الخارجية الألمانية تستدعي القائم بأعمال السفارة الإيرانية بعد إعدام المعارض جمشيد شارمهد
أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أنها استدعت القائم بأعمال السفارة الإيرانية لديها؛ احتجاجًا على إعدام السجين السياسي المعارض، جمشيد شارمهد، الذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والألمانية.
وقالت الخارجية الألمانية تعليقا على الموضوع: "السفير الألماني في طهران تحدث مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، حول إعدام جمشيد شارمهد، وأبدى احتجاجه على ذلك، وقمنا باستدعاء السفير الألماني في طهران للتشاور".
وأضافت: "أعربنا عن احتجاجنا الشديد ضد إعدام شارمهد، وسنحتفظ بخيارات أخرى لاتخاذ مزيد من الإجراءات ضد طهران".
وأثار خبر إعدام السجين السياسي المعارض الإيراني- الألماني، جمشيد شارمهد، في إيران، موجة واسعة من ردود الفعل والإدانات على الصعيدين المحلي والدولي.
أعلنت وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية أنه قد تم تنفيذ حكم الإعدام بحق المواطن الإيراني - الألماني جمشيد شارمهد، البالغ من العمر 69 عامًا.
وشارمهد كان يقيم سابقًا في الولايات المتحدة، واختُطف من قبل عناصر تابعة للنظام الإيراني أثناء سفره من ألمانيا إلى الهند، بعد توقف دام 3 أيام في دبي، وذلك في 2 أغسطس (آب) 2020، وتم نقله إلى إيران حيث صدر بحقه حكم بالإعدام.
كان مسعود ستايشي، المتحدث السابق باسم السلطة القضائية الإيرانية، قد قال خلال مؤتمر صحافي في 26 أبريل (نيسان) الماضي أن "حكم القضية الخاصة بشارمهد قد تم تأكيده من قبل المحكمة العليا، وستتم الإجراءات التنفيذية لاحقًا".
وفي وقتٍ سابق من فبراير (شباط) 2024، أعلنت السلطات القضائية في إيران أن محكمة الثورة في طهران أصدرت حكم الإعدام بحق شارمهد، المواطن الإيراني-الألماني البالغ من العمر 69 عامًا، بتهمة "الإفساد في الأرض".
وأفادت وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية في 20 فبراير (شباط) بأن حكم إعدام شارمهد صدر بناءً على مزاعم تتعلق "بتخطيط عملية تفجير في حسينية سيد الشهداء في شيراز"، وهي تهمة ينفيها شارمهد وأفراد عائلته ومحاموه.
يُذكر أن النظام الإيراني قد استخلص اعترافات من بعض المعتقلين، خاصة السجناء السياسيين، تحت التعذيب، وأجبرهم على الاعتراف ضد أنفسهم.
وكان شارمهد يعاني من وضع صحي غير جيد، حيث قضى فترة احتجازه في الحبس الانفرادي. وذكرت غزالة شارمهد، محامية الدفاع عنه، أن السلطات القضائية طلبت 250 ألف دولار لمراجعة قضيته.
كما أن جلسات المحاكمة التي بدأت في 6 فبراير (شباط) 2022 كانت تحت إشراف القاضي أبو القاسم صلواتي، المعروف بفرضه عقوبات قاسية، والمدرج على لائحة العقوبات الأميركية لانتهاكه حقوق الإنسان.
وأشارت غزالة شارمهد، ابنة جمشيد شارمهد، إلى أن المحكمة عرضت "أفلامًا دعائية زائفة" عن والدها، وصرّحت: "لقد عرضوا أفلامًا دعائية لا يصدقها إلا هم. لقد شاهد الناس هذه الأكاذيب مرات عديدة، ويعلمون أن هذه المسرحيات الزائفة تهدف فقط إلى شنق إنسان كان صوتًا لنفسه وللآخرين".
وأكدت أن والدها احتُجز في الحبس الانفرادي منذ لحظة اختطافه وحتى موعد المحاكمة، حيث قضى أكثر من 720 يومًا محرومًا من أي تواصل مع العالم الخارجي، وكانت تُمنح له فرصة إجراء مكالمة هاتفية قصيرة ومراقبة مرتين في السنة مع والدتها.
وأوضحت غزالة أن "والدي كان ضحية هذا التصرف اللاإنساني بسبب كونه صوتًا للناس، ولأنه يحمل الجنسية الألمانية".
في 2 أبريل (نيسان) 2023، ذكر جمشيد شارمهد في اتصال هاتفي قصير مع زوجته أن لديه الآن فقط سنّين متبقيتين، ولم يوضح أسباب تساقط أسنانه. وقال إنه يخضع للاستجواب يوميًا ويضطر للتوقيع على وثائق مختلفة.
كما أشار إلى معاناته من ارتفاع ضغط الدم وصعوبة في التنفس، وأفاد بأن أدوية مرض "باركنسون" التي يحتاج إلى تناولها كل 3 ساعات لم تُعط له في وقتها المناسب.
وفي منشور عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس" بتاريخ 14 مارس (آذار) 2024، أعلن مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى إيران أبرام بالي أنه التقى بأبناء جمشيد شارمهد في وزارة الخارجية الأميركية لمناقشة قضيته، قائلاً: "لم يكن ينبغي أن يُحتجز جمشيد في إيران. ما زلنا نأمل في إطلاق سراحه وعودته إلى أسرته".
كما أصدرت السلطة القضائية الإيرانية بتاريخ 11 مارس (آذار) 2024 قرارًا بتغريم جمشيد شارمهد وحكومة الولايات المتحدة بمبلغ قدره ملياران و478 مليون دولار.
وذكرت وكالة "ميزان" في 11 مارس (آذار) أن هذا الحكم بالغرامة صدر في القضية المعروفة بـ "تفجير حسينية سيد الشهداء في شيراز"، وهي الاتهامات ذاتها التي وُجهت لشارمهد، والتي نفاها مرارًا، ولم تقدم السلطات الإيرانية أي أدلة قاطعة تثبت هذه الاتهامات.
وخلال جلسات المحاكمة، لم يقدم ممثل النيابة أي وثائق تبرر التهم الموجهة لشارمهد باستثناء ما قيل إنها "اعترافات" من السجين، دون تقديم أي مستندات إضافية.
يذكر أن السلطات الإيرانية اتُّهمت مرارًا بقمع المعارضين، واختطاف بعض النشطاء السياسيين والصحافيين خارج البلاد، واحتجاز الأجانب أو مزدوجي الجنسية كـ"رهائن" بغية ممارسة ضغوط على الدول الغربية لتنفيذ مطالبها.
باتت مسألة زيادة أسعار البنزين في ميزانية عام 2025 من المواضيع المثيرة للجدل بين أعضاء البرلمان الإيراني، حيث أكد عدد من النواب، معارضتهم لأي اقتراح حكومي محتمل لزيادة الأسعار، محذرين من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى توترات سياسية واجتماعية.
وقال رمضان علي سنكدوینی، نائب رئيس لجنة الطاقة في البرلمان، يوم الاثنين 28 أكتوبر (تشرين الأول) لوكالة "إيلنا"، إن الحكومة لا تخطط حاليًا لرفع الأسعار، إلا أن القانون يمنحها صلاحية القيام بذلك.
كان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد قال، في 22 أكتوبر (تشرين الأول) خلال تسليم مشروع ميزانية 2025 للبرلمان، إن تكلفة إنتاج البنزين تصل إلى نحو 8,000 تومان للتر دون احتساب تكلفة النفط الخام، مما يشير إلى إمكانية إنفاق 130 ألف مليار تومان على استيراد البنزين إذا استمر الوضع الحالي.
ورغم أن رئيس منظمة التخطيط والموازنة والمتحدث باسم الحكومة قد نفيا في الأيام الأخيرة نية رفع أسعار البنزين. فإن العديد من المراقبين يروا أن تصريحات رئيس الحكومة هي بمثابة تمهيد لرفع أسعار الوقود.
معارضة برلمانية لزيادة الأسعار
ووفقًا لموقع "دیده بان إيران"، فهناك أصوات متباينة في البرلمان بشأن مسألة البنزين، إلا أن معظم النواب يعارضون زيادة الأسعار.
واعتبر حسين صمصامي، نائب طهران في البرلمان، أن السعر المعلن من قبل بزشكيان (8,000 تومان) غير دقيق، مشيرًا إلى أن مشروع الميزانية لا يتضمن زيادة في أسعار البنزين بناءً على التضخم، وأن الحكومة أكدت عدم وجود نية لديها لذلك.
وكان خبراء اقتصاديون قد أشاروا سابقًا إلى أن متوسط تكلفة إنتاج لتر البنزين في مصافي البلاد يبلغ حوالي 2,115 تومان.
وقال غلام رضا دهقان ناصر آبادي، عضو لجنة الطاقة في البرلمان، إن رفع أسعار البنزين في ظل الظروف الاقتصادية الحالية سيؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وسياسية، مؤكدًا أنه إذا أقدمت الحكومة بشكل أحادي على اتخاذ هذا القرار، فإن البرلمان سيعارضه.
كما أوضح سنكدوینی أن تصريحات بزشكيان كانت تهدف فقط إلى تسليط الضوء على تكلفة إنتاج أو استيراد البنزين في البلاد، وأن الهدف ليس إثارة "اضطرابات" من خلال رفع الأسعار.
قال أصغر جهانكیر، المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران، إن قضية استمرار الإقامة الجبرية لمير حسين موسوي وزوجته زهرا رهنورد، ومهدي كروبي، قيادات الحركة الخضراء، منذ نحو 14 عامًا، هي من صلاحيات المجلس الأعلى للأمن القومي، وأن السلطة القضائية تعمل بناءً على السياسات العامة للنظام.
وفي مقابلة مع وكالة "إيلنا"، الاثنين 28 أكتوبر (تشيرين الأول)، وردًا على سؤال حول تصريحات بعض الشخصيات، بما في ذلك الأمين العام لحزب "مؤتلفة"، التي تدّعي "انتهاء مسألة الإقامة الجبرية"، قال جهانكیر: "هذا السؤال يجب توجيهه إلى من أدلى بهذه التصريحات".
وأكد المتحدث باسم القضاء أن هذه المسألة تقع ضمن صلاحيات المجلس الأعلى للأمن القومي، وأضاف: "هم من يتدخلون، وفي أي وقت يتخذون القرارات اللازمة، سيتم الإبلاغ عن ذلك".
وردًا على سؤال حول متابعة السلطة القضائية لرفع الإقامة الجبرية، قال: "السلطة القضائية ستعمل وفق السياسات العامة للنظام".
وكان أسد الله بادامشيان، الأمين العام لحزب "مؤتلفة" الإسلامي، قد قال في 19 أكتوبر (تشرين الأول) لموقع "خبر أونلاين": "موسوي وكروبي ليسا قيد الإقامة الجبرية. يمكن زيارتهما وممارسة كافة الأنشطة"، مضيفًا: "كان هناك سبب واحد للإقامة الجبرية، وهو احتمال تعرضهما للاغتيال بهدف إلقاء اللوم على النظام الإيراني".
وفي رد على تصريحات بادامشيان، قال حسين كروبي، نجل مهدي كروبي، إن الإقامة الجبرية على والده ما زالت مستمرة، بل وأصبحت شروط الإقامة أشد صرامة.
وأكد قائلاً: "أنفي بشكل قاطع هذه التصريحات غير الواقعية. لم يتم إنهاء الإقامة الجبرية بأي حال من الأحوال، ولا يزال موسوي وكروبي تحت الإقامة الجبرية".
وقد طرحت مسألة إنهاء الإقامة الجبرية على قادة الحركة الخضراء مرارًا في السنوات الماضية من قِبل بعض الشخصيات السياسية في إيران.
وفي 16 سبتمبر (أيلول) من هذا العام، أجاب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على سؤال صحافي حول الإقامة الجبرية لكروبي وموسوي، قائلاً: "مشكلة كروبي قد تم حلها، ونعمل على حل المشكلة بالنسبة لموسوي، لكن لا ينبغي الاصطدام بالنظام".
وأضاف: "ماذا كنا نستطيع أن نفعل؟ حل مشكلة أحدهما يعد خطوة إلى الأمام، أما الخطوة التالية فاتركوها لوقتها".
يذكر أنه إثر احتجاجات ما بعد الانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران) 2009، التي اشتهرت بالحركة الخضراء، تم وضع موسوي وكروبي، وهما مرشحان اعترضا على نتائج الانتخابات، إلى جانب زوجتيهما، زهرا رهنورد وفاطمة كروبي، تحت الإقامة الجبرية منذ فبراير (شباط) 2011.
ورُفعت الإقامة الجبرية عن فاطمة كروبي عام 2011، لكن بقية قيادات الحركة الخضراء ما زالوا تحت الإقامة الجبرية.
هذه الظروف لم تكن جديدة، فقد تعرض لها أيضًا حسين علي منتظري، نائب مؤسس الجمهورية الإسلامية المرشد السابق روح الله الخميني، وبعض المعارضين الآخرين للنظام.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أصدر أكثر من 570 ناشطًا سياسيًا بيانًا أشاروا فيه إلى أن الإقامة الجبرية على موسوي ورهنورد وكروبي "استمرت بطرق غير إنسانية، وأنه بعد يأس السجانين من كسر مقاومة المحتجزين، ومع تصاعد الضغوط المتزايدة، يتعرضون حاليًا لنوع من القتل التدريجي".
احتشد طلاب كلية العلوم الاجتماعية بجامعة طهران، في مظاهرة احتجاجية ضد سياسات الاتجار بـ "الحرم الجامعي"، و"الفصل بين الجنسين"، والتركيز على المشاهير؛ بهدف إبعاد الطابع السياسي عن الجامعة، ورفع الطلاب في هذه المظاهرة شعارات تدافع عن حقوق العمال وتدعم حركة "المرأة، الحياة، الحرية".
وأشارت المجالس الطلابية، في تقرير نُشر يوم الأحد 27 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى أن طلاب جامعة طهران نظموا تجمعهم أمام ملعب كلية العلوم الاجتماعية، مؤكدين حقهم في التعبير عن آرائهم.
وردّد المتظاهرون شعارات مثل: "المرأة، الحياة، الحرية"، و"من يغضّ الطرف متواطئ مع القمع"، و"سياسة التركيز على المشاهير تهدف لإضعاف الفعاليات السياسية الطلابية"، و"العمال مسؤولون عن الدفاع عن حقوقهم"، و"العمل الخيري يعني تنصل الدولة من مسؤولياتها".
كما حمل بعض الطلاب لافتات داعمة لحقوق العمال مكتوبًا عليها: "عمال منجم طبس لا يحتاجون إلى المشاهير، بل إلى نقابات عمالية مستقلة".
ومن الشعارات الأخرى، التي كُتبت على لافتات الطلاب المحتجين: "لا لإقصاء النساء من المجالات العامة"، و"العمال يجب أن يكونوا مسؤولين عن الدفاع عن حقوقهم"، و"لا للمراقبة بالكاميرات في الفضاءات العامة للحرم الجامعي"، و"الجامعة الأمنية والقمعية تخنق صوت الانتقاد".
وكتبت المجالس الطلابية تعليقًا على هذه التظاهرة: "بعد تأخر البرنامج (الذي أثار احتجاج الطلاب)، تبيّن أن بعض الشخصيات المشهورة قررت عدم المشاركة في اللحظات الأخيرة، ليتم إطلاق البرنامج، دون حضورهم".
وبحسب التقرير، فقد حضر أفراد الأمن الجامعي منذ بداية التجمع، مانعين المتظاهرين من توجيه كلماتهم إلى الضيوف أو قراءة بيانهم.
واختتم الطلاب احتجاجهم بقراءة بيانهم وترديد شعارات، ومنها: "المرأة، الحياة، الحرية"، و"لا ثكنة ولا شركة، تحيا الجامعة".
بيان طلاب كلية العلوم الاجتماعية بجامعة طهران
أصدر مجموعة من طلاب كلية العلوم الاجتماعية بجامعة طهران بيانًا يدين تنظيم مباراة كرة قدم بمشاركة بعض الشخصيات المشهورة، واصفين هذا الحدث بـ "العرض الريائي".
ورأى الموقعون على البيان أن إدارة الجامعة نظمت هذه الفعالية لتغيير صورة كلية العلوم الاجتماعية من مكان للاحتجاج والانتحار وتعرض الطلاب للضرب، إلى "فضاء ديناميكي فارغ من السياسة"، في إطار سعيها لإخفاء واقع المكان.
وأكد الطلاب أن قضايا مثل الانتحار تعكس أزمة اجتماعية تتأثر بعوامل مثل "غياب التضامن الاجتماعي، وقمع الفضاء الطلابي، وتجاهل الجامعة للمشكلات النفسية للطلاب والأوضاع السيئة في السكن الجامعي"، معتبرين أن هذه الفعاليات هي جزء من سياسة إخفاء الأبعاد الاجتماعية لهذه الظواهر.
واختتم الطلاب بيانهم بسؤال: "من هم المسؤولون عن قمع الطلاب؟"، مشيرين إلى أن "إعادة تشكيل صورة الكلية بهذه الطريقة تفيد فقط الجهات القمعية؛ حيث يسعى الجناة لإخفاء آثار جرائمهم".
تزايد الضغوط الأمنية على الطلاب والأساتذة
قام النظام الإيراني، منذ وصوله إلى السلطة، باعتقال وسجن أو فصل الطلاب والأساتذة المعارضين للنظام، ومنذ بداية الحراك الشعبي الإيراني قبل عامين، شهدت الجامعات تشديدًا في الإجراءات الأمنية وتأديب الطلاب.
ووفقًا للتقارير، تم اعتقال أو تعليق أو فصل أكثر من 12 ألف طالب في إطار حراك "المرأة، الحياة، الحرية"، مع منع العديد منهم من مواصلة تعليمهم أو الاستفادة من السكن الجامعي.
أثار التلفزيون الإيراني الحكومي (IRIB) غضب المواطنين الإيرانيين، بعد تقليله من شأن الضربات الإسرائيلية، التي استهدفت مواقع عسكرية في إيران، صباح السبت الماضي، ومشبهًا إياها بـ "لعبة مفرقعات الأطفال"، وترويجه للتصعيد في الصراع من جهة أخرى.
ويقول المنتقدون إن التلفزيون تجاوز حدوده بتقليله من نطاق وتأثير الضربات الإسرائيلية على المنشآت العسكرية الإيرانية، حتى بمعاييره الخاصة، ما جعل تغطيته لا تزيد على دعاية للتيار المتشدد جدًا.
خلال السنوات القليلة الماضية، كانت هذه المؤسسة الواسعة الممولة من الدولة، والتي يُعين رئيسها من قِبل المرشد الإيراني، علي خامنئي، تحت سيطرة كاملة من حزب بايداري (الصمود) المتشدد للغاية، وحلفاء المفاوض النووي، والمرشح الرئاسي السابق، سعيد جليلي.
ويشغل شقيق جليلي، والعضو المعروف في حزب "بايداري"، وحيد جليلي، حاليًا منصب نائب الشؤون الثقافية وتطوير السياسات في التلفزيون الإيراني.
الأخوان جليلي المتشددان
يطالب المتشددون بشن حرب شاملة ضد إسرائيل، على الرغم من العواقب الوخيمة، التي قد تترتب على تصعيد الصراع مع إسرائيل على إيران والمنطقة، كما يضغطون من أجل تغيير "عقيدة الدفاع" الإيرانية، مما يعني البدء في بناء قنبلة نووية.
وتحدث أحد المذيعين ساخرًا من إسرائيل، في برنامج بُث يوم السبت بالتلفزيون الحكومي الإيراني، لانضمامها إلى احتفالات ليلة النار في إيران، مؤكدًا أن المفرقعات، التي يستخدمها الشباب الإيراني خلال مهرجان "چهارشنبه سوري" السنوي، أعلى صوتًا من الهجوم الإسرائيلي على طهران في ذلك اليوم.
وفي برنامج آخر، استخدم السياسي المتشدد والدبلوماسي السابق، محمد جواد لاريجاني، لغة مماثلة؛ حيث وصف رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بأنه "فضيحة"، وعلق قائلاً: "حركتهم كانت أشبه بلعبة مفرقعات"، مشيرًا إلى فشلها في التسبب بتدمير كبير.
وفي برنامج آخر، تحدث مذيع التلفزيون بحماس عن رد إيران على الهجوم الإسرائيلي، كما لو أنه قد تم اتخاذ القرار بالفعل.
وكتب رئيس تحرير موقع "انتخاب" المحافظ، مصطفى فقيهي، في تغريدة: "ألا تمتلك هذه البلاد قيادة عسكرية أو مجلس أمن قومي أعلى؟ لتصعيد التوتر والصراع؛ حيث يدعي عدد من المقدمين الذين يبدون ثوريين والمشاهير المصطنعين تحت قيادة سعيد جليلي أن رد إيران على وقاحة إسرائيل أمر مؤكد". وأضاف فقيهي: "من هم هؤلاء الذين تمكنوا من تحويل التلفزيون الرسمي للبلاد إلى مركز للضغط على القوات المسلحة والمسؤولين؟".
وفي مقال نُشر أمس الأحد، بعنوان: "هجوم إسرائيل على إيران: لماذا لا نضخم ولا نقلل من شأنه"، انتقد موقع "عصر إيران" المحافظ التلفزيون الحكومي؛ بسبب فقرات تناولت الهجمات كأنها أحداث تافهة، وشبهتها بلعب الأطفال، خلال احتفالات ليلة النار.
وذكر المقال أن التقليل من أهمية هجوم إسرائيل يشبه تضخيمه، كما فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. واعتبر المقال أن إسرائيل لم تقم من قبل بعملية بهذا الحجم ضد إيران، وكانت لا تتبنى المسؤولية علنًا عن أي فعل على عكس ما فعلته في الهجوم الأخير.
ومن المعروف أن إسرائيل نفذت عمليات سرية عديدة في إيران، بما في ذلك تفجير منشآت عسكرية ونووية، على مدى السنوات الماضية، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، غالبًا دون الاعتراف رسميًا بالمسؤولية.
وكتب موقع "عصر إيران": "ماذا لو وقع هجوم آخر ردًا على انتقام إيراني، ليصبح الوضع أشبه بلعبة كرة الطاولة؟ أو إذا أصبحت (إسرائيل) أكثر جرأة بعد الانتخابات الأميركية.. إذا فاز ترامب أو حصلوا على ضوء أخضر من هاريس؟ هل لا يزال بإمكاننا وصف (هجوم السبت) بلعبة مفرقعات حينها؟".
وفي أول رد فعل له على الهجوم الإسرائيلي، امتنع المرشد الإيراني، علي خامنئي، يوم الأحد، عن الدعوة الصريحة للانتقام، وفوّض القرار إلى "السلطات".