الزيارة العلنية لقائد فيلق القدس إلى العراق؛ ما الذي يسعى إليه قاآني في بغداد؟

تناول تقرير صادر عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات زيارة إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، إلى العراق، وأهميتها في خضم التوترات الإقليمية والدولية المتصاعدة.
وذكرت المؤسسة في تقريرها الصادر يوم الخميس 15 مايو، أن زيارة قاآني إلى العراق، بخلاف تحركاته السابقة في المنطقة، كانت “علنية جداً هذه المرة”.
ورأت المؤسسة أن قمة جامعة الدول العربية، والاتفاقية الأمنية بين طهران وبغداد، والمفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، إلى جانب أوضاع الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق، كلها عوامل تُضفي أهمية خاصة على زيارة قاآني الأخيرة.
خلفية الزيارة وظروفها
تأتي زيارة قائد فيلق القدس إلى العراق في وقت لم يظهر فيه علنًا لأسابيع بعد مقتل حسن نصر الله وهاشم صفيّ الدين، القياديَّين في حزب الله اللبناني، ما أثار تكهنات وصلت إلى حد الحديث عن احتمال اعتقاله داخل إيران.
المفاوضات النووية
في 13 مايو، التقى قاآني في بغداد مع قاسم الأعرجي، مستشار الأمن القومي العراقي، حيث صرّح الأخير بأن اللقاء ركّز على “أهمية نجاح المفاوضات بين واشنطن وطهران، وضرورة التزام الجميع بالحوار وخفض التوتر لتحقيق استقرار دائم في المنطقة”.
ونقل التقرير عن موقع شفق نيوز أن قاآني أطلع قادة الفصائل الشيعية في العراق على تفاصيل المفاوضات النووية الجارية بين طهران وواشنطن.
وأضاف التقرير أن إيران تسعى للحصول على دعم الدول العربية لرفع العقوبات الدولية عنها، وترغب في إدراج هذا الموضوع ضمن جدول أعمال القمة المقبلة لجامعة الدول العربية.
قمة جامعة الدول العربية
من المقرر عقد قمة القادة العرب في 17 مايو، في العراق. وقد أثار موضوع دعوة أحمد الشرع، رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا، للمشاركة في القمة، جدلاً كبيراً في الأيام الأخيرة.
الشرع، الذي لعب دوراً أساسياً في الإطاحة ببشار الأسد – أحد أبرز حلفاء طهران في المنطقة، لن يشارك في القمة.
ونقل التقرير عن موقع كردستان 24 أن شخصيات سياسية شيعية بارزة في العراق وجهت تحذيرات خاصة إلى المسؤولين العراقيين من مغبة دعوة الشرع لحضور القمة.
كما مارست هذه الشخصيات ضغوطاً على رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، للعدول عن توجيه الدعوة الرسمية إلى الشرع، وهو ما أدى في النهاية إلى عدم مشاركة رئيس الحكومة الانتقالية السورية في القمة.
الاتفاقيات الحدودية بين طهران وبغداد وقمع الجماعات الكردية
أشار تقرير المؤسسة إلى أن تنفيذ الاتفاقية الأمنية بين الجمهورية الإسلامية وإيران كان من بين المواضيع التي نوقشت خلال لقاء قاآني مع مستشار الأمن القومي العراقي.
وصرّح الأعرجي بأنه ناقش مع قائد قوة القدس مسألة “تأمين الحدود وتنفيذ بنود الاتفاق الأمني” بين البلدين.
وكانت شبكة "روداو" قد نقلت في وقت سابق عن وسائل إعلام إيرانية أن مجلس الأمن القومي العراقي أعلن رسمياً حظر جميع الأنشطة السياسية والإعلامية والاجتماعية للأحزاب المعارضة للجمهورية الإسلامية على أراضيه، بما في ذلك في إقليم كردستان.
وبحسب التقرير، فإن قمع المعارضين الإيرانيين في العراق يتم بدعم مباشر من مستشار الأمن القومي العراقي ورئيس الوزراء نفسه.
مصير الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في العراق
ذكرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في مواصلة تقريرها أن مسألة نزع سلاح الفصائل الشيعية المرتبطة بـ«قوات الحشد الشعبي» في العراق، طُرحت على مدى الأشهر الستة الأخيرة على الساحة السياسية العراقية، وقد شدد المسؤولون الحكوميون مراراً على ضرورة تقييد حيازة السلاح وفرض السيطرة عليه داخل البلاد.
وفي 13 مايو، التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بكلٍّ من هادي العامري وقيس الخزعلي، وهما من أبرز قادة الفصائل المسلحة المدعومة من إيران.
وخلال هذا اللقاء، صرّح السوداني بأن التحضيرات لعقد قمة جامعة الدول العربية كانت محور النقاش، مضيفاً: «هذه القمة تمثل خطوة مهمة في سبيل تعزيز علاقات العراق وتنسيق مواقفه تجاه القضايا والتحديات الراهنة، خاصة في ظل الدور المتنامي والمحوري الذي يضطلع به العراق في محيطه العربي والإقليمي».
لكن، وبحسب ما أوردته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، لم يتطرّق السوداني خلال اللقاء إلى مسألة نزع سلاح هذه الفصائل.
وفي السياق ذاته، أفادت وكالة رويترز في 6 أبريل أن عدداً من الجماعات المسلحة المدعومة من طهران في العراق قد أعربت عن استعدادها لتسليم أسلحتها.