وصف المرشد الإيراني علي خامنئي، خلال مراسم إحياء ذكرى وفاة الخميني، المسؤولين الأمريكيين بأنهم «وقحون وفاقدو الأدب»، وقال بشأن المفاوضات النووية: «ردّنا على هراء الحكومة الأمريكية الصاخبة وغير المدروسة واضح، وواضحٌ ما الجواب الذي سنعطيه».
وأكّد خامنئي استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم قائلاً: «ليعلم الأمريكيون والإسرائيليون أنهم لا يستطيعون ارتكاب أي حماقة».
وأضاف: «لو امتلكنا مئة محطة نووية من دون تخصيب، فلن يكون لها أي فائدة بالنسبة لنا».
وتابع خامنئي: «أعداؤنا ركّزوا على تخصيب اليورانيوم. الصناعة النووية بكل عظمتها لا معنى لها من دون قدرة على التخصيب».


رفض المرشد الإيراني علي خامنئي، الاقتراح الأمريكي الأخير المتعلق بالاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً أن طهران ستواصل تخصيب اليورانيوم.
وفي كلمة له يوم الأربعاء، 4 يونيو 2025، خلال مراسم الذكرى السادسة والثلاثين لوفاة روح الله الخميني، مؤسس النظام الإيراني، قال خامنئي: "في قضية الملف النووي، فإن الاقتراح الأمريكي يعارض بنسبة مئة بالمئة مبدأ “نحن نستطيع”.
وأضاف أن إيران تمتلك «دورة وقود نووي كاملة»، مدعياً أن «تخصيب اليورانيوم هو مفتاح القضية النووية، وقد ركز الأعداء على موضوع التخصيب تحديداً».
وجاء كلامه هذا في إشارة إلى تصريحات مسؤولين في إدارة دونالد ترامب، الذين كانوا قد أعلنوا أن إيران يجب أن تمتنع تماماً عن التخصيب في أي اتفاق نووي مع واشنطن، وأن تعتمد بدلاً من ذلك على استيراد الوقود من الخارج لأغراضها النووية المدنية.
ورداً على هذا الموقف، شن خامنئي هجوماً لاذعاً قائلاً: «ردنا على هراء أمريكا واضح: لا يستطيعون فعل أي شيء بهذا الخصوص».
واتهم واشنطن بأنها «لا تريد أن تمتلك إيران صناعة نووية»، متسائلاً: «لماذا تتدخلون في قرار إيران بشأن التخصيب؟ من أنتم لتقرروا؟».
وأكد أن «الصناعة النووية ليست فقط من أجل الطاقة. هذه واحدة من فوائدها... فإذا امتلكنا مئة محطة نووية دون أن يكون لدينا قدرة على التخصيب، فلن يكون ذلك مفيداً».
يُذكر أن إيران أنفقت على مدار العقدين الماضيين مليارات الدولارات على برنامجها النووي ووسعت قدراتها في تخصيب اليورانيوم، لكنها ما تزال تعتمد على روسيا لتوفير الوقود لمحطتها النووية الوحيدة في بوشهر.
وأصبح موضوع التخصيب نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، التي شهدت حتى الآن خمس جولات، في ظل مخاوف أمريكية وغربية من أن حجم المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب قد يمكّنها من إنتاج سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران.
إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية في العالم التي تخصّب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب من مستوى 90% اللازم لصنع قنبلة نووية.
وذكرت تقارير إعلامية دولية، من بينها موقع أكسيوس وصحيفة نيويورك تايمز، أن الولايات المتحدة عرضت على طهران مقترحاً يتضمن السماح بتخصيب محدود لليورانيوم بنسبة 3%، إضافة إلى تشكيل كونسورتيوم مشترك مع دول في منطقة الشرق الأوسط.
لكن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أكد أن أي اتفاق مع إيران يجب أن يتضمن «صفر تخصيب».
ورغم هذا الرفض العلني من خامنئي، فإن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، كان قد صرح بأن طهران ما تزال تدرس وترد على المقترح المكتوب الذي قدمه المفاوض الأمريكي ستيف ويتكاف عبر سلطنة عُمان.
وفي هذا السياق، قالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، للصحفيين قبل يوم من خطاب خامنئي، إن «ويتكاف قدم عرضاً مفصلاً وقابلاً للقبول للنظام الإيراني، والرئيس يأمل أن يتم قبوله. وإذا لم يحدث، فستكون هناك عواقب خطيرة».
من جانبه، كرر ترامب تهديده بأن إيران إذا لم تبرم اتفاقاً يمنعها من الوصول إلى سلاح نووي، فستواجه عقوبات ثانوية وحتى «قصفاً».
ووفقاً لآخر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران كانت قد خزّنت، حتى تاريخ 17 مايو 2025 ، نحو 408.6 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، ما يمثل زيادة تقارب 134 كيلوغراماً – أي نحو 50% – مقارنةً بتقرير شهر فبراير.
وكان رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد صرّح سابقاً بأن حجم مخزون إيران من اليورانيوم، إذا تم تخصيبه إلى مستوى أعلى، سيكون كافياً لصناعة ما لا يقل عن ست قنابل نووية.

وصف المرشد الإيراني علي خامنئي، خلال مراسم إحياء ذكرى وفاة الخميني، المسؤولين الأمريكيين بأنهم «وقحون وفاقدو الأدب»، وقال بشأن المفاوضات النووية: «ردّنا على هراء الحكومة الأمريكية الصاخبة وغير المدروسة واضح، وواضحٌ ما الجواب الذي سنعطيه».
وأكّد خامنئي استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم قائلاً: «ليعلم الأمريكيون والإسرائيليون أنهم لا يستطيعون ارتكاب أي حماقة».
وأضاف: «لو امتلكنا مئة محطة نووية من دون تخصيب، فلن يكون لها أي فائدة بالنسبة لنا».
وتابع خامنئي: «أعداؤنا ركّزوا على تخصيب اليورانيوم. الصناعة النووية بكل عظمتها لا معنى لها من دون قدرة على التخصيب».
نقل موقع أكسيـوس عن مسؤول إيراني أن طهران مستعدة لبناء اتفاق نووي مع الولايات المتحدة على أساس فكرة تشكيل كونسورتيوم إقليمي لتخصيب اليورانيوم، بشرط أن يكون هذا الكونسورتيوم مقره داخل إيران.
وقال المسؤول الإيراني رفيع المستوى للموقع: «إذا كان الكونسورتيوم سيعمل داخل الأراضي الإيرانية، فقد يكون من المجدي النظر فيه، لكن إن كان سيُقام خارج حدود البلاد، فهو دون شك محكوم عليه بالفشل».
وأضاف تقرير أكسيـوس أن طهران قد لا ترفض اقتراح ستيف ويتكاف بشكل كامل، بل تسعى للتفاوض حول تفاصيله.

تجمّع عدد من عائلات السجناء السياسيين المحكوم عليهم بالإعدام في طهران، ورفعوا شعارات مناهضة لعقوبة الإعدام مثل "لا للإعدام".
وفي الوقت نفسه، توسّعت حملة "ثلاثاء لا الإعدام" في أسبوعها الحادي والسبعين، لتشمل إضرابًا عن الطعام من قبل سجناء في سجن فيروزآباد، امتد إلى 46 سجنًا في أنحاء البلاد.
ويُظهر مقطع فيديو حصلت عليه قناة "إيران إنترناشيونال" أفراد العائلات خلال تجمعهم يوم الثلاثاء 3 يونيو (حزيران) وهم يحملون صورًا لبعض المحكومين بالإعدام ولافتات تحمل شعارات مثل "لا للإعدام" و"إلغاء فوري لحكم الإعدام".
كما رددوا شعارات تطالب بإلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحق أحبائهم وباقي السجناء المحكوم عليهم بالإعدام في إيران.
وكانت مظاهرات مماثلة قد نُظّمت خلال الأسابيع والأشهر الماضية في طهران ومدن إيرانية أخرى.
إضراب جماعي عن الطعام في 46 سجنًا داخل البلاد
وبالتزامن مع تجمع العائلات، استمرت حملة "ثلاثاء لا للإعدام" في أسبوعها الـ71 من خلال إضراب جماعي عن الطعام شارك فيه السجناء الداعمون لهذه الحملة داخل 46 سجنًا في إيران.
وفي بيان صدر عن الحملة اليوم الثلاثاء، أشار القائمون عليها إلى إضراب سائقي الشاحنات، ودعوا "جميع فئات المجتمع الإيراني المضطهدة" إلى الانضمام للإضراب ودعم السجناء بكل الوسائل الممكنة.
وأضاف البيان أن "نظام القتل والإعدام في زنازينه المظلمة يُعدم مجموعات من السجناء في غياب تام للمعلومات". وأشار إلى أن 67 سجينًا على الأقل، بينهم ثلاث نساء، أُعدموا في الأيام الأخيرة من الشهر الماضي.
وأكدت الحملة أن هذا المستوى من استخدام عقوبة الإعدام اللاإنسانية يترافق مع انتهاك واسع للحق في محاكمة عادلة، مضيفة أن "بدرام مدني" أُعدم في سجن قزل حصار، بينما تم رفض طلب إعادة محاكمة محمد أمين مهدوي شايسته، الذي سبق أن حكم عليه بالإعدام من قبل القاضي أبو القاسم صلواتي المعروف بـ"قاضي الموت"، مما يضعه في خطر كبير من تنفيذ الإعدام.
بدرام مدني، البالغ من العمر 41 عامًا ووالد لطفل، اعتُقل عام 2019 بتهمة "التجسس لصالح إسرائيل"، ورغم الاعتراضات الواسعة من نشطاء وسياسيين على الحكم ونواقص ملف قضيته، تم إعدامه يوم 28 مايو الماضي.
أما حكم الإعدام الصادر بحق محمد أمين مهدوي شايسته، الذي يواجه اتهامات "بالتجسس، وإهانة المقدسات، والتعاون مع دولة معادية"، فقد تم تأييده من قبل المحكمة العليا الإيرانية يوم 31 مايو، ويُحتجز حاليًا في سجن قزل حصار بمدينة كرج.
دعوة لمواجهة آلة الإعدام الإعلامية والقضائية
وقد دعت الحملة في بيانها هذا الأسبوع عائلات السجناء المحكومين بالإعدام إلى "الإسراع في نشر تفاصيل ملفات أحبائهم علنًا وإعلاميًا من أجل وقف آلة الإعدام الحكومية".
وشددت على "عدم الانخداع بتهديدات أو خداع رجال الاستخبارات والمحققين، لأن النظام يسعى إلى تنفيذ الإعدامات في ظل التعتيم الكامل وحرمان السجناء من حقهم في الحياة من خلال القتل الممنهج".
كما دعا البيان الشعب الإيراني لدعم الحملة وعائلات السجناء الذين يرفعون صوت "لا للإعدام" منذ أسابيع في مختلف أنحاء البلاد، مؤكدًا أن "هذا النظام يجعل العائلات في كل أنحاء البلاد تعيش الحداد يوميًا، وقوتنا تكمن في اتحادنا وتضامننا".
حول الحملة
وقد بدأ إضراب السجناء المشاركين في حملة "أيام الثلاثاء ضد الإعدام" أواخر يناير 2024، احتجاجًا على تصاعد وتيرة الإعدامات، بمبادرة من سجناء سياسيين في سجن قزل حصار بمدينة كرج، مطالبين بوقف إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام.
وخلال الأسابيع التالية، انضمت سجون أخرى للحملة، حتى بلغ عدد السجون المشاركة في الأسبوع الحادي والسبعين 46 سجنًا.
وتشمل هذه السجون: أراك، أردبيل، أرومية، أسدآباد، أصفهان، إيفين، بانه، برازجان، بوكان، بم، بهبهان، تبريز، طهران الكبرى، جوين، جوبين در قزوين، حویق تالش، خرمآباد، خورين ورامین، خوی، دستكرد أصفهان، دیزل آباد کرمانشاه، رامهرمز، رشت، رودسر، زاهدان، سبیدار أهواز، سقز، سلماس، شیبان أهواز، طبس، عادل آباد شیراز، فردیس کرج، فيروزآباد فارس، قائم شهر، قزل حصار کرج، كامياران، كهنوج، كنبدكاووس، لاهيجان، المركزي كرج، مريوان، مشهد، مهاباد، مياندوآب، نظام شيراز، نقده، وياسوج.
وقد تصاعدت الإعدامات السياسية في الأشهر الأخيرة مما أثار موجة من الاعتراضات داخليًا وخارجيًا، حيث طالبت منظمات حقوق الإنسان مرارًا بوقف هذه الإعدامات واحترام معايير المحاكمة العادلة.

أظهرت مقاطع فيديو منشورة أن تجمعاً احتجاجياً في طهران، للمطالبة بإقالة إحسان حدادي من رئاسة الاتحاد الإيراني لألعاب القوى، تحوّل إلى مواجهات عنيفة واشتباكات مع القوى الأمنية.
وقد نُظم هذا التجمع على خلفية فضيحة اغتصاب جماعي تورط فيها عدد من الرياضيين الإيرانيين خلال مشاركتهم في بطولة آسيا لألعاب القوى في كوريا الجنوبية.
في صباح يوم الثلاثاء 3 يونيو (حزيران)، تجمع عدد من نشطاء ومتابعي رياضة ألعاب القوى أمام مبنى وزارة الرياضة، احتجاجاً على ما وصفوه بـ"تستر" الوزارة والاتحاد على المتورطين.
وكانت صحيفة "هانكيوره" الكورية الجنوبية قد أفادت في الأول من يونيو، أن ثلاثة من المشاركين الإيرانيين، بينهم اثنان من الرياضيين ومدرب واحد، اعتقلوا في مدينة غومي بمقاطعة كيونغسانغ الشمالية، بتهمة "اغتصاب امرأة تبلغ من العمر 20 عاماً".
في أعقاب هذه التقارير، أصدرت الاتحاد الإيراني لألعاب القوى بياناً رسمياً لم يشر صراحة إلى تهمة "الاغتصاب"، بل اكتفى بالقول إنه سيتم التعامل مع "المخالفين" وفق الإجراءات الانضباطية.
وفي مقاطع الفيديو التي نشرتها "آوش ميدیا"، يظهر أحد ممثلي دائرة التفتيش في وزارة الرياضة وهو يعد المحتجين بالنظر في القضية ومتابعتها.
وتأتي هذه الأحداث في وقتٍ تُثار فيه الشكوك حول رئيس الاتحاد الحالي، إحسان حدادي، الذي سبق أن صدرت بحقه إدانة قضائية غير منفذة في قضية "اغتصاب امرأة".
ورغم ذلك، تم تعيينه لاحقاً رئيساً لاتحاد ألعاب القوى، بعد لقاء جمعه مع المرشد الأعلى علي خامنئي.
وسبق أن طالبت عائلات ومجتمع ألعاب القوى مراراً بإقالة حدادي، من خلال احتجاجات متكررة وحملات جمع توقيعات، بسبب ما وصفوه بـ"سوء الإدارة والفضائح الأخلاقية".
تضارب التقارير الإعلامية
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، يوم الثلاثاء 3 يونيو (حزيران)، أن بعثة المنتخب الوطني التي سافرت إلى كوريا الجنوبية بـ19 شخصاً، عادت إلى إيران ليلة الاثنين ومعها 14 شخصاً فقط، من ضمنهم حدادي.
غير أن الوكالة نفسها، بعد أن نشرت أن "أربعة رياضيين ومدرباً واحداً" بقوا في كوريا الجنوبية على خلفية المخالفات، حذفت هذا الجزء من الخبر بعد دقائق.
ورغم إعلان "إرنا" عن عودة حدادي مع الفريق، إلا أن الصور المنشورة لا تُظهر له أثراً، ما عزز من صحة التقارير التي كانت قد أشارت إلى عودته المبكرة والسريعة إلى طهران بعد افتضاح القضية.
اتهامات بالسرقة
وفي تطور موازٍ، أفادت بعض المصادر أن العدّائين الإيرانيين لم يُتهموا فقط بالاغتصاب، بل أيضاً بتورطهم في سرقة أثناء إقامتهم في الفندق الذي استضاف البعثة الإيرانية في مدينة غومي.
هذه الفضيحة متعددة الأوجه أثارت موجة غضب عارمة داخل الأوساط الرياضية والمجتمعية في إيران، ووضعت وزارة الرياضة واتحاد ألعاب القوى تحت ضغوط كبيرة، في ظل اتهامات بالتستر والتهاون مع متهمين بجرائم خطيرة.