الصحف الإيرانية: مباحثات أفغانية برعاية طهران واستمرار احتجاجات موظفي السلطة القضائية

تناولت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 11 يناير (كانون الثاني)، عددا من الموضوعات المتنوعة من بينها احتجاجات موظفي السلطة القضائية، وزيارة عدد من السياسيين الأفغان العاصمة طهران لإجراء مباحثات مشتركة برعاية إيرانية.
وعلقت صحيفتا "جهان صنعت" و"جمهوري إسلامي" على استمرار احتجاجات موظفي القضاء في إيران، خلال الأيام الأخيرة ورفعهم لشعارات أمام البرلمان في العاصمة طهران، وأمام دوائر القضاء في عدد من المدن الإيرانية منها: كرج، تبريز، يزد، أصفهان.
وردد المتظاهرون في احتجاجاتهم، هتافات مثل: "الكاذب.. الكاذب"، و"الحكومة تخون.. والبرلمان يدعم".
وأشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى تهديد النائب العام للبلاد، وكذلك رئيس السلطة القضائية، للموظفين في السلك القضائي من استمرار احتجاجاتهم، ونوهت إلى أن ما يطالب به المحتجون من زيادة رواتبهم كان قد تم بتوصية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أثناء وجوده في السلطة القضائية، لكن رئيسي نفسه قد رفض تنفيذ هذه التوصية بعد وصوله للحكم.
وفي صحيفة "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري، نقرأ عن اجتماعات عقدها الفرقاء السياسيون الأفغان برعاية إيرانية حيث استضافت طهران وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي، وأحمد مسعود زعيم "جبهة المقاومة الوطنية"، وإسماعيل خان، الحاكم السابق لهرات، وعقدوا اجتماعا ناقشوا فيه الخلافات بين الأطراف.
ودافعت الصحيفة عن إجراء مثل هذه اللقاءات برعاية إيرانية، وهاجمت الأصوات المنتقدة لهذه السياسات الإيرانية، حيث رأت أن طهران نجحت في عدم الانخراط في المستنقع الأفغاني وتحولها إلى طرف من أطراف النزاع كما كان البعض يريد لها ذلك، حسب رأي الصحيفة.
في شأن آخر انتقدت صحف مختلفة استمرار حوادث السير في محافظة خوزستان، والتي كان آخرها اصطدام أكثر من 50 سيارة مع بعضها البعض، ووفاة 5 أشخاص وإصابة 41 شخصا على إثر ذلك.
وذكرت "آرمان ملي" إن وفيات حوادث السير أصبحت تحل محل وفيات جائحة كورونا، ودعت إلى ضرورة معرفة أسباب هذه الحوادث، وكذلك أسباب زيادة الأزمات القلبية على المواطنين أثناء استخدامهم للسيارات، وما إذا كانت ناجمة عن الضغوط الاقتصادية أم الأمراض أم اللقاحات التي وفرتها وزارة الصحة الإيرانية، وتساءلت "آفتاب يزد" بالقول: "ألم تستطع الشرطة منع وقوع حوادث السير؟".
في موضوع منفصل هاجمت صحيفة "كيهان"، الأصولية المقربة من المرشد الإيراني، صحيفة "شرق" بعد إجراء هذه الأخيرة مقابلات مع أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية، واتهمت "كيهان" صحيفة "شرق" بأنها تعمل على خلق أجواء إعلامية مناهضة للحرس الثوري بهدف الانتقام والثأر منه، وذلك بالنيابة عن أميركا، حسب الصحيفة المقربة من المرشد.
والآن نقرأ بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جوان": ماذا يريد وزير خارجية طالبان من زيارته إلى طهران؟
نوهت صحیفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، إلى زيارة وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي، وتساءلت بالقول: "ماذا يريد وزير خارجية طالبان من زيارته إلى طهران؟"، لتخلص إلى أن متقي يهدف من زيارته إلى إيران كسب اعتراف رسمي من طهران بحركة طالبان، وهو ما تحاول الصحيفة إعطاءه نوعا من التبرير والمشروعية، حيث أشارت إلى كلام سابق للمسؤول في الحركة هدد فيه بأن عدم اعتراف جيران أفغانستان بحركة طالبان سيكون في صالح تنظيم داعش؛ لأنه يرفع من معنويات التنظيم.
كما ذكرت الصحيفة أن طالبان قد أثبتت حسن نيتها من خلال عزلها لعدد من الشخصيات المتشددة لديها، مضيفة أن الحركة قد اتخذت خطوات رمزية وصغيرة حتى الآن لتشكيل حكومة شاملة، كما تطالب الكثير من الدول.
ونوهت الصحيفة إلى أن حكومة أفغانستان الجديدة والتي لا تزال غير ناضجة يمكن لها الاستفادة من التجارب الاقتصادية لإيران، والعمل على توسيع علاقاتها التجارية والمصرفية، والتعاون في مجال استخراج المعادن لحل جزء من المشاكل الاقتصادية لأفغانستان.
"جمهوري إسلامي": طالبان لم تقبل بأي شرط من شروط إيران
أما صحيفة "جمهوري إسلامي"، التي تعد من أشرس خصوم طالبان في إيران، فقد ذكّرت السلطات الإيرانية بأن الاعتراف بطالبان خطأ واضح، مؤكدة في مقالها الافتتاحي أن الحركة لم تقبل ولم تلتزم بأيٍ من شروط إيران فلا انتخابات ولا حكومة شاملة كما دعت طهران، وبالتالي فإن المفاوضات مع طالبان لا فائدة منها، حسب رأي الصحيفة.
"كيهان": لا يمكن وضع سياج حول البلد وعزله عن العالم
هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، في مقال لها المشككين بفاعلية العلاقة بين إيران وروسيا، والذين يؤكدون باستمرار بأن الروس ليسوا حلفاء جيدين لإيران، وإن تاريخهم يثبت ضرورة عدم الوثوق بهم.
ورغم اعتراف الصحيفة بأن مفردة "الوثوق" في عالم السياسة ليست لها معنى، وإن علاقات الدول تحددها المصالح والمنافع، إلا أنها حاولت مع ذلك تبرير تقارب إيران إلى المحور الشرقي ممثلا بروسيا والصين وانغلاقها على الغرب والولايات المتحدة الأميركية.
وقالت الصحيفة في هذا الخصوص: "في عالم من هذا النوع ما الذي يتوجب فعله؟، هل يجب وضع سياج حول البلد وعزله عن العالم؟ ألا يجب بناء تحالفات وعقد معاهدات مع الدول وأن نكوّن معها علاقات استراتيجية؟، الإجابة واضحة وصريحة: "لا يمكن أن نبني سياجا حول البلد، يجب النظر بشكل دقيق وتحليل الواقع والأحداث وتنظيم علاقات البلد وفق هذه القراءات المتأنية".
كما أشارت الصحيفة إلى التمهيد لزيارة رئيسي لروسيا، وقالت في هذا السياق: "يوجد في إيران تيار سيء الخلفية وفاقد للسجل الناجح وأمي ومتشدد وكثير الادعاء والذي يسمي نفسه أحيانا "التيار الإصلاحي"، يعمل جاهدا في الآونة الأخيرة على تشويه هذه الزيارة وحرفها عن مسارها، والحيلولة دون تحقيقها وذلك انسجاما مع خصوم إيران الذين يفرضون عليها العقوبات".
كما ذكرت الصحيفة أن شعار "لا شرقية، ولا غربية" لم يكن المقصود به الواقع الجغرافي للدول، بل كان ينظر من ورائه إلى عالم الثنائية القطبية الذي كان سائدا آنذاك.
"رسالت": النساء العاملات في البيوت في أوضاع سيئة لغاية
سلطت صحيفة "رسالت" في تقرير لها الضوء على معاناة النساء العاملات في البيوت كرعاية كبار السن أو تنظيم منازل الآخرين، وقالت إنهن يفتقدن لأي من القوانين الداعمة لهن ولأعمالهن، فلا يتمتعن بتأمين ولا تقاعد بالرغم من الأعمال الشاقة التي يقمن بها، حيث تعمل العاملة نحو 8 ساعات في اليوم.
ونوهت الصحيفة إلى أن النساء العاملات في هذا المجال لا يحصلن على أكثر من 330 ألف تومان يوميا، وتخصم الشركة ما نسبته 25 في المائة من رواتبهن مقابل إيجاد عمل لهن، كما أن النساء في هذه الأعمال معرضات للأضرار وقد يُتهمن من قبل المسؤول بسوء الأداء أو السرقة، وما شابه ذلك من تهم.