاعدة للقوة الأميركية، وجعلوا من معارضتها حجر الزاوية في الثورة الإسلامية منذ بدايتها.
وبعد هجمات 7 أكتوبر(تشرين الأول)، يبدو أن كل هذه المعادلات قد تغيرت وأن الحلقة النارية للنظام الإيراني بدأت تخمد.
وتقوم إسرائيل باستمرار بتدمير وكلاء النظام الإيراني، أي حماس والجهاد الإسلامي في غزة. ويقتل الجيش الإسرائيلي العشرات من مقاتليهم ويدمر "بنيتهم التحتية التي بنوها بصعوبة".
أما في لبنان، فيبدو أن حزب الله يواجه خيارين صعبين: إما الحرب المدمرة للغاية أو الانسحاب المهين من شمال نهر الليطاني.
وفي اليمن، تضاءلت الهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون على إسرائيل، وغيرت أميركا والمملكة المتحدة استراتيجيتهما بشكل غير متوقع من العمليات الدفاعية إلى الهجومية من أجل تحييد هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
انهيار النظام
أضافت "التلغراف" أيضًا أن حكام إيران يعملون على تهديد أكبر بكثير من "حلقة النار" الخاصة بهم: "انهيار النظام".
إن قادة إيران يتقدمون في السن، ويتطلع الشعب بشكل متزايد إلى شكل آخر من أشكال الحكم.
وتشير الاحتجاجات واسعة النطاق للإيرانيين على مدى الأشهر الستة عشر الماضية إلى التحدي الأشد خطورة الذي واجهته السلطات الإيرانية في العقود الأخيرة.
ويبدو أنه مع الهجمات الانتحارية التي وقعت في كرمان قبل أسبوعين، فإن وجود الجماعات الإسلامية المدنية مثل داعش يتزايد أيضًا.
الخيار الأخير
قد يكون لدى حكام إيران أيضا خطة ثانية في أذهانهم.
بالنسبة لهم، "الثورة" هي كل شيء. ولهذا السبب قد يظنون أن الطريق الوحيد لنجاة الثورة هو تصديرها بسرعة وبعنف. ويتطلب مثل هذا الهدف تشويه سمعة الحكومات الوطنية في مختلف أنحاء المنطقة.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن نظام الجمهورية الإسلامية غير قادر على مواجهة المملكة العربية السعودية وباكستان وإسرائيل في نفس الوقت، ولكن مع تراجع الاحتجاجات الداخلية، قد يكون قادة النظام على استعداد للانتحار بسبب أحلامهم الأيديولوجية المعقدة.منطقة بلوشستان
وصفت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها بلوشستان بأنها منطقة ذات هوية ثقافية وتاريخية متميزة، وهي مقسمة بين الدول الثلاث باكستان وإيران وأفغانستان.
هذه المنطقة، التي تضم محافظات نمروز، وهلمند، وقندهار، في أفغانستان، وإقليم بلوشستان في باكستان، وإقليم بلوشستان في إيران، اتخذت اسمها من قبيلة البلوش التي بدأت العيش في هذه المنطقة منذ قرون.
ويقع الجزء الأكبر من هذه المنطقة في الجنوب الغربي من باكستان، والتي انضمت إليها عام 1948 بعد استقلال هذا البلد.
وتعد بلوشستان أكبر محافظة في باكستان، والتي تضم 44 % من إجمالي مساحة البلاد.
بدأت حركات التمرد التي تقوم بها الجماعات المسلحة التي تقاتل من أجل إنشاء دولة مستقلة للشعب البلوشي في عام 1948، وبعد فترة من الهدوء، عاودت الظهور بشكل ملحوظ منذ عام 2003.
ويعتقد بعض سكان بلوشستان منذ فترة طويلة أن منطقتهم قد تم إهمالها من حيث التنمية والتمثيل السياسي، وقد أثار ذلك غضبهم من المؤسسات الحاكمة.
وردا على حركات التمرد المسلحة، أشرفت القوات العسكرية وشبه العسكرية والقوات الاستخباراتية الباكستانية على حملة قمع طويلة ودموية في المنطقة.
وخلال هذه الصراعات، "اختفى" عشرات الآلاف من الأشخاص وتعرضوا للتعذيب والقتل دون أي محاكمة.
وكان التمرد المسلح في بلوشستان أيضًا مصدرًا طويل الأمد للتوتر بين باكستان وجارتها إيران، حيث اتهمت كل منهما الأخرى بإيواء "إرهابيين انفصاليين".
وفي السنوات الخمس الماضية، أدت الهجمات عبر الحدود من كلا الجانبين في هذا المجال إلى مقتل عدد كبير من الجنود وضباط الشرطة والمدنيين.
وتتهم إيران باكستان على وجه التحديد بالسماح لمسلحي جماعة "جيش العدل" الانفصالية السنية بالعمل بحرية في بلوشستان ومهاجمة المسؤولين الإيرانيين.
لماذا دخلت طهران في صراع مع دولة نووية تمتلك جيشا ضخما ومجهزا؟
ناقشت صحيفة "التلغراف" البريطانية أسباب الهجوم الإيراني على باكستان، وهي دولة نووية وتمتلك جيشا ضخما ومجهزا.
وبحسب هذا التقرير، يبدو أن هذا الإجراء يهدف إلى إرسال "رسالة ردع" إلى الولايات المتحدة و"رسالة مقاومة" للقوات الوكيلة ضد ما يبدو أنه نقطة تحول في مصير حكام إيران.
وكثيراً ما تلجأ الأنظمة الدكتاتورية المنهارة إلى زيادة الصراع الخارجي لتعزيز الدعم الداخلي، ولكن مثل هذه التدابير لا تسير دائما كما هو مخطط لها.
على سبيل المثال، يمكن الإشارة إلى سقوط الحكومة العسكرية للجنرال ليوبولدو جالتيري في الأرجنتين بعد غزوه الفاشل لجزر فوكلاند.
حلقة النار
كتبت صحيفة "التلغراف" أن إيران قامت منذ سنوات عديدة ببناء شيء ما حول إسرائيل، وهو ما يسمى "حلقة النار".
و"حلقة النار" هي استراتيجية النظام الإيراني لتطويق إسرائيل من خلال قواتها الوكيلة في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن، وأبعد من ذلك في العراق واليمن.
والغرض من "حلقة النار" هذه هو خنق الدولة اليهودية، لأن حكام إيران يعتبرون وجودها مصدر قلق وقاعدة للقوة الأميركية، وجعلوا من معارضتها حجر الزاوية في الثورة الإسلامية منذ بدايتها.
وبعد هجمات 7 أكتوبر(تشرين الأول)، يبدو أن كل هذه المعادلات قد تغيرت وأن الحلقة النارية للنظام الإيراني بدأت تخمد.
وتقوم إسرائيل باستمرار بتدمير وكلاء النظام الإيراني، أي حماس والجهاد الإسلامي في غزة. ويقتل الجيش الإسرائيلي العشرات من مقاتليهم ويدمر "بنيتهم التحتية التي بنوها بصعوبة".
أما في لبنان، فيبدو أن حزب الله يواجه خيارين صعبين: إما الحرب المدمرة للغاية أو الانسحاب المهين من شمال نهر الليطاني.
وفي اليمن، تضاءلت الهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون على إسرائيل، وغيرت أميركا والمملكة المتحدة استراتيجيتهما بشكل غير متوقع من العمليات الدفاعية إلى الهجومية من أجل تحييد هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
انهيار النظام
أضافت "التلغراف" أيضًا أن الملالي في إيران يعملون على تهديد أكبر بكثير من "حلقة النار" الخاصة بهم: "انهيار النظام".
إن قادة إيران يتقدمون في السن، ويتطلع الشعب بشكل متزايد إلى شكل آخر من أشكال الحكم.
وتشير الاحتجاجات واسعة النطاق للإيرانيين على مدى الأشهر الستة عشر الماضية إلى التحدي الأشد خطورة الذي واجهته السلطات الإيرانية في العقود الأخيرة.
ويبدو أنه مع الهجمات الانتحارية التي وقعت في كرمان قبل أسبوعين، فإن وجود الجماعات الإسلامية المدنية مثل داعش يتزايد أيضًا.
الخيار الأخير
قد يكون لدى حكام إيران أيضا خطة ثانية في أذهانهم.
بالنسبة لهم، "الثورة" هي كل شيء. ولهذا السبب قد يظنون أن الطريق الوحيد لنجاة الثورة هو تصديرها بسرعة وبعنف. ويتطلب مثل هذا الهدف تشويه سمعة الحكومات الوطنية في مختلف أنحاء المنطقة.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن النظام الإيراني غير قادر على مواجهة المملكة العربية السعودية وباكستان وإسرائيل في نفس الوقت، ولكن مع تراجع الاحتجاجات الداخلية، قد يكون قادة النظام على استعداد للانتحار بسبب أحلامهم الأيديولوجية المعقدة.
ذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، نقلًا عن مسؤولين سويديين، أن إيران اعتقلت مواطنًا يحمل الجنسيتين: الإيرانية والسويدية في نهاية عام 2023.
ووفقًا لتقرير وكالة "أسوشيتد برس"، فإن الحكومة السويدية تطالب بالإفراج الفوري عن هذا المواطن البالغ من العمر 60 عامًا.
ولم تكشف الحكومة السويدية عن هوية هذا المواطن، لكنها أعلنت أنه يحمل الجنسيتين: السويدية والإيرانية، وتم اعتقاله "دون سبب واضح" نهاية نوفمبر 2023، حسبما جاء في تقرير وكالة أسوشيتد برس.
واستدعت وزارة الخارجية السويدية القائم بالأعمال الإيراني، الأربعاء الماضي، وطالبت بالإفراج عن جميع المواطنين السويديين المحتجزين "تعسفيًا" في إيران.
وأعلنت وزارة الخارجية السويدية، في الأيام الأخيرة، اعتقال مواطن آخر في إيران بداية الشهر الجاري.
وبحسب هذا التقرير، فإن المواطن السويدي المعتقل هو رجل في العشرينيات من عمره، دون مزيد من الإيضاحات عن هويته واسمه الكامل.
وفي وقت سابق، تم اعتقال يوهان فلودروس، وهو مواطن سويدي ودبلوماسي في الاتحاد الأوروبي يبلغ من العمر 33 عامًا، في إيران.
وكان فلودروس، وهو خريج جامعة أكسفورد، يعمل في مكتب أفغانستان التابع للخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي قبل اعتقاله.
وتتهم إيران، فلودروس، بـ "جمع معلومات لإسرائيل" في إطار مشاريع تهدف لإسقاط النظام الإيراني.
وأكد نشطاء حقوق الإنسان، أن اعتقال فلودروس ومحاكمته، محاولة من جانب طهران للضغط على الحكومة السويدية لإطلاق سراح حامد نوري، المسؤول القضائي السابق والمتهم بالمشاركة في الإعدامات السياسية عام 1988.
أعلن مسؤولو جامعة مشهد الإيرانية، تشكيل مجموعة جديدة تابعة لإدارة "الحرس السلوكي" في الجامعة؛ بهدف مراقبة سلوك الأساتذة والطلاب الجامعيين.
وأُطلق اسم "أنصار المعروف" على هذه المجموعة الجديدة التابعة للسلطة.
وجاء في بيان صادر عن الجامعة، أن هذه المجموعة من صلاحياتها منع الطلاب والأساتذة من دخول الجامعة أو طردهم من حرم الجامعة، إذا رأوا ما يبرر ذلك.
وانتقد نشطاء ومراقبون للشأن الحقوقي والطلابي في إيران هذه الخطوة، وأكدوا أن هذه الإجراءات تطبق حاليًا على الأقل في أكثر من 10 جامعات في البلاد، على يد المجموعات الخاصة التابعة لـ "الباسيج" وقوات الحرس الجامعي.
ومن بين هذه الجامعات: جامعة طهران وشريف وعلم صعنت وآزاد وجامعة أصفهان للتكنولوجيا وجامعة تشابهار.
وفي العام الماضي تعرض العديد من طلاب وأساتذة الجامعات إلى المضايقات، أو تم إيقافهم عن الدراسة؛ بسبب شكل لباسهم أو مظهرهم. وفي بعض الحالات، تم حرمانهم من حقهم في السكن التابع للجامعات.
وتضاعفت الإجراءات الأمنية من قِبل قوات الأمن ومسؤولي الجامعات بعد الانتفاضة الثورية للإيرانيين العام الماضي، واتساع نطاق الاحتجاجات الطلابية، ونتيجة لذلك، تم اعتقال واستدعاء آلاف الطلاب في جميع أنحاء إيران، أو إيقافهم عن الدراسة أو حظرهم من قِبل اللجان التأديبية.
ومنذ سبتمبر من العام الماضي، تم نشر العديد من التقارير حول تعامل سيئ مع الطالبات الرافضات للحجاب الإجباري وتعرضن للفصل والإيقاف، كما حرمن من البقاء في السكن الجامعي.
وفي ديسمبر الماضي كتبت قناة "إيران إنترناشيونال" في تقرير لها أنه مع استمرار الضغط الأمني، تم فصل أعضاء هيئة التدريس في عدد من الجامعات بسبب دورهم في الانتفاضة الشعبية الأخيرة.
قال زعيم أهل السُّنَّة في إيران، مولوي عبدالحميد، تعليقًا على التطورات الأمنية والعسكرية الأخيرة في المنطقة، إن الشرق الأسط بات يتجه نحو الحرب.
ودعا مولوي عبدالحميد، جميع الدول في المنطقة إلى التعامل البنَّاء لحل المشاكل والخلافات عبر الحوار والدبلوماسية، مؤكدًا أن اللجوء إلى الهجمات المتبادلة لن ينفع أي شعب أو بلد.
وأشار إلى مقتل الأطفال والنساء البلوش في الهجوم الصاروخي الباكستاني على مدينة سراوان الإيرانية، معربًا عن أمله في أن تحل إيران وباكستان مشاكلهما من خلال الدبلوماسية.
وفي الأيام الماضية، نفذت إيران هجمات صاروخية وبالطائرات المُسيَّرة على أهداف في كل من العراق وسوريا وباكستان، مما أثار غضب جيرانها.
وردًا على هجمات إيران، قامت باكستان فجر أمس، الخميس، بشن هجمات صاروخية على أهداف داخل إيران.
وقال مولوي عبدالحميد: إن مجموعة من الأشخاص المعارضين في باكستان قد يأتون إلى إيران، أو قد يذهب الأشخاص المعارضون في إيران إلى باكستان.
وأوصى حكومتي البلدين بالتحدث مع هؤلاء الأشخاص غير الراضين (المعارضة) وعدم السماح لهم "بالوقوع في فخ الآخرين".
كما تطرق، في جانب آخر من خطبته، إلى الأزمة الاقتصادية في إيران والتضخم والبطالة، وقال: "في الوقت الراهن فإن الفقر منتشر في القرى الإيرانية على نطاق واسع، الكثير من المواطنين في المدن والقرى الإيرانية لا يستطيعون العثور على الخبز".
كما انتقد تجاهل السلطات للأزمة التعليمية في محافظة بلوشستان، وأكد أن بعض المدن في المحافظة بلا مدارس، وقال: "هناك مناطق في المحافظة لاتزال بلا مدرسة، والمتخلفون عن الدراسة قد تركوا ولم يهتم بهم أحد من المسؤولين".
وأظهرت مقاطع فيديو من محافظة مدينة بلوشستان انتشارًا واسعًا لقوات الأمن الإيراني في شوارع المدينة، التي شهدت احتجاجات واسعة خلال الأشهر الماضية.
أصدر تكتل النقابات الطلابية بيانًا طلابيًا من 17 جامعة إيرانية بعنوان "لن نسكت عن الإعدامات وسندمر حكومة الإعدام"، مؤكدين أن أحكام الإعدام التي تصدرها السلطة في إيران هي بمثابة "قتل عمد حكومي".
وكتب الموقعون على البيان، والذين أطلقوا على أنفسهم اسم "مناضلو وثوار انتفاضة المرأة، والحياة، والحرية": "بعد موجة الإعدامات في الأيام والأسابيع الأخيرة في أنحاء البلاد، فمن الضروري توسيع الاحتجاج على مستوى البلد ضد هذه الموجة من الوحشية والعداء ضد الإنسان والإنسانية من خلال الحملات والإجراءات الميدانية".
وأشاروا إلى مصادقة المحكمة العليا على حكم إعدام السجناء السياسيين: رضا رسایی، ومجاهد کورکور، ومنصور دهمرده، وفرشید حسین زهي، ووفا آذربار، ومحمد فرامرزي، وبجمان فاتحي ومحسن مظلوم، مؤكدين أنهم لن يسكتوا على هذه الإعدامات، و"سيدمرون حكومة الإعدام".
وأكدت هذه المجموعات الطلابية، أن "أهالي المحكومين وضحايا أحكام الإعدام اللاإنسانية أعلنوا مرارًا أن أبناءهم أُجبروا على الاعتراف تحت تعذيب ووحشية الجلادين، وأن ملفاتهم مليئة بالتناقضات".
ووفقًا لما جاء في البيان فإن النظام: "يبحث عن مخرج من الأزمة السياسية والثقافية والاقتصادية والدولية التي تتفاقم يومًا بعد يوم من خلال خلق الرعب عبر إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام".
وأضافوا أن السلطة "تعتقد أنه من خلال إعدام المتظاهرين والمعارضين، يمكنها تخويف المجتمع وكبح وإيقاف ثورتنا واحتجاجاتنا"، مؤكدين في المقابل أن السلطة واهمة في اعتقادها هذا وأنهم ماضون حتى "تدمير" الجمهورية الإسلامية.
ووقع على هذا البيان 9 مجموعات ومنظمات طلابية، بما في ذلك منظمة الطلاب التقدميين، ومنظمة طالبي الحرية في جامعة شمال طهران، واللجنة الوطنية للطلاب في محافظة كردستان، والمنظمة المستقلة لطلاب جامعة آزاد أصفهان، ومنظمة الحرية في أصفهان، والطلاب المستقلون في جامعة خواجه نصير، وصوت جامعة آزاد (فن أصفهان)، وتحالف جامعة أصفهان للتكنولوجيا، وتحالف طلاب جامعة الزهراء.
وأعلن الموقعون على البيان أن "الوقوف بوجه هذه الإعدامات ومساندة أهالي المحكومين بالإعدام"، هو أحد الطرق للنضال والمقاومة.
موضحين انهم وعبر الاحتجاج والاعتراض سيجبرون السلطة على التخلي عن سلاح الإعدامات التي تستخدمه لترهيب المعارضين.
ووفقًا للإحصاءات السنوية لوكالة "هرانا" الحقوقية، فقد تم إعدام ما لا يقل عن 791 مواطنًا، بينهم 25 امرأة وطفلان، في عام 2023، وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 33% مقارنة بالعام الماضي.
وحذر أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في تقريره الذي قدمه في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى الجمعية العامة لهذه المنظمة حول انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، من المعدل المقلق والزيادة الملحوظة في تنفيذ أحكام الإعدام في إيران.
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن إيران "خفضت بشكل غير مسبوق" تعاونها مع المنظمة وأقحمت الوكالة في خلافاتها السياسية مع الدول الغربية.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لوكالة فرانس برس على هامش قمة دافوس الخميس، إن نظام الجمهورية الإسلامية رفض المفتشين بسبب جنسيتهم.
وأشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن هذا يتم لأسباب خارجة عن الموضوع ولمعاقبتنا. حيث "كلما اختلفت فرنسا وبريطانيا وأميركا حول شيء ما، يبدو أنهم [الإيرانيون] يقحمون الوكالة الدولية للطاقة الذرية في خلافاتهم السياسية مع الآخرين".
وأشار غروسي إلى أنه لا يوجد تقدم حاليًا في الملف النووي الإيراني، ولكن قد تكون هناك تغييرات في الأيام المقبلة، وأضاف: "الدبلوماسية، الدبلوماسية، الدبلوماسية هي ما نحتاج إليه. علينا مواصلة المحادثات والحيلولة دون تفاقم الوضع حتى لا نصل إلى نقطة يصبح من المستحيل تصحيح الوضع فيها. ولهذا السبب لا أستبعد عودتي إلى إيران".
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 26 ديسمبر 2023، أن إيران زادت إنتاجها من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 60 %إلى نحو 9 كيلوغرامات شهريا. وبحسب الوكالة، يتم إنتاج هذه الكمية من اليورانيوم في موقعين هما فردو ونطنز.
وبهذا الإجراء، عادت طهران إلى مستوى إنتاجها السابق من "UAF6" (سداسي فلوريد اليورانيوم) في الأشهر الستة الأولى من عام 2023.
وفي يونيو/حزيران، خفضت إيران إنتاجها من اليورانيوم المخصب عالي النقاء إلى ثلاثة كيلوغرامات شهريا.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت في وقت سابق أن احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب بنسب 5 % و20 % و60 % زادت مقارنة بسبتمبر/أيلول من العام الجاري.
وكتبت وكالة رويترز للأنباء في 16 نوفمبر 2023 أن التقارير السرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية تظهر أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 % لصنع ثلاث قنابل ذرية، ولا تزال غير متعاونة مع الوكالة في القضايا الرئيسية.