قال علي الخميني، حفيد مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية، إنّ المفاوضات مع أميركا ليست بهدف تحقيق السلام، بل هي "جهاد من أجل نيل حقوق الأمة".
وأضاف: "اليوم إذا تفاوضنا مع أميركا، فإنّنا نعتبر ذلك شكلاً آخر من أشكال الجهاد لاستعادة حقوق الشعب، وجهداً لرفع الظلم. ولذلك نُطلق على مفاوضينا لقب "مجاهدين في ساحة الدبلوماسية".



نُقل مغني الراب الإيراني، أمير حسين مقصودلو، المعروف باسم تتلو، إلى المستشفى، بعد محاولته الانتحار في السجن. وأعلنت السلطة القضائية في إيران أن هذا السجين المحكوم بالإعدام خضع للعلاج بعد إصابته بـ"تسمم الأقراص"، وأن حالته تتحسن.
وكان هذا المغني يعيش في تركيا، وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023، اُعتقل وسُجِن بعد عودته إلى إيران.
وحكمت السلطة القضائية الإيرانية عليه بالإعدام بتهمة "سب النبي" (إهانة نبي الإسلام)، وبالسجن 10 سنوات بتهمة "التشجيع على الفساد والفجور".
وقال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أصغر جهانغير، في 17 مايو (أيار) إن حكم الإعدام على تتلو تم تأكيده وهو قابل للتنفيذ، لكن الطلبات لإلغائه قيد الدراسة.
وأضاف أن تأكيد الحكم في المحكمة العليا للبلاد يسمح بإمكانية تعليقه بناءً على طلبات المحامين المسجلة.
لكن كيف وصل تتلو، المغني الذي يمتلك ملايين المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي واستقطب آلاف الأشخاص لحفلاته، إلى حكم الإعدام؟
وُلِد أمير حسين مقصودلو، المعروف باسم تتلو، في 21 سبتمبر (أيلول) 1987 في طهران، وهو واحد من أكثر الشخصيات الموسيقية إثارة للجدل في إيران، خلال العقدين الماضيين.
واشتُهر في البداية بأسلوب "الإيقاع والبلوز"، المعروف غالبًا باسم "آر أند بي" (R&B) والراب الفارسي، وتحول تدريجيًا إلى واحد من أكثر الفنانين الإيرانيين إثارة للجدل؛ شخصية تمشي دائمًا على حافة رفيعة بين الشعبية والكراهية، والجرأة واللا مسؤولية، والفن والجدل.
طفولته وبداياته الموسيقية
وُلد تتلو في حي مجيدية بطهران. ترك دراسته في المرحلة الثانوية في فرع الرياضيات والفيزياء، وبدأ نشاطه الفني منذ عام 2003، عندما كان مراهقًا مهتمًا بالموسيقى.
وقال لأحد الصحافيين إنه كان ينوي الالتحاق بالجامعة لدراسة الموسيقى.
ويُشار إلى أن "تتلو" هو اللقب، الذي أطلقته عليه ابنة شقيقته، التي بدأت للتو في النطق.
وفي ذلك الوقت، كانت موسيقى الراب تحت الأرض في إيران، ولم تحصل على تصاريح رسمية، وكان تتلو ينشر أعماله مجانًا على مدونة أسسها صديق مقرب له.
وكان من أوائل الفنانين الذين أدخلوا أسلوب الـ ""R&B إلى الغناء باللغة الفارسية.
وتعاون تتلو بشكل وثيق مع أحد مطربي الراب في تلك الفترة، حسين موسوي، المعروف بـ "تهي"، وشكّل هذا التعاون النواة الأولى لتأسيس إحدى فرق الـ R&B"" الفارسية.
بداية العمل في فرقة "TNT"
بين عامي 2003 و2005، قرر تتلو وتهي تشكيل فرقة معًا لتقديم موسيقى الـ R&B"" و"الهيب هوب" الفارسية بشكل احترافي وجديد في المشهد الموسيقي تحت الأرض في إيران.
أطلقا على فرقتهما اسم "TNT"، وهو اختصار لـ ""Tohi & Tataloo. وسرعان ما اشتهرت هذه الفرقة بأسلوبها الفريد والمبتكر.
وتم توزيع أغاني الفرقة في تلك الفترة عبر المنتديات والمدونات ومواقع مثل "رپفا" و"بازم بخون"، وحظيت بشعبية كبيرة بين المراهقين.
وكان تتلو في هذه الفترة يحاكي مطربي الـ "R&B" الأميركيين، مثل آشر ونيو (Ne-Yo)، لكنه استخدم كلمات أكثر انسجامًا مع أسلوب حياة الإيرانيين.
انفصال تتلو وتهي
لم تدم فرقة "TNT" طويلاً، وتدريجيًا انفصلت مساراتهما الفنية.
وهاجر حسين تهي إلى لندن، وواصل مسيرته المهنية المستقلة، مقتربًا من أنماط "البوب والهيب هوب" والموسيقى المناسبة للنوادي.
وأما تتلو، فقد بقي في إيران وواصل أنشطته، متعاونًا مع أفراد وفرق أخرى، وطوّر تدريجيًا أسلوبه الشخصي الذي مزج بين الـ "R&B" والبوب والهيب هوب وحتى المفاهيم الصوفية والسياسية.
وفي عام 2011، أصدر تتلو ألبومه الأول بعنوان "زير همكف" (تحت الأرض). وفي عام 2013، أصدر ألبوم "تتليتي"، وهو من أشهر أعماله ويتضمن 15 أغنية.
تقلبات الشهرة.. من الاعتقال إلى الغناء على متن سفينة حربية
في 3 ديسمبر 2013، اعتقلت شرطة الأخلاق تتلو بسبب إنتاجه لموسيقى تحت الأرض، ثم أُطلق سراحه بعد أيام بكفالة.
وبعد فترة، ظهرت أنباء عن إعلان تتلو توبته وسعيه للحصول على تصريح من وزارة الإرشاد.
وفي عام 2014، أدى أغنية "من يكي از اون يازدهتام" (أنا أحد الـ 11 شخصا) دعمًا للمنتخب الإيراني لكرة القدم في كأس العالم بالبرازيل، وهي أغنية تحمل طابعًا نوستالجيًا تتحدث عن الملاعب الترابية والكرات البلاستيكية.
وبعد عام من أداء هذه الأغنية، أعلن تتلو اعتزاله الموسيقى، ورغبته في أن يصبح لاعب كرة قدم.
وكان لديه معجبون من لاعبي كرة القدم، بما في ذلك لاعب فريق بيرسبوليس الإيراني آنذاك، بيام صادقيان، وحضر تتلو تدريبات هذا الفريق. وتسبب هذا الحدث في جدل كبير، لكن حضوره في تدريبات الفريق لم يدم أكثر من ساعات.
وفي عام 2015، خلال مفاوضات إيران مع مجموعة 5+1 في فيينا، أصدر تتلو أغنية تدعم حق إيران في امتلاك "الطاقة النووية". وتم تصوير جزء من الفيديو الموسيقي لهذه الأغنية على متن السفينة الحربية "جماران" وجزء آخر بين أفراد قوات البحرية.
وكان هذا العمل، الذي يمكن اعتباره أول نشاط سياسي لـ "تتلو"، مثيرًا للجدل بشكل كبير. كما حضر في أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه إلى متحف السلام في طهران، حيث كرمه ضحايا الأسلحة الكيميائية في إيران لإنتاجه فيديو "الشهداء".
ولكن الأنشطة السياسية والاجتماعية لتتلو لم تمنع اعتقاله مرة أخرى. في 23 أغسطس (آب) 2016، تم اعتقاله بعد أيام من استدعائه إلى المحكمة، وأُطلق سراحه بعد 62 يومًا بكفالة.
دعم مرشحي الرئاسة
بدأ تتلو أنشطته في المجالات السياسية والجادة منذ عام 2011، ومثل العديد من الشخصيات الشعبية، لفت انتباه حملات الانتخابات.
وفي انتخابات عام 2017، دعم تتلو في البداية المرشح الرئاسي آنذاك ورئيس البرلمان الحالي، محمد باقر قاليباف، ثم بعد انسحابه، دعّم الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
كما أثار حضوره في الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لـ "فارس بلس"، إحدى الشركات التابعة لوكالة فارس الإخبارية التابعة للحرس الثوري، بمظهر وملابس مختلفة، ضجة كبيرة.
وفي تلك المناسبة، تلقى تتلو لوحة كاريكاتيرية له من حميد رسائي، الشخصية المتشددة في التيار "الأصولي"، وعزت الله ضرغامي، وهو شخصية أصولية أخرى.
وبعد مغادرته إيران، في عام 2018، قال في إحدى مقابلاته إنه إذا كان عليه دعم أحد الآن، فسيكون خياره محمود أحمدي نجاد.
قضية الرسالة الصوتية والضغوط الأمنية المحتملة
بعد فترة من الدعم والأنشطة السياسية، في عام 2017، نُشرت رسالة صوتية لـ "تتلو" تحمل إشارات إلى ضغوط أمنية عليه، خاصة في الفترة بين اعتقاله في 2016 ودعمه لبعض المرشحين الأصوليين.
وفي هذه الرسالة الصوتية، التي يبدو أنها تسجيل لمحادثة هاتفية مع شخص مجهول، يتحدث تتلو بصوت متعب ومتقطع وأحيانًا ممزوج بالبكاء، قائلاً إنه أُجبر على البقاء في إيران، ويخضع للمراقبة الكاملة، ولا يستطيع ممارسة أنشطته بحرية.
واستنتج البعض من كلامه أنه تلقى تعليمات لدعم الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، في الانتخابات.
وفي جزء من الرسالة الصوتية، يشكو تتلو من أنه تم إملاء ما يجب أن يكتبه وما لا يكتبه، كما أنهم تدخلوا حتى في محتوى موسيقاه.
وبعد نشر هذا الملف الصوني، شعر العديد من معجبيه بخيبة أمل لتحوله إلى أداة دعائية للنظام.
الهجرة إلى تركيا
في عام 2018، بعد أن فقد تتلو الأمل في الحصول على تصريح لأعماله، انتقل إلى تركيا لنشر أعماله، وواصل نشاطه الفني هناك.
كانت هذه الهجرة بداية مرحلة جديدة في حياته الشخصية والفنية؛ حياة فاخرة مصحوبة بحضور في الحفلات الليلية، وجدل في وسائل التواصل الاجتماعي، وتحويل "تتليتي" إلى فرقة.
في عام 2019، وبعد نشر أنباء عن اعتقال تتلو في تركيا، أعلن المتحدث باسم قوات الأمن الإيرانية، أن الاعتقال تم بناءً على طلب الشرطة الإيرانية بسبب وجود ملف قضائي ضده في إيران.
وأعلنت بعض وسائل الإعلام الإيرانية أنه تم اعتقاله من قِبل الشرطة التركية، بناءً على طلب السلطات القضائية في إيران بتهمة "نشر الفساد" و"الترويج لاستهلاك المخدرات".
قال رئيس الشرطة الدولية "الإنتربول" في قوات الأمن الإيرانية، هادي شيرزاد، في ذلك الوقت إن سبب الاعتقال هو طلب السلطات القضائية الإيرانية من الإنتربول، رغم أن اسم أمير حسين مقصودلو لم يكن مدرجًا في قائمة المطلوبين.
وأعلنت الشرطة التركية آنذاك أن تتلو اُعتقل بسبب انتهاك لوائح التأشيرة. وأُطلق سراحه بعد أسبوع.
"تتليتي".. معجبون باسم خاص
"تتليتي" هو اسم أحد ألبومات تتلو؛ حيث يُعرف معجبوه المتحمسون، ومعظمهم من المراهقين، بهذا الاسم.
ويتبنى التتليتيون طقوسًا وعادات خاصة بهم، كان سلوك تتلو معهم مشابهًا لسلوك زعيم فرقة مع أتباعه. ذهب معجبو تتلو مرات عديدة إلى المحكمة لدعمه، ونشروا هاشتاغات دعم له على وسائل التواصل الاجتماعي.
وخلال فترة إقامته في تركيا، كانت حفلات تتلو تجذب آلافًا من معجبيه المتحمسين، حتى أن الازدحام في هذه العروض تحول إلى موضوع إعلامي في تركيا.
حظر حسابه على "إنستغرام" بملايين المتابعين
لم تقتصر ضجة تتلو على الاعتقالات المتكررة، بل إن تصريحاته على وسائل التواصل الاجتماعي أثارت الجدل مرات عديدة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، حظر "إنستغرام" حساب تتلو؛ بسبب استخدامه عبارات مسيئة ضد النساء، وطلبه من معجبيه الذكور ضرب النساء. وكان الحساب به نحو أربعة ملايين متابع.
وبعد هذا الحادث، استأنف تتلو نشاطه على "إنستغرام" بحساب جديد. لكن بعد عامين، تم حظر هذا الحساب أيضًا، الذي كان يمتلك أكثر من أربعة ملايين متابع، بسبب نشر قصص مثيرة للجدل عن النساء، ودعا فتيات تتراوح أعمارهن بين 15 و20 عامًا للانضمام إليه.
واعتُبرت هذه القصص إشارة إلى علاقات جنسية مع قاصرات، مما أثار ردود فعل واسعة وسلبية على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام.
علاقة تتلو وسحر قريشي
كانت علاقة أمير تتلو والممثلة السينمائية والتلفزيونية، سحر قريشي، واحدة من أكثر الأحداث إثارة للجدل في الفضاء الافتراضي الناطق بالفارسية في السنوات الأخيرة.
ونُشرت صور مشتركة لهما لأول مرة في يناير 2021 في تركيا، وبعد ذلك، أشارت منشوراتهما ونشاطاتهما على وسائل التواصل الاجتماعي إلى وجود علاقة بينهما.
وكان تتلو يتحدث عن هذه الممثلة بعبارات رومانسية مرات عديدة، لكنه اختلف معها، بعد أشهر قليلة، وكتب رسائل ساخرة عنها.
وردت قريشي، بعد فترة من الصمت، بنشر منشورات اعتُبرت ردًا على كتابات تتلو.
ونشر تتلو تدريجيًا على قناته في "تلغرام" عبارات قاسية وأحيانًا مسيئة للنساء ضد قريشي، وكشف حتى بعض التفاصيل الخاصة بعلاقتهما، وهو ما قوبل بردود فعل سلبية واسعة من المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وانتهت علاقتهما في النهاية بالانفصال بعد أشهر.
العودة إلى إيران والحكم بالإعدام
أعلنت دائرة العدل في محافظة أذربيجان الغربية بإيران في ديسمبر 2023 أن تتلو تم إعادته من تركيا إلى طهران واعتُقل فور دخوله الأراضي الإيرانية.
وأفادت وكالة أنباء "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية في إيران، بوجود شكاوى متعددة ضد هذا المغني.
وقبل أيام من ذلك، نشر تتلو مقاطع فيديو في المطار، وأشارت بعض التقارير إلى رغبته في العودة إلى إيران.
ومع ذلك، لا تزال الحقيقة حول كيفية دخوله إلى البلاد، سواء كان قراره الشخصي أو تم تسليمه من قِبل الشرطة التركية إلى السلطات الإيرانية في معبر بازركان الحدودي، غير واضحة بشكل كامل.
وبعد اعتقاله، وجهت إلى تتلو اتهامات مثل "سب النبي، والدعاية ضد النظام، والتشجيع على الفساد والفجور، وإنتاج محتوى فاحش، وإنشاء بيت قمار افتراضي".
وأدت تهمة "سب النبي"، بناءً على المادة 262 من قانون العقوبات الإيراني، إلى إصدار حكم الإعدام.
وفي المقابل، أعلن محاموه أن موكلهم تمت تبرئته من هذه التهمة في المحكمة الابتدائية، وأن إصدار حكم الإعدام مجددًا كان نتيجة "إعادة تعريف غير قانوني" لمصاديق السب.
وعلى الرغم من متابعة محامي تتلو وأشخاص مقربين منه، لم يُلغَ حكم الإعدام حتى الآن، رغم عدم وجود دلائل على تنفيذه الوشيك.

أصدرت نقابة عمال شركة الحافلات الموحدة في طهران وضواحيها بيانًا أعلنت فيه دعمها الكامل لإضراب سائقي الشاحنات، وأدانت اعتقال وتهديد المحتجّين، واعتبرت ذلك انتهاكًا صارخًا للحقوق النقابية.
وجاء في البيان: "نحن نؤمن بأن الاتحاد والتضامن بين سائقي الحافلات داخل المدن وخارجها هو المفتاح لنيل الحقوق النقابية المُهدرة".
وأكدت النقابة على أهمية التضامن بين سائقي النقل الحضري والنقل بين المدن، مشيرة إلى أن مطالب سائقي الشاحنات، مثل تدني الأجور، وانعدام الأمن الوظيفي، والضغوط الضريبية، تعكس معاناة مشتركة يعيشها جميع السائقين الكادحين في البلاد.
كما شدّد البيان على أن الإجراءات الأمنية ضد المضربين لن تحلّ المشاكل، بل ستزيد من حالة السخط والاحتقان.
وطالبت النقابة بـالإفراج الفوري عن المعتقلين، ودعت المسؤولين إلى الاستجابة للمطالب النقابية، كما دعت جميع النقابات العمالية المستقلة إلى دعم هذه الاحتجاجات.
أعلنت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية في إيران أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية استند في تقريره الجديد، إلى وثائق مزورة قدمها الكيان الصهيوني (إسرائيل)، وأعاد تكرار اتهامات سابقة مغرضة ولا أساس لها من الصحة.
وأضافت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن التقرير الجديد للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يعكس المستوى الحقيقي للتعاون بين إيران والوكالة.
وأكدت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية أنه وفقًا لفتوى المرشد، لا مكان لأي سلاح نووي في العقيدة الدفاعية لإيران.
وذكرت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن هذا التقرير تم إعداده لأهداف سياسية وبضغط على الوكالة، وأنه يتجاوز نطاق مهام المدير العام ويتعارض مع المتطلبات المهنية التي تحكم المؤسسات الدولية، بما في ذلك مبدأ الحياد.


أعلنت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية في إيران أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية استند في تقريره الجديد، إلى وثائق مزورة قدمها الكيان الصهيوني (إسرائيل)، وأعاد تكرار اتهامات سابقة مغرضة ولا أساس لها من الصحة.
وأضافت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن التقرير الجديد للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يعكس المستوى الحقيقي للتعاون بين إيران والوكالة.
وأكدت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية أنه وفقًا لفتوى المرشد، لا مكان لأي سلاح نووي في العقيدة الدفاعية لإيران.
وذكرت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن هذا التقرير تم إعداده لأهداف سياسية وبضغط على الوكالة، وأنه يتجاوز نطاق مهام المدير العام ويتعارض مع المتطلبات المهنية التي تحكم المؤسسات الدولية، بما في ذلك مبدأ الحياد.

حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات أفادت بأنه من المقرر أن يُحاكم 26 مواطنًا بهائيًا في "شيراز" مجددًا، يوم 30 يونيو (حزيران) المقبل، في قضية كانت قد فُتحت ضدهم قبل نحو عقد من الزمان، وحصلوا فيها على حكم نهائي بالبراءة.
يأتي ذلك بعد اعتراض وشكوى رئيس قضاء محافظة فارس السابق، وقبول المحكمة العليا الإيرانية لهذه الشكوى.
وأكدت المعلومات، التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، يوم السبت 31 مايو (أيار)، أن عددًا من هؤلاء المواطنين البهائيين تلقوا في الأيام الأخيرة بلاغات منفصلة للمثول أمام الدائرة الثانية لمحكمة الاستئناف بمحافظة فارس.
وقال مصدر مطلع على تفاصيل هذه القضية، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال": "رغم مرور ما يقرب من عشر سنوات على هذه القضية، وصدور حكم نهائي بالبراءة لصالح جميع المتهمين، تمت إعادة الملف إلى المحكمة لإصدار حكم جديد".
وأضاف هذا المصدر: "بعد صدور الحكم النهائي بالبراءة في مرحلة الاستئناف، قال رئيس الفرع الأول لمحكمة الثورة في شيراز، سيد محمود ساداتی، ما معناه: كيف يمكن لقضاة طهران أن يصدروا حكمًا مخالفًا لما أصدرته؟، ثم أوصى رئيس قضاء محافظة فارس حينها، سيد كاظم موسوي، بتقديم اعتراض".
وتابع: "في النهاية، قدم موسوي شكوى في القضية، وبعد عرضها على الفرع الأول من المحكمة العليا، تم قبول الشكوى وأُعيد فتح القضية مجددًا".
والمتهمون الستة والعشرون في هذه القضية، هم: إسماعيل روستا، بهاره نوروزي، بهنام عزيز بور، بريسا روحي زادكان، ثمرة آشنائي، رامين شيرواني، رضوان يزداني، سروش إيقاني صغادي، سعيد حسني، شميم أخلاقي، شادي صادق اقدام، صهبا فرحبخش، صهبا مصلحي، عهديه عنايتي، فربد شادمان، فرزاد شادمان، لالا صالحي، مرجان غلام بور، مريم إسلامي مهدي آبادي، مجكان غلام بور سعدي، مهیار سفيدي مياندو آب، نبیل تهذيب، نسيم كاشاني نجاد، نوشين زنهاري، ورقاء كاوياني ويكتا فهندج سعدي.
وأشارت معلومات "إيران إنترناشيونال" إلى أن هؤلاء المواطنين البهائيين ومحاميهم، وبعد صدور حكم البراءة في السنوات الماضية، حاولوا مرارًا استرجاع وثائق الملكية، التي كانت قد أُخذت منهم كضمان، وكذلك لرفع حظر السفر المفروض عليهم، لكنهم كانوا يتلقون ردًا سلبيًا في كل مرة، وكانت الإجابة الدائمة أن "الملف قد فُقد".
وفي نهاية المطاف، تبين أن رئيس قضاء محافظة فارس السابق، وبعد صدور حكم البراءة، قدّم في 17 مايو الجاري شكوى إلى المحكمة العليا استنادًا إلى المادة 477 من قانون الإجراءات الجنائية الإيراني، وعلى أساس هذه الشكوى تقررت محاكمتهم مجددًا.
وتنص المادة 477 من قانون الإجراءات الجنائية على أنه "يحق لرئيس السلطة القضائية أن يطلب من المحكمة العليا إعادة النظر في الأحكام النهائية الصادرة من المحاكم أو تلك القابلة للاستئناف، إذا كانت مخالفة للشرع".
الاعتقال والمحاكمة الأولى
اُعتقل معظم هؤلاء المواطنين البهائيين في عام 2016، على يد عناصر وزارة الاستخبارات في "شيراز"، وأُطلق سراحهم لاحقًا بشكل مؤقت بكفالة حتى انتهاء مراحل المحاكمة.
وخلال الفترة من 15 يونيو (حزيران) 2020 و18 مايو 2022، وضمن ثلاث جلسات، تمت محاكمتهم أمام الفرع الأول لمحكمة الثورة في "شيراز"، برئاسة القاضي محمود ساداتی، بتهمة "الاجتماع والتآمر لارتكاب جريمة ضد الأمن الداخلي والخارجي للبلاد".
واستندت المحكمة إلى مشاركتهم في أنشطة داخل أحياء فقيرة ومهمّشة في شيراز، وتجمعهم في أماكن دينية وسياحية مثل شاه جراغ، وحافظية، وتخت جمشيد، ونارنجيستان، بهدف مناقشة أزمة المياه والمشكلات الاجتماعية والدفاع عن البيئة، وكذلك إلى عضويتهم في الديانة البهائية، كأمثلة على التهم الموجهة إليهم.
وفي 29 مايو 2022، صدر حكم بحق هؤلاء الستة والعشرين شخصًا بالسجن لمدة 85 عامًا إجمالاً، والنفي لمدة 24 عامًا، وحظر السفر خارج البلاد لمدة 52 عامًا، كما طُلب منهم أن يقدموا أنفسهم يوميًا لمدة عامين إلى دائرة الاستخبارات في المحافظة.
الاعتراض والحكم النهائي بالبراءة
بعد الاعتراض على الحكم، أُحيلت القضية إلى محكمة الاستئناف بمحافظة فارس، التي أيدت الحكم.
وبعد اعتراض جديد من المتهمين ومحاميهم، أُرسلت القضية إلى المحكمة العليا الإيرانية، التي اعتبرت أن العضوية في الديانة البهائية وحدها لا تشكل دليلاً على تهمة الاجتماع والتآمر ضد أمن الدولة الداخلي والخارجي. وقبلت المحكمة طلب إعادة المحاكمة، وأحالت القضية إلى فرع مماثل في محكمة الاستئناف.
وفي 11 يناير (كانون الثاني) 2023، أعلن المستشاران إحسان رحيمي ورضا رحيميان، من الفرع الأول لمحكمة الاستئناف في محافظة فارس، بعد مراجعة القضية، أنه لا يوجد دليل على ارتكاب المتهمين أي تآمر أو اجتماع ضد أمن الدولة، وأن "ممارستهم شعائر الديانة البهائية كانت داخل تجمعاتهم الخاصة فقط"، ومن ثمّ برأتهم المحكمة من جميع التهم الموجهة إليهم، واعتُبر الحكم نهائيًا.
وجاء في جزء آخر من الحكم: "رغم أن الديانة البهائية وتنظيمها غير قانونيين في إيران، فإن مجرد الإيمان بها لم يُجرّم قانونيًا، كما أن التواصل والتعامل بين هؤلاء الأفراد- الذين تربط بعضهم صلات قرابة- لا يُعد من الأعمال المناهضة لأمن البلاد".
موجة جديدة من القمع
وجاءت إعادة تحريك هذه القضية وتحديد موعد جديد لمحاكمة هؤلاء البهائيين جماعيًا، تزامنًا مع تقارير عن انتهاكات جديدة بحقهم من قِبل الأجهزة الأمنية والقضائية في إيران، مما يشير إلى موجة جديدة من الضغط والقمع على المواطنين البهائيين في إيران.
ويُعد البهائيون أكبر أقلية دينية غير مسلمة في إيران، وقد تعرضوا منذ ثورة عام 1979 إلى الاضطهاد المنهجي.
وتوثّقت على مر العقود تقارير عديدة عن الإعدام والتعذيب والاعتقال، ومصادرة الممتلكات، وحرمانهم من التعليم الجامعي. وقد تصاعدت هذه الضغوط خلال العام الماضي.
وتشير مصادر غير رسمية إلى أن هناك أكثر من 300 ألف بهائي يعيشون في إيران، بينما لا يعترف الدستور الإيراني إلا بأربع ديانات: الإسلام، والمسيحية، واليهودية، والزرادشتية.