رفض خامنئي وقف التخصيب.. والمفاوضات تمر بمنعطف صعب.. وارتفاع الأسعار

استعرضت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 21 مايو (أيار)، بشكل مكثف، تصريحات المرشد علي خامنئي خلال مراسم إحياء ذكرى الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وعدم تفاؤله بمسار المفاوضات.

وتركزت أغلب العناوين حول الموقف من المفاوضات مع واشنطن، وزيادة الأسعار، وهبوط مؤشر البورصة.

وخلال مراسم إحياء ذكرى الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وآخرين قتلوا في حادث تحطم مروحية في مايو (أيار) الماضي، قال خامنئي: "لا ننتظر إذن أحد لتخصيب اليورانيوم، وفي عهد رئيسي، كانت هناك مفاوضات غير مباشرة، لكنها لم تؤد إلى أي نتائج. ولا نتوقع أن تؤدي إلى أي نتائج الآن أيضًا، ولا نعرف ماذا سيحدث". وحذر الطرف الأميركي من "التحدث بكلام فارغ".

كما تداولت الصحف الإيرانية، وصف وزير الخارجية عباس عراقجي، المواقف الأميركية بـ"غير المعقولة وغير المنطقية"، وقال: "اليوم أوضح المرشد المسألة تمامًا".

وعلق محمد زعیم ‌زاده رئيس تحرير صحيفة "فرهيختكان" الإصلاحية، بالقول: "الانطباع الأول من حديث المرشد يحمل معنين، الأول: أن الطرف الأميركي أراد فشل المفاوضات أو فرض اتفاق سيئ على إيران، والثاني: أن تدخل المرشد جاء نتيجة عزوف المسؤولين عن تقديم ردود حاسمة وجادة.

ونقلت صحيفة "همدلي"، عن محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، قوله: "تمر المفاوضات الآن بمنعطف صعب، والعالم بأسره يحتاج إلى تجاوز هذا المنعطف".

وكتب الكاتب الصحفي مسعود أكبرى بصحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد: "ادعاء الحكومات الغربية بالقلق حيال امتلاك إيران سلاح نووي، ليس سوى ستار زائف ومضلل لعملية نفسية تستهدف التأثير بأقصى حد على الرأي العام العالمي".

وفي نفس الصحيفة، حذر الكاتب الصحفي نويد شفيعي، من تطلع إيران المفرط للمفاوضات، لأنه لن يضعف موقفها التفاوضي فقط، وإنما سيرفع من سقف طموحات الطرف المقابل أيضًا.

على صعيد آخر، كتبت صحيفة "دنياي اقتصادي" المحسوبة على التيار الإصلاحي، تعليقًا على تصريحات بعض المسؤولين الأخيرة بشأن تعديل الأسعار: "زيادة الأسعار في سوق أو عدة أسواق، في ظل غياب استقرار الاقتصاد الكلي والسيطرة على التضخم، لا يمكن أن تحقق النتائج المرجوة".

وساهم التسعير الحكومي للسلع مع نقص المعروض، في ارتفاع غير طبيعي في الطلب، وهو ما دفع المواطن بحسب صحيفة "اسكناس" الاقتصادية، إلى السوق السوداء لتلبية احتياجاته.

ووفق صحيفة "اقتصاد ملي" فقد شهد سوق رأس المال الإيراني أمس انهيارًا غير مسبوق، حيث هبط المؤشر العام لبورصة طهران بـ58 ألف نقطة، ويرى الخبراء أن فشل المفاوضات السياسية، والسياسات الاقتصادية غير المستقرة، وفقدان الثقة العام، أدى إلى هروب السيولة من البورصة.

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"هم ميهن": إيران غير مستعدة للتخلي عن التخصيب

استعرضت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، آراء عدد من الخبراء حول تأزم المفاوضات بين إيران وواشنطن، حيث قال محسن باك آيين السفير السابق ومحلل السياسة الخارجية: "يعلم الأميركيون أن إيران لا تقبل التفاوض على حق التخصيب وامتلاك برنامج نووي وفقًا للقوانين الدولية. وعليهم هم تحديد موقفهم".

من جانبه أكد سيد جلال ساداتيان الدبلوماسي السابق ومحلل السياسة الخارجية أن "طهران غير مستعدة للتخلي عن مبدأ التخصيب نفسه. وأميركا قادرة على إلحاق أضرارًا جسيمة بإيران، لكن في المقابل، تمتلك طهران أيضًا القدرة على إلحاق الضرر بأميركا".

"جهان صنعت": تهديد الأمن الغذائي للرضع

قالت صحيفة "جهان صنعت" إن نقص حليب الأطفال المجفف أصبح قضية ساخنة في القطاع الدوائي منذ فترة طويلة؛ نتيجة عدم إنتاج وتوزيع بعض العلامات التجارية بشكل صحيح.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور بهمن صبوري، رئيس جمعية الصيادلة في طهران، قوله: "السبب الرئيسي يرجع إلى تأخر صرف دعم الحليب للصيدليات، حيث لم تتلقَ الصيدليات أي دفعات منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وبعض الصيادلة لا يستطيع شراء الحليب بسبب ضرورة الدفع نقدًا أو بشيك مؤجل، مما يسبب نقصًا في بعض المناطق".
وأشار إلى أن سعر الحليب في إيران يعادل خُمس سعره في الدول المجاورة، مما يشجع على التهريب والاستهلاك المفرط. واقترح أن يتم تحويل الدعم مباشرة إلى حسابات الأمهات بدلًا من الصيدليات، مما يقلل النقص ويمنع التهريب.

"آرمان ملى": أزمة الطاقة بصدد التحول إلى أزمة اجتماعية

أجرت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، حوارًا مع الدكتور مجيد أبهري الأخصائي في علم الاجتماع، لتحليل ودراسة أهم الآثار الاجتماعية المترتبة على انقطاع التيار الكهربائي؛ حيث قال: "بالنظر إلى الظروف الاجتماعية، أعتقد أن الشعب الإيراني قد أُجبر على هذا النمط من الحياة. والأهم أن الشعب، لا يعير اهتمامًا كبيرًا لتحدٍ مثل انقطاع الكهرباء أو لا يستطيع ذلك، نتيجة وجود تحديات أكثر خطورة مثل التحديات الاقتصادية.
وأضاف: "في الواقع، ربما يكون فقط جزء من الناس الذين يعتمد اقتصادهم على الكهرباء وانقطاعها أكثر حساسية تجاه انقطاع التيار الكهربائي، لكن عقل الإنسان الإيراني في الظروف الحالية مليء ومتراكم بالمشكلات لدرجة أنه لا يعتبر انقطاع الكهرباء تحديًا كبيرًا، بل يراه امتدادًا لتحديات أخرى".

"اطلاعات": موجة جديدة من زيادة الأسعار

بحسب تقرير صحيفة "اطلاعات" الأصولية، تعمل الحكومة، بالتوازي مع التداعيات السلبية للنقص غير المسبوق في الطاقة وانقطاعات الكهرباء والماء، بصمت وهدوء (في ظل الانشغال بالمفاوضات الإيرانية- الأميركية) على رفع أسعار السلع والخدمات الأساسية لتعويض عجز الموازنة وتقليل الاستهلاك من العملات الأجنبية؛ وهو إجراء قد يؤدي قريبًا إلى حدوث صدمة تضخمية جديدة ويزيد من ضغوط المعيشة على المواطن".
وأضاف التقرير: "بمراجعة البيانات المنشورة تبين ارتفاع أسعار مجموعة كبيرة من السلع والخدمات الأساسية، من اللحوم الحمراء والسكر إلى الدجاج والبيض والحليب الخام ومنتجات الألبان والإنترنت والدواء والديزل، وغيرها بينما تتجنب الجهات المسؤولة تقديم تعليقات إضافية، وهو ما يعني أن الشعب مضطر، أراد أم لا، إلى تحمل ارتفاع الأسعار دون اعتراض".