منع الممثلة الإيرانية "باران كوثري" من السفر والعمل التلفزيوني لظهورها دون حجاب

قال المخرج السينمائي، جهانغير كوثري، إن السلطات الإيرانية منعت ابنته، الممثلة باران كوثري، من الظهور في التلفزيون والسفر خارج البلاد.

قال المخرج السينمائي، جهانغير كوثري، إن السلطات الإيرانية منعت ابنته، الممثلة باران كوثري، من الظهور في التلفزيون والسفر خارج البلاد.
وأوضح كوثري أن ابنته الآن تواجه مجموعة من القيود، منها المنع من النشر والظهور التلفزيوني، بالإضافة إلى المنع من السفر ومغادرة البلاد.
وأضاف مخرج فيلم "الشرايين الزرقاء" أن سبب عدم عرض هذا الفيلم حتى الآن هو منع الممثلة، باران كوثري، من الظهور التلفزيوني.
وانتشرت العام الماضي صور للممثلة باران كوثري، وهي بدون حجاب، لتعلن وسائل إعلام النظام فتح تحقيق قضائي ضدها لاحقًا.
وأعلن وزير الثقافة والإرشاد الإيراني، محمد مهدي إسماعيلي، في ذلك الوقت، أنه يُمنع ظهور النساء دون ارتداء الحجاب في الأعمال التلفزيونية والأفلام السينمائية، ما أدى إلى توقف نشر بعض الأفلام.
وأعلن رئيس منظمة السينما، محمد خزاعي، بعد ذلك، أن عودة النساء اللاتي تخلين عن الحجاب إلى العمل السينمائي، والظهور في التلفزيون مرهون باعتذارهن وإظهار الندم من جانبهن.
وأعلنت مجموعة من الممثلات اعتزالهن العمل التلفزيوني، في ظل قوانين النظام حول اللباس والحجاب.
واعتُقلت العديد من الممثلات أو تم استدعاؤهم ومضايقتهن من قِبل الجهات الأمنية على خلفية تضامنهن مع احتجاجات "المرأة والحياة والحرية" ورفضهن الالتزام بقوانين النظام فيما يخص الحجاب.


تشكيلة الحكومة الجديدة والهجمات المتبادلة بين الإصلاحيين والمقربين من حكومة رئيسي، هما العنوانان الأبرز للتغطية الصحفية في إيران، اليوم الخميس 11 يوليو (تموز).
صحف عدة أشارت إلى التكهنات بوجود بعض الوزراء والمسؤولين في حكومة بزشكيان وغياب شخصيات أخرى، على رأسها محمد جواد ظريف، الذي أكد أنه لن يكون ضمن حكومة بزشكيان القادمة.
صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية انتقدت إعلان بعض الشخصيات البارزة اعتذارها عن المشاركة في تشكيلة بزشكيان الجديدة، وقالت إن هذه الشخصيات التي كان لها دور في فوز بزشكيان "تضعف" الحكومة القادمة من خلال إعلانها "الاستغناء" عن المناصب والوزارات.
وأشارت الصحيفة إلى شخصيات مثل محمد جواد ظريف وزير الخارجية السابق، ومحمد جواد آذري جهرمي وزير الاتصالات في حكومة روحاني، وقالت إن ظريف كان رمزا لخفض التصعيد مع العالم على مستوى علاقات إيران الخارجية، فيما يعد آذري جهرمي رمزا لمواجهة القيود على الإنترنت في الداخل، وتساءلت بالقول: "ما السبب الذي يدفع هؤلاء الأفراد إلى التخلي عن الحكومة وإعلان اعتزالهم في المرحلة المقبلة؟ هل هي رغبة شخصية أم بسبب طبيعة الأجواء السائدة بعد الانتخابات؟".
صحيفة "همدلي" أشارت إلى أنه من المتوقع جدا أن يشغل عباس عراقجي منصب وزارة الخارجية، وهو معروف بقربه من ظريف وعمله الطويل معه، معتقدة أن اختيار عراقجي صاحب الخبرة الطويلة في التفاوض مع الغرب دليل على عزم الحكومة الجديدة إيجاد سبل للتفاهم والاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية.
في شان آخر ردت الصحف الإصلاحية بشكل واسع على تقرير لصحيفة "كيهان" التي ادعت فيه أن حكومة بزشكيان الجديدة ستتسلم "إنجازات" الحكومة السابقة، وأنها ستسير على طريق ممهد بفضل أداء حكومة رئيسي السابقة.
صحيفة "آرمان أمروز" عارضت هذا الادعاء، وكتبت في عنوانها الرئيسي وقالت: "ميراث حكومة رئيسي لبزشكيان.. ديون كبيرة وركود اقتصادي"، مشيرة إلى أرقام التضخم العالية، ونسب البطالة المرتفعة، والنمو الاقتصاد المتعثر، والصادرات النفطية الغامضة، بسبب وطأة العقوبات وغياب الشفافية، وهي بعض من سجلات حكومة رئيسي التي يجب على حكومة بزشكيان الجديدة التعامل معها، وإيجاد حلول لها.
في شأن آخر نقلت الصحيفة تصريحات وزير الثقافة والإرشاد في حكومة محمد خاتمي السابقة، عطاء الله مهاجراني، المقيم في المملكة المتحدة، والذي انتقد تأخر تسليم الحكومة الجديدة لأعمالها، وقال إن في بريطانيا مثلا عقدت الانتخابات في 4 يوليو (تموز) وكانت الحكومة الجديدة على رأس أعمالها في 6 يوليو (تموز) أي بعد يومين، لكن في إيران تم الإعلان عن فوز بزشكيان في 6 يوليو الجاري، لكن من المقرر أن ينظر البرلمان في ملفات الوزراء لمنحهم الثقة بعد شهرين من الآن.
صحيفة "آرمان ملي" نشرت مقالا للكاتب والمحلل السياسي مهدي مطهرنيا، قال فيه إن إيران اليوم تواجه تحديات كثيرة على الصعيد الداخلي والخارجي، وأهم معضلة داخلية تتمثل في موضوع خلافة المرشد واختيار مرشد جديد لإيران، مضيفا: "هذه القضية وإن لم يتم طرحها بشكل صريح إلا أنها موجودة وبقوة لدى صانع القرار الإيراني، وتشغل حيزا كبيرا من اهتمامه".
أما على صعيد السياسية الخارجية فيرى مطهري نيا أن مشكلة الاتفاق النووي، وانضمام طهران إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) هما المعضلتان الأكبر أمام إيران في المرحلة المقبلة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"همدلي": لجنة من الخبراء تحدد أسماء الوزراء لبزشكيان للاختيار من بينهم
أشارت صحيفة "همدلي" إلى التقارير التي تتحدث عن تشكيل لجنة مكونة من 9 أشخاص من قبل الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، تكون مهمتها ترشيح الوزراء لتولي المناصب المختلفة، وتقديمهم إلى رئيس الجمهورية.
وأوضحت الصحيفة أنه ووفقا لهذه التقارير فقد تقرر أن تقوم هذه اللجنة من الخبراء باختيار 5 أشخاص لكل وزارة لكي يختار رئيس الجمهورية واحدا منهم ليكون وزيرا في النهاية.
الصحيفة أكدت أنه ورغم مرور أيام من الإعلان عن فوز بزشكيان، إلا أنه وحتى اللحظة لا يوجد شخص تم تأكيد توليه منصبا معينا في التشكيلة الوزاراة، مستدركة بالقول إن ما هو شبه مؤكد هو أن عباس عراقجي كبير المفاوضين الإيرانيين في حكومة روحاني سيتولى وزارة الخارجية، فيما يشغل علي طيب نيا منصب وزير الاقتصاد في الحكومة الجديدة.
"كيهان": بزشكيان عليه أن يتذكر كلام خامنئي وأن لا يستعين بالأفراد الذين كانوا يختلفون مع رئيسي
صحيفة "كيهان"، الأصولية والقريبة من المرشد، هاجمت الإصلاحيين ومن ينتقدون حكومة رئيسي الذي تصفه بـ"الشهيد"، وقالت إن حكومة بزشكيان الجديدة وجدت أرضية خصبة وتمهيدات كبيرة قامت بها حكومة رئيسي، لكن الإصلاحيين وبدل أن يشكروا جهود الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي على ذلك فإنهم يهاجمونه وينتقدون أداءه.
وحذرت الصحيفة الرئيس الجديد من الاستعانة بهؤلاء الأفراد، وكتبت: "نوصي بزشكيان بأن يكون حذرا ممن حوله، وكما قال المرشد خامنئي ينبغي أن لا يستفيد من الأفراد الذين كانوا يختلفون مع رئيسي".
وذكرت الصحيفة أن من يحيطون ببزشكيان يستعدون من الآن للفشل، وتبرير ضعفهم من خلال الهجوم على هذا وذاك، موضحة أنهم سيتخلون عن بزشكيان في النهاية كما تخلوا عن روحاني وخاتمي في نهاية عهدهما.
وقالت كيهان إن من يحيطون بالرئيس الجديد "حاقدون" على رئيسي لأنهم يدركون أن "إنجازاته" ستفضح فشلهم وضعفهم، لهذا يحاولون تشويه هذه الإنجازات وإنكارها من الأساس، لكي يسهل عليهم تبرير فشلهم المستقبلي.
"اعتماد": الانتخابات الأخيرة كشفت المستور وعلى الإصلاحيين والأصوليين تغيير خطابهما
قال المحلل السياسي والباحث في الشؤون الاقتصادية، أحمد ترك نجاد، إن الانتخابات الأخيرة في إيران حملت دلالات عديدة للشارع السياسي، وفرضت على كلا التيارين الإصلاحي والأصولي ضرورة إعادة النظر في نهجهما، وإيجاد تغيير أساسي في خطابهما العام.
وأكد الباحث أن الأجيال الجديدة في إيران لم تعد تقبل طبيعة الخطاب التقليدي لهذين التيارين، وإن مشاركتهما في الانتخابات وقبول العملية السياسية يتطلب إقناع هذه الأجيال الجديدة بشكل منطقي وصريح.
وأشار الكاتب في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" إلى أن إيران أمامها عقد من الزمن لخلق هذه التغييرات الكبرى، لأن أبواب التنمية ستغلق بعد ذلك، كون المجتمع الإيراني سيشيخ، كما أن الاقتصاد الإيراني سيصغر أكثر بسبب اعتماده المطلق على النفط والغاز.
وذكر ترك نجاد أنه منذ الثورة الإيرانية وحتى الآن يستمر الاقتصاد الإيراني بالتراجع، موضحا أن الاقتصاد الإيراني في عام 1980 كان يشكل 9 أعشار الاقتصاد العالمي، لكنه اليوم تراجع إلى أقل من 4 أعشار.
وأضاف: لو أردنا أن ندرك هذا التراجع يكفي أن نعرف أن الاقتصاد التركي مثلا كان في عام 1980 يشكل 6 أعشار الاقتصاد العالمي، لكن الأتراك اليوم يستحوذون على 1 في المائة من الاقتصاد العالمي، والصين كانت تستحوذ على 1.8 بالمائة من الاقتصاد العالمي في بداية الثمانيات، لكنها اليوم تمتلك 20 في المائة من الاقتصاد العالمي وهذا يظهر مدى التنمية والتطور الاقتصادي في هذين البلدين، مقابل الركود أو التراجع الاقتصادي في إيران.

لا يزال الأصوليون والمتشددون في صدمة إثر هزيمة مرشحهم سعيد جليلي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية وفقدانهم للسلطة، بعد 3 سنوات من فرض هيمنتهم على كافة المؤسسات والسلطات من برلمان وقضاء ورئاسة وإعلام وغير ذلك.
الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 10 يوليو (تموز)، أبرزت هذا الغضب داخل التيار الأصولي، وأشارت صحيفة "اعتماد" إلى أن المتشددين لا يترددون في الإساءة للناخبين الإيرانيين بعد أن صوتوا ضدهم، حيث وصف أحد مستشاري جليلي الناخبين بأنهم "فاقدون للعقل" ولديهم "عقلية أطفال"، مؤكدة أن هذا الغضب من قبل الأصوليين يكشف إدمانهم على السلطة والقلق من فقدانهم للامتيازات والمكاسب.
الكاتب والناشط الأصولي محمد مهاجري أيضا انتقد الأصوليين، وقال إن الأصوليين أصبحوا يكذبون في دعايتهم للحكومة السابقة، ويدعون أنها كانت ناجحة ونموذجية، مضيفا: لو كانت حكومة رئيسي ناجحة كما تتدعون لماذا لم يفز المرشح المقرب من الحكومة بالانتخابات الأخيرة؟
وأوضح مهاجري في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية أن الأصوليين بهذه المزاعم والادعاءات يحاولون الهروب إلى الأمام، والتغطية على الفشل الذي تميزت به الحكومة السابقة، مؤكدا أن على التيار الأصولي أن يقر بأن حكومة رئيسي لم تكن ناجحة، ولهذا تجنب الشعب اختيار المرشح الذي كان يمثلها.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، تحاول جذب مسعود بزشكيان إلى التيار المقرب من المرشد قدر الإمكان، معتقدة أن الرئيس المنتخب مختلف عن الإصلاحيين التقليديين الذين يدأبون في إعلان موقفهم غير المنسجم مع خامنئي بشكل غير مباشر، لكن بزشكيان قد أكد منذ اللحظة الأولى ولاءه وتبعيته لخامنئي.
لهذا نصحت الصحيفة، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، الرئيس الجديد مسعود بزشكيان بالابتعاد عن الإصلاحيين، وقالت: "يا سيد بزشكيان اِعلم أن حبل أدعياء الإصلاح بات بائدا ومتهالكا.. لا تعتمد عليهم".
وادعت الصحيفة أن صراعا على المناصب بين أنصار الرئيسين الإصلاحيين السابقين محمد خاتمي وحسن روحاني بات يحتدم يوما بعد يوم في داخل المركز الانتخابي لبزشكيان بعد فوزه، حيث يحاول كل طرف أن يقدم المسؤولين والوزراء المقربين له للحصول على أكبر قدر من المناصب والامتيازات.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جوان": الإصلاحيون لا يمكن لهم الادعاء بالفوز لأن 74 في المائة من الإيرانيين قالوا لهم "لا"
قالت صحيفة "جوان" الأصولية والقريبة من الحرس الثوري إن الإصلاحيين لا يمكنهم الادعاء بأنهم فازوا بالانتخابات، زاعمة أن مرشحهم لم يحصد سوى 26 في المائة من الأصوات.
وأوضحت الصحيفة أن الإصلاحيين دخلوا هذه الانتخابات بكل ما يملكون من قوة ودعاية انتخابية، لكنهم وإن فازوا بالانتخابات بفارق مليوني و800 ألف صوت إلا أن مجموع أصواتهم كان متدنيا، ولم يفوزوا بسوى 26 في المائة من أصوات الناخبين ما يعد هزيمة ثقيلة تاريخيا.
وأضافت الصحيفة: كل الإصلاحيين قد دخلوا السباق الانتخابي مثل خاتمي وظريف وروحاني والعديد من الشخصيات البارزة في هذا التيار، لكن مع ذلك فإن نسبة التصويت لهم كانت الأدنى منذ 45 عاما، معتقدة أن هذه الدعاية من هذه الشخصيات لصالح بزشكيان لم تكن السبب في فوزه، وإنما فوزه اعتمد في المقام الأول والأخير على شخصية بزشكيان وأسلوبه.
وختمت الصحيفة أن 74 في المائة من الإيرانيين قالوا "لا" للإصلاحيين في الانتخابات الاخيرة، وهذا يكشف القيمة والمكانة الحقيقية لهذا التيار في إيران.
"اعتماد": المتطرفون في إيران أصبحوا مدمنين على المناصب والامتيازات
هاجم المحلل السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، التيار المتشدد في إيران ممن ناصروا سعيد جليلي المرشح الخاسر في الانتخابات، قائلا إن هؤلاء المتشددين أصبحوا "مدمنين" على المحسوبية واستغلال المناصب والمسؤوليات، بحيث لا يترددون في مهاجمة المرشح الفائز والمصوتين له، وهم بذلك يشكلون خطرا على البلاد، كونهم لا يعترفون بالهزيمة ويصرون على الاستمرار في نهجهم وأساليبهم المعيقة لعمل الحكومات والمسؤولين الذين لا يسيرون في ركبهم.
وأوضح عبدي أن السلوك الانتخابي لهؤلاء المتطرفين لم ينته بعد، وكأنهم بدأوا من جديد، وهؤلاء القوم لا أخلاق لهم في المناظرات، ولا أخلاق لهم في الفوز، ولا أخلاق لهم في قبول الهزيمة والإقرار بها، وما أظهروه في الأيام الثلاث الأخيرة بعد هزيمتهم يدعو للأسف، وينذر بخطر حقيقي على البلد.
وذكر الكاتب أن مستشار جليلي قد أساء للشعب لأنه لم يصوت لصالح مرشحهم المتشدد، ويعتقدون أن من صوتوا لبزشكيان هم "فاقدون للعقل" ويتصفون بصفات الأطفال!
وأكد بزشكيان أن غضب هؤلاء المتطرفين يعود لاعتقادهم بأن خسارتهم للانتخابات تعني حرمانهم من الامتيازات والمحسوبية التي كانوا يتصفون بها في الماضي، لهذا فهم يصبون جام غضبهم على الجميع، بمن فيهم الناخبون الذين اختاروا المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان.
"آرمان أمروز": بزشكيان جاء في ظروف إقليمية وعالمية غير طبيعية
قال الكاتب والمحلل السياسي، صابر غل عنبري، في مقال بصحيفة "آرمان أمروز" إن فوز بزشكيان بالرئاسة جاء في ظل ظروف إقليمية وعالمية غير طبيعية، مشيرا إلى أن بزشكيان وضع في سلم أولوياته معالجة الأزمات الخارجية لإيران، بأمل رفع العقوبات وتحسين الأوضاع الاقتصادية في الداخل.
وأضاف عنبري أن بزشكيان يواجه حقل ألغام على الساحة الخارجية، يتطلب عبوره فهما عميقا للواقع الإقليمي والدولي المعقد، مما يحتم ضرورة وجود برنامج وطريق صحيح، واتخاذ خطوات محسوبة ودقيقة.
وشدد الكاتب على ضرورة أن تقوم إيران بمعالجة أزمتها النووية مع الغرب، بالتزامن مع تحسين علاقاتها مع دول الجوار، مؤكدا أن تفعيل الاتفاق النووي وأي اتفاقيات أخرى من دون إطار إقليمي مناسب لن يحقق الاستمرارية والفعالية المنشودة بالنسبة لإيران.
ورأى المحلل السياسي غل عنبري أن الاتفاق مع واشنطن، سواء مع إدارة بايدن أو ترامب، يواجه تحديات أكثر من ذي قبل، خاصة بعد حرب غزة، حيث إن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط في الفترة المقبلة ستعمل على إظهار دور إسرائيل الأمني في المنطقة أكثر من ذي قبل.
وختم الكاتب بأن أي اتفاق مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات يتكامل فقط مع اتفاق إقليمي، وسيفتقر كل منهما للكفاءة الاقتصادية من دون الآخر بالنسبة لإيران.

يتمحور السؤال الأبرز هذه الأيام في الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية حول ماهية الخطاب الجديد الذي ستعتمده طهران فيما يتعلق بموضوع المفاوضات مع الغرب، وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية.
الصحف الإصلاحية مثل "آرمان ملي" تساءلت في عدد اليوم، الثلاثاء 9 يوليو (تموز)، بالقول: "هل تتحول المفاوضات السرية وغير المباشرة إلى مفاوضات علنية ومباشرة؟"
ودعت الصحيفة حكومة بزشكيان الجديدة إلى اعتماد نهج أكثر عقلانية، والتخلي عن التعنت السابق في الجلوس وجها لوجه مع المسؤولين الأميركيين من أجل مصلحة البلاد والشعب، وإنهاء ضغوط العقوبات وويلاتها.
صحيفة "خراسان" تناولت التوقعات والاحتمالات حول تركيبة الحكومة والمسؤولين والوزراء الذين سيختارهم بزشكيان، وتوقعت أن يكون نائب الرئيس الجديد من بين شخصيات مثل علي طيب وزير الاقتصاد في حكومة روحاني، ومحمد شريعتمداري وزير التجارة في حكومة خاتمي .
أما عن مكانة وزير الخارجية الأسبق جواد ظريف في الحكومة الجديد، فرأت الصحيفة أن ظريف، وبسبب دوره في الحملة الانتخابية وسجله الدبلوماسي الثري، سيكون بكل تأكيد مقربا من الرئيس الجديد لتقديم الإرشادات والتوجيهات اللازمة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وقالت إنه من الوارد أن يكون ظريف مساعدا سياسيا لبزشكيان وليس وزيرا للخارجية فقط، لكي يستطيع أن يقدم له المساعدات في كافة القطاعات الداخلية والخارجية.
في شأن متصل بالانتخابات قال الكاتب الإصلاحي عباس عبدي إن دعم أسرة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي لسعيد جليلي انتهى لصالح بزشكيان، موضحا أن جليلي ظن بأن دعم أسرة رئيسي له سيكون سببا في زيادة الأصوات لصالحه، لكن حدث عكس ذلك تماما، حيث خاف المواطنون من أن تكون حكومة جليلي تشبه حكومة رئيسي، وبالتالي استمرار الأزمات والمشكلات الحالية الموجودة، مما أدى إلى توجه أصوات المترددين نحو بزشكيان.
أما صحيفة "كيهان"، الأصولية والقريبة من المرشد، فذكرت أن هناك طريقتين للحكم أمام بزشكيان، الأولى شبيهة بطريقة حكومة رئيسي السابقة، والثانية تشبه حكومة روحاني التي تميزت بالتهرب من المسؤولية والافتراء على الآخرين والانشغال بالصراعات والتناحر السياسي، حسبما جاء في الصحيفة.
كما لفتت "كيهان" إلى أن فوز بزشكيان كان بفضل المرشد علي خامنئي، الذي سمح له بأن يكون مرشحا بهدف التشجيع على زيادة المشاركة، مشيرة إلى تصريحات لبزشكيان أقر بها بفضل خامنئي عليه، وأنه لولا المرشد لما خرج اسم بزشكيان من صناديق الاقتراع باعتباره فائزا في العملية الانتخابية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": بزشكيان والموقف من هجوم إسرائيل المحتمل على حزب الله
نشرت صحيفة "آرمان ملي" مقالا للكاتب الأصولي والمقرب من المرشد وتياره، حسن هاني زاده، حول ما سوف تواجهه الحكومة الجديدة في إيران من تحديات على صعيد الأوضاع الإقليمية، حيث شدد الكاتب على "ضرورة أن تستمر حكومة بزشكيان بالإنجازات التي حققتها حكومة رئيسي السابقة" المتعلقة بدعم "محور المقاومة" ومساندة هذه الجماعات.
الكاتب توقع أن تشن إسرائيل حربا على حزب الله خلال الشهرين القادمين، وبعد التوصل إلى وقف إطلاق النار في جبهة غزة، قائلا: على رئيس إيران الجديد أن يشكل فريقا من السياسيين والعسكريين والأمنيين لمتابعة أي احتمال حول انجرار الحرب إلى المنطقة بعد هجوم إسرائيل على حزب الله اللبناني.
أما مهمة هذا الفريق، حسب هاني زاده، فهي بيان موقف إيران من اتساع الحرب في المنطقة وهجوم إسرائيل على لبنان، مؤكدا أن الشهرين القادمين سيكونان مهمين للغاية، وعلى رئيس الجمهورية في طهران الاستعداد لهذه الحرب.
"ستاره صبح": 10 تحديات أمام الرئيس الإيراني الجديد
ذكرت صحيفة "ستاره صبح" أن 10 تحديات رئيسية تواجه الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وعليه أن يكون جاهزا للتعامل معها فور أدائه اليمين الدستورية.
أول مشكلة سوف تواجه الرئيس، حسب قراءة الصحيفة، هو أن ينجح بزشكيان بتقديم تشكيلة وزارية من المسؤولين وتقديمها للبرلمان للمصادقة عليها، معتقدة أن كثيرا من الشخصيات الإصلاحية لن تحظى بموافقة البرلمان بسبب سيطرة الأصوليين عليه، وموقفهم السيئ من بعض الشخصيات.
ثاني تحد هو احتمال مجيء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وما قد يسببه من إزعاج وصعوبات للأوضاع الاقتصادية في إيران.
فيما شكلت أزمة الوقود وضرورة رفع الأسعار في هذا القطاع، والمخاوف من تفجير الأوضاع تحديا ثالثا أمام الرئيس الجديد.
والتحدي الرابع يتعلق بمسألة النساء وقضية الحجاب الإجباري، حيث سيضطر بزشكيان إلى الانصياع للقرارات الكبرى التي يتخذها النظام حول الموضوع، وهو ما يجعله في موقف صعب أمام الناخبين الذين صوتوا له، والذين يتوقعون منه مقاومة ضغوط مؤسسات وأجهزة مصرة على تنفيذ هذه القرارات المثيرة للجدل.
فيما كانت الصراعات والحروب الإقليمية تحديا آخر أمام الرئيس الجديد، حيث من المتوقع اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله حليف إيران المقرب، وماهية المواقف التي ستقدم عليها طهران في تلك الحالة.
وأزمة المهاجرين غير الشرعيين من أفغانستان، وكذلك احتمالية أن يخطو بزشكيان خطوات مماثلة لما قامت به الحكومة السابقة في تحسين العلاقات مع طالبان تمثل تحديا آخر في سلسلة التحديات التي يجب على الرئيس التعامل معها.
وأما آخر التحديات، وفق الصحيفة، فهو تحدي المعارضة في الخارج، التي لا تتوقف عن هجماتها ومحاولاتها تشويه صورة الحكومة الجديدة، واعتبارها شبيهة بالحكومة السابقة، كونها مجرد منفذ لقرارات المرشد وسياساته.
"فرهیختكان": الأصوليون عاجزون عن التفاوض فيما بينهم فكيف لهم الادعاء بأنهم قادرون على مفاوضة العالم؟
انتقدت صحيفة "فرهیختكان" الأصولية تشتت التيار الأصولي مقابل وحدة الإصلاحيين وانسجامهم، وهاجمت الصحيفة المرشحَين الأصوليين سعيد جليلي ومحمود باقر قاليباف اللذين أصرا حتى آخر لحظة على عدم الوحدة والاتفاق على مرشح واحد، ما أدى إلى تشتيت أصواتهم في الجولة الأولى، وتقدم بزشكيان عليهما.
الصحيفة كتبت تعليقا على هذه الفرقة والتشتت بين الأصوليين: "عجزتم عن التفاوض فيما بينكم فكيف تريدون أن يصدقكم أحد بأنكم قادرون على التفاوض والحوار مع العالم؟".

هل مجيء مسعود بزشكيان مقدمة لهزيمة أم إنه مرحلة للتغيير في الأوضاع الداخلية والخارجية لإيران؟ هل سينتظر العالم تغييرا في سياسات طهران الخارجية أم ستستمر الأمور على ما كانت عليه في السابق؟ هل هو فصل جديد في دبلوماسية إيران مع الغرب أم سنرى الصدام يتوسع ويمتد لأبعاد أخرى؟
هذه وغيرها كانت بعض الأسئلة التي طرحتها صحف إيران الصادرة اليوم، الاثنين 8 يوليو (تموز)، تعليقا على فوز بزشكيان، ووعوده بالتغيير والانفتاح في التعامل مع دول العالم والمنطقة.
الصحف التي تناولت هذا الموضوع لم تخف قلقها كون ملف السياسة الخارجية الإيرانية ملفا شائكا ومعقدا، ولا يتحكم به رئيس الجمهورية، وإنما هو بيد المرشد والحرس الثوري، وأن رؤساء الجمهورية هم في الغالب منفذون للسياسات التي تحدد من قبل النظام الحاكم.
صحيفة "اعتماد" نقلت في تقرير لها انطباعات الدول الغربية والمحللين السياسيين في وسائل الإعلام الغربية تجاه الوضع الجديد في إيران، حيث أكدوا أن الأمل في التغيير الكبير في عهد حكومة بزشكيان سيكون "محدودا"، وأنه سيستمر في الاعتماد على الخطوط العريضة للنظام.
مع ذلك ذكرت الصحيفة نقلا عن بعض وسائل الإعلام الغربية قولها إن المتوقع أن نشهد ليونة أكبر في خطاب طهران في التعامل مع الغرب لحلحلة الأزمة النووية الإيرانية وبعض الملفات الأخرى.
الكاتب والمحلل السياسي، قاسم محب علي، أشار إلى وعود الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان حول معالجة الأزمة الاقتصادية، وأكد أن على الرئيس ومن سيكونون حوله أن يدركوا أن معالجة الاقتصاد مرهونة بالسياسة الخارجية.
وتوقع الكاتب، في مقاله بصحيفة "ستاره صبح"، حدوث تغييرات "نسبية" في حكومة بزشكيان، موضحا أن مجيء بزشكيان- ورغم العراقيل والتحديات الموجودة- إلا أنه فتح نوافذ أمل للتغيير وتحسن الأوضاع.
صحف أخرى مثل "أترك" ذكرت أن الاقتصاد الإيراني يعاني من أمراض "مزمنة"، وأن أي رئيس كان سيواجه تحديات كبيرة على صعيد العقوبات والتضخم والركود، وتراجع قيمة العملة الوطنية ونقص الميزانية وارتفاع حجم السيولة، مؤكدة أن الشعب الإيراني وقطاع الإنتاج يواجهون ضغوطا هائلة جراء هذا الواقع المزري.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": واجبات الرئيس الجديد ومواجهة التحديات الجمة والأزمات المتراكمة
في مقال بصحيفة "اعتماد" حول "واجبات الرئيس الجديد" تطرق الكاتب والمحلل السياسي الإصلاحي عباس عبدي إلى واقع إيران بعد ثلاث سنوات من حكومة رئيسي، التي انتخبت بعد مقاطعة شعبية كبيرة ومشاركة أقلية من الإيرانيين، مؤكدا أن مجيء بزشكيان خلق أملا جديدا بين الإيرانيين، بعد أن كانوا يائسين من التغيير والإصلاح.
الكاتب أكد، خلافا لما ذهب إليه المرشد، أن حكومة رئيسي سجلت فشلا ذريعا في الملفات الكبرى، مشيرا إلى أن التضخم في عهد حكومة رئيسي حطم رقما قياسيا منذ 80 عاما.
يذكر أن المرشد علي خامنئي أثنى كثيرا يوم أمس على الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، واصفا إياه بالرئيس "النموذجي"، وهو وصف تصدرت معظم الصحف الاصولية عناوينها الرئيسية به.
الكاتب عبدي ذكر قائمة طويلة من الأزمات التي تواجهها إيران، وهي أزمات مستمرة وتنتظر الحل في حكومة بزشكيان الجديدة، مثل أزمة العقوبات والعلاقة الخارجية، والوضع الهش في الحدود الشرقية (باكستان وأفغانستان) والغربية والشمالية الغربية، والمشكلات الاجتماعية، وتزايد التضخم وارتفاع السيولة، وأزمة النساء وقضية الحجاب، وموضوع الإنترنت، وتحدي الفقر والنزاعات المجتمعية، وهي تحديات كبيرة على الرئيس التعامل معها بجد وعزيمة، حسب عبدي.
وأوضح الكاتب أن هذه التحديات والأزمات انعكست في المشاركة الانتخابية، حيث قاطع 60 في المائة من الإيرانيين الجولة الأولى من الانتخابات، منوها إلى أن نصف ممن شاركوا في الجولة الأولى صوتوا للنهج المغاير لنهج الحكومة الحالية، ما يعني أن أقل من 20 في المائة كانوا مع الحكومة السابقة، وطريقة إدارتها للبلاد.
وقال عبدي إن على بزشكيان أن يعمل جاهدا لسد الشرخ القائم بين الشعب والنظام، مضيفا: "الشعب هو الرصيد الحقيقي ولا ينبغي أن يُبعَد شخص واحد منه، ناهيك أن يمتنع 60 في المائة من المشاركة في الانتخابات.
"رويداد أمروز": مهمة الرئيس في حل الأزمات المعيشية معقدة وصعبة
قالت صحيفة "رويداد أمروز" إن حكومة بزشكيان الجديدة ستتسلم مقاليد الحكم بعد أيام، لكن قائمة طويلة من المشكلات والأزمات تواجهها، وأن هذه الأزمات تجعل طريق الحكومة وعرا وغير آمن.
وفي مقال بعنوان "جروح الاقتصاد الإيراني" كتبت الصحيفة أن الوضع الحالي سيئ للغاية، وهو يتطلب إجراءات مباشرة وسريعة فور وصول الرئيس الجديد، ووضع أولويات للبدء بالأزمات الكبرى ومحاولة حلها.
الأولوية الأولى التي وضعتها الصحيفة هي معالجة أزمة التضخم والعقوبات، وتراجع قيمة التومان الإيراني، وعجز الميزانية وزيادة السيولة.
أما ثاني الأولويات يجب أن تركز على تقليل تكاليف الحكومة، والإنفاق- بدلا من ذلك- على قطاعات التعليم والصحة والخدمات العامة، مؤكدة أن أموالا كبيرة تنفق في مشاريع الحكومة دون أن تكون ذات أثر وفاعلية على حياة الإيرانيين.
"آرمان ملي": فرص حكومة بزشكيان وإعداد الجبهة الداخلية
أما الكاتب والنائب البرلماني السابق، حشمت فلاحت بيشه، فرأى أن حكومة بزشكيان لديها الوقت والدعم الشعبي الكافي للقيام بتغييرات ملموسة على صعيد العلاقة الخارجية لطهران، لكن ذلك مشروطا بإعداد الجبهة الداخلية لإيران للقيام بهذه التغييرات، معتقدا بأن عدم التوافق الداخلي يجعل مهمة الرئيس صعبة في تناول الأزمة الخارجية للبلاد.
وعلى صعيد الجبهة الداخلية قال فلاحت بيشه، الذي كان يشغل منصب رئاسة لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان السابق، إن 3 جبهات موجودة في الداخل الإيراني، وهي جبهة الرئيس ومن صوتوا له، وجبهة الداعمين للمرشح الآخر سعيد جليلي، وهم ليسوا بالقليلين فقد زادت نسبتهم على 13 مليون ناخب، وأما الجبهة الأكبر وهي جبهة المقاطعين للانتخابات حيث زادت نسبتهم على 50 في المائة.
ورأى الكاتب أن أول شرط لنجاح الدبلوماسية يكمن في التصالح مع الجبهة الثانية (جبهة الأصوليين) وعدم التصادم معها، وكذلك ضرورة الاستماع إلى صوت الجبهة الثالثة (المقاطعين)، كون لديها حجج وأسباب معقولة لموقفهم السياسي هذا.
وأكد الكاتب أن بعد ذلك ينبغي أن لا يتردد الرئيس الجديد في تجهيز طاولات التفاوض للدخول في محادثات وحوار مع الولايات المتحدة الأميركية، بغض النظر عمن سيكون رئيسا في البيت الأبيض في الأشهر المقبلة، معتقدا أن الولايات المتحدة لا تجد في إيران خصما الآن، وإنما خصمها الحالي هما روسيا والصين، وبالتالي فيجب الإسراع في معالجة الخلافات بين واشنطن وطهران وعدم إضاعة الوقت.

احتفل الإصلاحيون، حتى قبل إعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية، بفوز مرشحهم مسعود بزشكيان، معتمدين على استطلاعات الرأي، التي كانت ترجح فوز مرشحهم على حساب المرشح الأصولي المتشدد، سعيد جليلي.
وعكست الصحف الإصلاحية الصادرة، اليوم السبت، هذا الموقف، وكتبت صحيفة "آرمان امروز" أن الإيرانيين، ومن خلال تصويتهم لـ "بزشكيان" الإصلاحي، فهم "يستقبلون التغيير"، وينهون سنوات تميزت بالجمود وكثرة الأزمات الناجمة عن سوء الإدارة والتدبير.
وأُرسل معظم هذه الصحف للطباعة، قبل منتصف الليل، أي قبل بدء فرز الأصوات من قِبل وزارة الداخلية، ورغم ذلك فإن هذه الصحف زعمت أن مشاركة الشعب الإيراني في الجولة الثانية من الانتخابات سطرت ملحمة خالدة، معتبرة أن ارتفاع نسبة المشاركة في الجولة الثانية مؤشر كبير على فوز مسعود بزشكيان وهزيمة سعيد جليلي.
واستمرت حملة الترهيب التي قادها الإصلاحيون حتى الساعة الأخيرة من السباق الرئاسي، وهي حملة آتَتْ أُكُلَهَا كونها دفعت مزيدًا من المواطنين "المترددين" إلى المشاركة لصالح بزشكيان؛ خوفًا من فوز جليلي المتطرف، وصاحب المواقف المثيرة للجدل في الملفات الخارجية والداخلية.
كما ذكّرت صحف أخرى الرئيس الجديد بضرورة ألا ينسى الوعود التي اقتطعها للشعب من إصلاحات اقتصادية وانفتاح أكبر على العالم وتخفيف القيود ضد النساء.
ونشرت صحيفة "آرمان ملي" مقالًا للكاتب والمحلل السياسي، فريدون مجلسي، بعنوان "مطلب الشعب"، ذكر فيه أن إيران وبسبب ما تتعرض له من عزلة دولية وعقوبات صارمة تعيش تخلفًا عن ركب التقدم، الذي تشهده الدول المجاورة لها، موضحًا أن رئيس الجمهورية بإمكانه تحسين الوضع في هذا المجال، بشرط ألا تعيق المؤسسات الأخرى عمله وتحركاته.
وطالب "مجلسي"، الرئيس، بأن يكون صادقًا وصريحًا مع الشعب عندما يتعرض لمضايقات وقيود من بعض المؤسسات، وفي تلك الحالة على رئيس الجمهورية أن يبيّن هذه القيود والجهات التي تقف وراءها.
وتناول الكاتب الإصلاحي، عباس عبدي، في مقال بصحيفة "اعتماد"، المشاركة المتدنية في الجولة الأولى؛ حيث بلغت نسبة المشاركة 40 بالمائة، قائلًا إن هذه النسبة تظهر الخلل الموجود في كيان البلد، وهي بمثابة درجة حماية 40 بالمائة فقط، وهذه الدرجة تحتاج إلى معالجة ومراجعة من الأطباء والمتخصصين لمنع تفاقم الوضع وتدهوره.
واعتبر الكاتب هذه الحالة فرصة لإيران؛ لكي تعالج الداء وتظهر مرونة في التداوي والترحيب بالتغيير، معتقدًا أن الشارع الإيراني قد يعيد النظر تجاه الانتخابات، إذا ما رأى تعاملًا سليمًا من قِبل السلطة الحاكمة؛ بحيث يصبح واثقًا من أن جميع شرائح المجتمع تجد ممثليها بين المرشحين، وأن عملية الانتخابات تتصف بالنزاهة والشفافية.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": استمعوا لصوت من قاطعوا الانتخابات وأسباب ذلك
دعا رئيس البنك المركزي السابق والسياسي الإصلاحي، عبدالناصر همتي، الرئيس الجديد، إلى الاستماع لمطالب أكثرية الشعب الإيراني التي قاطعت الانتخابات الرئاسية.
وذكر همتي، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد"، أن الرئيس الجديد يجب أن يضع خطة للمائة يوم الأولى من رئاسته، ويتعهد بالقيام ببعض السياسات والإصلاحات المطلوبة.
وشدد على ضرورة أن تشمل هذه الإصلاحات والإجراءات من قِبل الرئيس الجديد التوصل إلى اتفاق وتفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية؛ من أجل خفض العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين.
كما اعتبر رئيس البنك المركزي السابق أن ارتفاع نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات ستخول الحكومة الجديدة القدرة لإبعاد التيار المتطرف عن عملية صناعة القرار في البلاد.
"آرمان امروز": انتهت الانتخابات.. حان وقت الوفاء بالوعود
أشارت صحيفة "آرمان امروز"، في تقرير لها، إلى التجارب السيئة السابقة، فيما يتعلق بالوعود الانتخابية؛ حيث لا يتحقق منها شيء تقريبًا، وأن المرشحين يضربون صفحًا عن هذه الوعود، بعد أن يتقلدوا مناصبهم بأصوات الناخبين والمواطنين.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، عبدالصمد خرمشاهي، للصحيفة إن إعراض الفائز بالرئاسة عن وعوده الانتخابية سيوجه ضربة مؤلمة للنظام ومكانته بين الإيرانيين؛ لأن الشارع الإيراني لا يميز بين النظام وبين الرئيس، الذي يختاره النظام؛ ليكون بين مرشحين قلائل لتقلد منصب رئاسة السلطة التنفيذية.
"ستاره صبح": إيران بين الأمل والخوف تجاه المستقبل
تطرقت صحيفة "ستاره صبح"، في تقرير لها، إلى ما تعيشه إيران من لحظة اعتبرتها الصحيفة "مصيرية" كونها لم تُحسم بعد نتيجة الانتخابات الرئاسية (وقتَ كتابة تقرير الصحيفة)، ولا يعرف ما إذا كانت البلاد ستواصل نهج الحكومة في السنوات الثلاث الماضية (فوز جليلي)، أم أنها ستدخل في مرحلة من الأمل والحيوية السياسية المتطلعة للتغيير والإصلاح (فوز بزشكيان).
واعتبرت الصحيفة الإصلاحية أن مجيء بزشكيان سيعطي إيران فرصة لإنهاء التوتر مع الغرب، وإنهاء العقوبات والعزلة الدولية والضغوط الخارجية والتوزيع غير العادل للثروات، حسب ما جاء في الصحيفة.
وفي سياق آخر انتقدت الصحيفة ما قامت به الحكومة ومؤسساتها من دعاية شبه مباشرة للمرشح سعيد جليلي، من خلال تحويل مبلغ 3 ملايين تومان لحساب الموظفين والمعلمين، وقالت وزارة التربية والتعليم في رسائل نصية للمعلمين: "إن حكومة رئيسي نفذت وعدها السابق حول مشروع تصنيف المعلمين؛ فصوتوا لمن يكون استمرارًا لنهج رئيسي".
واعتبرت الصحيفة هذا انتهاكًا لمبدأ الحياد، الذي يفترض أن تلتزم به الحكومة أثناء تنظيمها للانتخابات، وإدارتها للبلاد أثناء العملية الانتخابية.