بعد سقوط نظام الأسد الموالي لإيران.. خطوات أميركية لتخفيف العقوبات ضد سوريا

أصدرت وزارة الخزانة الأميركية ترخيصًا عامًا يسمح بإجراء المعاملات مع الحكومة السورية المؤقتة، بقيادة أحمد الشرع، بالإضافة إلى البنك المركزي والشركات الحكومية في دمشق، وذلك بعد سقوط نظام الأسد الموالي لإيران.

وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، أمس الجمعة 23 مايو (أيار)، في حديث لوكالة "رويترز"، أن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أصدر في الوقت ذاته إعفاءً لمدة 180 يومًا من عقوبات "قانون قيصر" ضد سوريا، لضمان ألا تشكل هذه العقوبات عائقًا أمام جهود إعادة الإعمار والتحديث في سوريا.

ومن خلال هذه الإجراءات، يتم رفع العقوبات، بما في ذلك تلك المفروضة على الرئيس المؤقت، أحمد الشرع، ووزير الداخلية، أنس خطاب، كما يتم إخراج البنك المركزي، وخطوط الطيران السورية، وبنك العقارات، ووزارة النفط، والشركة العامة للمشتقات النفطية، ومصافي حمص وبانياس من قائمة المنظمات والمؤسسات المعاقبة.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية، في وقت سابق من هذا الشهر، أنه وافق على رفع العقوبات عن سوريا، بناءً على طلب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. وفي خطوة غير متوقعة، التقى ترامب الرئيس السوري، أحمد الشرع، في اجتماع قصير حضره ولي العهد السعودي، بينما شارك الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في اللقاء عبر الإنترنت.

ويُذكر أن العقوبات الأميركية فُرضت منذ عام 2011، مع بداية الحرب الأهلية في سوريا، ضد حكومة الرئيس المخلوع، بشار الأسد، الموالي لإيران، وعدد من الشخصيات الرئيسة في البلاد. وقاد أحمد الشرع المعارضة المسلحة، التي أطاحت بالأسد من السلطة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، في بيانها، أن الترخيص العام الجديد، المعروف باسم "جي إل 25"، يسمح بإجراء المعاملات التي كانت محظورة سابقًا بموجب اللوائح، وهو ما يعني عمليًا رفع العقوبات عن سوريا.

وجاء في البيان: "يمهد ترخيص (جي إل 25) الطريق للاستثمارات الجديدة وأنشطة القطاع الخاص بما يتماشى مع استراتيجية الرئيس ترامب (أميركا أولًا)".

وجدير بالذكر أن رفع العقوبات، التي عزلت سوريا عن النظام المالي العالمي، سيفتح المجال أمام حضور أوسع للمنظمات الإنسانية في البلاد، ويوفر الأرضية للاستثمارات الأجنبية وتنشيط التجارة في إطار إعادة إعمار سوريا.

تعيين مبعوث أميركي خاص لشؤون سوريا

قبل ساعات من الإعلان عن تخفيف العقوبات على سوريا، أعلن سفير الولايات المتحدة في تركيا، توم باراك، أنه تم تعيينه مبعوثًا خاصًا لشؤون سوريا.

وكتب باراك، يوم الجمعة 23 مايو، في منشور على منصة "إكس": "إن رفع العقوبات عن سوريا يحافظ على هدفنا الرئيس المتمثل في هزيمة داعش بشكل مستدام، ويمنح الشعب السوري فرصة لمستقبل أفضل".

باراك، البالغ من العمر 78 عامًا، هو ملياردير أميركي من لوس أنجلوس، وهو حفيد مهاجرين لبنانيين كاثوليك هاجروا إلى الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين. ويقع مسقط رأس أسلافه في مدينة زحلة القريبة من الحدود السورية- اللبنانية.

ويُعد باراك من المقربين إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ويعرفان بعضهما منذ عقدهما الثالث، وقد دعّمه في حملته الانتخابية عام 2016، وساهم في جمع التبرعات والاستثمارات له، وظل أحد مقربيه خلال فترة رئاسته الأولى.

وبالإضافة إلى الإنجليزية، يجيد باراك اللغات العربية والإسبانية والفرنسية.