إضاءة ساحة "آزادي" بصورة العلم الصيني.. ونشطاء: رمز لتحويل إيران إلى "مستعمرة" للصين

عقب ردود الفعل الواسعة لإضاءة ساحة "آزادي" (الحرية) بطهران بصورة العلم الصيني، أعلنت بلدية طهران اليوم، الثلاثاء الأول من فبراير (شباط)، إنها لم تكن على علم بهذا الإجراء، وإن مؤسسة "رودكي" التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية هي من نفذت هذا الإجراء.

وقال مسؤولون في البلدية إن طلب الإضاءة وعرض العلم الصيني في ساحة "آزادي" جاء من قبل لجنة الصداقة الإيرانية الصينية بمناسبة العام الصيني الجديد، كما تعاونت السفارة الصينية بهذا الخصوص.

وأشار بعض المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما في "تويتر"، إلى توقيت هذه الإضاءة، أي عشية ذكرى الثورة في إيران، وبعد أيام قليلة من الإعلان عن تنفيذ اتفاقية الـ25 عاما بين طهران وبكين، وقالوا إن هذا الإجراء يرمز إلى تحويل إيران لتصبح "مستعمرة" للصين.

كما لفت ميثم زمان آبادي، مدير العلاقات العامة لمنظمة تجميل بلدية طهران، إلى أن بناية ساحة "آزادي" تحت إشراف مؤسسة "رودكي"، وكتب أن عرض العلم الصيني في أوائل "ذكرى الثورة" تم بناء على إجراءات هذه المؤسسة، "ونحن نشاهده مندهشين مثل الآخرين".

وأشار ناشط آخر على وسائل التواصل الاجتماعي إلى سياسة النظر إلى الشرق، التي أكد عليها المرشد الإيراني خلال السنوات الأخيرة، وأضاف أن هذا الحدث "عكس بوضوح التفاني للشرق وانكشف المضمون الحقيقي لشعار، لا للشرق ولا للغرب".

وخلافا لهذه المجموعة من النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، رحب المسؤولون الإيرانيون بهذا الإجراء، وكتب وزير الخارجية الإيراني، في تغريدة له ضمنها بصورة العلم الصيني بساحة "آزادي": "برنامج التعاون الشامل سوف يستمر بشكل أفضل وأقوى بمضاعفة الجهود".

من جهته، نشر السفير الصيني في إيران، تشانغ هوا الذي حضر مساء أمس المراسيم في ساحة "آزادي"، عدة تغريدات رحب خلالها بهذا الإجراء، وأعرب عن شكره إلى وزير الخارجية الإيراني مستخدما عبارة "الصداقة إلى الأبد".

وقوبل توقيع اتفاقية التعاون الـ25 عاما بين إيران والصين التي تمت متابعتها في أبريل الماضي بأوامر المرشد الإيراني، علي خامنئي، بانتقادات واسعة في الداخل والخارج، وتم وصفه على وسائل التواصل الاجتماعي على أنه وثيقة "بيع إيران إلى الصين".

وأعلنت إيران في يناير الماضي أن مراحل تنفيذ هذه الوثيقة قد بدأت.

ويأتي تنفيذ الاتفاق بين إيران والصين بينما لم يلتزم المسؤولون الإيرانيون خلال الأشهر الأخيرة بالشفافية بخصوص "وثيقة التعاون الإيراني الصيني الـ25 عامًا"، ورفضوا الكشف عن التفاصيل ولم يردوا على الانتقادات أو المخاوف بهذا الخصوص.

ويعتبر البيع الرخيص للموارد الإيرانية للصينيين وتوسيع التعاون الأمني بين إيران والصين، بما في ذلك إطلاق شبكة الإنترنت الوطنية، من ضمن المخاوف والانتقادات التي تم طرحها عدة مرات خلال العام الماضي.