وأفادت وسائل إعلام تركية بأن عبد الوهاب كوجاك المتهم بإطلاق النار وقتل مسعود مولوي نفى خلال المحاكمة التهم الموجهة إليه، وقال إنه لا يعرف أحدا من الأشخاص في هذا الملف القضائي، وأضاف أن الشخص الذي أثار هذه القضية يسعى إلى جعل أمثاله ضحايا.
يذكر أن مولوي تم قتله بالرصاص في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، في أحد شوارع حي شیشلي في إسطنبول. وكان لهذا الناشط المناهض للنظام الإيراني تاريخ في العمل مع وكالات المخابرات والدفاع الإيرانية، قبل أن يذهب إلى تركيا، ويشن حملة ضد طهران على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب تقارير وسائل إعلام غربية، فإن اثنين من عملاء الاستخبارات الإيرانية أمرا باغتيال مسعود مولوي، كما تورط ناصر زيندشتي في عملية الاغتيال.
كما قال مسؤولون في الحكومة الأميركية إن وزارة الاستخبارات الإيرانية متورطة بشكل مباشر في اغتيال مولوي.
وقررت المحكمة إطلاق سراح أحد المتهمين بشكل مشروط وهو سياوش أباذري. علما أن أباذري ساعد في هروب علي أسفنجاني، أحد المتهمين في هذا الملف، إلى طهران.
وادعى أحد المتهمين الذي يدعى عبد الوهاب كوجاك أنه عامل بسيط، ولكن القوات الأمنية التركية اعتقلته دون سبب وقالت إنه عنصر تابع لإيران.
واكد في الوقت نفسه أن شقيقه يعمل في شبكة ناجي شريفي زيندشتي، المهرب الشهير، ولكنه نفى اتهامه بتلقي أسلحة من أعضاء هذه الشبكة.
وأفادت وسائل الإعلام التركية بأن محامي محمد رضا ناصر زاده، الدبلوماسي الإيراني، حضر في المحكمة وطالب بفصل ملف موكله عن باقي المتهمين، علما أن هذا الدبلوماسي الإيراني متهم بالتخطيط وإدارة طريقة قتل مسعود مولوي.
كما تم اتهام ناصر زاده بتسليم وثائق مزورة إلى علي أسفنجاني العقل المدبر لخطة اغتيال مولوي، من أجل تهريبه إلى إيران.
يشار إلى أنه تم تقديم طلب بسجن الدبلوماسي الإيراني، كما طُلب بإصدار حكم مماثل ضد زيندشتي أيضا.
يذكر أن الشرطة التركية كانت قد اعتقلت ناصر شريفي زيندشتي قبل عقد من الزمن بتهمة تهريب الهيروين. كما توفيت ابنته عام 2014 في حادث إطلاق نار من المحتمل جاء بتنظيم مراقبي هذا المهرب الدولي.
وكان زيندشتي قد اعتقل في تركيا عام 2018 بتهمة القتل العمد أيضا، لكن أفرجت عنه تركيا بعد 6 أشهر من اعتقاله، وقد وُصف هذا الإجراء بأنه عمل مثير للجدل.
كما كانت القوات الأمنية الإيرانية قد اعتقلت زيندشتي في إيران بتهمة تهريب المخدرات، لكنه هرب إلى خارج البلاد في الـ20 من عمره بعد هروبه من سجن إيفين.
من هو مسعود مولوي؟
عمل مولوي لمدة 10 سنوات كمستشار ومدير شركة لأمن البيانات في أصفهان، اسمها بارسيه ريسيرش، قبل أن يبدأ عمله كمستشار عسكري متخصص في الذكاء الاصطناعي.
ونشر مولوي قبل مقتله، تقارير في قناته "الصندوق الأسود" على "تلغرام" حول الفساد المالي والأخلاقي لمسؤولي القضاء في إيران بما في ذلك دردشات القاضي أبو القاسم صلواتي مع امرأة، وكذلك نشر تقارير حول منظمة الاستخبارات الإيرانية.
وكتب مولوي قبل مقتله: "إن شاء الله، سأستأصل قادة المافيا الفاسدين هؤلاء. صلوا أن لا يقتلوني قبل أن أقوم بذلك".