تهديدات واشنطن.. وتداعيات انفجار ميناء رجائي.. والاكتئاب يفتك بالصحافيين

بعد انتهاء الجولة الخامسة من المفاوضات بين طهران وواشنطن، تصدر موضوع التخصيب عناوين الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 24 مايو (أيار)، بالإضافة إلى موضوعات أخرى، مثل ارتفاع الأسعار، وتأثير انقطاع الكهرباء على صناعة الإسمنت.

وتحدثت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، عن الجولة الأخيرة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، وكتبت: "بعكس الجولات السابقة، تسير المفاوضات ببطء، ولم يعد من الممكن التحدث عن التفاؤل بنتيجتها، كما كان الحال في الجولات الأربع السابقة، ويبدو أنها ستستمر للجولة السادسة أيضًا".

ووصلت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية إلى قناعة بأن المفاوضات قد وصلت إلى طريق مسدود، في حين ينتظر الشعب والاقتصاد الإيراني التوصل إلى اتفاق، لأنه بخلاف ذلك سيتم فرض المزيد من العقوبات، واحتمال شن هجوم عسكري على طهران.

وعلقت صحيفة "كيهان"، التابعة للمرشد الإيراني، علي خامنئي، بالقول: "لم يعد بالإمكان الحديث عن الحوار أو الاتفاق أو النوايا الحسنة؛ ما تبقى هو مجرد عرض للمفاوضات، بهدف الإملاء والإرهاق".

وكتب البرلماني السابق، علي محمد نمازی مقالاً في صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، جاء فيه: "لم تعد أميركا تريد تحمل تكلفة حرب مباشرة أو حتى بالوكالة؛ إنها تريد اتفاقًا، لكن للأسف، لا أحد مستعد للتراجع، وهنا تتحول المعادلة إلى لغز قاسٍ. لم يعد التحدي الآن تقنيًا بحتًا؛ إنه سياسي ومرتبط بالهيبة بشكل عميق".

ونقلت صحيفة "آكاه" الأصولية عن الخبير في الشؤون السياسية الخارجية، كيومرث يزدان بناه، قوله: "يبدو أن التوصل إلى اتفاق مبدئي أصبح أكثر تعقيدًا بكثير من ذي قبل، ويتطلب المزيد من الوقت والمبادرات". وأضاف: "من الطبيعي أن لا تستسلم بلادنا بسهولة لخطاب واشنطن التهديدي، ولا ينبغي لها ذلك".

كما اهتمت جميع الصحف الإصلاحية، برسالة الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، الذي أكد أن التفاوض لا يعني الاستسلام، واشترط لتغلب إيران على مشاكلها الحالية، أولاً: أن تقبل السلطة بضرورة التغيير والإصلاح، وأن ترضخ لمتطلباتهما، وثانيًا: أن تمتلك الحكومة القدرة الفكرية والعملية اللازمة للتخطيط والتحرك نحو التغيير.

ومن جهة أخرى، تحدثت صحيفة "ابرار اقتصادي" الأصولية عن استمرار التداعيات الاقتصادية لانفجار ميناء رجائي؛ حيث تسبب حرق ألفي طن من الشاي في ارتفاع أسعار هذه السلعة وندرتها، مما أدى إلى بيعها في الأسواق بأسعار فلكية.

ولفتت صحيفة "اسكناس" الاقتصادية إلى تداعيات أزمة الكهرباء، وكتبت في هذا السياق: "عندما يُسمح لمصانع الإسمنت والصلب باستهلاك 10 في المائة فقط من حصتها الكهربائية، فهذا يعني ببساطة توقفًا للإنتاج، ونقصًا في المعروض المحلي، يليه ارتفاع مفاجئ في الأسعار.. هذه السلسلة تبدأ بانقطاع بسيط للتيار لكن تنتهي بانهيار بنيوي".

وتوقعت صحيفة "اقتصاد بویا" زيادة جديدة في أسعار خبز "السنكك" و"البربري"، أو تقليص الوزن، ويعتقد منتجو الخبز أن معارضة زيادة أسعار الخبز بما يتناسب مع التضخم، لا يتلاءم وزيادة الإيجارات ومصروفات وعوائد المخابز.

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"جهان صنعت": الاقتصاد في الجحيم

رصدت صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية مخاوف النشطاء على الساحة الاقتصادية، وخاصة أرباب العمال وأصحاب المنشآت الصناعية، بشأن مستقبل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، وعددت سيناريوهات الخبراء حول مستقبل المفاوضات. وكتبت: "الأول: أن يتمسك البلدان بخطوطهما الحمراء، ومِن ثمّ فشل المفاوضات. في هذه الحالة، سوف تزداد علاقات إيران وأميركا سوءًا، وستواصل الولايات المتحدة الضغوط من خلال مواصلة وتعزيز العقوبات، وقد تضغط على الصين للتوقف عن شراء النفط الإيراني. وبكين لن تضحي بتجارة تبلغ مئات المليارات من الدولارات مع واشنطن والاتحاد الأوربي، لقاء النفط الإيراني الرخيص.

وتابعت: "أما السيناريو الثاني فيتمثل في أن يبدي الطرفان انفتاحًا حيال خطوطهما الحمراء، ويوجها المفاوضات نحو مسار يقترب من السلام. في هذه الحالة، يمكن الأمل في ابتعاد الاقتصاد قليلاً عن الجحيم، رغم أن هذا لن يتحقق سريعًا وإنما سيتطلب انتظارًا لأسابيع. أما الثالث فهو استمرار الوضع الحالي، وهو ما يبدو أنه لن يدوم طويلاً؛ فالمواطن قد لا يتحمل هذا الوضع الاقتصادي فترة أطول. لذلك من الأفضل التوجه نحو الخيار الثاني".

"سازندكى": معاناة الصحافيين الصامتة

أعدت صحيفة "سازندكى"، المحسوبة على التيار الإصلاحي، تقريرًا عن معاناة الصحافيين الإيرانيين، وكتبت: "يعيش الصحافيون في إيران حاليًا واحدةً من أصعب فترات حياتهم؛ من الناحية النفسية والمادية والاجتماعية، فقد وصلت أوضاعهم إلى مرحلة الأزمة؛ حيث يعاني العديد منهم الاكتئاب والإرهاق والإحباط؛ فالضغوط العملية المُنهِكة، إلى جانب الدخل المحدود، والرقابة، والقيود، وتراكم الأخبار المحبطة اليومية، دفعَتهم إلى حافة العزلة".

وأضافت أن كثيرا من هؤلاء الصحافيين إما فقدوا وظائفهم، أو اضطروا إلى الابتعاد عن مهنة الصحافة وترك العمل؛ في سبيل توفير لقمة العيش والحفاظ على صحتهم النفسية؛ حيث إن بعضهم لم يعد قادرًا على العمل، بسبب الإحباط والاشمئزاز العميق من الظلم والمحسوبية، والضغوط، وانهيار مساحة الصحافة المستقلة التي كانت يومًا ميدان عملهم. لقد انهار المشهد الإعلامي السابق، والآن لجأ بعض الصحافيين إلى العزلة.

وسرد التقرير قصص بعض الصحافيين، مؤكدًا: "كل هذه الروايات تؤكد حقيقةً واحدة: وصل الصحافيون الإيرانيون، بعد سنوات من الضغوط وعدم الاستقرار الوظيفي والأخبار الكئيبة، إلى مرحلة الإرهاب العاطفي والنفسي؛ حيث تقتصر حياة الكثير منهم على غرفة في المنزل، مع ذكريات عن أحلام ضائعة ومرارة الظلم الذي شهدوه ولم يتحدثوا عنه".

"إيران": جرس إنذار للسلع الإيرانية

أشارت صحيفة "إيران" الرسمية إلى تقرير مركز بحوث البرلمان، الذي حذر من انخفاض حصة إيران المستمر من السوق العالمية، مما يعكس ضعف تنافسية السلع الإيرانية دوليًا، ويُعد جرس إنذار للمستقبل الاقتصادي، وذكر التقرير: "لا تقتصر جذور أزمة التجارة الخارجية للبلاد على العقوبات فقط، وإنما عدم استدامة الصادرات، والاعتماد على عدد محدود من السلع والشركاء، وغياب سياسة نقدية قابلة للتوقع. مِن ثمّ ستظل إيران متخلفة عن ركب التجارة العالمية المتسارع دون إصلاحات هيكلية".

وقدم التقرير مجموعة من الحلول تتمثل في: "التغيير الجذري في نهج السياسة التجارية، وتمكين القطاع الخاص، والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية والاتفاقيات الإقليمية، وإعادة تعريف الدبلوماسية الاقتصادية، وزيادة عدد الملحقين التجاريين، والاستثمار في البنية التحتية اللوجستية والنقل، واستقرار السياسات النقدية، كما يمكن لآليات مثل المقايضة والعملات الرقمية والاتفاقيات النقدية الثنائية تخفيف مشكلات المعاملات المالية في ظل القيود المصرفية".