نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر عسكري إسرائيلي أن بلاده استهدفت خلال ليلة أمس عشرات المواقع المرتبطة بالبرنامج النووي والصواريخ الباليستية الإيرانية.
وأشار المصدر إلى أن ما لا يقل عن 10 من المشغلين الأساسيين في برنامج إيران النووي، الذين كانوا حيويين لتقدّمه، قد قُتلوا.
وأكد أن "إسرائيل لا تسعى من خلال هجماتها لإحداث كارثة نووية"، مضيفًا: "لم ننفذ بعد عمليات في موقع فُردو، لكن هذا لا يعني أننا لن نفعل ذلك".

في إشارة إلى الهجمات المستمرة على مواقع إيرانية، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي: "نحن مستعدون لمواصلة القضاء على قادة الإرهاب في إيران، واحدًا تلو الآخر".
وأضاف: "سنواصل مهاجمة الأهداف النووية وتعزيز إنجازاتنا وفقًا لخطة دقيقة، وفي الوقت المناسب لنا".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الناطق بالعربية: "نحن نستهدف النظام الإرهابي، وليس الشعب الإيراني، الذي يستحق مستقبلًا أفضل. إن القيادة في طهران، وليس سكان شوارع شيراز، هم من يهددوننا".
نقلت وكالة "رويترز" عن خمسة مصادر مطلعة على سير عملية صنع القرار لدى المرشد الإيراني علي خامنئي، أن مقتل كبار القادة العسكريين والأمنيين لإيران أحدث انقسامات خطيرة في الدائرة المقربة من خامنئي، مما يزيد من خطر ارتكاب أخطاء استراتيجية.
وصرّح أحد هذه المصادر، الذي يشارك بانتظام في الاجتماعات مع خامنئي، بأن احتمال الوقوع في أخطاء في الحسابات المتعلقة بالقضايا الدفاعية والاستقرار الداخلي "أمر بالغ الخطورة".
وأفادت "رويترز" أن الأشخاص الذين قُتلوا منذ يوم الجمعة خلال الهجمات، كانوا من ضمن الدائرة الاستشارية المقربة من المرشد الإيراني، وهي مجموعة تتكون من حوالي 15 إلى 20 فرداً من قادة الحرس الثوري، ورجال دين نافذين، وساسة كبار.
ووفقًا للمصادر، فإن هذه المجموعة تُستدعى أحيانًا لاجتماعات خاصة في مجمع المرشد بطهران، خصوصًا عند اتخاذ قرارات مصيرية.
ويُعرف أعضاء هذه الدائرة بولائهم المطلق لشخص خامنئي ولأيديولوجيا نظام الجمهورية الإسلامية.
قال آدرين فضائلي، الخبير البارز في الشؤون العسكرية، إن إسرائيل سيطرت على الأجواء الإيرانية من خلال استهداف دقيق لمنظومات الدفاع الجوي والرادارات التابعة لإيران من داخل الأراضي العراقية.
وأوضح أن الطائرات المسيرة من طراز "هرمس" المزودة بصواريخ ليزرية والقادرة على التحليق لمدة ٤٨ ساعة، تقوم بدوريات ليلية ونهارية في الأجواء الإيرانية، وتمنع إعادة نصب المنظومات المدمّرة.
وأكد فضائلي أن هذا التفوق الجوي الإسرائيلي يحسم عمليًا نتيجة الحرب.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن علي خامنئي، المرشد الأعلى للنظام الإيراني، قد يلقى "مصيرًا مشابهًا لصدام حسين".
وفي تقييم صباحي مع كبار قادة الجيش، حذر كاتس خامنئي من "الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب وإطلاق الصواريخ نحو المدنيين الإسرائيليين"، مضيفًا: "من الأفضل له أن يتذكر مصير دكتاتور الدولة المجاورة لإيران، الذي سلك نفس الطريق ضد إسرائيل"، في إشارة إلى صدام حسين، الذي أُطيح به عام 2003 وأُعدم لاحقًا.
وأشار كاتس إلى الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقر الإذاعة والتلفزيون الإيراني في طهران، قائلًا إن "مرافق مدنية أخرى تابعة للنظام الإيراني قد تكون أهدافًا قادمة". كما دعا سكان طهران إلى "إخلاء تلك المناطق وفقًا لتعليمات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الفارسية".
قال الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، في كلمته أمام البرلمان الأوروبي: "الهجمات الإسرائيلية على إيران أوصلت الصراع إلى مستوى يهدد العالم بأسره".
وأضاف: "مع اتساع الهجوم، لم يعد من الممكن تصور أي حدود لهذا الميدان. يجب أن ينتهي هذا الصراع في نهاية المطاف".
