زيارة ترامب للمنطقة.. ودعوات لوقف المفاوضات.. واتهام برلمانيين بالفساد

تناولت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء، عددًا من الموضوعات، على رأسها ملف التفاوض بين طهران وواشنطن، وزيارة الرئيس الأميركي للرياض، وارتفاع مؤشرات الانتحار بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، واتهامات للنواب بالفساد.
وفي سياق اهتمام العديد من الصحف بزيارة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" إلى المملكة العربية السعودية، جاء التركيز على ملفات الزيارة، والتي تنوعت بين ملفات سياسية وأمنية، وأخرى اقتصادية، وعسكرية.
وتعليقًا على الزيارة كتب "حسن هاني زاده" خبير الشؤون الإقليمية، بصحيفة (جام جم) التابعة للإذاعة والتليفزيون: "الهدف الأبرز للزيارة هو الجوانب الاقتصادية والتجارية. ومن الطبيعي أن تشمل هذه الزيارة مناقشة القضايا الإقليمية وعلاقات إيران بالدول الخليجية".
ووصفت صحيفة (اسكناس) الاقتصادية، تحذيرات اللواء محمد باقري رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، وجولة عباس عراقجي وزير الخارجية في عدد من العواصم العربية، بالتوازي مع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة بـ"الاستراتيجية المزدوجة" لاحتواء التهديدات ومنع الحرب.
وكتبت: "يعتمد السوك الإيراني على مزيج من الردع النشط والدبلوماسية الهادفة حيث لا يتعارض تعزيز الجاهزية الدفاعية لمواجهة التهديدات مع الحوار، بل كأداة لتعزيز موقف إيران على طاولة المفاوضات".
ورصدت صحيفة "دنياى اقتصاد"، تداعيات المفاوضات النووية على سوق الأوراق المالية؛ حيث أرجع الخبراء تقلبات مؤشر سوق الأوراق المالية، إلى التغير المستمر في طبيعة الأخبار السياسية، خاصة بعدما ازداد ارتباط بورصة طهران بالأحداث السياسية قوة خلال الأسابيع الأخيرة.
على الصعيد البرلماني، أثار اتهام مصطفى مير سليم، السياسي المخضرم، بعض نواب البرلمان بتلقي رشاوى خلال جلسات استجواب بعض الوزراء، ردود أفعال متباينة. وقال أبو القاسم رؤوفيان محلل الشؤون السياسية، لصحيفة "آرمان ملى" الإصلاحية: "مكافحة الفساد لا يمكن أن يؤثر سلبًا على الرأي العام، إلا إذا أراد البعض أن يتذرع بمصلحة البرلمان لتجنب التدقيق المحكم".
في شأن متصل، حذر أحمد ميدري وزير التعاون والعمل والرفاه الاجتماعية، عبر منصة البرلمان بحسب صحيفة "أبرار"، من المقاومة ضد مكافحة الفساد في الشركات التابعة لوزارته، وقال: "بعض الأفراد ينفقون شهريًا ما يصل إلى مليار تومان على حلاقة الذقن، وهناك مقاومة ضد الإصلاحات".
ووفقًا لتقرير صحيفة "همشهري" التابعة لبلدية طهران، فقد عادت ظاهرة الرواتب الفلكية إلى الواجهة مرة أخرى. وقد تحولت هذه المشكلة التي تعود جذورها إلى ضعف القوانين والرقابة، إلى أزمة ثقة في النظام الإداري للبلاد، حيث يطالب الرأي العام بمواجهة حازمة وشفافية كاملة في المدفوعات.
تحتل إيران بحسب "آرمان أمروز" الإصلاحية، المرتبة 128 على قائمة منظمة الصحة العالمية، من حيث معدلات الانتحار والتي بلغت 6.2 لكل 100 ألف نسمة، أغلبهم من الفئة العمرية المنتجة والقوى العاملة في البلاد، حسبما سجلت بيانات السنوات الخمس الماضية.
وسنويًا يفقد 50 ألف طفل إيراني حياتهم بسبب تبعات تلوث الهواء، وفق ما ذكرت صحيفة "خراسان" الأصولية، وتشير الدراسات إلى أنه من بين كل 100 حالة وفاة، هناك 15 حالة تكون بسبب تلوث الهواء.
ونتيجة للحرمان من المرافق والخدمات، وفق ما ذكرت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، لقى 3 على الأقل حتفهم بسبب الغرق في القنوات الزراعية والأنهار في خوزستان منذ مارس (آذار) الماضي.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": هل ما زلتم تواصلون المفاوضات؟!
كتب حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني، تعليقًا على زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة: "هدد إيران مرة أخرى وكرر أكاذيبه المعتادة ضد بلدنا... تهديدات (ترامب) أشبه بالأغاني المعروفة باسم "أغنية الشوارع الخلفية"! حيث يتغلب البعض، على خوفه من الظلام، أثناء مروره ليلاً في شوارع طهران القديمة الخالية بالأغاني!
وتساءل: "هل يمكننا تجاهل تهكمات أو قل تفاخر رئيس الولايات المتحدة؟! فقد فرضت أميركا أمس (الثلاثاء) وقبله (الاثنين) سلسلتين جديدتين من العقوبات على إيران، وبذلك أصبح المجموع منذ بداية الجولة الأولى للمفاوضات غير المباشرة (6) سلاسل جديدة من العقوبات ضد بلدنا".
وأضاف: "هل يمكن لاستمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة، أن يحمل أي معنى آخر غير تجاهل قوة الجمهورية الإيرانية وإهمال سيادة إيران وأمنها القومي؟! أقل ما يتوقعه الشعب من مسؤولينا المحترمين، هو الإعلان رسميًا عن عدم الاستمرار في المفاوضات. بأي لغة يجب أن يعلن (ترامب) أنه يتلاعب بالمفاوضات حتى نصدقه؟".
"سازندكى": تغيير موعد بدء العمل في المدارس غير مدروس ومتسرع
دانت "بروانه مافي" عضو اللجنة المركزية بحزب كوادر البناء، عبر صحيفة "سازندكى" الإصلاحية، قرار مجلس الوزراء بشان تغيير موعد بدء العمل في المدارس إلى الساعة السادسة صباحًا.
وكتبت: "أثار تنفيذ القرار بشكل مفاجئ ودون استعدادات لوجيستية بذريعة "الإدارة المثلى لاستهلاك الكهرباء" انتقادات واسعة، لأنه لم يراعي راحة الطلاب. والتنفيذ العشوائي لن يساهم في توفير الكهرباء، وسوف يتسبب في مشكلات خطيرة بالتعليم والصحة النفسية للطلاب وعائلاتهم... فالقرار لم يراع الاحتياجات البيولوجية للطلاب، وعرضهم لآثار سلبية بسبب قلة النوم. كما تسبب القرار في اضطرابات خطيرة للأسر، وخاصة الأمهات العاملات".
وأضافت: "قدم المسؤولون هذا القرار كحل لأزمة الكهرباء، بينما المشكلة الحقيقة تكمن في سوء الإدارة وغياب الحلول الجذرية. سوف يزيد عجز الكهرباء هذا الصيف بنسبة 30% كما تشير الإحصائيات، إلى أن يصل العجز إلى 35% العام المقبل. وعليه لن يحل إضافة بضع ساعات إلى اليوم الدراسي مشكلة الكهرباء، بل ببساطة ينقل العبء من قطاع الصناعة والمؤسسات إلى الطلاب والمعلمين".
"هم ميهن": كلما ازدادت القوانين.. ازداد الفساد
تطرق النائب البرلماني "روح الله لك علي آبادي" في حوار مع "هم ميهن" إلى الحديث عن الأضرار الناجمة عن تعدد القوانين، مؤكدًا على ضرورة تقليل القوانين وإضفاء الطابع الإطاري عليه، تعليقًا على حديث رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف عن تمهيد ثلثي القوانين الإيرانية للفساد.
وقال: "النقطة التي أشار إليها قاليباف صحيحة، وكان يحرص منذ بداية دورة البرلمان، على تصحيح بعض القوانين. هناك ألف قانون، لكن العديد منها ناسخ ومنسوخ، وبعضها يتعارض مع بعض، والبعض الآخر متوازي".
وأضاف: "نحن لا نحتاج إلى هذا الكم من القوانين. كلما زاد عدد القوانين، زاد الفساد وانتشر العمل وفق الأهواء. إذا كان لدينا 100 ألف قانون بدلًا من 12 ألفا، فلن نكون بحاجة إلى قانون أساسًا، وسيفعل كل شخص ما يريد تحت مظلة القانون! لذلك يجب تقليل عدد القوانين ووضعها في إطار محدد، وأن يكون لدى المؤسسات والجهات الخدمية كتيب قانوني واحد تعمل وفقه، بدلًا من أن يشعر الناس أن العمل يتم وفق الأهواء".