تفاعل واسع مع مواطن واجه قمع الأمن الإيراني بشجاعة

حظيت صورة لأحد المحتجين في طهران، جلس أرضاً في مواجهة عناصر أمنية تستقل الدراجات النارية، والمكلفة بقمع الاحتجاجات، بتفاعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي بين الإيرانيين.

حظيت صورة لأحد المحتجين في طهران، جلس أرضاً في مواجهة عناصر أمنية تستقل الدراجات النارية، والمكلفة بقمع الاحتجاجات، بتفاعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي بين الإيرانيين.
وتُظهر الصورة المحتج جالساً على الأرض بالتزامن مع اندفاع العناصر الأمنية لقمع تجار محتجين، وقد غطّى رأسه بمعطفه.
وواصل تجار طهران من قطاعات مهنية مختلفة، إضرابهم واحتجاجاتهم لليوم الثاني على التوالي، يوم الاثنين 29 ديسمبر (كانون الأول)، بتنظيم تجمعات ومسيرات احتجاجية، مرددين شعارات من بينها "الموت للديكتاتور" و"هذه هي المعركة الأخيرة، بهلوي عائد".
وفي المقابل، أقدمت القوات الأمنية على إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق التجار والمحتجين.


في ظل استمرار احتجاجات تجار طهران وبعض المدن الأخرى على تردي الأوضاع الاقتصادية، أعرب عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، أحمد بخشايش أردستاني، عن قلقه من تحوّل المطالب الاقتصادية إلى سياسية واتساع رقعة الاحتجاجات.
وقال إن استمرار الاضطراب في السوق سيؤدي إلى ارتفاع أسعار أخرى، مضيفاً: "هذا الوضع يخلق حالة من السخط، وقد يدفع الناس إلى النزول إلى الشوارع. لذلك ينبغي على البرلمان والحكومة اتخاذ إجراءات لمنع الوصول إلى هذه المرحلة. آمل ألا يزداد هذا المناخ توتراً".
وأضاف: "في علم السياسة، هناك مبادئ تُظهر أن أي فئة متضررة اقتصادياً تتحول في نهاية المطاف إلى فئة معارضة سياسياً، ولا سيما في مجتمعات مثل إيران والصين وروسيا. من الأفضل أن تبقى المطالب ضمن الإطار المهني، حتى يمكن معالجة المشكلات إذا أُريد لها أن تُحل".
ويذكر أن الاحتجاجات المتواصلة لليوم الثاني على التوالي في سوق طهران، واجهت قمعاً من قبل القوات الأمنية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، يوم الاثنين 29 ديسمبر (كانون الأول)، وردّد المحتجون شعارات من بينها "الموت للديكتاتور" و"هذه هي المعركة الأخيرة، بهلوي عائد".

أعلن نائب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أنه، وبناءً على قرار الرئيس، جرى تعيين عبد الناصر همتي محافظاً للبنك المركزي.
وهمتي هو وزير الاقتصاد السابق في حكومة بزشكيان، وكان قد أُقيل من منصبه بعد تصويت نواب البرلمان على سحب الثقة منه خلال جلسة استجواب.
وشغل همتي، إلى جانب مناصب متعددة على مدى أكثر من أربعة عقود، منصب رئيس البنك المركزي في الفترة من عام 2013 حتى 2016.
كما عُيّن رئيساً للبنك المركزي عام 2017 عقب استقالة رئيس هيئة التأمين المركزية آنذاك.
وليست هذه المرة الأولى التي يتولى فيها همتي هذا المنصب؛ إذ سبق أن عُيّن عام 1994 رئيساً لهيئة التأمين المركزية الإيرانية خلال الولاية الثانية للرئيس الإيراني الأسبق، أكبر هاشمي رفسنجاني، واحتفظ بالمنصب لمدة 12 عاماً عبر ثلاث ولايات متتالية.

أكد نائب مسؤول الاتصال والإعلام في مكتب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في حديث لموقع "خبر أونلاين"، استقالة محافظ البنك المركزي، محمد رضا فرزين، مشيراً إلى أن "بزشكيان قد يوافق على هذه الاستقالة".
وخلال اليومين الماضيين، تداولت وسائل إعلام أنباء متضاربة بشأن استقالة فرزين أو إقالته أو الإبقاء عليه في منصبه.
وكانت منصة "همشهري أونلاين" قد نقلت في وقت سابق عن علي شريعتي، وهو ناشط إعلامي محسوب على التيار المعروف بالإصلاحي، أن لجنة الاختيار طلبت في 23 ديسمبر الجاري من عدد من الشخصيات الاقتصادية تقديم برامج لاختيار خليفة لفرزين.
في المقابل، نُشرت أنباء أخرى تحدثت عن رفض الاستقالة و"الإبقاء على فرزين محافظاً للبنك المركزي بقرار من رؤساء السلطات"، غير أن رئيسي تحرير وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية، وموقع "مشرق" الحكومي، نفيا صحة هذه المعلومات.
وأعلن المركز الإعلامي للسلطة القضائية في 28 ديسمبر الجاري أن الخبر المتداول بشأن قرار رؤساء السلطات الإبقاء على فرزين غير صحيح، مؤكداً أن "هذا الملف يندرج ضمن صلاحيات رئيس الجمهورية".
وتأتي هذه التطورات في وقت أدت فيه معدلات التضخم وارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية خلال الأشهر الأخيرة إلى تصاعد المخاوف من تفاقم الأوضاع الاقتصادية في إيران.

أشار مساعد الشؤون الأمنية في وزارة الداخلية الإيرانية، علي أكبر بورجمشيديان، إلى تقلبات سوق العملات، قائلاً: "برأيي، إن جزءًا كبيرًا من المشكلات وتقلبات سوق الصرف متأثر بالأجواء النفسية السائدة في السوق".
وأضاف أن "العدو يسعى بشدة إلى استغلال الأجواء التي جرى خلقها".
وأكد بورجمشيديان: "يجب على المواطنين ألا يتأثروا بإيحاءات العدو".
كما قال مساعد الشؤون الأمنية في وزارة الداخلية: "يجب أن تواصل السوق عملها بهدوء، وعلى المواطنين أيضًا ألا يقلقوا".

كتبت وكالة فارس للأنباء، التابعة للحرس الثوري الإيراني، تعليقًا على إضراب تجار طهران، نقلًا عن مسؤول بوزارة الاستخبارات، أن "نمط حضور خلايا صغيرة داخل التجمعات المهنية بهدف توجيهها نحو مسار راديكالي، يتطابق تمامًا مع سيناريو نزع الأمن الذي يعمل عليه العدو".
وأشارت إلى أن الهدف هو "تحويل الاحتجاجات الاقتصادي إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي".
وأضافت هذه الوسيلة الإعلامية التابعة للحرس الثوري، نقلًا عن محلليها، أن
"ما يتوقعه العدو من الاضطرابات يشكّل جزءًا من مشروع أكبر بدأ بالعقوبات القصوى، ووصل الآن إلى مرحلة نزع الأمن".
وأكدت أن "الضغط الاقتصادي، ثم التحريض على الاحتجاج، وفي النهاية زعزعة الاستقرار؛ تشكّل المثلث الاستراتيجي لسياسة العدو ضد إيران".