مرصد الأمم المتحدة يطلق حملة توقيعات لإلغاء تعيين ممثل إيران رئيسا للمنتدى الاجتماعي



أعلن رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فاتسلاف بالك، أنه عيّن علي بحريني، الممثل الدائم لنظام إيران في مكتب الأمم المتحدة بجنيف، رئيسا للمنتدى الاجتماعي لهذا المجلس يومي 2 و 3 نوفمبر. وقد قوبل هذا القرار بانتقادات واسعة النطاق، وأطلق مرصد الأمم المتحدة حملة لإلغائه.
جدير بالذكر أنه سيتم في هذا الاجتماع دراسة دور التكنولوجيا في حماية حقوق الإنسان، بما في ذلك حقبة ما بعد وباء كورونا.
وبعد نشر هذا الخبر، بدأ مرصد الأمم المتحدة حملة لجمع التوقيعات لإلغاء تعيين ممثل الجمهورية الإسلامية رئيسا لهذا المنتدى.
وطلب المرصد من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قيادة الحملة، مشيرا إلى أن أمامه ستة أشهر لإلغاء القرار.
وفي هذا الصدد، قال المدير التنفيذي لمرصد حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، هليل نوير، خلال مقابلة مع "إيران إنترناشيونال" في برنامج 24 مع فرداد فرحزاد، عن تعيين ممثل إيران رئيسا للمنتدى الاجتماعي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: إنه لأمر مثير للسخرية أن يتم انتخاب نظام يعذب بوحشية ويقتل عشرات الأبرياء على رأس مؤسسة حقوق الإنسان.
وأضاف نوير: "إذا عملنا على أساس المنطق أو الواقع أو الأخلاق، فيجب أن يبقى النظام الإيراني هو الخيار الأخير ليكون على رأس مؤسسة لحقوق الإنسان".
وقال المدير التنفيذي لمرصد الأمم المتحدة: "في كثير من الحالات بالأمم المتحدة، يتم تداول القضايا على أساس سياسات المصلحة الذاتية وتستخدم الأساليب السرية في هذا الاتجاه. لا أعرف ما هي الصفقة التي أبرمها النظام الإيراني للوصول إلى هذا الموقع، لكن هذه المسألة شائعة جدا في الأمم المتحدة".
وأكد أيضا: "من الواضح أن هناك شيئا ما يحدث وراء الكواليس، كانت إيران هي المرشح الوحيد لرئاسة المنتدى الاجتماعي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكانت جميع الدول، بما في ذلك الدول الأوروبية وأميركا، على علم بهذه القضية، لكنها لم تتخذ أي إجراء".
وأضاف المدير التنفيذي لمرصد الأمم المتحدة: "من الواضح أنه تم التوصل إلى صفقة، وهي صفقة سيئة للغاية على حساب إهانة ذكرى آلاف الأبرياء الذين تم اعتقالهم بوحشية وتعذيبهم وإعدامهم من قبل النظام الإيراني وتعرضوا للضرب والإهانة والاغتصاب".
وكتب الناشط السياسي، وحيد بهشتي، والذي نُقل هو الآخر إلى المستشفى بعد إضراب عن الطعام، ردًا على تعيين ممثل إيران رئيسًا لهذا المنتدى: كيف يجرؤ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على افتراض أن الشعب الإيراني جاهل! هذا الشخص هو ممثل علي خامنئي الذي تسبب حرمانه الشعب الإيراني من لقاح كورونا في مقتل آلاف الإيرانيين، وقتل أكثر من 500 متظاهر في الشوارع بالرصاص. إنه ممثل نفس النظام الذي يعدم شخصًا واحدًا كل ست ساعات في الأيام الأخيرة.
يأتي تعيين إيران على رأس المنتدى الاجتماعي لمجلس حقوق الإنسان، في حين أنه بعد انتفاضة الشعب الإيراني، وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على قرار في جلسة خاصة 24 نوفمبر 2022، لتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق حول الاحتجاجات الإيرانية.
هذا وقد سبق للنظام الإيراني أن حاول ممارسة نفوذه في هذه المنظمة لمنع طرده من لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة. ولكن المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة قد أصدر، الأربعاء، 14 ديسمبر، قرارًا بطرد إيران من لجنة وضع المرأة، التابعة للأمم المتحدة بسبب القمع الممنهج للنساء في إيران، بما في ذلك أثناء الانتفاضة التي عمّت البلاد.
وتُظهر المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أن وزارة العلوم في حكومة إبراهيم رئيسي أرسلت نصوصًا إلى أساتذة الجامعة من خلال بعض الجامعات، بما في ذلك جامعة فردوسي في مشهد، وطلبت منهم إرسال رسائل بريد إلكتروني إلى الدول الأعضاء في لجنة الأمم المتحدة بشأن مكانة المرأة لمنعهم عن التصويت على القرار الأميركي.
وفي أحد هذه النصوص تحت عنوان "إدانة أميركا لحركة إلغاء عضوية إيران"، والذي طُلب من الأساتذة إرساله، تكرر ادعاء النظام الإيراني بـ "التدخل الأجنبي" في انتفاضة الإيرانيين ضد النظام، وجاء: "إذا قررت أميركا إلغاء عضوية إيران في لجنة وضع المرأة، فإنها ستخلق إجراءً خطيرًا في منظومة الأمم المتحدة وشكوكا في إجراءات المساواة بين الدول الأعضاء بهذه المنظمة الدولية، وهذه بدعة في عمل الأمم المتحدة".

قال المدير التنفيذي لمرصد حقوق الإنسان، هليل نوير، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال" عن تعيين ممثل إيران كرئيس للمنتدى الاجتماعي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: إنه لأمر مثير للسخرية أن يتم انتخاب نظام يعذب بوحشية ويقتل عشرات الأبرياء على رأس مؤسسة حقوق الإنسان.

قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، في مؤتمره الصحفي: "إن تعيين إيران، التي تنتهك حقوق الإنسان بشكل صارخ ومستمر، كرئيس للمنتدى الاجتماعي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قد أظهر بالفعل أن المنتدى سيكون أقل فائدة من ذي قبل".

أعلن رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في قرار مثير للجدل، أنه تم تعيين علي بحريني، المندوب الإيراني الدائم في مكتب الأمم المتحدة بجنيف، رئيسا للمنتدى الاجتماعي للمجلس الذي يقام 2 و 3 نوفمبر المقبل. ومن المقرر أن يركز المنتدى على دور التكنولوجيا في دعم حقوق الإنسان.

أشار الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، في كلمة ألقاها، إلى المشاكل السياسية والاقتصادية في البلاد، مطالبا السلطات المتشددة الحاكمة في بعدم "الإطاحة بالنظام" وإجراء إصلاحات في أسلوب الحكم.
وقال خاتمي في لقاء مع عدد من المعلمين والتربويين: "لقد قلت، من قبل، إن الإطاحة بالنظام ليست ممكنة ولا مرغوب فيها، ولكن ما يحدث الآن هو الإطاحة بالنظام، ورسالة الإصلاحيين هي أن لا تطيحوا بأنفسكم، ونفذوا الإصلاحات حتى يرضى عنكم المجتمع ويتم توفير الأساس للتقدم".
وبحسب موقع "جماران"، انتقد خاتمي طريقة إجراء الانتخابات في إيران، وقال إن الظروف مناسبة فقط لـ "ذوق (تيار) معين" و"يحرم باقي المجتمع من فرصة الانتخاب، برقابة غير ضرورية".
كما أدلى الرئيس الإيراني الأسبق في 25 أبريل (نيسان) بتصريحات مماثلة، وقال في إشارة إلى شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، "أعتقد أننا إذا أردنا الحياة، فلا توجد حياة في الإطاحة بالنظام"، لأنه حسب قوله، "في تلك الحالة لن تكون إيران بحالة جيدة، وسيؤدي ذلك إلى فوضى واضطرابات شديدة".
وقال خاتمي بعد شهرين من الاحتجاجات الشعبية في إيران، والتي تركزت على الشعارات المتعلقة بالإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية، إنه في رأيه، "الإطاحة بنظام الحكم ليست ممكنة ولا مرغوب فيها".
وجاءت مطالبة الرئيس الإيراني السابق بإجراء إصلاحات في الأشهر الأخيرة، بينما رفض المتظاهرون، في شعاراتهم خلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد، التيارات الإصلاحية والأصولية، واستهدفوا علي خامنئي، مطالبين بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية.
يذكر أن خاتمي، الذي كان هو نفسه في أعلى منصب تنفيذي في البلاد لمدة ثماني سنوات، تعرض دائمًا للانتقاد لأنه لم يبذل جهدًا كافيًا للإصلاحات، وساعد بطريقة ما في ترسيخ قواعد سلطة النظام الإيراني وجهاز القمع فيه.
وقال الرئيس الإيراني الأسبق في كلمته، الأربعاء، دون أن يذكر الاحتجاجات الواسعة للنساء ضد الحجاب الإجباري في شوارع إيران: "تسود بعض أشكال التمييز والظلم في ثقافتنا".
وأوضح أنه إذا لم يستطع المجتمع التعددي الإيراني أن يتقدم ويرفع من نفسه "فهذا يعني أن الثورة قد انحرفت عن مسارها".
وكانت بعض الشخصيات المقربة من الإصلاحيين، ومنهم مير حسين موسوي، أحد قادة الحركة الخضراء، ومولوي عبد الحميد، خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان، قد دعوا في الأشهر الأخيرة، إلى إجراء استفتاء لتحديد نظام سياسي جديد في إيران.
وعلى الرغم من ذلك، فمنذ بداية الاحتجاجات الأخيرة، رفض محمد خاتمي دائمًا الإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية وادعى أنه "من حيث ميزان القوى والقدرات، لا يمكن الإطاحة بالنظام".
