وأضافت صحيفة "واشنطن بوست" في تقريرها، أمس الأحد 3 يوليو (تموز) أن الجنرال كوريلا في هذا الصدد "يشير باستمرار إلى التحليل الجديد لـ[قناة الأخبار] (إن بي سي)، الذي سجل 29 هجومًا ضد أهداف أميركية منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ وهي الهجمات التي لم تلق رداً قوياً".
وقد أعدت "واشنطن بوست" هذا التقرير بإرسال صحافي للقاعدة العسكرية الأميركية في التنف شرقي سوريا، وكتبت أن اللواء كوريلا التقى بعشرات الجنود من مجموع حوالي ثلاثمائة جندي وقوات العمليات الخاصة والمتدربين الأجانب المتمركزين في قاعدة التنف في سوريا، أواخر يونيو (حزيران) الماضي.
وخلال هذه الزيارة، قال أيضًا عن الإجراءات العدوانية التي تقوم بها روسيا ضد أميركا في الشرق الأوسط: "سندافع عن أنفسنا. لن نتردد في الرد".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الغرض من هذه الزيارة هو المراجعة الأولية للجنرال كوريلا حول إعادة النظر في قضية الردع ضد أعداء أميركا في المنطقة دون التسبب في صراع أوسع.
وبحسب هذه الصحيفة الأميركية، فقد أدان المسؤولون الأميركيون في يونيو عدة حالات "استفزازية" و"مثيرة للتوتر" و"غير آمنة وغير مهنية" من جانب روسيا وإيران في المنطقة.
كما جاءت زيارة اللواء كوريلا إلى قاعدة التنف بعد أيام قليلة من هجوم مقاتلتين روسيتين على موقع عسكري تابع لقوات المعارضة لنظام بشار الأسد.
وبحسب مسؤول عسكري أميركي، أبلغ المسؤولون الروس الأميركيين بنيتهم قبل 35 دقيقة فقط من الهجوم.
لكن بحسب "واشنطن بوست"، لم يصب أي عسكري أميركي في الهجوم الروسي في منطقة التنف. وفي قاعدة التنف الواقعة على طول الحدود السورية مع الأردن والعراق، ما زالت آثار هجوم المسلحين المدعومين من إيران، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وبحسب وسائل الإعلام، فإن الجنرال كوريلا، الذي أمضى معظم وقته في الربيع يسافر إلى دول المنطقة ويلتقي بنظرائه في هذه البلدان، يركز أكثر على النشاط العدواني للنظام الإيراني.
وفي وقت سابق، خلال أول زيارة إقليمية له إلى مصر والإمارات والسعودية، وصف الجنرال كوريلا إيران بأنها "أكثر عوامل زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط".
وفي واحدة من أحدث حالات تصرفات النظام الإيراني، أعلن مسؤولو البحرية الأميركية يوم 21 يونيو أن سفينة حربية أميركية تعرضت لمضايقات في مضيق هرمز من قبل الزوارق السريعة التابعة للحرس الثوري الإيراني "التي كانت تتجه مباشرة نحو السفينة الأميركية".
وقال الجنرال كوريلا خلال زيارته لقاعدة التنف عن مساعي أعداء أميركا للسيطرة على المنطقة: "إنهم يتقدمون نحو ما يعتقدون أنه حدودنا ثم يعيدون تحديد الخطوط الحمراء".
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الجيش الأميركي لديه قوة عسكرية كافية في القاعدة للرد على أي هجوم. ولكن في كثير من الأحيان، مثل القدرات الأميركية في أماكن أخرى في المنطقة، لا يتم استخدامها لأن مخاطر الرد العسكري الأميركي تعتبر مرتفعة للغاية.
ومع ذلك، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي لم يذكر اسمه، لصحيفة "واشنطن بوست" إن الرئيس جو بايدن "يأخذ أمن الأفراد الأميركيين المتمركزين في الخارج على محمل الجد أكثر من أي شيء آخر".
وأضاف أن إدارة بايدن، بعد بدء عملها، تصرفت بسرعة لمنع هجمات الجماعات المدعومة من إيران، باستخدام أدوات مختلفة، بما في ذلك الهجمات العسكرية والتدابير الدبلوماسية.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: "ليس كل رد مرئياً، لكن إيران أدركت تمامًا أن أميركا مستعدة للرد بشكل مباشر على أي تهديد ضد الأفراد الأميركيين".