وقال أحد الدبلوماسيين الحاضرين في اجتماع إسطنبول للقناة إن مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، شدد على أن الانسحاب من معاهدة "NPT" لا يعني بالضرورة الاتجاه نحو تصنيع سلاح نووي، بل سيكون "رد فعل سياسي" على عودة العقوبات الدولية.
في الوقت نفسه، كشف مصدر مطلع في حكومة مسعود بزشكيان لـ"إيران إنترناشبونال" أن هناك إجماعًا داخل النظام الإيراني على أن تفعيل "آلية الزناد" وعودة عقوبات مجلس الأمن بات أمرًا حتميًا.
وأوضح المصدر أن طهران يجب أن تكون جاهزة بالكامل للخروج الرسمي من معاهدة "NPT"، في ظل التحركات الأوروبية.
وأعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق النووي، أنه إذا لم تلتزم إيران بتعهداتها النووية المحددة، فإنها مستعدة لتفعيل آلية الزناد التي تعيد تلقائيًا فرض العقوبات الدولية.
ومع ذلك، لم تغلق هذه الدول الباب تمامًا أمام المسار الدبلوماسي، وأشارت إلى احتمال تمديد المهلة النهائية بشكل مؤقت في حال تعاون طهران.
وفي وقت سابق، كشف إبراهيم رضائي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أن مشروع قانون للانسحاب من معاهدة "NPT" يتم بحثه كرد فعل على احتمال تفعيل آلية الزناد.
وقال منوجهر متكي، النائب عن طهران، إن البرلمان الإيراني "يده على الزناد"، ويمكنه تمرير هذا المشروع خلال 24 ساعة إذا لزم الأمر.
ما هي آلية الزناد؟
وآلية الزناد (Snapback) هي أداة قانونية أدرجت ضمن القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي تتيح إعادة فرض جميع العقوبات الأممية على إيران تلقائيًا في حال "الإخلال الجوهري" من جانب إيران بالتزاماتها في الاتفاق النووي، دون الحاجة إلى تصويت أو توافق داخل مجلس الأمن.
وقد ظلت هذه الآلية منذ توقيع الاتفاق النووي عام 2015 بمثابة تهديد رمزي، لكنها باتت الآن موضع اهتمام دولي جدي في ظل تصاعد التوترات النووية والإقليمية.
ويأتي تهديد إيران بالانسحاب من "NPT" في وقت حذر فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من أن واشنطن "ستدمر" البرنامج النووي الإيراني سريعًا إذا أعادت طهران تشغيله.
وفي تصريحات أدلى بها يوم الاثنين، 28 يوليو (تموز)، خلال زيارته إلى اسكتلندا، قال ترامب: "إنهم (قادة النظام الإيراني) يرسلون إشارات سيئة وقبيحة للغاية. لا ينبغي لهم فعل ذلك".