بناء مساجد في حدائق طهران يثير الجدل.. والمواطنون: محاولة لقمع المتظاهرين

Thursday, 03/28/2024

يستمر الجدل وردود الفعل حول عزم السلطات الإيرانية بناء مسجد في حديقة "قيطرية" بطهران، وتلميحها ببناء مساجد في باقي الحدائق العامة بالعاصمة، حيث يخشى المواطنون من استغلال النظام لهذه المساجد وتأسيس مراكز أمنية واستخباراتية بداخلها لقمع أي احتجاجات تنطلق من هذه الحدائق.

وفي الأيام الأخيرة انتشرت صور لوضع حواجز وأدوات بناء في حديقة "قيطرية" بهدف بناء مسجد جديد، لتنتشر بعدها حملة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد هذه الخطوة.

وأكد الناشطون على مواقع التواصل أن النظام يريد من بناء المساجد تسهيل الوصول إلى المتظاهرين في الأحياء والمناطق الشعبية المحيطة بالحديقة العامة الواقعة شمال طهران.

ودعا المواطنون الجهات المعنية إلى منع بناء المسجد في الحديقة، ووقف قطع الأشجار في المكان المقرر لبناء المسجد، موضحين أن هذه الأشجار تساهم في الحد من أزمة التلوث التي تعيشها العاصمة.

وبعد أيام من انتشار التقارير والأخبار حول هذا المشروع، وصمت المسؤولين عن الإدلاء بتصريحات حوله، أكد مساعد رئيس بلدية طهران مجيد غفوري روزبهاني هذه الأخبار، وقال إنه سيتم تشييد "مسجد فاخر وعظيم" في حديقة "قيطرية"، وذلك تلبية لمطالب أهالي المنطقة، حسب تصريح المسؤول الإيراني.

كما أيد عمدة طهران علي رضا زاكاني هذا الخبر، وقال: "ليس في حديقة قيطرية وحدها وإنما سنبني مساجد في كافة الحدائق العامة في العاصمة".

واستطلعت قناة "إيران إنترناشيونال" رأي المواطنين ومتابعيها حول قرار السلطات الإيرانية، وقال بعضهم إن الهدف الرئيس من بناء المساجد في الحدائق العامة هو زيادة عدد مواقع الباسيج، من خلال فتح مقرات جديدة داخل المساجد المقرر بناؤها في الحدائق العامة.

وقال أحد المتابعين في تفاعله مع سؤال القناة إن المساجد، ولكونها تعتبر أول موقع محتمل لتجمع المتظاهرين، أثارت قلق واهتمام السلطات وبدأت بالتفكير جديا في معالجة هذه القضية من خلال تأسيس مساجد قريبة من أماكن انطلاق الاحتجاجات.

كما أشار مواطنون آخرون إلى أن النظام الإيراني فاقد للمشروعية، وهو يعاني من هذه المشكلة، حيث إن المساجد التي يشيدها عادة ما تكون فارغة من المواطنين، وبالتالي فلا فائدة عملية من بناء مساجد جديدة في الوقت الذي تكون المساجد السابقة فارغة ومهجورة.

وقال آخر إن النظام يحاول في البداية بناء مسجد، ثم يعمل على فتح مؤسسة ثقافية بجانبه، ويتبعها بمقر للباسيج، ثم وبقرار آخر يستولي على كافة الحديقة ليحولها إلى مقرات أمنية واستخباراتية.

ولفت مواطنون آخرون في تعليقاتهم إلى أن النظام كان سببا في ابتعاد الناس عن الدين والنفور منه، نتيجة "تسيسه" للطقوس والممارسات الدينية، واستغلال العواطف الدينية لترويج أيديولوجيته وأهدافه السياسية.

وانتقد عضو مجلس بلدية طهران ناصر أمني قرار بناء مسجد في حديقة "قيطرية"، وقال إن هذا القرار يعتبر مصداقا صريحا لـ"جلد الذات"، أي الإضرار بالنفس من خلال القيام بمشاريع لا حاجة لها في ظل الأزمات والمشكلات التي تعج بها البلاد.

مزيد من الأخبار

شارك بآرائك

شارك بآرائك ورسائلك ومقاطع الفيديو حتى نتمكن من نشرها