ثمن باهظ لتلوث الهواء في إيران.. 30 ألف ضحية و23 مليار دولار خسائر في عام واحد

أعلن مركز البحوث التابع للبرلمان الإيراني، استنادًا إلى تقييمات وزارة الصحة، أن تلوث الهواء كان السبب في الوفاة المبكرة لأكثر من 30 ألف شخص في 57 مدينة، يبلغ عدد سكانها نحو 48 مليون نسمة، خلال عام 2023.
كما قُدرت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تلوث الهواء في إيران بحوالي 23 مليار دولار.
ووفقًا لهذا التقرير، الذي نُشر في وسائل الإعلام الإيرانية يوم الثلاثاء 27 مايو (أيار)، فإن متوسط الوفيات المنسوبة إلى تلوث الهواء في المدن المختارة من البلاد بلغ 64 حالة لكل 100 ألف نسمة في عام 2023.
وفي مدينة طهران وحدها، نُسبت وفاة 70 شخصًا من كل 100 ألف نسمة خلال هذا العام إلى التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء.
وأشار التقرير كذلك إلى أن أعلى معدل للوفيات الناجمة عن تلوث الهواء سُجل في إحدى مدن الأقاليم الشرقية، حيث بلغ 141 وفاة لكل 100 ألف نسمة.
في المقابل، سجلت مدينتا شاهرود وسنندج أقل معدل للوفيات المرتبطة بتلوث الهواء، بمعدل 30 وفاة لكل 100 ألف نسمة.
وكان محمد صادق حسنوند، رئيس مركز أبحاث تلوث الهواء بجامعة العلوم الطبية في طهران، قد أعلن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن حوالي 450 ألف حالة وفاة سنويًا تحدث في إيران لأسباب مختلفة، وأن 50 ألف حالة من هذه الوفيات تُنسب إلى تلوث الهواء.
ووصف تلوث الهواء بأنه "أهم ملوث بيئي"، مؤكدًا أن هذه الظاهرة تشكل تهديدًا جديًا لصحة الشعب الإيراني.
التداعيات الاقتصادية والبيئية لتلوث الهواء
وفي استكمال تقريره، قدر مركز البحوث التابع للبرلمان خسائر تلوث الهواء في إيران بنحو 12 مليار دولار، مضيفًا أن بعض الدراسات الأخرى قدّرت الرقم بنحو 23 مليار دولار، أي ما يعادل حوالي 5% من الناتج المحلي الإجمالي، عند احتساب التكاليف المرتبطة بالأمراض.
وأوضح التقرير أن تلوث الهواء يؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية الاقتصادية، وجودة الحياة، والبيئة، مشيرًا إلى أن من أبرز الآثار الاقتصادية لهذه الأزمة: انخفاض إنتاجية القوى العاملة، وتعطيل الأنشطة الاقتصادية والتجارية والتعليمية والخدمية، والإضرار بالبنى التحتية، وتراجع السياحة.
وحذّر المركز من أن تلوث الهواء لا يقلل فقط من جودة حياة الناس، بل يؤدي أيضًا إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية، وتغيير أنماط الهجرة، وتحولات في الرأي العام.
كما شدد التقرير على أن تلوث الهواء يضر بالنظم البيئية، ويهدد التنوع البيولوجي، ويتسبب في اضطرابات في الحياة البرية.
وقد تحول تلوث الهواء في طهران وغيرها من المدن الكبرى في إيران خلال السنوات الأخيرة إلى أزمة دائمة وشاملة، غير أن النظام الإيراني لم يجد بعد حلًا لها.
وأظهرت نتائج دراسة أن سبع دول فقط في عام 2024 التزمت بمعايير جودة الهواء التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
ووفقًا لهذه النتائج، فإن جميع دول العالم تقريبا تعاني من مستويات تلوث هواء تتجاوز الحد الموصي به طبيًا.
وغالبًا ما يستخدم مسؤولو النظام الإيراني وجود تلوث الهواء في بعض الدول الأخرى لتبرير فشلهم في التصدي لهذه الظاهرة.
وفي أعقاب استمرار أزمة تلوث الهواء وما تبعها من تعطيلات متكررة في يناير (كانون الثاني) الماضي، صرّح عباس شاهسوني، رئيس مجموعة الصحة البيئية في وزارة الصحة، بأن تلوث الهواء "قضية قديمة"، ليست حكرًا على إيران، بل "تعود إلى زمن اكتشاف النار". وأضاف: "يجب ألا يُنظر إلى تلوث الهواء كعامل يتسبب في عدة أمراض فقط".