هجمات الحوثيين.. وأقراص "الاغتصاب".. وأزمة الصيف
تناولت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 7 مايو (أيار) عددًا من الموضوعات في مقدمتها استياء المواطنين من أزمات انقطاع الكهرباء، ونقص المياه، وانتشار الجريمة وغياب الرقابة الأمنية، وتراجع معدلات المواليد نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتجاهل الحكومة لأزمة السكن.
وقد كتبت صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، في افتتاحيتها أن الهجوم الصاروخي الذي شنّه الحوثيون على تل أبيب يمكن أن يعزز موقع إيران في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه الهجمات، في ظل الحرب النفسية المصاحبة لمسار التفاوض، تُسهم في إضعاف التهديدات الأميركية، وإفشال مساعي بنيامين نتنياهو لتعطيل مسار المحادثات.
واعتبرت "كيهان" هذا الهجوم دليلاً على قدرة إيران وحلفائها في المنطقة على الرد.
كما تناولت الصحف استياء الإيرانيين من أزمة الكهرباء، خاصة بسبب التمييز الذي تقوم به وزارة الطاقة في قطع الكهرباء بين مشتركي طهران وبين المدن الأخرى وحتى القرى.
ووفق صحيفة (جوان) الأصولية، خلال الشهرين الماضيين تراوحت فترات الانقطاع في معظم المدن والقرى بين (4-6) ساعات، في حين تم استثناء مدينة طهران.
وقد فشلت الحكومات الإيرانية المختلفة، في تقليل حجم تهريب الوقود ومشتقاته بما في ذلك الديزل والبنزين، بسبب فرق الأسعار، وهو ما يعكس مدى نفوذ عصابات التهريب. ووفق صحيفة "آرمان ملى" الإصلاحية، تتراوح الكميات المهربة بين (20- 25) مليون لتر يوميًا.
فيما أشارت صحيفة "سازندكى" الإصلاحية إلى أن سوء الأوضاع الاقتصادية تسبب في انتشار موجة من جرائم الشارع مثل السرقة بالإكراه، والخطف في مدينة طهران وجميع المدن الكبرى.
كما أرجعت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية تراجع أعداد المواليد وبلوغه لأول مرة خلال السنوات الأخيرة حوالي 979 ألف حالة إلى المشكلات الاقتصادية وانعدام الاستقرار الاجتماعي.
كما رسم المؤشر الوطني لبيئة الأعمال في شتاء عام 2024، صورة مقلقة لوضع الأنشطة الاقتصادية في إيران؛ ويعكس- حسبما نقلت صحيفة "كسب وكار"- عن نشطاء اقتصاديين، استمرار الظروف غير المواتية، وعدم استقرار اللوائح، وصعوبات التمويل، وزيادة عدم اليقين.
ومع إلغاء الدعم الحكومي عن السلع الأساسية العام الماضي، ارتفعت أسعار المواد الغذائية، مما أدى إلى زيادة الطلب على الخبز، وبزرت ظاهرة تشكل طوابير طويلة أمام المخابز، مما دفع الحكومة- حسب صحيفة "ثروت" الإصلاحية- إلى توزيع أجهزة نقاط البيع في المخابز، وهو ما تسبب في مشكلات للمخابز.
كما تناولت الصحف أزمة التلوث في مختلف المدن الإيرانية، ونقلت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية عن سمية رفيعي، عضو لجنة البيئة بالبرلمان، أن 9 أشخاص لقوا حتفهم وتوجه المئات إلى المستشفيات مؤخرًا بسبب مشكلات تنفسية؛ لا سيما بعد تحول 66 في المائة من الأهواز في إيران إلى بؤر للغبار.
وتنقل صحيفة "قدس" الأصولية عن خبراء قولهم: "ربما تسبب الاستغلال المفرط للطبيعة في تدمير الغابات، كذلك لم ندفع للطبيعة حصتها من المياه، ولم نتخيل أن الطبيعة سوف تنتقم بهذا الشكل!"
وعلى صعيد آخر، أثار قرار وزيرة الطرق والتنمية الحضرية، فرزانه صادق، بخصوص حل لجنة الإسكان والتعمير مخاوف كبيرة بشأن نهج الحكومة تجاه مشكلة الإسكان؛ لاسيما مع ارتفاع أسعار العقارات. ووصف النائب البرلماني مرتضى محمودي، في مقابلة مع صحيفة "وطن امروز" الأصولية، القرار بأنه "غير استراتيجي" وبعيد عن تلبية احتياجات البلاد.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"سياست روز": أقراص "الاغتصاب".. هل تمثل تهديدًا جديدًا للمرأة الإيرانية؟!
حذرت صحيفة "سياست روز" الأصولية من انتشار بيع أقراص وعقاقير تُستخدم "لانتهاك حرمة الإيرانيات" على منصات التواصل الاجتماعي، في ظل غياب الرقابة الأمنية والشرطية والصحية.
وأضافت: "تتيح لك أسماء عقاقير مثل (الاغتصاب) و(التخدير) فرصة لدخول عالم الجريمة بمجرد رسالة واحدة... والقرص يكفي لتخدير الضحية مدة ثلاث ساعات. ويذاب في المشروبات دون طعم أو رائحة!!!"
وأضاف: "تجارة هذه العقاقير الخطرة ووصولها السهل عبر الإنترنت يكشف عن ثغرات رقابية كبيرة. فتحول هذه الأقراص إلى أدوات جريمة لا تترك الضحايا بلا حماية فحسب، بل تهدد الأمن المجتمعي مباشرة".
ودعت النساء إلى الحذر واتخاذ إجراءات وقائية مثل: عدم قبول مشروبات من مجهولين في الحفلات والأماكن العامة. والبقاء برفقة أصدقاء موثوقين. وإذكاء الوعي بين الأصدقاء والعائلة حول مخاطر هذه الحبوب، وأخيرًا الإبلاغ عن الحالات المشبوهة.
"جهان صنعت": صيف ساخن في الطريق!
تناولت صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية أزمة الطاقة في إيران، وقالت: "توجد علامات واضحة على صيف قاسٍ ينتظر البلاد؛ حيث تشير تحذيرات الخبراء وتقارير المؤسسات الحكومية عن انخفاض مستويات احتياطيات السدود، وزيادة استهلاك الكهرباء، وتآكل البنية التحتية لتوزيع الطاقة".
وأضافت الصحيفة: "إن إيران ستواجه أزمة وشيكة في مجال المياه والكهرباء؛ أزمة إذا لم يتم التصدي لها بشكل عاجل وهيكلي، فلن تؤدي فقط إلى تعطيل الحياة اليومية للنشاطات الاقتصادية، بل قد تكتسب أيضًا أبعادًا سياسية وأمنية وقانونية".
وتابعت: "كشفت تجربة السنوات الأخيرة أن تعاملنا مع أزمات الطاقة، غالبًا ما يبقى حبيس القرارات الطارئة والمقيدة والقصيرة الأجل، بدلًا من أن يتم دراستها من منظور الحوكمة وتصميم آليات مستدامة. والواقع أن أزمة الطاقة في إيران لم تعد ظاهرة مؤقتة أو موسمية، بل تحولت إلى مشكلة هيكلية يمكن أن تتحول في المستقبل القريب إلى أزمة مستدامة على مستوى الحوكمة في حال تجاهلها".
"عصر إيران": البنوك وطباعة النقود
قالت صحيفة "عصر إيران" إن أحد أهم مشكلات عملية صنع القرار في البلاد، يكمن في انعدام الفهم الصحيح للنقود وعملية طباعة النقود.
وكتبت: "يفرض منح سلطة طباعة النقود للمصارف تكاليف على المجتمع، وإساءة استخدام المصارف لهذه السلطة سوف يفاقم هذه التكاليف. لذلك اقترح العديد من الاقتصاديين، استعادة الدولة هذه السلطة؛ لأن المصارف سبب هذه الأزمة".
وأضافت: "بالإضافة إلى احتمال تسبب المصارف في أزمات اقتصادية، فإن سلطة طباعة النقود تزيد من عدم المساواة في المجتمع. فالأغنياء لديهم فرص أكبر للاستفادة من هذه الامتيازات والريع، لأنهم يمتلكون قدرة أعلى على تقديم الضمانات، وعلاقات أكثر نفوذًا، وقدرة أكبر على سداد أقساط القروض... والحقيقة أن خوف السلطة من حدوث أزمات سياسية وأمنية يجبرها على تحمّل تكاليف الأخطاء التي ترتكبها المصارف. وهذا الأمر واضح في إيران، حيث اضطر البنك المركزي والحكومة إلى سداد العجز في المؤسسات المالية والمصرفية".