وفي تقرير نُشر، يوم الخميس 17 يوليو (تموز)، نقلت الشبكة عن خمسة مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين أن الموقعين النوويين الآخرين التابعين للنظام الإيراني تضررا بدرجة أقل، بحيث يمكن لطهران، إن رغبت، استئناف برنامجها لتخصيب اليورانيوم فيهما خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وقال أربعة مصادر مطلعة إن هذا التقييم يأتي في إطار جهود إدارة دونالد ترامب لمتابعة تطورات البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات الأميركية الأخيرة، المعروفة بعملية "مطرقة منتصف الليل"، وقد تم تزويد عدد من المشرعين الأميركيين ومسؤولي وزارة الدفاع وحلفاء واشنطن بالمعلومات المتعلقة به خلال الأيام الماضية.
كانت خمس جولات تفاوض نووية قد أُجريت بين واشنطن وطهران قبل الضربات الإسرائيلية على إيران، لكن إصرار النظام الإيراني على مواصلة التخصيب داخل أراضيه أدى إلى وصول المحادثات إلى طريق مسدود.
في الأيام الأخيرة، تصاعدت التكهنات حول مصير البرنامج النووي للنظام الإيراني، خصوصاً بشأن مخزون اليورانيوم المخصب، بعد الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نطنز وفردو وأصفهان في 22 يونيو (حزيران).
وأوردت "إن بي سي نيوز" أن القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) كانت قد أعدّت خطة شاملة للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، تضمنت استهداف ثلاثة مواقع إضافية وتنفيذ العملية على مدى عدة أسابيع.
لكن ترامب رفض الخطة بسبب تعارضها مع سياسته الخارجية التي ترفض التورط في نزاعات جديدة وتسعى لإبقاء أميركا خارج الحروب الخارجية.
كما أن احتمال وقوع خسائر بشرية كبيرة على الجانبين كان سبباً آخر لرفض الخيار العسكري الموسع.
ونقل التقرير عن أحد المسؤولين الأميركيين قوله: "كنا مستعدين لتفعيل كل الخيارات حتى النهاية، لكن الرئيس لم يكن راغباً بذلك".
ورغم تصريحات ترامب المتكررة عن "التدمير الكامل" للبرنامج النووي الإيراني عقب الضربات، إلا أن غياب مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إيران وقرار النظام الإيراني بتعليق التعاون مع الوكالة، يعني عدم توفر تقارير مستقلة تؤكد حجم الدمار.
وفي تقرير آخر نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في 29 يونيو (حزيران)، أشارت إلى أن تسجيلات تنصّت على مسؤولين إيرانيين كشفت أنهم وصفوا الضربات الأميركية بأنها "أقل تأثيراً مما كان متوقعاً".
وذكرت "إن بي سي نيوز" أن بعض المسؤولين في أميركا وإسرائيل يدرسون خيار تنفيذ ضربات عسكرية جديدة في حال رفض النظام الإيراني استئناف المحادثات النووية أو بادر إلى إعادة بناء الموقعين النوويين اللذين تضررا بشكل جزئي.
وقال المسؤولون الأميركيون إن عملية تقييم وضع البرنامج النووي الإيراني بعد الضربات الأخيرة قد تستغرق عدة أشهر. ومع ذلك، فإن المعطيات الأحدث تشير إلى أن الأضرار التي لحقت بالمواقع المستهدفة تفوق التقديرات الأولية.
وفي رد على استفسار "إن بي سي نيوز"، قالت آنا كيلي، مساعدة المتحدث باسم البيت الأبيض: "كما أعلن الرئيس وأكد الخبراء، فإن عملية مطرقة منتصف الليل قضت تماماً على القدرات النووية الإيرانية. وبفضل تحركه الحاسم، أصبحت أميركا والعالم أكثر أمناً".
من جهته، أدلى شون بارنيل، المتحدث باسم البنتاغون، ببيان شديد اللهجة تجاه وسائل الإعلام، قائلاً: "مصداقية الإعلام الكاذب أصبحت تشبه وضع المنشآت النووية الإيرانية: مدمَّرة، مدفونة تحت الأرض وتحتاج سنوات لإعادة بنائها".
وأضاف بارنيل: "الرئيس ترامب كان واضحاً، والشعب الأميركي يعلم أن منشآت النظام الإيراني في فردو وأصفهان ونطنز قد دُمّرت بالكامل وبشكل مطلق. لا مجال للشك في ذلك".
ورغم دعم ترامب المتكرر لاستمرار التفاوض مع النظام الإيراني، إلا أن مصادر مطلعة تؤكد أن إنهاء التخصيب داخل الأراضي الإيرانية يبقى من أهم الشروط التي تضعها واشنطن لأي حوار محتمل مع طهران.