لمواجهة تهديد ترامب.. إعلام إيراني يدعو إلى التسلح النووي والانسحاب من "حظر الانتشار"

مع تصاعد حدة التحذيرات التي يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الأنشطة الإقليمية والنووية لطهران، قامت بعض وسائل الإعلام الموالية للنظام الإيراني بتحليل ردود الفعل المحتملة للنظام على التطورات الأخيرة.

وذكرت وسائل الإعلام أن خيارات النظام تتمثل في الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT) والتسلح النووي.

ووصف موقع "نور نيوز"، المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني، اليوم الثلاثاء 18 مارس (آذار)، مخاوف المجتمع الدولي من توسع البرنامج النووي الإيراني بأنها "وهم"، مستشهدا بمواقف ترامب الأخيرة، وهدد بأن إيران يمكن أن تنسحب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.

وكتب "نور نيوز" في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "ترامب يهدد بوهم سعي إيران للحصول على سلاح نووي".

وأضاف الموقع: "إذا حول المحيطون به هذا الوهم إلى اعتقاد، وارتكب هو أفعالًا شائنة، فما هو الضمان لبقاء إيران في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، بغض النظر عن الردود المؤلمة التي ستتلقاها الولايات المتحدة وحلفاؤها؟".

وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت مخاوف المجتمع الدولي من توسع البرنامج النووي للنظام الإيراني.

وحذر رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 15 مارس (آذار)، من أن طهران تقترب جدًا من تجاوز "عتبة نووية".

وأكد ترامب في 7 مارس (آذار) أن مواجهة تهديدات إيران وصلت إلى "مراحلها الأخيرة"، وأن هذه القضية سيتم حلها إما عبر المفاوضات أو عبر العمل العسكري.

التهديد بـ"التسلح النووي"

وتفاعلت صحيفة "وطن أمروز"، المقربة من التيار الأصولي في إيران، مع تصريحات ترامب عبر عنوانها الرئيسي الثلاثاء 18 مارس (آذار) بعنوان "التسلح النووي"، ونشرت صورة لـ"انفجار نووي" على صفحتها الأولى.

وكتبت الصحيفة في مقال بعنوان "التسلح النووي": "في ضوء التطورات الأخيرة والوضع السياسي العالمي، تواجه إيران أسبابًا قوية لتغيير عقيدتها النووية. إن تفعيل آلية الزناد، التي تم إنشاؤها في إطار الاتفاق النووي لإعادة العقوبات في حالة انتهاك الاتفاق من قبل الأطراف الأخرى، وفر لإيران إمكانية إجراء تغييرات جذرية في سياستها النووية".

وأضافت الصحيفة: "إيران، كواحدة من الدول التي تتعرض لتهديدات من قوى نووية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، يمكنها تعزيز قدراتها الدفاعية من خلال امتلاك أسلحة نووية، ومنع الهجمات المحتملة".

وانتقدت "وطن أمروز" سياسات إدارة ترامب، وكتبت أن التطورات الأخيرة "دفعت الدول إلى الرغبة في امتلاك أسلحة نووية".

في الأشهر الأخيرة، وتحديدًا بعد الهجوم الإسرائيلي في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2024 على عشرات الأهداف العسكرية في إيران، أعلن عدد من المسؤولين في إيران عن احتمال تغيير "العقيدة النووية" لطهران.

وحذرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة في بيان مشترك يوم 5 مارس (آذار) من أن المجتمع الدولي أظهر حتى الآن صبرًا كبيرًا تجاه البرنامج النووي الإيراني، لكن هذا الصبر لن يكون بلا حدود.

"مشرق نيوز": احتمال حدوث "عمليات إزعاجية"

"وتناول موقع مشرق نيوز"، الإخباري الموالي للنظام، تصريحات ترامب الأخيرة، خاصة تحذيره للنظام الإيراني بشأن استمرار دعمه للحوثيين في اليمن.

وكتب "مشرق نيوز" أنه رغم استخدام ترامب "لغة عدائية"، إلا أن إدارته "لم تتوصل بعد إلى استنتاجات واضحة بشأن إيران".

واعتبر هذا الموقع الإخباري أن "هجومًا عسكريًا واسع النطاق" ضد إيران هو "أمر غير عملي"، لكنه أقر بأنه قد تحدث "عمليات إزعاجية" مشابهة للهجمات الإسرائيلية على الأهداف العسكرية في إيران، والتي قال "مشرق نيوز" إن احتمال حدوثها "ليس قويًا".

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، هاجمت طائرات الجيش الإسرائيلي عشرات الأهداف العسكرية في إيران.

ووفقًا للتقارير، دمرت إسرائيل تقريبًا كل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، بما في ذلك أنظمة الصواريخ "إس-300".

ووصف "مشرق نيوز" ترامب في مقاله بأنه "مجنون"، وكتب أنه لا ينبغي إغفال "احتمال جنونه" في الحسابات المتعلقة باحتمال هجوم عسكري على إيران.

وأضاف هذا الموقع : "الولايات المتحدة تعاني من جنون لحظي وراثي تجاه إيران، وبالتالي فإن تصرفات شخص مجنون لا يمكن تقييمها في إطار معقول".

تأتي هذه التصريحات والتهديدات من وسائل الإعلام الحكومية في وقت حذر فيه ترامب في 17 مارس (آذار) من أن واشنطن ستعتبر إيران مسؤولة عن أي هجمات تنفذها جماعة الحوثي في اليمن.