خبراء إيرانيون: طهران كانت تعول على انتصار روسي بأوكرانيا لدعم موقفها التفاوضي

ذكر ناشط سياسي إيراني أن الرئيس إبراهيم رئيسي على استعداد للتوصل إلى اتفاق نووي، لكن "آخرين" من النظام يعارضونه، بينما يعتقد البعض الآخر أن طهران كانت تعول على انتصار روسي بأوكرانيا في استمرار مفاوضات فيينا لصالحها.

وقالت الناشطة الإصلاحية، أشرف بروجردي، عقب اجتماع مع إبراهيم رئيسي إلى جانب 20 سياسيًّا الأسبوع الماضي، إن "رئيسي نفسه توصل إلى نتيجة مفادها أنه ينبغي التوصل إلى اتفاق نووي، لكن البعض الآخر ممن لهم اليد العليا في النظام يصرون على ألا توقع طهران اتفاقا مع واشنطن".

تقديرات إيرانية خاطئة

في غضون ذلك، قال الأكاديمي والناشط السياسي الإصلاحي الإيراني، صادق زيباكلام، إن المسؤولين الإيرانيين قد أخطأوا في الاعتقاد بأن روسيا ستحتل أوكرانيا في أقل من أسبوع واحد.

وأضاف زيباكلام في مقطع فيديو مباشر على "إنستغرام"، كما نقله موقع ديدبان إيران (إيران مونيتور) أن المسؤولين كانوا يعتقدون أن موسكو ستنشئ حكومة عميلة في كييف، وتصبح سيدة العالم، وستستفيد طهران من الموقف الروسي كحليف لروسيا.

وأعرب زيباكلام، عن قلقه إزاء "تحالف الدول الإقليمية ضد إيران، والدور المدمر الذي تلعبه روسيا والصين تجاه طهران".

وقال نحن متفائلون بارتفاع أسعار النفط وما يقوله رئيسي عن زيادة صادرات النفط صحيح، لأنه مع تسامح واشنطن المتعمد، تقوم إيران بتزويد عدد من الشركات الصينية الخاصة بالنفط بأسعار لا يعرفها أحد.

الأميركيون يغضون الطرف عمدًا عن بيع النفط الإيراني

أضاف: "الأميركيون لا يضغطون على الصينيين بسبب تنسيقهم مع إيران، إذا تأكد الأميركيون من فشل المفاوضات فسوف يلوون أذرع الصينيين حتى لا يفكروا بشراء النفطمن إيران، لذلك فإن الولايات المتحدة هي التي غضت الطرف عمدًا عن بيع النفط الإيراني".

وأشار زيباكلام إلى أن "نسيمًا إيجابيًّا يصل إيران من جانب الولايات المتحدة، لكن يبدو أن إدارة رئيسي ليس لديها استراتيجية حول كيفية الاستفادة من الوضع".

وتابع: "نعلم اليوم أن نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد توصل إلى اتفاق مع الجانب الأميركي قبل أن يتولى إبراهيم رئيسي منصبه، لكن الإدارة الجديدة تجاهلت في البداية إنجاز عراقجي، قبل أن تدرك أخيرًا أن المفاوضات يجب أن تتم على الأطر التي قدمها نائب وزير الخارجية".

ونقل زيباكلام بعد ذلك عن وزير الثقافة السابق، علي جنتي، قوله إنه "تم الاتفاق في المحادثات التي ترأسها عراقجي على وجوب شطب اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية ورفع العقوبات المفروضة عليه".

وقال الأكاديمي الإيراني إن الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن أدركت أنها لم تنجح في منع إيران من تخصيب اليورانيوم عالي المستوى، وبرنامج تطوير الصواريخ الإيراني، وكذلك قطع أذرع طهران في المنطقة، على المدى القصير على الأقل. نتيجة لذلك، توصلت واشنطن إلى استنتاج مفاده أن عليها تبني سياسة أكثر اعتدالًا تجاه طهران. ومع ذلك، أساءت إيران فهم هذا النهج اللين".

وشدد زيباكلام على أن الجانب الإيراني فسر خطأ التغيير في سياسة الولايات المتحدة على أنه تراجع.

"أجندة عالمية" للحرس الثوري

وفي مقابلة مع ”ديدبان إيران"، قال الدبلوماسي السابق، فريدون مجلسي، إن الحرس الثوري لا يريد شطب اسمه من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، لأنه في هذه الحالة ستوقع إيران اتفاقية نووية جديدة مع الولايات المتحدة، وهذا ما لا يرغب به الحرس الثوري.

وأضاف مجلسي أن الحرس الثوري الإيراني لديه أجندة عالمية قد لا يتم تنفيذها إذا كان هناك اتفاق بين إيران والولايات المتحدة.

وقال إن هذا أيضًا سبب وجود مقاومة في إيران ضد الالتزام بلوائح مجموعة العمل المالي (FATF).

مجلسي أيضًا يرى أن الغزو الروسي لأوكرانيا جعل التوصل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة أكثر صعوبة. حيث إن دعم إيران الرسمي لروسيا على أمل الاستفادة من الموقف الروسي أثر سلبًا على مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.

وأضاف: "الروس يتبعون مصالحهم الخاصة فقط، ولا يوجد سبب يدعوهم إلى اتباع مصالح إيران لأنهم ليسوا بحاجة لذلك".