لتصعيد الضغط على إيران.. الجيش الأميركي يؤكد نشر قاذفات "B-2" في المحيط الهندي

أكد متحدث باسم القيادة الاستراتيجية للولايات المتحدة في تصريحات لـ"إيران إنترناشيونال" نشر قاذفات القنابل "B-2" في قاعدة "دييغو غارسيا" الجوية بالمحيط الهندي، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي لرصد ومواجهة "الهجمات الاستراتيجية" ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

وقال المسؤول الأميركي يوم الأربعاء 26 مارس (آذار) لـ"إيران إنترناشيونال": "تقوم القيادة الاستراتيجية الأميركية مع وحداتها التابعة، وبالتنسيق مع القيادات القتالية الأخرى والجهات الحكومية ذات الصلة، بتنفيذ عمليات عالمية بانتظام لردع ورصد وإفشال أي هجمات استراتيجية ضد الولايات المتحدة وحلفائها".

وأضاف أن قاذفات "B-2" وصلت إلى قاعدة "دييغو غارسيا"، مؤكدًا في الوقت نفسه أن "اعتبارات الأمن العملياتي" تمنع تقديم تفاصيل حول المناورات أو العمليات.

وفي 25 مارس، أفادت تقارير إعلامية بأن الولايات المتحدة نشرت عدة قاذفات استراتيجية من طراز "B-2"، وطائرات التزود بالوقود، وطائرات النقل "C-17" في قاعدة "دييغو غارسيا".

ووفقًا لتحليل بيانات تتبع الرحلات الجوية من قبل مصادر استخباراتية مفتوحة المصدر (OSINT)، فقد تم إرسال خمس قاذفات "B-2" سبيريت الشبحية وسبع طائرات نقل "C-17" إلى القاعدة.

وتُعد قاذفة "B-2" واحدة من أكثر الطائرات الاستراتيجية الأميركية تطورًا، حيث لديها القدرة على حمل أكبر القنابل في ترسانة الولايات المتحدة.

ويرى مراقبون أن نشر هذه القاذفات في المحيط الهندي جزء من جهود إدارة دونالد ترامب لزعزعة قدرات إيران وميليشياتها بالمنطقة.

تصعيد الضغط على إيران

في الأيام الأخيرة، شوهدت تحركات عسكرية أميركية ملحوظة في جزيرة "دييغو غارسيا"، مما يشير إلى استعدادات لعملية جوية كبرى.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب أكبر عملية عسكرية أميركية في الشرق الأوسط منذ بداية ولاية ترامب الرئاسية، وهي الضربات التي استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن.

في الوقت نفسه، تزايدت التكهنات حول احتمال قيام الولايات المتحدة وإسرائيل بهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.

وفي 21 مارس (آذار)، أصدر بيت هاغست، وزير الدفاع الأميركي، أوامر بنشر حاملة طائرات ثانية في الشرق الأوسط.

تصاعد غير مسبوق للنشاط العسكري الأميركي

ونقل موقع "سكاي نيوز" في 26 مارس عن تقارير أن خمس قاذفات "B-2" وصلت إلى قاعدة "دييغو غارسيا"، مع الإشارة إلى أن المزيد من الطائرات القتالية في طريقها إلى المحيط الهندي.

وأضاف الموقع: "تم رصد سبع طائرات نقل "C-17" أيضًا في الجزيرة النائية، مما يشير إلى نقل معدات وقوات وإمدادات. كما تم نشر طائرات التزود بالوقود في مواقع استراتيجية".

ووفقًا لـ"سكاي نيوز"، يبدو أن الولايات المتحدة تعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط بشكل كبير.

وأشار الموقع إلى تمديد مهمة حاملة الطائرات "ترومان" وإرسال حاملة الطائرات "كارل فينسون" إلى المنطقة، قائلاً: "هذا التصعيد غير المعتاد قد يشير إلى أن الولايات المتحدة تخطط لشن ضربات مكثفة ضد الحوثيين في اليمن، وربما ترغب أيضًا في إرسال رسالة حاسمة إلى إيران".

تعزيز القوة الجوية والصاروخية حول إيران

وصف موقع "نيوزويك"، في 26 مارس (آذار)، زيادة الوجود العسكري الأميركي في المحيط الهندي بأنه "تحذير لإيران".

ونقل الموقع عن مصادر قولها: "هذا التعزيز يعكس استعدادًا متزايدًا لعملية جوية محتملة في المنطقة. فقد ربطت واشنطن إيران بهجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر، بينما حذرت طهران من طموحاتها النووية".

وأضاف الموقع، في إشارة إلى تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن وكشف الحرس الثوري الإيراني مؤخرًا عن "مدينة صاروخية" جديدة: "نشر القوات في دييغو غارسيا يعكس استعدادًا أميركيًا لعمليات عسكرية مستمرة. بينما يؤكد الجانب الإيراني على جهوده لتعزيز الردع. وفي ظل جمود الدبلوماسية، يظل خطر التصعيد مرتفعًا".

وفي 25 مارس، قام محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، وعلي حاجي زادة، قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري، بزيارة موقع وصفته وسائل الإعلام المحلية بـ"المدينة الصاروخية الجديدة للحرس الثوري".

وقال باقري خلال الزيارة: "وتيرة تطورنا تفوق بكثير قدرة العدو على تعويض نقاط ضعفه، وسيتخلف العدو حتمًا في هذا الميزان".

وفي 7 مارس الجاري، أكد ترامب أن مواجهة تهديدات إيران دخلت "مراحلها النهائية"، وأن القضية ستُحل إما عبر التفاوض أو بالعمل العسكري.