الجانب الخفي لأضرار دورية "شرطة الأخلاق".. انهيار ونوبات عصبية لدى الإيرانيات

Friday, 09/23/2022

الانهيار العصبي، وخفقان القلب، وضيق التنفس المستمر، وتشتت الانتباه، ليست سوى جزء من الضرر الذي يلحق بالنساء والفتيات اللاتي يواجهن تحذيرات دورية "شرطة الأخلاق" في الشوارع الإيرانية.

وسط الاحتجاجات القائمة على "القتل الحكومي" لمهسا أميني بعد اعتقالها من قبل دورية "شرطة الأخلاق"، نشرت صحيفة "هم ميهن" تقريرا قيمت فيه نتائج تصرفات "شرطة الأخلاق".

وكشفت محادثة هذه الصحيفة مع الأطباء النفسيين في مستشفى روزبه، عن أبعاد جديدة للأضرار التي سببتها دورية شرطة الأخلاق للمجتمع النسائي الإيراني.

"اضطراب ما بعد الصدمة" هو ضرر لا يمكن إصلاحه ولكنه شائع بين العديد من النساء اللائي زرن هذا المستشفى في صيف عام 2022 وأخبرن عن الآثار النفسية للاعتقال في الأشهر الستة الماضية أو حتى السنوات الخمس الماضية.
وفي الأشهر الأخيرة، اتخذت شرطة الأخلاق إجراءات أكثر صرامة للتعامل مع "الحجاب السيئ" في إيران.

من ناحية أخرى، فإن إصدار أحكام بالسجن لمدد طويلة وكفالة باهظة لارتداء الحجاب السيئ هو "عنف" زاد في الأشهر الأخيرة من قبل السلطات، لكن مسؤولي النظام الإيراني، من رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان إلى آخرين، يؤكدون على ضرورة تطبيق القوانين المتعلقة بالحجاب.

بالإضافة إلى السجن، فإن الغرامات المالية على النساء والتعامل مع مديري المكاتب وإغلاق المقاهي هي بعض الإجراءات الأخرى التي اتخذتها السلطات الإيرانية لمحاربة "الحجاب السيئ". ومع ذلك، بعد وفاة مهسا أميني، واجهت هذه الإجراءات انتقادات أكثر حدة ودفعت العديد من الناس إلى الشوارع للاحتجاج.

لكن بالنسبة للعديد من النساء، فإن عواقب دورية شرطة الأخلاق أشد من العقوبات على ما تسميها السلطات الإيرانية بـ "الجرائم".

رواية طبيب نفسي عن النساء اللواتي جئن إليه بسبب اضطرابات نفسية بعد القبض عليهن، تكشف بعض هذه الأضرار والعواقب: "كانت لديهن ذكريات متكررة وخفقان في القلب وضيق في التنفس. قالت العديد منهن إننا لن نمر من ذلك الشارع حيث تم اعتقالنا من قبل دورية شرطة الأخلاق. وقالت أخرى إنه عندما حدث هذا معي، لم أغادر المنزل لمدة شهرين لأنني كنت خائفة".

ووفقًا للأطباء، يعد علاج صدمات ما بعد الحوادث عملية معقدة وتختلف من شخص لآخر.

وقد تحتاج بعض النساء المصابات بصدمات نفسية إلى مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق لكي يدركن الصدمة ويتحدثن عنها. ومع ذلك، بالنسبة للأخريات، لا يتم العلاج بهذه الطريقة، وأي ارتباك يمكن أن يزعجهن.

وأكد الأطباء النفسيون في مستشفى روزبه في مقابلتهم لصحيفة "هم ميهن" أن العديد من النساء اللواتي اعتقلن من قبل دورية شرطة الأخلاق يعانين من عواقب طويلة الأمد و"اضطراب تشتت الانتباه" وقد تؤدي هذه الاضطرابات إلى "الانهيار العقلي".

وبحسب هذا التقرير، ارتفع عدد النساء اللواتي ذهبن إلى المستشفى بشكاوى من نوبات عصبية بشكل ملحوظ مع تصاعد عنف دورية شرطة الأخلاق.

وتعد الإصابات النفسية من الجوانب الأقل ظهورًا لأضرار دورية شرطة الأخلاق.
وبحسب العديد من النساء اللواتي تعرضن لتعامل عنيف من قبل دورية شرطة الأخلاق، فإن أضرار هذا التعامل ليست فقط أقل من الضرب والآلام الجسدية الناتجة عن الاعتداء، بل في بعض الأحيان يمكن أن تكون أكثر خطورة.

مزيد من الأخبار

شارك بآرائك

شارك بآرائك ورسائلك ومقاطع الفيديو حتى نتمكن من نشرها