"نيويورك تايمز": إسرائيل لن تتراجع عن مهاجمة منشآت إيران النووية رغم تحذير واشنطن

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا نظراءهم الأميركيين أنهم لن يتوقفوا عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية على الرغم من تحذيرات واشنطن.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن عدة مسؤولين أميركيين، لم تذكر أسماءهم، قولهم إن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل من أن هجماتها المتكررة على المنشآت النووية الإيرانية قد تكون مرضية من الناحية التكتيكية، ولكن كان لها تأثير معاكس ويمكن أن تشجع إيران على إعادة إعمار هذه المنشآت بسرعة.

وبحسب الصحيفة، يعد هذا أحد الخلافات العديدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول فوائد استخدام الدبلوماسية بدلاً من القوة.

وبحسب التقرير، وقعت انفجارات في مجمع إنتاج قطع أجهزة الطرد المركزي في كرج أواخر الربيع، لكن الإنتاج استؤنف أواخر الصيف، ووصف مسؤول أميركي كبير هذا المجمع بأنه مشروع طهران لـ"إعادة إعمار أفضل" .

وكتبت هذه الصحيفة: "عندما تولى إبراهيم رئيسي منصب رئيس الجمهورية، كان المسؤولون الأميركيون يأملون في قبول الوثيقة المتفق عليها خلال محادثات عهد حسن روحاني وتحميل الرئيس الإيراني السابق ووزير خارجيته المسؤولية عن العواقب المحتملة على إيران.

لكن وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، كان هذا "تقديرًا خاطئًا" من قبل الولايات المتحدة، حيث أعلن وزير الخارجية الإيراني الحالي حسين أمير عبد اللهيان في أواخر سبتمبر (أيلول) الحالي، أن بلاده غير مهتمة بنوع المفاوضات التي أجرتها الحكومة الإيرانية السابقة.

بينما من المقرر استئناف المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي في فيينا في غضون أسبوع آخر، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الوثيقة التي تم الوصول إليها خلال محادثات روحاني تبدو الآن وكأنها نص ميت.

وبحسب الصحيفة، يبدو أن وعد بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي في السنة الأولى من رئاسته للولايات المتحدة ومن ثم إبرام اتفاقية "أطول وأقوى" مع إيران، قد تبدد تمامًا.

وكان المسؤولون الأميركيون قد صرحوا علنًا في الأسابيع الأخيرة بأنه إذا عرقلت إيران المفاوضات في فيينا، فقد تضطر واشنطن إلى فرض عقوبات جديدة على إيران.

لكن، وبحسب الصحيفة، فإن الجهود جارية في الأيام الأخيرة داخل البيت الأبيض للتوصل إلى اتفاق مؤقت مع إيران؛ بهدف أن تتوقف إيران عن إنتاج المزيد من اليورانيوم المخصب وتحويله إلى يورانيوم معدني، الأمر الذي يعد خطوة مهمة نحو رأس حربي نووي، وأن ترفع الولايات المتحدة في المقابل عددًا من العقوبات.

وكتبت صحيفة نيويورك تايمز أن الاتفاق المؤقت قد يوفر بعض الوقت للتفاوض مع إيران، ومن ناحية أخرى، توقف التهديدات الإسرائيلية بقصف المنشآت النووية الإيرانية.

وتختتم الصحيفة تقريرها بتصريحات من روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، الذي قال إن الولايات المتحدة قد تضطر إلى الإعلان عن أن برنامج إيران النووي متقدم للغاية بحيث لا يمكن لأي شخص أن يعود بفائدة إلى الاتفاق النووي.

وقال مالي، في وقت سابق، إن هذه ليست ساعة زمنية، بل ساعة تكنولوجية، وفي مرحلة ما، سيتم تدمير الاتفاق إلى الحد الذي لا يمكن معه للنظام الإيراني التراجع عن التقدم الذي وصل إليه؛ مضيفاً: "لا يمكنك إحياء جثة" في إشارة إلى الاتفاق النووي.

وفي كلمة له في اجتماع المنامة الأمني، أول من أمس السبت، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن واشنطن ملتزمة بإيجاد حل دبلوماسي لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

لكنه حذر من أنه إذا كانت إيران غير راغبة في التعامل مع هذه القضية، فسيتم النظر في جميع الخيارات.