حشد كبير للإيرانيين بكندا في ذكرى الانتفاضة الشعبية بحضور ثلاثة وزراء

نظم الإيرانيون الذين يعيشون في كندا تجمعات حاشدة في جميع أنحاء البلاد لإحياء ذكرى مقتل مهسا أميني من قبل النظام، حضرها ثلاثة وزراء كنديين.

نظم الإيرانيون الذين يعيشون في كندا تجمعات حاشدة في جميع أنحاء البلاد لإحياء ذكرى مقتل مهسا أميني من قبل النظام، حضرها ثلاثة وزراء كنديين.
وأقيمت مسيرات يوم السبت 16 سبتمبر في تورنتو ومونتريال وأوتاوا وكالغري وفانكوفر وإدمونتون.
وتحدثت وزيرة الخارجية الكندية، التي رافقت الإيرانيين في مسيرة بمونتريال، في تغريدة على تويتر عن "دعم بلادها الثابت" لـ "انتفاضة المرأة في إيران".
وقالت ميلاني جولي: "سنواصل فرض العقوبات على كبار المسؤولين في النظام الإيراني وسنحاول الاعتراف به كما هي حقيقته: "نظام راعٍ للإرهاب".
كما انضمت وزيرة شؤون الأسرة والطفل والتنمية الاجتماعية، جينا سادز، وكذلك وزير الهجرة واللجوء والمواطنة الكندي، مارك ميلر، إلى تجمع الإيرانيين في أوتاوا وألقيا كلمة هناك.
وأعربت سادز عن تعاطفها مع النساء والفتيات اللاتي يقاومن "بقوة" نظام الجمهورية الإسلامية و"تجاهله الوحشي لحقوق الإنسان" وخاطبت الإيرانيين قائلة: "نبقى معكم في ذكرى هذه الانتفاضة والقتل الوحشي لمهسا أميني".
وقالت وزيرة شؤون الأسرة الكندية إن حقوق المرأة هي من حقوق الإنسان، وأضافت أن أوتاوا ستبذل كل ما في وسعها لمحاسبة النظام الإيراني.
وفي كلمته، وصف ميلر أيضًا مقتل مهسا أميني بأنه "عمل مخزٍ من قبل نظام مخزٍ"، وقال إن الحكومات الأخرى ليست هي التي بدأت هذه الحركة، بل النساء الإيرانيات اللاتي وقفن ضد النظام. وأنهى وزير الهجرة الكندي كلمته بشعار "المرأة، الحياة، الحرية".

كتبت شقيقة الممثلة الإيرانية هانية توسلي على إنستغرام أنه تم القبض على شقيقتها الساعة 11:45 ليلاً في منزلها واقتيادها إلى مكان مجهول. ونشرت الممثلة توسلي يوم السبت منشورًا على إنستغرام بمناسبة ذكرى مهسا أميني.

أفادت التقارير الواردة من داخل إيران بأن قوات النظام الإيراني أطلقت الرصاص، اليوم السبت 16 سبتمبر (أيلول)، على مواطن بمدينة سقز في محافظة كردستان، شمال غربي إيران، وأصابوه بجروح، تزامنا مع الاحتجاجات التي تلت الذكرى السنوية الأولى لمقتل الشابة مهسا أميني على يد "شرطة الأخلاق".
كما أفادت مقاطع فيديو، مساء اليوم السبت، في كرمانشاه غربي إيران، بإطلاق عناصر النظام الرصاص الحي على المتظاهرين. وفي المقاطع التي تم تسجيلها بواسطة شخصين قال أحد المحتجين الذين شهدوا إطلاق النار، إن "الرصاص أصاب أحدنا".
وقد تم الإبلاغ حتى صباح اليوم السبت عن إجراءات أمنية مشددة في العديد من المدن الإيرانية. ووفقا لبعض التقارير، فقد اعتقلت قوات الأمن عددا من المارة في شوارع طهران، بعد أن هاجمتهم.
ووفقا للتقارير ومقاطع الفيديو المنشورة، على الرغم من استمرار الوضع الأمني في رشت، شمالي إيران، فإن المحتجين في مناطق مختلفة رددوا هتافات مثل "الموت للديكتاتور خامنئي".
وأكد المساعد الأمني لمحافظ كردستان، مهدي رمضاني، بعد ظهر اليوم السبت نبأ إطلاق الرصاص على مواطن في سقز من قبل قوات النظام. مدعيًا أن "إطلاق الرصاص عليه جاء بعد دخوله إلى منطقة محظورة".
وفي وقت سابق، أعلنت منظمة "هنغاو" المعنية بحقوق الإنسان في إيران، عن هوية المواطن الذي يدعى فردين جعفري، وقالت إنه "أصيب برصاصة في رأسه من قبل قوات النظام القمعية وهو في الطريق من مدينة سقز إلى مدينة بانه، بالقرب من مقبرة آيتشي". وأفادت التقارير بأن "جعفري نُقل إلى المستشفى، وأن حالته حرجة".
واعتبارا من صباح اليوم، تم اعتقال العديد من المواطنين في المدن الكردية. وكان من بين المعتقلين: علي أحمدي، وديار أحمدي، وآرمان سهرابي، وجبار محمودي، ومحمد مرادي نجاد.
كما تم اليوم السبت اعتقال الناشط السياسي والسجين السابق سعيد فتحي بور، والمدون محمد معيني أيضًا.
وبالإضافة إلى هذه الاعتقالات، تم إرسال العديد من قوات النظام إلى المدن الإيرانية، وساد الجو الأمني في جميع أنحاء البلاد.
ووفقا لمقاطع فيديو حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال"، لقد أغلقت قوات الأمن طريق مدينة بانه المؤدي إلى مدينة سقز. وفي سقز حلقت مروحيات عسكرية فوق سماء المدينة، بما في ذلك فوق مقبرة آيتشي التي دُفنت بها الشابة مهسا أميني عقب قتلها على يد "شرطة الأخلاق" الإيرانية.
كما أشارت التقارير ومقاطع الفيديو إلى انتشار قوات خاصة في مدن تاكستان، وكركان، وأردبيل، وكرج، وشيراز، وتبريز، ومشهد، ومهاباد، وشهر ري، وطهران، وسنندج، وهمدان، والأهواز، وأصفهان، ورشت، ونجف آباد.

أعلن الاتحاد الدولي للصحافيين أنه تم اعتقال ما لا يقل عن 100 صحافي في إيران بعد مقتل الشابة مهسا أميني على يد "شرطة الأخلاق"، وحكم على أكثر من 21 منهم بالسجن 77 عاما. ووفقا للتقرير، لا يزال 6 صحافيين في السجون.
وبالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للاحتجاجات الإيرانية، أدان الاتحاد الوطني للصحافيين البريطانيين والأيرلنديين قمع وسائل الإعلام في إيران، ودعا إلى إطلاق سراح الصحافيين المعتقلين.
وذكر الاتحاد الدولي للصحافيين في تقرير له، اليوم السبت 16 سبتمبر (أيلول): إن "عشرات الصحافيين سجنوا وأدينوا بأحكام قاسية في العام الماضي، وتم إيقاف العديد من الصحف، كما دفعت ضغوط الأجهزة الأمنية العديد من الصحافيين إلى ترك عملهم، ومنزلهم، ووطنهم".
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الصحافيين في طهران، أكبر منتجبي، لصحيفة "هم ميهن"، يوم 8 أغسطس (آب)، في إشارة إلى اعتقال أكثر من 100 صحافي العام الماضي: "إن الحقبة السوداء للصحافة الإيرانية لم تنته بعد، ويشكل النظام الضغط الأكبر بتركيزه على اعتقال الصحافيين، وفصلهم، والقضاء عليهم".
وأشار منتجبي إلى أنه "خلال الفترات التي تتسارع فيها الأحداث السياسية، عادة ما يتم استخدام آلية اعتقال العديد من الصحافيين؛ لتخويف وسائل الإعلام، بينما أصبح الوضع الآن خارج نطاق السيطرة".
وفي العام الماضي، حذر عدد من السياسيين، ومنظمات حقوق الإنسان، والمنظمات ذات الصلة بحرية الصحافة، من موجة الاعتقالات والقمع للصحافيين في إيران بالتزامن مع الاحتجاجات الإيرانية، من بينها منظمة "مراسلون بلا حدود"، التي وصفت وضع حرية الإعلام في ظل النظام الإيراني بـ"المقلق للغاية"، وأعلنت أن "إيران هي ثالث أكبر سجن للصحافيين في العالم".
وبحسب التقرير الجديد الصادر عن الاتحاد الدولي للصحافيين، فقد استدعى الجهاز الأمني والقضائي للنظام الإيراني ما لا يقل عن 110 أشخاص من الصحافيين، بعد مرور عام على مقتل مهسا أميني.
ووفقا للأحكام الصادرة عن القضاء الإيراني، فقد حكم على 21 صحافيا بالسجن 77 عاما بتهم مثل "الدعاية ضد النظام"، و"العمل ضد أمن البلاد".
وأضاف التقرير أنه "تم العفو عن عدد من الصحافيين المدانين وأطلق سراحهم، ولكن على الرغم من ذلك، تم تأكيد حكم الـ21 صحافيا في محاكم القضاء الإيراني، وينتظر بعضهم تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم. كما لا يزال 6 من الصحافيين في السجن.
ومن بين الصحافيين الذين اعتقلوا في الفترة من 22 سبتمبر (أيلول) العام الماضي، حتى 20 يوليو (تموز) هذا العام، وما زالوا في السجون الإيرانية: نيلوفر حامدي، وإلهه محمدي، وويدا رباني، وريبوار سيد محمدي، وكاميار فكور، وعلي مصلحي.
وفي إشارة إلى جلسة المحكمة الأخيرة لنيلوفر حامدي، وإلهه محمدي، أدان الاتحاد الدولي للصحافيين التهم "التي لا أساس لها" الموجهة ضدهما، ودعا النظام الإيراني إلى إسقاطها.

أفسون نجفي، شقيقة حديث نجفي، إحدى ضحايا الاحتجاجات الأخيرة، أعلنت على موقع "إنستغرام"، عن اعتقال أفراد عائلتها يوم أمس الجمعة، من قبل عناصر الأمن، وكتبت: “دون أي إنذار اقتحموا منزلنا وفتشوا كل شيء وأخذوا معهم بعض الأمتعة واعتقلوا أفراد أسرتي".

بحسب المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فإن الناشطات السياسيات اللواتي اعتصمن في عنبر النساء داخل سجن إيفين بطهران وصفن ذكرى مقتل مهسا أميني بأنها "ليلة القمع المستمر للنظام الديني"، ورددن هتافات مناهضة للنظام ورفضن دخول العنبر وأحرقن أوشحتهن في ساحة السجن.
والسجينات السبع اللائي أعلن، أمس الجمعة، أنهن سيعتصمن في ساحة سجن إيفين منذ 15 سبتمبر (أيلول) "لدعم الشعب والاحتجاج ضد النظام"، هن: أزاده عابديني، وسبيده قليان، وشكيلا منفرد، وكلرخ إيرايي، ونرجس محمدي، ومحبوبة رضائي، وفيدا رباني.
وقد قامت عابديني، ومنفرد، وإيرائي، ومحمدي، بإشعال النار في أوشحتهن بساحة سجن إيفين، اليوم السبت 16 سبتمبر (أيلول).
وأعلنت السجينات أنهن قمن بهذه الخطوة الرمزية احتجاجًا على "القمع المتواصل للنظام الاستبدادي" الذي جعل الشعب يحزن في مثل هذا اليوم على مقتل مهسا وعشرات الرجال والنساء الإيرانيين الآخرين بسبب الحجاب الإجباري.
وبحسب التقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فقد رفضت السجينات السبع دخول عنبر النساء بسجن إيفين، وهتفن في ساحة السجن بـ"الموت للديكتاتور"، و"المرأة، الحياة، الحرية"، وأنشدن أغنية "باسمك، وهو رمزنا" في ساحة السجن.
وفي بيان نُشر أمس الجمعة على صفحة "إنستغرام" الخاصة بالناشطة الحقوقية المسجونة نرجس محمدي، طلبت السجينات من الشعب الإيراني والعالم أن يكونوا "صوت المتظاهرين والمعارضين".
وجاء في جزء آخر من بيان هؤلاء السجينات السياسيات السبع: "إن قتل وإعدام الفتيات والفتيان المضطهدين في شوارع إيران وسجونها، واستهداف أعين المتظاهرين لإصابتهم بالعمى، واعتقال وتعذيب وسجن المنتفضين، هو جرح في حياتنا ونفسيتنا، لكنها شعلة أمل ودوافع لمواصلة النضال حتى لحظة انتصارنا".
كما أعلن مصطفى تاج زاده، وسعيد مدني، وحسين رزاق، ومهدي محموديان، ومحمد نجفي، في رسالة من داخل سجن إيفين أنهم سيضربون عن الطعام، اليوم السبت، احتجاجا على "استمرار سياسات النظام القمعية والمعادية للمرأة، وتضامنا مع مطالب المتظاهرين، بما في ذلك عدم فرض الحجاب الإجباري".
ورغم محاولات النظام قمع المواطنين من أجل منع تنظيم تجمع في الذكرى الأولى للانتفاضة، إلا أن التحركات الاحتجاجية للمواطنين والسجناء السياسيين بدأت منذ أيام وما زالت مستمرة.
وفي الأيام التي سبقت الذكرى السنوية لمقتل مهسا أميني على يد النظام، نُشرت عدة مقاطع فيديو لطباعة وتوزيع منشورات ورسم الجداريات وترديد هتافات ليلية تدعو إلى التجمعات.
وقد تم نشر العديد من الدعوات من قبل المواطنين والمؤسسات والمنظمات، من أجل تنظيم إضرابات وتجمعات على مستوى البلاد داخل إيران، وكذلك في كثير من المدن حول العالم.
