الأمن الإيراني يهاجم التجار المحتجين في طهران بالغاز المسيل للدموع

شنت قوات الأمن الإيرانية هجومًا على تجار محتجين في طهران باستخدام الغاز المسيل للدموع، يوم الاثنين 29 ديسمبر (كانون الأول).

شنت قوات الأمن الإيرانية هجومًا على تجار محتجين في طهران باستخدام الغاز المسيل للدموع، يوم الاثنين 29 ديسمبر (كانون الأول).
وأظهر مقطع فيديو أن التجار المحتجين في منطقة باغ سبهسالار بطهران، ردّدوا هتافات من بينها "عديمو الشرف" بعد أن شنّ الأمن الإيراني الهجوم عليهم وقام إطلاق الغاز المسيل للدموع تجاه تجمعهم.
ويواصل تجار طهران احتجاجاتهم التي بدأت يوم الأحد 28 ديسمبر؛ حيث نظّموا، اليوم الاثنين، احتجاجات في عدة مناطق من العاصمة، منها: سوق تشهار، سوق الذهب، شارع لاله زار، مجمّع علاء الدين، وتقاطع سيروس، وذلك لليوم الثاني على التوالي.
وردّد المحتجون هتافات مناهضة للنظام، من بينها: "الموت للطاغية".


أعربت إحدى القنوات على تطبيق "تلغرام"، المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، عن قلقها إزاء الإضرابات السلمية، التي ينفذها تجّار أسواق طهران، وتداعيات اضطراب السوق والأزمة الاقتصادية.
وكتبت القناة: "من المتوقّع أن يقدّم المسؤولون ردًا مناسبًا على احتجاجات الناس، وإلا فإن الطريق سيكون ممهّدًا لاندلاع حرب إسرائيلية جديدة".
ويواصل تجّار طهران إضرابهم منذ يوم الأحد 28 ديسمبر (كانون الأول)؛ احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية وحالة الفوضى في السوق.
ووفقًا لمعلومات وردت إلى "إيران إنترناشيونال"، فقد انضمّ سوق "تشهار سوق" الكبير في طهران إلى الإضراب، يوم الاثنين 29 ديسمبر..
وفي السياق ذاته، تم إغلاق سوق الذهب في طهران، ونظّم أصحاب المحال في شارع لاله زار تجمعًا احتجاجيًا. كما أقدم تجّار سوق جعفري على الإضراب والاحتجاج.

أفادت التقارير الواردة إلى "إيران إنترناشيونال"، بأن عملية تأمين الأدوية اللازمة لمرضى الحالات الخاصة، وخاصة مرضى السكري والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي، تواجه مشاكل خطيرة.
وأشار بعض المواطنين إلى أن الأدوية والمكملات المقدمة للمرضى، وخاصة الكبسولات، تقل محتوياتها، وغالبًا ما تكون الأغلفة تالفة، ما يؤدي إلى تسرب المحتوى داخل عبوات الأدوية.
من جهة أخرى، نصح الأطباء المتخصصون بعض المرضى بعدم استخدام الأدوية الإيرانية والهندية قدر الإمكان.
كما أبلغ المواطنون عن ارتفاع جنوني في الأسعار، مؤكدين أن أسعار الأدوية في تزايد مستمر، مما يدفع بعض المرضى عمليًا إلى التوقف عن متابعة علاجهم في ظل هذه الظروف.

أفادت وكالة "إيلنا" الإيرانية، في تقرير ميداني عن الحمالين في سوق طهران، بأن عمالًا تتراوح أعمارهم بين مراهقين في السادسة عشرة وشيوخ سبعينيين يعملون أكثر من 12 ساعة يوميًا من دون تأمين صحي أو أمان وظيفي أو حماية اجتماعية.
ونقلت الوكالة، في حديث مع مراهق يبلغ 16 عامًا، أن دخله هو وزملاءه يصل إلى نحو 30 مليون تومان شهريًا، إلا أنهم يفتقرون إلى التأمين وأي سند اجتماعي. وأضاف التقرير أن العتّالين المسنّين يقضون حياتهم بعد عقود من العمل من دون تقاعد.
من جانبه، قال أمين نقابة الحمالين في مدينة طهران، كاظم أحمديان، في تصريح لإيلنا، إن نحو 900 عامل فقط من الحمالين مؤمَّنون ويعملون في عموم طهران، في حين أن آلاف الأشخاص يزاولون هذا العمل يوميًا في أسواق العاصمة.
وأضاف: "منذ نحو 15 عامًا أوقفت الحكومة حصص التأمين المخصّصة للحمالين، وبما أن هؤلاء لا يملكون صاحب عمل محددًا، فإن التأمين الإلزامي لا يشملهم".

أُفرج عن الناشطة الإيرانية البالغة من العمر 19 عامًا، بيتا شفيعي، يوم السبت 27 ديسمبر (كانون الأول)، من مركز الإصلاح والتأهيل في أصفهان بعد إيداع كفالة بقيمة 4 مليارات تومان.
وكانت بيتا شفيعي قد اعتُقلت في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فيما جرى اعتقال والدتها مريم عباسي نيكو قبل ذلك بثلاثة أيام.
ولا تزال والدتها، مريم عباسي نيكو، قيد الاحتجاز في سجن دولت آباد بأصفهان في وضع غير محسوم بعد 48 يومًا من الاعتقال.
وُلدت عباسي نيكو عام 1981، وهي متزوجة وأم لطفلين، وكانت قد تعرضت سابقًا للاعتقال والملاحقة القضائية.
وسبق أن اعتُقلت بيتا شفيعي أيضًا خلال الاحتجاجات المرتبطة بحوادث تسمم الطلاب في شاهين شهر، قبل أن يُفرج عنها لاحقًا. ولم تُنشر حتى الآن تفاصيل بشأن أسباب الاعتقال الأخير أو التهم الموجهة إليها وإلى والدتها.

قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في مقابلة مع موقع المرشد علي خامنئي، على الإنترنت، إن بلاده منخرطة في "حرب شاملة" مع الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا، مؤكدًا أن هذه الدول "لا تريد لإيران أن تبقى قائمة".
وأضاف أن هذا الصراع "أسوأ من حرب العراق"، موضحًا أنه "إذا وُجد فهم صحيح للظروف"، فإن هذه الحرب "أكثر تعقيدًا وأشد قسوة" من الحرب السابقة.
وفي جزء آخر من المقابلة، أشار بزشكيان إلى الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، قائلاً: "إن الهجوم نُفّذ على أساس الاعتقاد بأن طهران قد ضعفت، لكنه أسفر عن نتائج عكسية".
وتابع بزشكيان: "ليبقوا على هذا الوهم. لقد هاجموا وهم يحملون هذا التصور، لكن الوحدة والتماسك الداخليين ازدادا".