وكالة "تسنيم" الإيرانية تعلن عن مقتل عنصر من قوات الباسيج في كرج
أفادت وكالة "تسنيم"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، بمقتل أحد عناصر قوات الباسيج خلال الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها مدينة كرج، غربي العاصمة طهران، اليوم الخميس.
أفادت وكالة "تسنيم"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، بمقتل أحد عناصر قوات الباسيج خلال الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها مدينة كرج، غربي العاصمة طهران، اليوم الخميس.

استمرت انتفاضة الشعب الإيراني ضد النظام في طهران اليوم الخميس 3 فبراير (تشرين الثاني) كما في الأيام السابقة، حيث شهدت مراسم ذكرى مقتل حديث نجفي ومهرشاد شهيدي على يد القوات الأمنية في الاحتجاجات الأخيرة حضورا لافتا في كرج وأراك، وترديد هتافات مناهضة للديكتاتور [خامنئي] ونظامه.
وبحسب التقارير ومقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" فقد توجه المواطنون إلى مقبرة كرج سيرًا على الأقدام اليوم الخميس للمشاركة في مراسم أربعينية مقتل الشابة حديث نجفي.
وفي مواجهة القوات الأمنية هتف الحاضرون شعارات مناهضة للنظام مثل: "هذا العام عام الدم، سيرحل فيه المرشد خامنئي".
واشتبك رجال الأمن مع المشاركين في مراسم حديث نجفي وأطلقوا الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وأرسل متابعو قناة "إيران إنترناشيونال" مقاطع فيديو أكدوا خلالها أن القوات الأمنية استهدفت بالرصاص الحي المشاركين في مراسم مرور أربعين يوما على مقتل نجفي.
وفي محافظة "مركزي"، هتف المشاركون في حفل مرور اليوم السابع على مقتل مهرشاد شهيدي في مدينة "أراك" بشعارات "الحرية" و"كل هذه أعوام من الجرائم، الموت لولاية الفقيه".
وقام المتظاهرون الغاضبون بحرق صور خامنئي تنديدا بمقتل الشاب مهرشاد أميني الذي قتلته القوات الأمنية في أراك أثناء حضوره الاحتجاجات.
في المقابل أطلق رجال الأمن في أراك الغاز المسيل للدموع على المشاركين في مراسم شهيدي.
في الوقت نفسه، استمرت الانتفاضة الشعبية يوم الخميس في أماكن أخرى في إيران، ورددت الطالبات في مدينة شهريار شعارات مناهضة للنظام بعد تعطيل المدرسة.

تزامنًا مع ذكری الأربعين لعدد من قتلی الانتفاضة الشعبية للمواطنين ضد النظام الإيراني في مختلف مدن إيران، تم نشر دعوات لعقد تجمعات، ويخطط المواطنون للخروج إلى الشوارع لمواصلة احتجاجاتهم.
ودعا ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي، في تغريدة، إلى إحياء ذكرى أربعين میلاد جاوید بور، وغزالة جلابي، وحسین علي کیاکجوري، وبهنام لایق بور، ومهسا موكویي، وحدیث نجفي، اليوم الخميس 3 نوفمبر، في جميع أنحاء إيران، وكتب أن النصر قريب.
في الوقت نفسه، نشر علي كريمي أيضًا ملصقًا من ذكری الاربعين لمقتل جواد حيدري، وحديث نجفي، وحنانة كيا، وغزالة جلابي.
وقد تم نشر ملصقات بأسماء القتلى في محافظتي كيلان ومازندران ودعوات للتجمع في هاتين المحافظتين.
وحيث إن جواد حيدري من أهالي قزوين تم نشر دعوات للتجمعات في هذه المدينة أیضا.
كما تم نشر دعوات أخرى للتجمع في طهران ومحافظات أخرى.
وهتف المشاركون في حفل ذكری الأربعين لمقتل حنان كيا، إحدى ضحايا الانتفاضة الشعبية في نوشهر، أمس الأربعاء، هتافات مثل "هذا العام هو عام الدم، سيسقط فيه المرشد خامنئي"، و"الموت لخامنئي". ورددوا هتاف "لن نخشی المدفع والدبابة والصاروخ، یجب أن یغادر رجال الدين" و"أنت عاهر أنت فاجر أنا فتاة حرة".
وقد تجمع الطلاب أيضًا في عدد من الجامعات والمدارس، كما تم نشر دعوات للاعتصام ومقاطعة الفصول الدراسية من قبل طلاب الجامعات.
وفي اليوم الأربعين لمقتل مهسا أميني، نظمت تجمعات احتجاجية ضخمة في طهران ومشهد وشيراز وأراك وقزوين وبندر أنزالي ومدن أخرى.
كما أنه في حفل ذكرى الأربعين لنيكا شاكرمي في لورستان، ردد الناس شعارات مثل "كل هذه السنوات من الجرائم، الموت لولي الفقيه" وأطلق رجال الأمن النار مباشرة على المتظاهرين.

دعا 40 محاميا إيرانيا زملاءهم المحامين والقانونيين إلى الانضمام لهم بصفتهم "أبناء الشعب"، وذلك في بيان بعنوان "الغالبية المطلقة من الشعب الإيراني لم تعد تريد نظام الجمهورية الإسلامية".
وكتب هؤلاء المحامون في بيانهم: "واجبنا الدفاع عن الحقوق الأساسية للشعب ضد تعدي النظام".
وانتقد هذا البيان "الولاية المطلقة للفقيه"، وأضاف: "شرعية أي قانون تعتمد على الموافقة والإرادة العامة، ولا يحق لأي إرادة أخرى أن تقررها".
آراش كيخسروي، وكيتي بور فاضيل، ومهرانكيز كار، وعثمان مزين، ومحمد مقيمي، وسعيد دهقان، ومحمد سيف زاده، وعلي شريف زاده، وموسى برزين، هم بعض الموقعين على هذا البيان.
وأكد هؤلاء المحامون أن المتظاهرين جاءوا لاستعادة مقعد الحكم من هؤلاء الحكام الطائفيين وغير الأكفاء".
وأضاف البيان: "أصبح الشعب الإيراني على دراية بجوهر رجال الدين الحاكمين ولم يعودوا مخدوعين بأكاذيبهم ووعودهم الملونة، ويطالبون الملالي بالرحيل بطرق مختلفة وبأدب مختلف".
ووصف هذا البيان، القضاء الايراني بأنه "أداة لقمع وتثبيت الاستبداد" ولديه "مسؤولون غير مستقلين وفاسدون" ولهذا السبب "تحكمت شبكة فاسدة بمصير البلاد".
من ناحية أخرى، طالب أكثر من 2300 شخصية علمية وأكاديمية أميركية، بمن فيهم حاصلون على جائزة نوبل والميدالية الوطنية للعلوم وميدالية فيلدز، طالبوا جو بايدن، في رسالة، باتخاذ إجراءات فورية لمنع "القمع الوحشي" وقتل الطلاب المحتجين في إيران.
في غضون ذلك، تواصل مجموعة من النشطاء الإيرانيين اعتصامها أمام الكونغرس الأميركي تضامنا مع الانتفاضة الشعبية في إيران بهدف إعلامهم بمطالب المحتجين.
في هذا الاعتصام الذي يستمر على مدار الساعة، والذي بدأ يوم الثلاثاء ومن المقرر أن يستمر لمدة 12 يومًا، يرغب النشطاء في لفت انتباه نواب الكونغرس إلى انتفاضة الإيرانيين العامة والإجراءات العملية الأميركية لمواجهة القمع الذي يمارسه النظام الإيراني.
وقال هؤلاء النشطاء لإيران إنترناشونال، إنهم يريدون من السلطات الأميركية عدم الاعتراف بنظام الجمهورية الإسلامية، وعدم إجراء أي مفاوضات مع سلطاته.

أجمع ممثلو الدول الحاضرة في اجتماع خاص لأعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن قمع انتفاضة الشعب الإيراني، على إدانة انتهاك حقوق الإنسان، وأعلنوا عن دعمهم للمتظاهرين.
واستضافت الولايات المتحدة وألبانيا، التي قطعت مؤخرا العلاقات الدبلوماسية مع إيران، هذا الاجتماع أمس الأربعاء الثاني من نوفمبر بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
بدأ اللقاء بتقرير المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بشؤون حقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمن، وبعده قدمت شيرين عبادي المحامية والقانونية، وكذلك نازنين بنيادي الممثلة وسفيرة منظمة العفو الدولية البريطانية كلمتيهما.
ودعا جاويد رحمن في خطابه إلى تشكيل آلية دولية للتحقيقات المستقلة في القمع وانتهاكات حقوق الإنسان في إيران.
وقال إنه في الأسابيع الستة الماضية، تم اعتقال العديد من المواطنين، بينهم صحفيون ومدافعون عن حقوق الإنسان ونشطاء مدنيون.
وأضاف رحمن أن تحقيق النظام الإيراني في قضية مقتل مهسا أميني قد فشل، ولقي ما لا يقل عن 277 شخصًا، بينهم 40 طفلاً، مصرعهم خلال الاحتجاجات التي أعقبت مقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق.
وبعد جاويد رحمن، دعت شيرين عبادي إلى تحرك دولي بشأن الوضع الإيراني وقالت: "في مثل هذه الحالة، يطالب الشعب الإيراني الحكومات الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، بالامتناع عن إبرام أي اتفاق يساعد على بقاء النظام".
وأضافت شيرين عبادي: "نظام الجمهورية الإسلامية في إيران لم ينفق الأموال الواردة من الاتفاقات من أجل رفاهية الشعب وهذه الأموال تؤدي فقط إلى مزيد من القتل في المنطقة".
وقالت هذه المحامية والحائزة جائزة نوبل للسلام، إن عنف النظام امتد حتى إلى المراكز الطبية والمستشفيات، وأضافت أن الحكومات الديمقراطية الملتزمة بحرية التعبير يجب أن تسحب سفراءها من إيران.
وتابعت عبادي: "على الحكومات التي تؤمن بحرية التعبير ألا تسمح لإيران بقطع الإنترنت مرة أخرى مثلما حدث عام 2019 حيث ذبحت 1500 شخص كانوا يحتجون فقط على سعر البنزين".
وقالت الناشطة الحقوقية "نازنين بنيادي": "عملت بمجال حقوق الإنسان في إيران منذ سنوات عديدة، وفي كل هذه السنوات لم أر مثل هذه الوحدة لتحقيق المثل العليا".
وأضافت: "الجزء غير المسبوق في هذه الاحتجاجات هو أنها كانت بقيادة نساء".
وأشارت هذه الناشطة الحقوقية إلى أن المواطنين الإيرانيين لا يقاتلون علنًا ضد علي خامنئي البالغ من العمر 83 عامًا فحسب، بل يقاتلون أيضًا ضد قوات الأمن للدفاع عن أنفسهم.
وأضافت بنيادي: "الاعتقاد بأن هذا النظام يمكن إصلاحه هي أسطورة، وفي هذه السنوات ثبت أن هذا غير صحيح".
وخلال الاجتماع، أعرب ممثلو الدول الأعضاء الدائمة وغير الدائمة في مجلس الأمن عن آرائهم حول القمع في إيران.
وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، لیندا توماس: "دعمنا يجب أن يكون عمليا، ولهذا السبب فرضت الولايات المتحدة عقوبات على دورية الأخلاق".
وأضافت أن أميركا تدعم شركات تكنولوجيا الاتصالات لتقديم خدمات للإيرانيين في هذا المجال.
وانتقدت المندوبة الأميركية في هذا الاجتماع اضطهاد المرأة في إيران، وقال إن بلادها بالتعاون مع أعضاء آخرين في الأمم المتحدة، تتابع طرد ممثل النظام الإيراني من لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة.
ووصفت توماس عضوية إيران في هذه اللجنة بأنها "وصمة عار قبيحة" على هذه اللجنة.
ودعم مندوب ألبانيا، وهو عضو آخر يستضيف هذا الاجتماع، النساء والمتظاهرين، وقال إن هذه الاحتجاجات هي مواجهة بين "الحرية والقمع" و"الشجاعة والجبن".
يأتي هذا بينما الصين وروسيا هما الدولتان الوحيدتان اللتان لم تنتقدا قمع المتظاهرين في إيران.
وقال مندوب الصين: "ما يحدث في إيران ليس له علاقة بالعالم الخارجي، ونعتقد أن النظام الإيراني قادر على حل مشاكله بنفسه".
ووصف ممثل روسيا الغرض من اجتماع مجلس الأمن بأنه "هجوم سياسي على إيران". وكان هذا هو الموقف الذي أعرب عنه مندوب إيران في الأمم المتحدة قبل الاجتماع.
ومع ذلك، كان مندوبو الدول الأخرى الحاضرة في الاجتماع، بما في ذلك المملكة المتحدة والغابون ونيوزيلندا والنرويج وفرنسا والبرازيل والمكسيك والإمارات العربية المتحدة وكينيا، من بين الدبلوماسيين الذين أكدوا على ضرورة وقف القمع والعنف وطالبوا بحماية حقوق الإنسان وحقوق المرأة في إيران.

فيما تتواصل الاحتجاجات الشعبية في إيران، قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، ردًا على احتجاجات التلاميذ: إنهم وقعوا تحت تأثير "الإثارة والعواطف"، وأصبحوا لعبة بيد بعض الأشخاص "الذين دخلوا بخطة وبرنامج".
وفي أحدث خطاب لخامنئي، اليوم الأربعاء 2 نوفمبر (تشرين الثاني)، هاجم أميركا مرة أخرى وقال إن دعم السياسيين الأميركيين للشعب الإيراني "نفاق ووقاحة".
ويأتي موقف المرشد هذا بعد أن دعم المسؤولون الأميركيون المحتجين في إيران، وخاصة النساء الإيرانيات، وفي الوقت الذي انقطعت فيه الإنترنت في إيران، أعلنت واشنطن أنها رفعت بعض القيود على تقديم خدمات الإنترنت من قبل الشركات الأميركية إلى المواطنين الإيرانيين.
وقال المرشد الإيراني في لقاء اليوم مع "مجموعة من التلاميذ"، عشية الذكرى السنوية للهجوم على السفارة الأميركية في طهران واحتلال هذه السفارة، إن هذا الهجوم يظهر أن أميركا ليست "قوة لا يمكن المساس بها" و"ضعيفة تمامًا".
يذكر أنه في الرابع من نوفمبر عام 1979، تسلقت مجموعة من الطلاب الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "الثوار" و"أتباع الإمام" جدار السفارة الأميركية في طهران واحتجزوا العشرات من موظفي السفارة كرهائن.
واستمر احتجاز الرهائن هذا 444 يومًا، وتسبب في إنهاء العلاقة بين إيران والولايات المتحدة، وفرض عقوبات أميركية على طهران، ولا زالت آثاره السياسية والاجتماعية والاقتصادية الأخرى على إيران مستمرة حتى يومنا هذا.
وقبل بضع سنوات، قال نائب رئيس البرلمان الإيراني آنذاك، علي مطهري، إن الاحتلال المطول للسفارة الأميركية في إيران تسبب في ظهور الجمهورية الإسلامية "بوجه مثل داعش"، واستغل صدام حسين أيضًا "عزلة" إيران بعد هذا الحادث لمهاجمتها.
لكن علي خامنئي، دفاعا عن هذا الهجوم، اعتبر هذا اليوم "تجسيدا للشر، وضربة لأميركا، وهزيمتها"، وطالب سلطات النظام بإدراج "محتويات الوثائق" التي تم الاستيلاء عليها من السفارة الأميركية في طهران في الكتب المدرسية.
وفي خطابه الذي أقيم عشية "يوم التلميذ" في إيران، وصف المرشد الإيراني بنظرة فوقية الطلاب المحتجين بأنهم تعرضوا لـ"الإثارة والانفعالات" و"دخلوا الساحة بسبب عدم التدقيق في القضايا".
وزعم علي خامنئي في خطابه، يوم الأربعاء، أن من يقول إن هذا الهجوم هو أصل الخلافات الحالية بين طهران وواشنطن فهو "كاذب"، وأن هذه الخلافات موجودة "منذ 19 أغسطس (آب) عام 1953".
ودون الإشارة مباشرة إلى الاحتجاجات الحالية المناهضة للنظام في إيران، قال المرشد: "بدأ خلافنا مع الأميركيين منذ ذلك اليوم، الآن السياسيون الأميركيون يقولون بنفاق ووقاحة إننا ندعم الشعب الإيراني".
وفي وقت سابق، كان خامنئي قد أرجع الاحتجاجات الحالية في إيران إلى أميركا وإسرائيل.
في غضون ذلك، طالب المتظاهرون، خلال الاحتجاجات، بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية، وأدانوا معاداة أميركا في السياسة الخارجية للنظام الإيراني بشعارات مثل "عدونا هنا، إنهم يكذبون يقولون إنها أميركا".
وظهر غضب خامنئي تجاه السلطات الأميركية على وسائل الإعلام بعد أن أعلنت واشنطن في الأسابيع الأخيرة أن تركيز إدارة جو بايدن ينصب على الاحتجاجات في إيران.
وبينما توقفت المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي بعد الرد الإيراني الثاني على اقتراح الاتحاد الأوروبي، تسبب قمع الاحتجاجات الحالية في إيران في فرض موجة جديدة من العقوبات الدولية على طهران، بما في ذلك العقوبات الأميركية.
