الخارجية الفرنسية تصف بث اعتراف مواطنيها في التلفزيون الإيراني بـ"مسرحية وقحة"



في إشارة إلى تقارير السطات الإيرانية بشأن طريقة وفاة المراهقة نيكا شاكرمي، أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، في بيان لها، "أن تقارير السلطات عن وفاة نيكا مليئة بالتناقضات وغير مقبولة"، وأنها "تعتبر النظام، وعلى رأسه علي خامنئي، مسؤول عن قتلها".

بعد يوم من نشر "اعترافات قسرية" لخال وخالة المراهقة الإيرانية المقتولة، نيكا شاكرمي، المعتقلين على التلفزيون الإيراني، أعرب بعض المسؤولين والمنتسبين للنظام عن قلقهم من تزايد الغضب العام والاحتجاجات بعد مقتل هذه المتظاهرة التي تبلغ من العمر 17 عاما.
وكان لبث "الاعترافات القسرية" لخالة نيكا شاكرمي وخالها في القناة الإيرانية الثانية، مساء الاثنين، ردود فعل واسعة، وكتب كثير من النشطاء عن تناقضات الادعاءات الواردة فيها مع المزاعم التي سبق نشرها من قبل وسائل الإعلام الحكومية.
في التقرير الذي تم بثه في القسم الإخباري، زُعم مرة أخرى أن وفاة نيكا شاكرمي كانت بسبب سقوطها من ارتفاع كبير.
ويوجد في هذا التقرير أيضًا مقطع فيديو تم تسجيله من كاميرا مراقبة ونشرته في وقت سابق وكالات أنباء قريبة من الحرس الثوري الإيراني.
وتزعم سلطات النظام الإيراني أن نيكا شاكرمي دخلت "مبنى تحت الإنشاء"، بينما تشير الصور المنشورة إلى أن نيكا تتجه نحو زقاق فيه منازل مسكونة.
ويظهر في الفيديو أيضًا، شخص يرتدي قبعة ذات حواف، يفتح الباب ويقود نيكا إلى المبنى.
ووصف بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أخذ نيكا إلى هذا المبنى بأنه "فخ" بالنسبة لها.
كانت خالة نيكا شاكرمي قالت في وقت سابق إن هذه الشابة البالغة من العمر 17 عامًا أشعلت النار في وشاح رأس في مسيرة احتجاجية، لكن الجمهورية الإسلامية تصر على قولها إن الفتاة لم تُقتل في الاحتجاجات.
وفي الاعترافات القسرية التي نشرها التلفزيون الإيراني، تكرر خالة نيكا رواية النظام الإيراني عن مقتلها.
وبعد نشر هذا التقرير من قبل التلفزيون الإيراني، زعمت مقبرة "بهشت زهراء" في طهران، يوم الخميس 6 أكتوبر (تشرين الثاني)، أن جثة نيكا شاكرمي "نُقلت إلى المدينة المعنية بناءً على طلب أسرتها".
على صعيد متصل، أفادت التقارير، أن عناصر الأمن اختطفوا جثة نعمة شاكرمي ودفنوها في قرية قرب خرم آباد.
وكان لنشر تقارير متضاربة حول كيفية مقتل نيكا انعكاسات عديدة على الشبكات التواصل الاجتماعي، وزاد من غضب الناس واستيائهم من النظام.
وفي هذه الظروف، أعرب بعض المسؤولين الإيرانيين عن قلقهم من تأجج الاحتجاجات.
وكتب رئيس تحرير جريدة همشهري، عبدالله كنجي، أن مقتل شاكرمي هو "خزان وقود مساعد" للاحتجاجات.
مجموعة قراصنة "أنونيموس" أعلنت أنها قامت مرة أخرى بالتشويش على 48 قناة فضائية تابعة للنظام الإيراني، وأكدت أنها ستستمر بـ"شل" الفضائيات الإيرانية عن البث حتى تتوقف طهران عن القيام بالتشويش ضد القنوات الفارسية بالخارج.

خاطبت زوجة شاه إيران الراحل، فرح بهلوي، مرة أخرى القوات المسلحة الإيرانية بصفتها أمًّا، وطلبت منهم التوقف عن قمع المتظاهرين المنتفضين ضد مقتل مهسا أميني.
ومن خلال نشر ملف صوتي على موقع تويتر، مصحوباً بمقاطع فيديو للاحتجاجات، قالت زوجة الشاه لقوات الشرطة والجيش والحرس الثوري الإيراني والباسيج والقوات المتخفية بالملابس المدنية: "ضعوا في وجدانكم أخواتكم وإخوتكم وآباءكم وأمهاتكم، ولا تسمحوا لقادة النظام أن يستخدموكم أداة للقمع لتجنب غضب الشعب ."
ووصفت سلوك قوات أمن النظام بأنه "وحشي وغير إنساني" وقالت إن المتظاهرين ذوي الميول المختلفة "انتفضوا للقضاء على الظلم".
وقد ختمت رسالتها لعناصر الأمن قائلة: "أنتم من هذا الشعب فكونوا معه". وكانت فرح بهلوي قد خاطبت قوات النظام الإيراني في رسالة مماثلة يوم الأربعاء 29 سبتمبر.
وفي وقت سابق، غرد ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي عن تقارير عديدة حول "توسع الإضرابات من القطاعات الثقافية والتربوية إلى القطاعات الخدمية والتجارية" ووصفها بأنها "خطوة في الاتجاه الصحيح".
وبحسب التقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، يستمر المتظاهرون في كتابة الشعارات وتظهر النساء في الشوارع دون حجاب في أماكن مختلفة.
كما تم نشر مقطع فيديو يظهر عملاء حكوميين يحاولون إزالة شعارات الاحتجاج من جدار في كوهردشت كرج، ما يدل على أهمية مكافحة الشعارات من قبل النظام الإيراني.
وبعد مقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، اندلعت انتفاضة عامة في أجزاء مختلفة من البلاد، استمرت على الرغم من القمع الواسع النطاق وأسفرت عن ردود فعل عالمية غير مسبوقة.
وفي أهم ردود الفعل الأخيرة على مقتل مهسا أميني، أعلنت شركة كرينغ، صاحبة الماركات العالمية الشهيرة مثل غوتشي، وإيف سان لوران، وبالينسياغا، ألكسندر ماكوين عن دعمها لهذه الانتفاضة.
کما نشرت كارلا بروني، عارضة الأزياء الشهيرة، وزوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، مقطع فيديو لقص شعرها على "إنستغرام" مع هاشتاغ مهسا أميني، تضامنا مع الاحتجاجات العامة التي اندلعت في إيران بعد مقتل الشابة الإيرانية على يد شرطة الأخلاق.
وفي سیاق متصل، أطلق تلفزيون إيطالي حملة تطالب مشاهداته بقص شعرهن وإرساله في مظروف إلى السفارة الإيرانية في روما ومن ثم مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي.

بعد غضب المواطنين واستيائهم من مقتل نيكا شاكرمي، الفتاة البالغة من العمر 17 عامًا، خلال الاحتجاجات، أعرب بعض المسؤولين الإيرانيين عن قلقهم من تأجج الموقف، وكتب رئيس تحرير جريدة همشهري، عبدالله كنجي، أن مقتل شاكرمي هو "خزان وقود مساعد" للاحتجاجات.
