طالبت الحكومتان الأميركية والبريطانية مواطنيهما، بمغادرة لبنان في أسرع وقت ممكن، وذلك في أعقاب تصاعد التوترات الإقليمية بالمنطقة.
وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ليمي، في بيان، إن "التوترات مرتفعة والوضع قد يتدهور بسرعة". وأضاف: "بينما نعمل على مدار الساعة لتعزيز وجودنا القنصلي في لبنان، فإن رسالتي للمواطنين البريطانيين هناك واضحة: ارحلوا الآن".
كما طلبت السفارة الأميركية في لبنان من مواطنيها مغادرة لبنان "بأي تذكرة متاحة إلى أي وجهة".

قال أمين لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، يعقوب رضا زاده، لموقع "مرصد إيران"، إن مقر إقامة إسماعيل هنية كان تحت حماية الحرس الثوري على الدوام.
وأضاف أن مقتل هنية جاء نتيجة اصطدام جسم ما بمكان إقامته.
وذكر أن البرلمان عقد اجتماعًا لمناقشة ملابسات مقتل هنية، يوم الأربعاء الماضي، وتمت دعوة الحرس الثوري، لكن ممثليه لم يحضروا الاجتماع.
أكد بعض المحللين الصينيين، خلال الأيام الماضية، تعزيز التعاون الأمني الواسع بين بكين وطهران، خاصة بعد اغتيال رئيس حركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، على الأراضي الإيرانية أيضًا، والذي كان له تأثير واسع النطاق في الفضاء الإلكتروني الصيني.
وقال مجموعة تشنغشين للتصنيف الائتماني في الصين إن مقتل إسماعيل هنية سيقرب طهران من بكين.
وأعلنت هذه المؤسسة أن مقتل هنية أساء لهيبة طهران، وأثار المطالبة لدى قيادتها بتحسين الوضع الأمني في إيران.
وفي هذا الصدد، تحتاج الحكومة الإيرانية إلى دول أجنبية لإعادة بناء أنظمتها الأمنية، ونتيجة لذلك، ستكون أقرب إلى الصين أكثر من ذي قبل.
ومع ذلك، فإن بعض المحللين والخبراء الصينيين لديهم وجهة نظر مختلفة حول هذه القضية؛ حيث يعتقدون أن بكين تريد تعزيز حضورها الدبلوماسي في المنطقة، ومساعدة إيران سيكون ضد مصالحها الاستراتيجية، كما أنها تود الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.

أعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان رسمي، أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، اُغتيل بـ "قذيفة قصيرة المدى.. مصحوبة بانفجار قوي"، متهمًا إسرائيل بالتنفيذ والولايات المتحدة الأميركية بالدعم.
وأضاف بيان الحرس الثوري الإيراني، الذي نشر اليوم السبت 3 أغسطس (آب): "بحسب التحقيقات فإن هذه العملية الإرهابية تمت بإطلاق مقذوف قصير المدى برأس حربي يزن نحو 7 كيلو غرامات، ذات انفجار قوي، من خارج مقر إقامة الضيوف".
ولا يحتوي هذا البيان على أي معلومات أخرى حول نوع المقذوف، ومكان إطلاقه وهوية الشخص أو الأشخاص الذين أطلقوه.
وحدد الحرس الثوري، في بيانه أيضًا، إسرائيل باعتبارها المصمم والمنفذ لاغتيال إسماعيل هنية، وادعى أن إسرائيل نفذت هذا العمل "بدعم" من حكومة الولايات المتحدة.
وجدد الحرس الثوري الإيراني في نهاية بيانه الجديد، التأكيد "أن الانتقام لمقتل الشهيد إسماعيل هنية أمر مؤكد وستتلقى (إسرائيل) العقوبة القاسية على هذه الجريمة في الوقت والمكان المناسبين".
ويأتي هذا الإعلان الرسمي بعد أيام قليلة من مقتل إسماعيل هنية، وتوالت التقارير والتكهنات المختلفة حول كيفية مقتله، كما أفادت صحيفة أميركية باعتقال عدة أشخاص في طهران، على خلفية هذا الحادث.
ويأتي ذلك في حين أن الحكومة الإسرائيلية لم تعلن بعد تحمل مسؤوليتها عن هذا العمل؛ حيث أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، أن إسرائيل لم تقم بأي عملية أخرى، باستثناء عملية اغتيال فؤاد شكر، القائد في حزب الله اللبناني.
كما أكدت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنها لم تكن على علم بالعملية التي نفذتها إسرائيل أو أي عملية تستهدف قتل رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية.
يُذكر أن إسماعيل هنية، أحد قادة حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، منظمة إرهابية، قد سافر إلى طهران، الأسبوع الماضي، للمشاركة في حفل أداء اليمين الدستورية للرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن، في وقت سابق، أن "قذيفة سقطت من الجو" على مقر إقامة إسماعيل هنية، مما أدى إلى مقتله وأحد حراسه الشخصيين، وهي رواية نفتها بعض المصادر، في لقاءاتها مع وسائل إعلام عالمية.
وذكرت بعض وسائل الإعلام الأميركية، بما في ذلك صحيفة "نيويورك تايمز"، وموقعا "أكسيوس" و"بلومبرغ"، وشبكة "سي إن إن"، في تقارير منفصلة نقلاً عن مصادر مختلفة، أن هنية قُتل في انفجار قنبلة بمقر إقامته.
ومع ذلك، نفت وسائل الإعلام القريبة من الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك وكالة أنباء "فارس"، هذه التصريحات على الفور، وزعمت أن الدافع وراء إثارة قضية زرع قنبلة في مقر إقامة هنية هو مساعدة إسرائيل و"منع العواقب عنها".
وأكد مسؤولون إيرانيون وحزب الله اللبناني أنهم سينتقمون من إسرائيل، بعد مقتل إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله في جنوب بيروت.
تلقت "إيران إنترناشونال"، معلومات أفادت بأن وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية داخل إيران واجهت الكثير من الضغوط والقيود، إزاء نشر الأخبار حول مقتل إسماعيل هنية.
واضطرت بعض المواقع الإخبارية إلى حذف المحتوى أو تغييره بعد نشر أخبار مترجمة أو مقابلات مع خبراء، وحتى أعضاء في البرلمان الإيراني.

لا يزال لغز اغتيال إسماعيل هنية، بعد ساعات قليلة من مشاركته في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الجديد، والتبعات الداخلية والخارجية لذلك، العنوان الأبرز لتغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، السبت 3 أغسطس (آب).
وقالت صحيفة "خراسان" إن هذا اللغز لا يزال يحمل في خفاياه أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات وإيضاحات، لافتة إلى أن الكثير من الناس في الداخل والخارج الإيراني في حيرة واندهاش من هذا الحادث المعقد.
وأشارت الصحيفة إلى تضارب الروايات حول طريقة الوصول إلى "هنية" واغتياله، بين ما تدعيه إيران، وبين ما كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز"، التي أكدت اغتيال هنية عبر عبوة ناسفة كانت مخبأة في مكان إقامته منذ شهرين، وهي رواية تنفيها إيران، وتؤكد في المقابل أن الاغتيال تم عبر مقذوف أُطلق من الجو نحو غرفة رئيس حركة حماس.
كما لفتت الصحيفة إلى الجدل، الذي أُثير حول تصريحات بعض وسائل الإعلام الإيرانية، التي نقلت عن محللين موالين للحكومة ادعاءاتهم بأن الموساد الإسرائيلي وصل إلى هنية من خلال الضعف الموجود في فريق الحماية الفلسطيني، وهي تصريحات دفعت ممثل "حماس" في إيران، خالد القدومي، إلى الرد وانتقادها، واصفًا إياها بـ "التصريحات المستغربة وغير الأخلاقية"، وشدد على ضرورة انتظار التحقيقات من جانب الجهات الأمنية وعدم استباق الأحداث.
فيما رأت صحيفتا "تجارت" و"جهان صنعت" الاقتصاديتان أن حادث اغتيال هنية في اليوم الأول من عهد حكومة بزشكيان، وحتى قبل الإعلان عن تشكيلته الوزارية، يضع هذه الحكومة على محك الاختبار لتقدم طريقتها في التعامل مع الأزمات المفاجئة والمعقدة، مشددة على أن موقف الحكومة الجديدة صعب للغاية؛ فهي قد لا تستطيع الخروج من هذه الأزمة بالوعود والآمال نفسها، التي أطلقتها قبل أيام معدودات.
ونقرأ الآن المزيد من التفاصيل في صحف اليوم:
"جمهوري إسلامي": أبعاد اغتيال إسماعيل هنية ورسائله
قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن حادث اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران له أبعاد مختلفة، ويجب على السلطات الإيرانية دراسة هذه الأبعاد كافة قبل الإقدام على الرد؛ لأن الرد المتسرع يمكن أن يقود إلى نتائج عكسية ضد إيران.
وأول هذه الأبعاد التي يجب الوقوف عليها، وفقًا لما جاء في الصحيفة، هي أن الحادث تم بضوء أخضر أميركي، وأن إسرائيل كانت قادرة على اغتيال هنية في قطر أو تركيا، لكنها اختارت إيران لأنها أرادت "إهانة" طهران والتأكيد بأن لديها عوامل ونفوذًا داخل البلاد.
ويتمثل البُعد الآخر لحادث اغتيال هنية بطهران في توقيته؛ حيث حضر هنية في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، معتقدة أن إسرائيل وأميركا من خلال هذه العملية أرادتا إفشال مساعي الحكومة الإيرانية الجديدة في الانفتاح على العالم واعتماد نهج جديد.
كما ذكرت "جمهوري إسلامي" أن إسرائيل مستمرة في تصفية "قادة المقاومة"؛ حيث اغتالت هنية في طهران، والقيادي العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر، في لبنان خلال ليلة واحدة، وهذا دليل على أن "الإجراءات الردعية" التي قام بها "محور المقاومة" للرد على إجراءات إسرائيل السابقة لم تكن رادعة على الإطلاق بالنسبة لإسرائيل، بل بالعكس؛ حيث شجعتها ودفعتها لمزيد من الأعمال والاغتيالات.
وأكدت الصحيفة أن إيران أكبر المتضررين في هذا السياق، لكنها في الوقت نفسه لم تتخذ إجراءات لمنع تكرار هذه الأحداث، مشددة على ضرورة ألا تكتفي إيران بترديد شعار "الانتقام الصعب"، وأوضحت أن الانتقام الحقيقي هو أن يتم التخلص من المندسين داخل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في إيران، ومنع سقوط القادة والشخصيات المؤثرة في إيران ومحور المقاومة.
"جهان صنعت": حكومة بزشكيان الجديدة على المحك بعد اغتيال هنية
كتبت صحيفة "جهان صنعت"، في مقالها الافتتاحي، أن حكومة بزشكيان في إيران أصبحت على المحك، بعد صدمة اغتيال إسماعيل هنية في طهران، بعد ساعات قليلة من أداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية أمام البرلمان وأمام عشرات الضيوف الأجانب، بمن فيهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الذي اُغتيل في حادث غامض وسط روايات متضاربة.
ورأى كاتب الصحيفة، نادر كريمي جوني، إن رواية اغتيال هنية عبر عبوة ناسفة أكثر منطقية، على الرغم من النفي الإيراني والادعاء بأن الاغتيال تم عبر صاروخ أُطلق من خارج المبنى، الذي كان يقيم فيه هنية، مضيفًا أن الاغتيال عبر العبوة الناسفة يعني إبراز إشكالية الاختراق في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية، وهو ما لا ترغب إيران في تسليط الضوء عليه وتضخيمه.
كما لفت الكاتب إلى أن وقوع هذه الحادثة يبطل مزاعم وزير الاستخبارات في حكومة "رئيسي"، الذي ادعى القضاء على عملاء الموساد الإسرائيلي داخل الأجهزة الأمنية، مؤكدًا أن التيار الأصولي كان يهاجم حكومة روحاني السابق، عندما تقع أحداث أمنية لمسؤولين كبار، كما هو الحال بالنسبة لاغتيال العالم النووي، محسن فخري زاده، لكن الآن وعندما وقع هذا الحادث في عهد وزراء ومسؤولي حكومة رئيسي نرى أنهم صامتون ولا يعلقون على القصور والضعف الأمني.
وختم الكاتب بالقول إن اغتيال هنية في طهران في عهد وزراء حكومة "رئيسي" هو بصمة نهائية على فشل هذه الحكومة؛ ليصل إلى الجانب العسكري والاستخباراتي، بعد أن ثبت فشلها في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
"ستاره صبح": روايات مختلفة عن الاختراق الأمني في إيران
تناولت صحيفة "ستاره صبح" الروايات المتضاربة، حول كيفية اغتيال إسماعيل هنية في إيران، فجر الأربعاء الماضي، ونقلت عن محللين سياسيين قولهم إن كل الروايات وعلى تضاربها تكشف عن خلل أمني ملموس في الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية.
وقال الخبير السياسي، علي يونسي، إن إيران عليها مواجهة هؤلاء العملاء والمندسين، وليس الانشغال بمواجهة المنتقدين والمتظاهرين؛ لأنه بات واضحًا أن الأجهزة الأمنية مخترقة، ويمكن اختراقها بكل سهولة ويسر.
فيما قال المحلل السياسي، محسن ميردامادي، إن العملاء والمندسين في إيران قد وصلوا إلى قلب النظام وأعمدته، وعلى النظام وبدل مواجهة المتظاهرين والمنتقدين أن يتصدى لهؤلاء العملاء، مؤكدًا أن المندسين والعملاء موجودون بين من يرفعون شعار "الموت لأميركا والموت لإسرائيل"؛ أي الذين يتظاهرون بالولاء للنظام والتبعية له.
"كيهان": "خسائر بشرية مؤلمة" لإيران في العمليات الانتقامية
شددت صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد الإيراني، علي خامنئي، في مقال، على أنه يجب الأخذ في الاعتبار "الخسائر البشرية المؤلمة"، في العمليات الانتقامية، التي ستقوم بها إيران، بالإضافة إلى التسبب في الأضرار الاستراتيجية.
وأضافت أن السفن الإسرائيلية، التي تبحر من المحيط الهندي إلى البحر الأبيض المتوسط ستتعرض أيضًا لهجمات عنيفة، ولن تكون الأهداف الاقتصادية الإسرائيلية في مأمن من الهجوم العسكري.
وكتبت الصحيفة: "على عكس عملية إبريل (نيسان) ضد إسرائيل، والتي لم يتم فيها استهداف سوى عدد قليل من القواعد خارج المدن الإسرائيلية، سيتم استهداف مناطق مثل تل أبيب وحيفا والمراكز الاستراتيجية وخاصة مقر إقامة بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين لعبوا دورًا في اغتيال هنية، في العملية المقبلة".