مدعي عام طهران يعلن فتح قضية ضد وسائل إعلام ونشطاء لنشرهم أخبارًا عن انفجار ميناء رجائي

أعلن المدعي العام في طهران أنه تم فتح قضية ضد عدد من وسائل الإعلام والنشطاء؛ بسبب نشرهم أخبارًا عن الانفجار، الذي وقع في ميناء رجائي بمدينة بدر عباس، جنوب إيران.

أعلن المدعي العام في طهران أنه تم فتح قضية ضد عدد من وسائل الإعلام والنشطاء؛ بسبب نشرهم أخبارًا عن الانفجار، الذي وقع في ميناء رجائي بمدينة بدر عباس، جنوب إيران.
وأضاف المدعي العام أنه على الرغم من التأكيدات التي صدرت من الجهاز القضائي، قامت بعض الوسائل الإعلامية والأشخاص في الفضاء الإلكتروني بنشر "معلومات مغلوطة وأكاذيب"، مما أدى إلى "تكدير الأمن النفسي للمجتمع".
وكان المدعي العام الإيراني قد شدد، يوم السبت 26 أبريل (نيسان)، على أنه "يجب الامتناع عن نشر معلومات تؤدي إلى تكدير الأمن النفسي للمجتمع حول انفجار ميناء رجائي".
كما قال وزير الداخلية الإيراني، إسکندر مؤمني، إنه "يجب على المواطنين ألا يولوا اهتمامًا بالشائعات، التي تنشرها بعض وسائل الإعلام، التي عادةً ما تكون وسائل إعلام أجنبية؛ حيث تكون لهذه الأخبار نوايا خاصة".
ولم تكشف السلطات الإيرانية حتى الآن عن السبب الرئيس وراء لانفجار ميناء رجائي.

من المقرر أن يقود مايكل آنتون، مدير قسم تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية، يوم السبت، جولة من المفاوضات الفنية بين الوفدين الأميركي والإيراني في عمان. وكان آنتون قد شغل سابقاً منصب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترمب.
آنتون سبق أن عبّر عن مواقف متباينة تجاه النظام الإيراني. ففي مقابلة مع الإذاعة الوطنية الأميركية (NPR) عام 2019، قال إن “النظام الإيراني حذر بطبيعته، ويفضل اختبار الدفاعات ورؤية مدى قدرته على التقدم. لكنه عندما يواجه جبهة موحدة ويشعر بيقظة أعدائه، يميل إلى الانكفاء وتجنب السلوكيات الاستفزازية”.
وأضاف أن التجربة الأميركية مع إيران على مدى الأربعين عاماً الماضية، منذ الثورة وأزمة احتجاز الرهائن، أظهرت أن طهران تسعى لاستغلال الثغرات كلما شعرت بضعف أو غياب اليقظة لدى الولايات المتحدة. وتابع: “لكن عندما ترى أننا أقوياء ويقظون، ولا نتيح لها فرصة للإضرار بمصالحنا، فإنها تتراجع وتركز اهتمامها في اتجاه آخر”.
وشدد آنتون على ضرورة تشكيل “جبهة موحدة وقوية لإقناع النظام الإيراني بعدم تصعيد التوترات أو الإقدام على تحركات خطرة أو استهداف مصالح الولايات المتحدة وحلفائنا”.

أفاد جهاز الاستخبارات والأمن العام الهولندي (AIVD) في تقريره السنوي الجديد بأن إيران حاولت تنفيذ عملية اغتيال في مدينة هارلم خلال صيف 2024. ووفقًا للتقرير، فإن طهران كانت أيضًا ضالعة في محاولة اغتيال فاشلة أخرى وقعت نهاية 2023 في العاصمة الإسبانية مدريد.
وذكر موقع "NOS" الهولندي أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية أكد أنه عقب هذا الكشف، استدعى وزير الخارجية كاسبار فلدكامب السفير الإيراني لدى هولندا.
وجاء في التقرير أنه "استنادًا إلى المعلومات المتوفرة"، من المحتمل أن إيران أصدرت أوامر باغتيال أحد الكتّاب والنشطاء الإيرانيين المعارضين في مدينة هارلم.
وأضاف التقرير أن إيران حاولت أيضًا اغتيال أحد منتقديها في مدريد، عاصمة إسبانيا.
وبحسب "NOS"، فإن توجيه اتهام علني لدولة أجنبية بمحاولة اغتيال على الأراضي الهولندية يُعدّ أمرًا نادرًا. وآخر مرة وُجه فيها مثل هذا الاتهام كانت في عام 2019، حين اتهمت هولندا رسميًا إيران بالتورط في عمليات اغتيال على أراضيها، وذلك بعد عام من طرد اثنين من موظفي السفارة الإيرانية بسبب صلاتهم باغتيالين سابقين.
تفاصيل محاولة الاغتيال الفاشلة في هارلم
في العملية التي أُشير إليها في التقرير الجديد، لاحظ الناشط والصحافي الإيراني سيامك تدین طهماسبی في منتصف الليل أن رجلين كانا يصعدان إلى شرفة شقته. وكان الاثنان على اتصال عبر الهاتف بشخص ثالث يُعتقد أنه كان يوجه لهما التعليمات.
وعند اعتقالهما، تبيّن أن كليهما معروف في الأوساط الإجرامية في هولندا، وأنهما كانا أيضًا مطلوبَين للمشاركة في محاولة اغتيال أليخو فيدال-كوادراس، السياسي الإسباني المعروف بانتقاده الشديد للنظام الإيراني، والتي وقعت في مدريد أواخر عام 2023.
وأشارت التحقيقات إلى أن الحكومة الإيرانية اتبعت في الحالتين نفس النمط: استخدام شبكات إجرامية لتصفية معارضيها، مما يصعّب من إثبات العلاقة القضائية المباشرة بين طهران وهذه العمليات.
وكان سيامك تدین طهماسبی، المعارض المعروف، قد كشف في 26 يونيو 2024 في حديث مع "إيران إنترناشيونال" عن محاولة اغتيال فاشلة استهدفته.
وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية قد نشرت سابقًا تقريرًا أكدت فيه أن تدین طهماسبی نجا من محاولة اغتيال، حيث تعرض لهجوم في 5 يونيو 2024، كما سبق أن تعرض لمحاولة اقتحام شقته قرب أمستردام في 2 مايو 2024.
ووفقًا لـ"لوموند"، تم توقيف شخصين على خلفية هذه المحاولة، ويُشتبه في أن أحدهما متورط أيضًا في محاولة اغتيال سياسي إسباني مقرّب من منظمة "مجاهدي خلق" في نوفمبر 2023.
وكان أحد الموقوفين يحمل الجنسية الكولومبية، أما الآخر فهو رجل تونسي يبلغ من العمر 38 عامًا يُدعى محرز عياري، نشأ وعاش في ضاحية "فيلجويف" القريبة من باريس.
ويُشتبه في أن عياري كان أيضًا المتهم الرئيسي في حادثة إطلاق النار على السياسي الإسباني فيدال-كوادراس، التي وقعت في نوفمبر 2023، وقد كان ملاحقًا منذ عام 2022 من قبل الشرطة الفرنسية بتهمة القتل.
برنامج تلفزيوني هولندي: قلق أمني من تهديدات إيران للمعارضين
في 27 مارس 2025، كشف برنامج "نيوز أوور" (ساعة الخبر) الهولندي عن "قلق جدي" من جانب أجهزة الأمن حيال تهديدات إيران ضد معارضيها، مؤكّدًا أن النظام الإيراني يستخدم الترهيب ومحاولات الاغتيال لإسكات المنتقدين.
وأشار البرنامج إلى أن إيران تتعاون مع شبكات إجرامية لتنفيذ عملياتها ضد المعارضين.
وفي هذا السياق، حُكم على رضوان الطاغي، المجرم الهولندي-المغربي المعروف، بالسجن المؤبد مع اثنين آخرين بسبب تورطهم في عمليات اغتيال استهدفت معارضين للحكومة الإيرانية.
وكان من بين هؤلاء الضحايا محمد رضا كلاهي صمدي، الذي اغتيل في ديسمبر 2015 عن عمر يناهز 56 عامًا، وكان يعيش في مدينة "آلميره" الهولندية تحت اسم مستعار هو "علي معتمد". وتقول طهران إنه كان وراء تفجير مقر حزب الجمهورية الإسلامية في 28 يونيو 1981.
أما أحمد مولا أبوناهض، المعروف باسم "أحمد نیسي"، أحد قادة "حركة تحرير الأهواز"، فقد تم اغتياله في 8 نوفمبر 2017 أمام منزله في لاهاي.
تحديات قانونية أمام ملاحقة الجهات الإيرانية
في قضية محاولة الاغتيال في هارلم، ورغم محاكمة اثنين من المتهمين، ما زال الشخص الذي يُعتقد أنه كان يوجههما باسم النظام الإيراني فارًّا. وبسبب ذلك، أعلنت النيابة العامة في شمال هولندا أنها لن تتابع التحقيق في البُعد الإيراني للقضية حاليًا، وأن نشر تقرير جهاز الاستخبارات لن يغير هذا القرار.
ويُعد الحديث العلني المباشر عن تورط إيران بعد أشهر قليلة فقط من الحادثة أمرًا نادرًا، خاصة أن السلطات الهولندية كانت قد التزمت الصمت لسنوات في حالات سابقة، مثل عمليات الاغتيال التي وقعت في عامي 2015 و2017، ما أثار استياء الجالية الإيرانية والمنظمات الحقوقية والبرلمان الهولندي.
لكن المتحدث باسم جهاز الاستخبارات الهولندي أعلن عن تغيير في هذا النهج، قائلاً: "من الآن فصاعدًا، سنُعلن بشكل علني من يقف وراء هذه الأعمال عندما يكون ذلك ضروريًا. ليس لأننا نتوقع أن تتوقف هذه الهجمات، بل لأننا نريد أن نُظهر بوضوح أننا نعلم ما يحدث."
انسجام مع مواقف بريطانيا والسويد
يأتي هذا التغيير في سياسة جهاز الاستخبارات الهولندي منسجمًا مع النهج الجديد لأجهزة الاستخبارات في بريطانيا والسويد، اللتين وجهتا العام الماضي اتهامات صريحة لإيران بالوقوف وراء جرائم واستخدام عصابات منظمة على أراضيهما.
من جهتها، نفت إيران هذه الاتهامات، واعتبرتها جزءًا من "حملة دائمة لتشويه صورة إيران دوليًا".
وقد ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 11 أكتوبر 2024، أن إيران لا تزال تستخدم عصابات الجريمة المنظمة لمهاجمة أهداف مرتبطة بإسرائيل حول العالم، رغم القيود المفروضة عليها.
وأضافت الصحيفة أن الضربات الإسرائيلية المتكررة على إيران وحلفائها، إضافة إلى مقتل حسن نصرالله الأمين العام السابق لحزب الله، قلّلت من خيارات طهران للرد.
أما صحيفة "الغارديان" فقد نشرت تقريرًا في سبتمبر 2023 استعرضت فيه شهادات 15 معارضًا إيرانيًا مقيمًا في أوروبا (في بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، السويد، وسويسرا)، وجميعهم أكدوا تعرضهم للتهديد والمضايقة من قبل النظام الإيراني.
وفي 6 أبريل 2025، نشرت صحيفة "ديلي ميل" تقريرًا أفادت فيه أن إيران توظف منظمات إجرامية منظمة لمهاجمة أهدافها داخل أوروبا.

دعا رضا بهلوي، ولي عهد إيران السابق، الدول الغربية إلى دعم الإضرابات العامة والانشقاقات في صفوف النظام الإيراني، وذلك باستخدام الأصول الإيرانية المجمدة في الخارج.
وفي مقابلة مع مجلة "بوليتيكو"، نُشرت اليوم الخميس 24 أبريل (نيسان)، اعتبر أن المفاوضات الجارية مع طهران محكوم عليها بالفشل مسبقًا، واقترح على الغرب دعم الشعب داخل إيران عبر إغراق السوق المحلية بتكنولوجيا "ستارلينك".
وقال: "شلّ النظام من خلال الإضرابات– وهي الطريقة الأقل تكلفة بالنسبة للشعب، بشرط توفير الدعم المالي– يمكن أن يُثمر خلال بضعة أشهر".
ويرى بهلوي أن جهود دونالد ترامب لعقد اتفاق نووي مع طهران لن تؤدي إلى السلام في المنطقة، لكنه يعتبر أن هناك فرصة سانحة للغرب لدعم المجتمع المدني والمعارضة الداخلية من أجل تمهيد الطريق لإسقاط النظام.
وأشار إلى أن الاحتجاجات الواسعة في إيران نتيجة القمع والأزمات الاقتصادية، إلى جانب الانحدار الإقليمي غير المسبوق لإيران بسبب سقوط بشار الأسد وتراجع نفوذ حزب الله وحماس، توفر فرصة حقيقية لدعم قوى التغيير.
كما شدد بهلوي على أن تمويل "صندوق الإضراب" يمكن أن يتم عبر الأصول الإيرانية المجمدة في الخارج.
واقترح أن يتم استخدام الأصول الإيرانية المجمدة في الخارج – التي تُقدّر بنحو 100 مليار دولار – في توفير تقنيات تساعد المحتجين والمنشقين على التواصل والتنظيم، مثل تكنولوجيا الاتصالات المشفرة والوصول إلى الإنترنت دون رقابة.
وأوضح أنه بعد الثورة، سعى النظام الإيراني إلى سحق الحركة العمالية، لكنها استعادت زخمها خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا من خلال الإضرابات الواسعة لعمال البتروكيماويات عام 2021، والتي لفتت أنظار النظام.
وأضاف أنه خلال الأشهر الأخيرة، أجرى جولات في عواصم أوروبية، والتقى بمسؤولين حكوميين ومستثمرين في القطاع الخاص، بهدف كسب دعمهم لمعارضي النظام في الداخل.
كما حذّر من اللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران، قائلاً: "الدبلوماسية انتهت دون نتائج ملموسة، وهناك مخاوف من أنه إذا فشلت المفاوضات، فهل سيكون البديل هو التدخل العسكري؟ ما نقدمه نحن هو طريق ثالث: أعطوا الشعب الإيراني فرصة، ودعوه يقود التغيير بنفسه، قبل أن تُطرح خيارات مكلفة وغير مرغوبة".
زيادة عدد مستخدمي "ستارلينك"
في ظل قمع النظام الإيراني لحرية التعبير على الإنترنت وتعقبه للمعارضين، بدأت أجهزة ستارلينك التابعة لشركة إيلون ماسك، التي توفر إنترنت غير خاضع للرقابة، بالوصول إلى إيران بشكل غير قانوني، رغم المخاطر الأمنية.
وأكد رضا بهلوي أن عدد مستخدمي هذه التقنية في إيران شهد ارتفاعًا كبيرًا مؤخرًا، ويجب مواصلة هذا التوسع.
وأضاف: "اليوم، أصبح من الممكن تثبيت تطبيق معين على الهواتف الذكية، يتيح الاتصال المباشر بالأقمار الصناعية دون الحاجة إلى جهاز ترمينال".
وشدّد على أن الدعم الغربي يجب أن يتركز على "إغراق السوق بهذه المعدات" لتعزيز قدرة الناس على التواصل وتبادل المعلومات.

بعد ردود فعل غاضبة، أعلنت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إلغاء كلمة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، التي كانت مقررة اليوم الاثنين 21 أبريل (نيسان) عبر الإنترنت في مؤتمر كارنيغي الدولي للسياسة النووية. وعبرت البعثة عن أسفها لهذا الإلغاء.
وفي وقت سابق، وصف مارك والاس، الرئيس التنفيذي لمنظمة "الاتحاد ضد إيران النووية"، دعوة عباس عراقجي لإلقاء كلمة في المؤتمر بأنها "وصمة عار"، وطالب بإلغاء الدعوة.
وقال والاس في بيان: "عراقجي عضو في منظمة الحرس الثوري الإرهابية، وقد كشف أحد القادة السابقين في الحرس أنه كان عضوًا في فيلق القدس، وهي القوة التي تلطخت يداها بدماء الأميركيين".
ووصف والاس عراقجي بأنه "وجه مبتسم لنظام دموي"، مضيفًا: "هذا هو النظام نفسه الذي خطط لاغتيال دونالد ترامب، والآن يحاول خداع المجتمع الدولي بوجه مضلل".
وكان من المقرر أن يُلقي عراقجي كلمته عبر الإنترنت.

كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في إشارة إلى المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، أن استعداد طهران للتفاوض "ليس دليلًا على تغيير في الموقف الأيديولوجي" للنظام الإيراني أو المرشد علي خامنئي، "بل هو تكتيك مدروس للبقاء".
وأضافت الصحيفة: "يسعى النظام الإيراني إلى إنهاء العقوبات التي شلت اقتصاد إيران، بينما يظل يطمح لتحقيق هدف امتلاك سلاح نووي".
وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أن "إيران بنت على مدى عقود إمبراطورية من الجماعات الوكيلة في المنطقة، وقامت بتمويلها وتسليحها، بما في ذلك حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، ونظام بشار الأسد في سوريا، والحوثيين في اليمن، وعدة جماعات جهادية أخرى".
لكن في السنوات الأخيرة، أضعفت إسرائيل والغرب هذه الجماعات بشكل كبير، مما قلص نفوذ طهران، الذي كان يعتمد سابقًا على التوسع العسكري، بشكل ملحوظ. وفي الوقت نفسه، حدت الأزمات الاقتصادية في إيران من قدرتها على تمويل هذه الجماعات.
وكتبت الصحيفة أنه لا يمكن الوثوق كثيرًا بأي اتفاق تتعهد فيه إيران "بالتخلي عن برنامجها للتسلح النووي الذي تتبعه منذ عقود. فطالما بقي هذا النظام قائمًا، لن يتخلى عن هدفه الأساسي ولا عن الوسائل لتحقيقه".
