رغم الهدوء الحذر.. تواصل الخلافات بين التيار الصدري وأنصار النظام الإيراني في العراق

على الرغم من هدوء الاضطرابات في بغداد، إلا أن التوترات الكلامية والخلافات مستمرة بين التيار الصدري والجماعات المؤيدة للنظام الإيراني، وبينما دعا الرئيس العراقي إلى حل البرلمان، فإن "الإطار التنسيقي"، وهو ائتلاف من الجماعات المدعومة من إيران، يصر على إعادة تشكيل البرلمان.

وقال صالح محمد العراقي، الملقب بالوزير صدري، مخاطبًا الجماعات التي تدعمها إيران: "اعتبروني عدوكم الأول"، متهما الإطار التنسيقي بأنه "يقف ضد إرادة الشعب والمرجعية والعشائر".

وخاطب الوزير الصدري النظام الإيراني، قائلًا: "هذا ندائي للجارة إيران.. أن تكبح جماح بعيرها في العراق، وإلا فلات حين مندم".

ودعا الرئيس العراقي برهم صالح، الثلاثاء 30 أغسطس (آب)، إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة لحل الأزمة السياسية في العراق.

وأكد أن المؤسسات القانونية غير قادرة على منع ما حدث والوضع الحالي لم يعد مقبولا.
من جهة أخرى، أكد الإطار التنسيقي، في اجتماع طارئ الليلة الماضية، على ضرورة التشكيل الفوري للحكومة وعقد اجتماع البرلمان مرة أخرى.

في غضون ذلك، دعا قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق، المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، في رسالة إلى عقد اجتماعات البرلمان، وتشكيل الحكومة بشكل فوري.

ووصف الأحداث الأخيرة في العراق بـ"الانقلاب الفاشل" الذي استهدف حكومة البلاد باستثناء رئيس الوزراء.

كما أكد شاخوان عبد الله، المساعد الثاني لرئيس البرلمان العراقي في مقابلة مع قناة "روداو" الإخبارية أن اجتماعات رئاسة البرلمان ستعقد الأسبوع المقبل.

وحذر في الوقت نفسه من أن عقد الجلسات البرلمانية يتطلب اتفاقات سياسية.

وبحسب ما قاله شاخوان عبد الله، فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي سيشارك في اجتماعات البرلمان بشرط ألا يكون تعيين الرئيس على جدول الأعمال.

في الوقت نفسه، أكد الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي أن عدم وجود حوار مع التيار الصدري سيعيد نفس المشاكل السابقة لاجتماع البرلمان وتشكيل الحكومة.

وبحسب آخر الإحصائيات المنشورة لضحايا الاشتباكات في العراق، قُتل 30 من أنصار مقتدى الصدر، وأصيب 570 آخرون خلال الاضطرابات.

يذكر أن الاضطرابات في العراق هدأت بسرعة بعد أن طلب مقتدى الصدر من أنصاره الانسحاب من المنطقة الخضراء.

وكان أنصار الصدر، الذين يعارضون تدخل النظام الإيراني في العراق، قد دخلوا، يوم الاثنين، المباني الحكومية، بما في ذلك القصر الرئاسي في المنطقة الخضراء، بعد ساعة من إعلان اعتزال الصدر عن السياسة.

من ناحية أخرى، دعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة، الثلاثاء، التيارات السياسية في العراق إلى ممارسة الهدوء وضبط النفس في مواجهة الخلافات السياسية.

وأكد وزير الخارجية السعودي، في اتصال هاتفي مع نظيره العراقي، دعم الرياض لاستقرار العراق وأمنه.