وقال فاطمي إن منظمة الغذاء والدواء ترى أن حجم هذا النقص في البلاد يتراوح بين 30 و40 صنفا من الأدوية، لكن في الواقع هناك نقص في أكثر من 100 صنف، بما فيها الأدوية الشائعة في إيران.
وفي تصريح أدلى به إلى وكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا)، اليوم الاثنين 7 فبراير (شباط)، أضاف فاطمي أنه في الوقت الحالي، حتى الأدوية الشائعة مثل المحاليل أو المضادات الحيوية وحقنة "B-Complex" وحقنة الأسيتامينوفين والأمصال وحتى قطرات الأنف يصعب الآن العثور عليها من الصيدليات.
ووصف نائب رئيس نقابة الصيادلة في إيران الأوضاع الحالية في مجال نقص الدواء في البلاد بأنها "غير مسبوقة"، وقال: "لم نواجه مثل هذه الأوضاع أبدا، حتى إن النقص طال الأدوية الإيرانية، وفي الوقت الحالي هناك نقص حتى في أدوية مثل كليدينيوم سي، وهو دواء بسيط للمعدة، ودواء فلوكسيتين، والعديد من الأدوية الأخرى أصبحت نادرة في الصيدليات".
وعن الاختلاف بين إحصاءات منظمة الغذاء والدواء الإيرانية، ونقابة الصيادلة، أوضح فاطمي: "تفسيرنا لنقص الأدوية يختلف عن تفسير منظمة الغذاء والدواء، وهذا يجعل إحصائياتنا مختلفة 3 أو 4 مرات عن البعض".
وشدد: "في رأينا أن أي دواء مدرج في القائمة الرسمية لإيران ويصفه الأطباء للمرضى ولا يوجد في الصيدليات، فإنه يواجه نقصا. لكن منظمة الغذاء والدواء ترى النقص بناءً على أسماء الأدوية المكافئة، ووجود عينة إيرانية من الدواء يجعل ذلك الدواء لا يعتبر سلعة دوائية ناقصة".
وتابع فاطمي: "من جهة أخرى، إذا تم توزيع دواء ما في الصيدليات الحكومية والمختارة، فستعلن منظمة الغذاء والدواء أنه تم القضاء على نقص هذا الدواء، لكن هذا ليس سدا للنقص الموجود. ربما تم القضاء على ندرة هذا الدواء في جزء من البلاد لكنه ما زال نادرا بالنسبة لجميع أنحاء البلاد، بالتالي فإن الأدوية التي لا تتوفر في جميع صيدليات المدينة هي أدوية نادرة".
وبعد ورود تقارير سابقا تفيد بفرض الحكومة الإيرانية قيودا واسعة على استيراد الأدوية واللقاحات الأجنبية لكوورنا، أعلن وزير الصحة الإيراني، بهرام عين اللهي، أنه منذ بداية عام 2019 إلى الآن، ارتفع سعر نحو 2500 دواء في إيران.
وبعدما هدد وزير الصحة الإيراني الأطباء بعدم وصف دواء أجنبي للمرضى، قال مسؤول بنقابة مستوردي الأدوية إن بلوغ الاكتفاء الذاتي في مجال إنتاج الدواء "كذب".
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال حيدر محمدي، مدير عام إدارة الغذاء والدواء التابعة لوزارة الصحة، إنه مع نهاية الشهر الثالث من الخريف، لا يزال لم يتم تخصيص النقد الأجنبي اللازم للأشهر الستة الثانية من العام لاستيراد الأدوية.
يشار إلى أن نقص الأدوية في إيران يتفاقم على مر الأيام، فقد كتبت صحيفة "همشهري" الإيرانية مؤخرا أن تكلفة أسبوع واحد لطفل مصاب بالسرطان ارتفعت إلى 8 ملايين تومان على الأقل، وإن بعض الأسر تخلت عن علاج أطفالها بسبب عدم قدرتها على توفير تكاليف العلاج.
وكان همايون سامه يح نجف آبادي، عضو لجنة الصحة بالبرلمان الإيراني قد أكد في وقت سابق لموقع "ديدبان إيران" أنه نظرا لإلغاء العملة الحكومية (4200 تومان للدولار) لاستيراد الأدوية، "فسوف تشهد أسعار الأدوية في العام المقبل ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالعام الحالي".