إطلاق حملة "ضد النسيان" لمواجهة "تطبيع" الأوضاع في إيران والتذكير بالضحايا

بدأ النشطاء الإيرانيون حملة على تويتر باللغة الفارسية باستخدام وسم "ضد النسيان" للتذكير بأسماء ضحايا النظام الإيراني خلال السنوات والعقود الماضية.

بدأ النشطاء الإيرانيون حملة على تويتر باللغة الفارسية باستخدام وسم "ضد النسيان" للتذكير بأسماء ضحايا النظام الإيراني خلال السنوات والعقود الماضية.
وقام نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الحملة، بتكريم ذكرى أولئك الذين تم اعتقالهم أو سجنهم أو تعذيبهم أو قتلهم على يد نظام الجمهورية الإسلامية بعد ثورة 1979 من خلال نشر أسمائهم وصورهم ونشاطاتهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم. كما قاموا بدعوة مستخدمين آخرين إلى ذكر أسماء ضحايا آخرين.
وفي غضون أيام قليلة، لقيت هذه الحملة ترحيبا واسعا بين مستخدمي تويتر الإيرانيين، وتم استخدام تغريدة وسم "ضد النسيان" أكثر من 170 ألف مرة.
والهدف من هذه الحملة هو مواجهة "تطبيع" الجريمة من قبل نظام الجمهورية الإسلامية، لا سيما مع تصاعد أعمال عنف النظام أثناء الاحتجاجات على مستوى البلاد في الأشهر الأخيرة.
وذكر معظم المشاركين في الحملة ضحايا احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية"، مثل حميد رضا روحي، نيكا شاكرامي، سارينا إسماعيل زاده، كيان بيرفلك، خدانور لجه ئي ، بالإضافة إلى المتظاهرين الذين تم إعدامهم، وهم مجيد رضا رهنورد ومحسن شكاري ومحمد مهدي كرمي ومحمد حسيني.
ومن بين الأسماء التي يصر المستخدمون على عدم نسيانها، نويد أفكاري، وبويا بختياري، وريحانة جباري، والمواطنون البهائيون الذين أُعدموا في ثمانينيات القرن الماضي.
كما أن ضحايا الطائرة التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني أيضًا من بين الأشخاص الذين أعيد نشر أسمائهم وصورهم على نطاق واسع في هذه الحملة.


أدى نشر صورة الناشط السياسي الإيراني فرهاد ميثمي، الذي فقد الكثير من وزنه بسبب الإضراب عن الطعام، إلى ردود فعل واسعة، حيث حذر الكثيرون من أن حياة هذا الناشط في خطر. وذلك تزامنا مع تقارير عن تعذيب المعتقلين في إيران.
يذكر أن الناشط السياسي المعتقل، فرهاد ميثمي، الذي تشهد صحته تدهورا كبيرا إثر إضرابه عن الطعام، أعلن أنه سيقوم بجعل المياه التي يشربها مُرة للتذكير بالمرارة التي جلبها النظام الإيراني لجميع الإيرانيين وفي كافة المجالات.
ونشر ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، صورة ميثمي في تغريدة وقال: "فرهاد ميثمي رمز آخر لقسوة النظام الإسلامي اللامحدودة. يجب أن يبقى ميثمي حيا ليشاهد إيران الحرة غدا، حيث لا يُسجن أحد أو يُجبر على الإضراب عن الطعام بسبب معتقداته وآرائه".
من جانبه أشار حامد إسماعيليون إلى إضراب جعفر بناهي، المخرج المسجون، كذلك وكتب في تغريدة: "كلاهما (بناهي وميثمي) في السجن. تقع مسؤولية حياة فرهاد ميثمي وجعفر بناهي على عاتق نظام الجمهورية الإسلامية".
كما كتبت الناشطة مسيح علي نجاد في تغريدة: "أولئك الذين يعتقدون أن انتفاضة الشعب الإيراني قد انتهت، انظروا إلى الشجاعة العظيمة لفرهاد ميثمي. إنه يضرب عن الطعام منذ أربعة أشهر احتجاجًا على إعدام المتظاهرين والحجاب الإجباري. يعرف الشعب الإيراني أن التاريخ معه".
وكتبت هانا نيومان، ممثلة ألمانيا في البرلمان الأوروبي، تعليقا على فقدان الوزن الشديد للسجين السياسي الإيراني فرهاد ميثمي، نتيجة إضرابه عن الطعام، في تغريدة: "يجب أن نجد مخرجًا لأشخاص مثل فرهاد ميثمي، وليس لإرهابيي الحرس الثوري الإيراني ونظامهم".
في غضون ذلك، تتواصل التقارير عن سلسلة من الاعتقالات والأحكام القاسية ضد المتظاهرين وتعذيب السجناء السياسيين في إيران.
وعقب الانتفاضة الواسعة لأهالي مدينة "آبدانان" جنوب غربي إيران، أعلن عبد الوهاب بخشنده، المدعي العام بمحافظة إيلام، أنه عقب احتجاجات مساء الأربعاء في هذه المدينة، أصيب خمسة متظاهرين واعتقل 10 آخرون ورفع دعوى قضائية ضدهم.
كما أفاد موقع "حال واش"، المختص في أخبار بلوشستان إيران، أن 185 مواطنا بلوشيا على الأقل اعتقلوا من قبل قوات الأمن في زاهدان خلال الشهر الماضي.

وفقا لتقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية، فإن خطة إعلان الحرس الثوري الإيراني تنظيما إرهابيا قد توقفت بعد أن أعربت وزارة خارجية بريطانيا عن قلقها حول إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع النظام الإيراني، على الرغم من موافقة وزيري الداخلية وأمن المملكة المتحدة بشأن الخطة.
وأضافت صحيفة التايمز نقلا عن عدة مصادر مطلعة أن المسؤولين في بريطانيا أعربوا أيضًا عن مخاوفهم بشأن كيفية تعريف الحرس الثوري على أنه جماعة إرهابية، حيث على عكس المنظمات الأخرى، فإن الحرس الثوري هو مؤسسة حكومية في إيران.
ورفضت وزارة الخارجية البريطانية التعليق حول تقرير صحيفة التايمز هذا.
وقال مصدر بالحكومة البريطانية لصحيفة التايمز: "كان يجب إدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، لكن هذه العملية تم تعليقها".
ووفقًا لتقرير الصحيفة، أعربت وزارة الداخلية البريطانية عن أملها في أن يكون هناك تقدم في الأسابيع المقبلة فيما يتعلق بخطة تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.
يأتي هذا التقرير، بينما صوت أعضاء مجلس العموم البريطاني بالإجماع لصالح الخطة التي تطالب الحكومة بإعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية.
جدير بالذكر أن نتيجة تصويت مجلس العموم البريطاني لا تفرض التزاما على الحكومة، لكنها تظهر الضغط المتزايد من أعضاء البرلمان لهذا الإجراء.
وتطالب المملكة المتحدة بإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الإرهاب بينما أعلنت وكالة المخابرات الداخلية البريطانية، (MI-5)، في نوفمبر أن عملاء النظام الإيراني قد تآمروا لاغتيال واختطاف ما لا يقل عن 10 مواطنين بريطانيين خلال العام الماضي.
يذكر أنه عقب إعدام المواطن الإيراني البريطاني علي رضا أكبري بتهمة التجسس الشهر الماضي، وكذلك التهديدات والمضايقات التي يتعرض لها صحفيو شبكة "إيران إنترناشيونال" في لندن، فإن التوتر بين البلدين دخل مراحل أكثر حدة.

أفاد موقع "حال وش"، اليوم الخميس 2 فبراير (شباط)، بتحليق مروحيات عسكرية فوق مسجد مكي وغيره من المناطق في زاهدان، عشية الجمعة، فيما ترددت أنباء عن تشديدات أمنية بعد اعتقال مستشار خطيب جمعة أهل السنة في هذه المدينة.
كما أفادت "حملة النشطاء البلوش" وقناة "رصد بلوشستان" عن زيادة عمليات اعتقال المواطنين في الأيام الأخيرة، وأفادت بأن أجواء هذه المدينة ملتهبة، في إشارة إلى استمرار اعتقال مستشار خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان.
واعتقلت القوات الأمنية ، الاثنين، عبد المجيد مرادزهي ، مستشار إمام أهل السنة مولوي عبد الحميد، ثم نقلته الى سجن في مشهد.
وخلال الأشهر الأربعة الماضية، نزل أهالي زاهدان وعدد من المدن الأخرى في بلوشستان، بعد صلاة الجمعة، إلى الشوارع ورددوا هتافات ضد النظام وخامنئي والحرس الثوري الإيراني.
وانتقد مولوي عبد الحميد إمام جماعة أهل السنية في زاهدان بشدة نظام الجمهورية الإسلامية في خطب صلاة الجمعة في الأسابيع الأخيرة.
وكان قد دعا في صلاة الجمعة الماضية إلى إطلاق سراح المعتقلات، والتوقف عن قمع المتظاهرين وخاصة الأطفال.
ووفقًا لتقارير بعض مصادر حقوق الإنسان، تم اعتقال ما لا يقل عن 182 مواطنًا كرديًا و185 مواطنًا من البلوش في يناير وحده .
وبحسب تقرير موقع "هنغاو" الذي يغطي أخبار المناطق الكردية، فمن أصل 182 معتقلاً كرديًا، تم توجيه تهم سياسية لـ169 معتقلاً لا سيما "التعاون مع الأحزاب الكردية".
واعتقل 10 مواطنين بتهمة الأنشطة الدينية ومساندة المواطنين خلال الاحتجاجات، و"اختطاف" ثلاثة نشطاء مدنيين.
وبحسب هذا التقرير، فإن ما لا يقل عن 12 ناشطة و 14 طفلاً و 9 طلاب و 6 مدرسين وأساتذة جامعيين كانوا من بين المعتقلين الأكراد في الشهر الأول من العام الجديد.
في الوقت نفسه، أفاد موقع "حال وش"، الذي ينشر أخبار بلوشستان، باعتقال ما لا يقل عن 185 مواطناً بلوشياً من قبل قوات الأمن في زاهدان في نفس الفترة الزمنية.
وبحسب هذا الموقع ، وبسبب "الأجواء الأمنية المكثفة والاعتقالات الواسعة النطاق، فضلاً عن قطع الإنترنت وتهديدات الأجهزة الأمنية للعائلات"، فمن المحتمل أن يكون العدد الفعلي للمعتقلين أعلى بكثير من هذا العدد.
وبدأت الجمعة الاحتجاجية في زاهدان في 30 سبتمبر 2022، والمعروفة باسم "الجمعة السوداء" وتستمر حتى الآن. في مثل هذا اليوم، خطط أهالي زاهدان، بعد صلاة الجمعة، للاحتجاج السلمي على "مقتل مهسا أميني واغتصاب فتاة بالوش تبلغ من العمر 15 عامًا على يد قائد شرطة تشابهار".
في الأسابيع الماضية، مع تعيين محمد كرمي، أحد كبار قادة مقر القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، محافظًا لبلوشستان، ازداد الضغط على أهالي هذه المحافظة.
وبحسب موقع حقوق الإنسان "هرانا"، فقد قُتل ما لا يقل عن 527 متظاهرًا، بينهم 71 طفلاً، منذ بداية احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" في إيران، من 17 سبتمبر 2022 إلى 31 يناير 2023، واعتقل أكثر من 19600 شخص.

كشف رئيس مؤسسة الإسكان الإيرانية، أكبر نيكزاد، أن الزلزال الذي ضرب مدينة خوي، شمال أذربيجان الغربية، تسبب في تدمير 1750 وحدة سكنية وتضرر 7500 وحدة أخرى، فيما استمرت معاناة ضحايا الزلزال الذين تجمعوا أمام مبنى القائمقامية، مساء الأربعاء، وطالبوا بخيام لإيوائهم.
وأشار نيكزاد، اليوم الخميس 2 فبراير (شباط)، إلى بدء عمليات هدم المباني التي تضررت بزلزال خوي بقوة 5.9 درجة في أذربيجان الغربية، ووعد بأن تجديد الوحدات الريفية سيستغرق نحو 6 أشهر، وسيتم الانتهاء من عملية تجديد بناء الوحدات الريفية بحلول نهاية سبتمبر من العام المقبل.
وقد نام ضحايا الزلزال في الشوارع، لليلة الخامسة على التوالي، مساء الأربعاء، في جو بارد ودرجات حرارة تصل إلى 8 درجات تحت الصفر.
يذكر أن عدم كفاية المساعدات الحكومية وانعدام التنظيم في تقديم المساعدات للمتضررين من الزلزال، يأتي في وقت تنبأت فيه هيئة الإرصاد الجوي بثلوج وعاصفة ثلجية وانخفاض درجة حرارة مدينة خوي إلى ثماني درجات تحت الصفر.
وبناءً على ذلك، تجمع أهالي خوي أمام مبنى القائمقام، مساء يوم الأول من فبراير، وطالبوا بخيام للإيواء.
وأقر محافظ أذربيجان الغربية، محمد صادق معتمديان، بنقص المرافق، وقال يوم الأربعاء إنه تم توزيع "أكثر من 19 ألف خيمة" على ضحايا الزلزال وتم إقامة "40 مخيماً للطوارئ" تلبي احتياجات 79 ألف شخص، وأن هذا لا يغطي احتياجات جميع المتضررين من الزلزال في المناطق المختلفة من مدينة خوي.
وأكدت وسائل إعلام داخل إيران على استمرار نوم ضحايا الزلزال في الشوارع، قائلةً إن عددا من مسكان خوي الذين يمتلكون سيارات خاصة لجأوا إلى مدينتي أورميه وسلماس خوفا من توابع الزلزال أو من قلة المرافق.
وتم نشر صور المواطنين المتضررين، والتي تظهر أن أهالي خوي يصلون إلى المدن المجاورة سيرًا على الأقدام من أجل إنقاذ أطفالهم من الوضع المؤسف الذي يعيشون فيه.
من ناحية أخرى، منذ اليوم الأول للزلزال، سادت مدينة خوي أجواء عسكرية وأمنية، وانقطع الإنترنت في العديد من الأماكن، ومنع تواجد المواطنين والصحفيين في المنطقة.
وتشير بعض التقارير إلى أن القوات الأمنية منعت دخول المساعدات عند مداخل مدينة خوي.
في ظل غياب الإغاثة الحكومية المناسبة، يستمر إعداد وإرسال المساعدات الشعبية لضحايا الزلزال.
وفي الساعة 9:44 من مساء السبت، هز زلزال بقوة 5.9 درجة مدينة خوي في شمال أذربيجان الغربية، مما أسفر عن إصابة نحو ألف شخص ومقتل البعض.

فيما شهدت عدة مدن إيرانية احتجاجات ليلية ضد النظام، نظم أهالي مدينة آبدانان في محافظة إيلام، غربي إيران، تجمعا احتجاجيا، مساء الأربعاء 1 فبراير (شباط)، على اعتقال المواطن سجاد مرادي وندان، وهتفوا "الموت لخامنئي".
ودعا المحتجون إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي، مرددين شعار "أوروبا، أوروبا إما مع الحرس الثوري أو معنا".
ورافقت الاحتجاجات في آبدانان، التي تزامنت مع بداية الاحتفال بذكرى انتصار ثورة 1979، إحراق لافتات علقت على الطرق العامة لإحياء هذه المناسبة.
وأظهرت مقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي اشتعال النيران في تمثال الباسيج في إحدى الساحات الرئيسية في هذه المدينة.
ويأتي هذا التجمع احتجاجا على اختطاف سجاد مرادي وندان، الذي اعتقل واقتيد إلى مكان مجهول يوم 31 يناير (كانون الثاني)، عندما داهمت القوات الأمنية منزله في مسجد سليمان.
وبحسب المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشونال"، فإن سجاد مواطن يبلغ من العمر 34 عامًا من سكان مدينة آبدانان، كان فارًا من السلطات لأكثر من ثلاثة أشهر قبل اعتقاله.
وأعرب المتظاهرون الذين تجمعوا في آبدانان، الليلة الماضية، عن قلقهم من الخطر على حياة سجاد، مطالبين بإجرائه مكالمة هاتفية مع عائلته. كما قام عدد من المتظاهرين في هذا التجمع بتدمير معدات محل تجاري يعود للشخص الذي وشى بسجاد.
وبالإضافة إلى آبدانان، تزايدت الشعارات المناهضة للنظام الإيراني في مدن إيرانية أخرى اعتبارًا من ليلة الأربعاء بالتزامن مع احتفال النظام بذكرى ثورة 1979.
وتزايدت عملية تدمير رموز النظام عن طريق حرق اللافتات ورش الطلاء الأحمر عليها في ما يسمى بـ"عشرية الفجر".
ويظهر الفيديو الذي تلقته "إيران إنترناشيونال" أن لافتة حكومية تحمل شعار انتصار الثورة الإسلامية قد أضرمت فيها النيران في طهران.
وفي فريدونكار، أشعل المتظاهرون النار في لافتة عليها صورة الخميني وخامنئي وشعار انتصار الثورة الإسلامية.
وردد سكان مناطق مثل باغ فيض، وشارع فردوس، وكيشا، ونازي آباد، وإكباتان، وجيتكر، ونواب، و رودكي، في طهران، وفي مناطق كرج، وشيراز، وأصفهان، وسنندج، مساء الأربعاء، شعارات مثل "أقسم بدم رفاقنا سنقف حتى النهاية"، الموت لخامنئي، اللعنة على الخميني"، و "هذا العام عام الدم، سيسقط فيه خامنئي".
وعلى الرغم من جهود النظام لقمع الاحتجاجات الشعبية، في الشهر الخامس من انتفاضة الشعب الإيراني، استمرت التجمعات في المدن وغيرها من أشكال الاحتجاج مثل الشعارات الليلية وكتابة الشعارات المناهضة للنظام على الجدران.