وقال رئيس جامعة طهران، في حفل وداع نيلي أحمد آبادي، الرئيس السابق للجامعة: "نحن بحاجة إلى أن نكون فاعلين في مجال الأنشطة الطلابية، وعلى الرغم من أن الأنشطة السياسية سترافقها بعض المشاكل، إلا أنه يجب علينا عدم منع الطلاب من المشاركة في الأنشطة السياسية، ولكن يجب أن تتم هذه الأنشطة وفقًا للخطوط الحمراء".
يذكر أنه تمت إقالة محمود نيلي أحمد آبادي، رئيس جامعة طهران، يوم 11 سبتمبر (أيلول)، بعد يوم من من نشر نص رسالته إلى غلام حسين محسني إيجه إي، رئيس القضاء، للمطالبة بالإفراج عن الطالب الجامعي المسجون، كسرى نوري.
وبعد عزل نيلي أحمد آبادي من منصب رئيس جامعة طهران، قرر محمد علي زلفي غول، وزير العلوم في حكومة رئيسي، تعيين محمد مقيمي رئيساً لجامعة طهران.
وجاء في مرسوم وزير العلوم الموجه إلى محمد مقيمي أنه "من المتوقع اتباع التعاليم الإسلامية والمبادئ العلمية والروح الثورية، واستخدام كافة المرافق المادية والروحية لهذه الجامعة، لتحقيق سياسات حكومة رئيسي، وبرامج التوثيق الأولية، ومحاور وثيقة الجامعة الإسلامية، والمساعدة في النهوض بأهداف النظام، وأوامر المرشد [خامنئي]..
وكانت إقالة رئيس جامعة طهران قد أثارت ردود فعل واسعة النطاق. وكتب فياض زاهد، وهو شخصية إصلاحية وأستاذ جامعي، في مقال موجه لإبراهيم رئيسي نشرته صحيفة "اعتماد": "ألق نظرة على أسماء عمداء جامعة طهران السابقين قبل الثورة وبعدها. لماذا نريد الاستهزاء بالمفاهيم والكلمات والفضائل؟ تتم إقالة أستاذ خريج من جامعة شريف الصناعية، وجامعة توكوهو اليابانية، واستبداله بشخص لا يتمتع باي عمل أكاديمي موثوق به".
يشار إلى أن مقيمي البالغ من العمر خمسين عامًا، بالإضافة إلى تدريس مادة الإدارة في جامعة طهران على مدار العقدين الماضيين، ارتقى مدارج التقدم في النظام الإيراني بسرعة وشغل مناصب في لجان اختيار أعضاء هيئة التدريس وهو كذلك مساعد إداري ومالي لرئيس جامعة طهران، ومن بين أعمال محمد مقيمي كتاب عن قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس، التابع للحرس الثوري.
وبالإضافة إلى ذلك، كتب الرئيس الحالي لجامعة طهران مقالاً بعنوان "إدارة الأزمات بناءً على اعتذار بأسلوب القائد حاجي زاده" في مدح أمير علي حاجي زاده، قائد سلاح الجو في الحرس الثوري وأحد المتهمين الرئيسيين في مقتل ركاب الطائرة الأوكرانية، وعددهم 176 راكبًا بصاروخين من الحرس الثوري.
كما كانت الأجواء في الجامعات، بما في ذلك جامعة طهران، في عهد الرؤساء السابقين، أمنية للغاية، حيث تم اعتقال عشرات الطلاب وسجنهم من قبل قوات الأمن داخل الجامعة خلال احتجاجات يناير (كانون الثاني) 2018 ونوفمبر (تشرين الثاني) 2019.
ومع ذلك، الآن بعد أن أعلن مسؤولون في وزارة العلوم عن إمكانية إعادة فتح الجامعات في نوفمبر المقبل، بدأ محمد مقيمي، مسبقاً، تحذيراته بشأن مواجهة الطلاب المعارضين للنظام الإيراني.