الشرطة الفيدرالية الأميركية تدرج عميل استخبارات إيران على قائمة المطلوبين
بحسب موقع "سمافور"، أصدر مكتب التحقيقات الفدرالي في ميامي بالولايات المتحدة، تحذيرا عاما بشأن عميل وزارة الاستخبارات الإيرانية، مجيد دستجاني فراهاني، من أجل الحصول على مزيد من المعلومات لملاحقته حيث متهم بتوظيف مرتزقة لاغتيال مسؤولين أميركيين
أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، اليوم الاثنين 4 مارس (آذار)، في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية في فيينا، أنه لم يتم إحراز أي تقدم في حل قضايا الضمانات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وقال غروسي إن إيران لم تقدم تفسيرات فنية موثقة إلى الوكالة حول وجود جزيئات اليورانيوم من أصل بشري في موقعي "ورامين" و"تورقوز أباد"، ولم تبلغ الوكالة بالموقع أو المواقع الحالية للمواد أو المعدات النووية الملوثة.
وأشار إلى أنه لا يمكن معالجة كل هذه المخاوف إلا من خلال التعاون البناء والهادف، وطلب من إيران التعاون بشكل كامل وبشكل لا لبس فيه مع الوكالة.
وأوضح أنه مرت ثلاثة أعوام منذ توقف طهران عن بروتوكول التفتيش الإضافي، وبالتالي منعت الوكالة من إجراء أنشطتها التكميلية في المواقع الإيرانية.
وتأتي تصريحات غروسي بينما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء قبل ساعات عن مصادر دبلوماسية، أن الدول الغربية لا تنوي تصعيد خطابها تجاه إيران بشكل جدي لعدم تعاونها مع الوكالة في اجتماع مجلس محافظي الوكالة.
وقالت "رويترز" إنه وبسبب الصراع في غزة، واستمرار التوتر في الشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة لا تريد تأجيج التوتر في المنطقة من خلال تمرير قرار ضد طهران في مجلس المحافظين.
وخلال الأشهر الأخيرة، وخاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) اعتبر منتقدو إدارة جو بايدن أن سياسة واشنطن تجاه طهران "متساهلة" للغاية، واتهم البعض الرئيس الأميركي باعتماد سياسة "الاسترضاء" تجاه إيران.
وحذر غروسي كذلك من أنه على الرغم من أن طهران خفضت بشكل طفيف معدل إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، إلا أن احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب لا تزال في ازدياد.
وكتبت "رويترز" في 16 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أن التقارير السرية الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تظهر أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لصنع ثلاث قنابل نووية، وأنها ما زالت لا تتعاون مع الوكالة في القضايا الرئيسية.
وفيما يتعلق بتصريحات علنية صدرت في إيران مؤخرا بشأن قدرة طهران التقنية على إنتاج أسلحة نووية، قال غروسي إن مثل هذه التصريحات لا تؤدي إلا إلى زيادة مخاوف الوكالة بشأن صحة إعلانات الضمانات الإيرانية.
وإشارة غروسي تعود لتصريحات الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيراني، علي أكبر صالحي، الذي قال ضمنيا إن طهران لديها الإمكانية لصنع قنبلة ذرية.
ورفض صالحي، في مقابلة متلفزة، الإجابة بشكل مباشر على سؤال حول ما إذا كانت إيران قد حققت القدرة على صنع أسلحة نووية أم لا، وأضاف: "السيارة تحتاج إلى هيكل ومحرك وعجلة قيادة وما إلى ذلك. تقول إنكم صنعتم؟ أقول نعم! ولكن كل قطعة لغايتها الخاصة".
وأعرب غروسي عن قلقه البالغ إزاء توقف طهران من جانب واحد عن تنفيذ البيان المشترك المتعلق بالتعاون مع الوكالة، وما يتصل بمنع عدد من مفتشي الوكالة من ذوي الخبرة من دخول الأراضي الإيرانية.
وفي 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، ألغت طهران ترخيص 8 مفتشين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية يحملون الجنسيتين الفرنسية والألمانية للعمل في الأراضي الإيرانية.
بعد اليوم الثالث من الانتخابات، التي شهدت أدنى مشاركة بتاريخ نظام الجمهورية الإسلامية ونجاح دعاوى المقاطعة، لم يصدر المرشد الإيراني علي خامنئي أي رسالة بشأن ذلك والتزم الصمت حتى الآن. يذكر أن المرشد لم يصدر أيضا بيانا في الانتخابات السابقة التي شارك فيها 42% فقط من المواطنين.
تظهر تحقيقات أجرتها "إيران إنترناشيونال" أنه بعد هزيمة النظام الإيراني أمام حملة المقاطعة واسعة النطاق، قام مقر الانتخابات ومجلس صيانة الدستور بمصادرة وإدارة عملية التصويت والإعلان عن النتائج.
وسبق أن بحثت "إيران إنترناشيونال" في تقارير منفصلة، تفاصيل التلاعب في العملية الانتخابية وهندستها، بما في ذلك استخدام وسائل الإعلام والأحزاب، فضلا عن تلفيق الأرقام والإحصائيات. ومع انتهاء عملية التصويت، التي تمت بإجراءات غير عادية، نفذت سلطات النظام الإيراني عملية فرز الأصوات وإعلانها بطريقة غير شفافة ومتناقضة.
لكن نتائج هذه العملية المهندسة وغير الشفافة لها أبعاد كبيرة، وتشير إلى تشكيل برلمان صوري يعتمد نوابه على أقل عدد من الأصوات.
الإحصائيات الإجمالية غير كاملة ومتناقضة
لقد كان فرز الأصوات وإعلانها هو المرحلة الأخيرة من الانتخابات المهندسة، والتي كان من المتوقع أن تكون أسرع قليلاً وأكثر دقة مع التقنيات الجديدة والموارد البشرية المستخدمة فيها، لكنها لم تكن كذلك.
ومنذ انتهاء التصويت منتصف مساء الجمعة 1 مارس (آذار)، وبعد عدة تمديدات غير مبررة، رغم عدم وجود ناخبين، كانت وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني هي التي أعلنت نسبة المشاركة، وإجمالي الأصوات بدلاً من المؤسسات الرسمية.
ومن خلال دراسة الدورات الانتخابية السابقة والأخذ في الاعتبار تدخلات المؤسسات العسكرية، يمكننا أن ندرك أن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.
وبحسب الإعلان الرسمي الصادر عن المسؤولين الحكوميين، فقد جرت عملية التصويت باستخدام شبكة الإنترنت الوطنية والكمبيوتر.
في هذه العملية، تم استخدام الرقم الوطني للناخبين من قبل نظام الكمبيوتر "للتحقق من هويتهم". ويعني ذلك أنه بمجرد انتهاء التصويت، يمكن لمسؤولي مقر الانتخابات الإعلان عن إجمالي الأصوات التي تم الحصول عليها والإحصائيات المنفصلة للمحافظات من خلال الرجوع إلى الإحصائيات المسجلة، لكنهم لم يفعلوا ذلك.
وبدأ مسؤولو مقرات الانتخابات على المستوى الوطني والمحافظات في نشر نتائج الانتخابات بشكل تدريجي وغير شفاف، كما تم نشر الجدول الأول لإحصائيات المشاركة في المحافظات بشكل غير كامل عبر وكالات الأنباء الحكومية بعد يومين.
وكانت وكالة أنباء "فارس"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، أول مؤسسة تابعة للنظام تعلن مشاركة 25 مليون مواطن، وذكرت أن إجمالي عدد الأصوات التي تم الحصول عليها بلغ حوالي 42 في المائة.
ومع مرور الوقت، تغيرت الإحصائيات التي أعلنتها وكالة أنباء "إيرنا" الرسمية، إلى نحو 41 في المائة.
وفي اليوم الثاني بعد انتهاء عملية التصويت، لم يعلن مسؤولو مقار الانتخابات في البلاد والمحافظات الإحصائيات الدقيقة للأصوات التي حصل عليها المرشحون، وتم تأجيل ذلك فعلياً إلى اليوم الثالث، أي يوم الاثنين 4 مارس (آذار).
خلال هذه الفترة، كان الجدول الذي نشرته وكالة أنباء "إيرنا" يحتوي على العديد من الأعمدة الفارغة.
محاولة إعلان النصر والتسرع في إعلان العدد
منذ بداية عملية التصويت وحتى ما بعد الانتخابات، وبدلاً من التركيز على الدقة والشفافية في إجراء وإعلان الإحصائيات، صرف المسؤولون ووسائل الإعلام جل طاقتهم في إعلان "انتصارهم" و"هزيمة" أنصار مقاطعة الانتخابات.
وقال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور يوم الانتخابات إن نسبة المشاركة "أفضل" من الدورة السابقة.
وفي الوقت نفسه، زعم رئيس مقر الانتخابات في إيران أن مشاركة الشعب في الانتخابات كانت "أكثر كثافة".
وكان الإعلان عن هذه الإحصائيات الكاذبة بمثابة نوع من هندسة الأجواء الانتخابية يوم التصويت، وخداع الرأي العام.
الاعتراض بأصوات باطلة
وتم تسجيل أدنى إحصائيات مشاركة في تاريخ انتخابات نظام الجمهورية الإسلامية في هذه الدروة، إلا أن الأدلة تشير إلى أنه حتى بين الذين شاركوا، فقد أدلى جزء كبير منهم بأصوات باطلة.
وحتى يوم الاثنين، لم يعلن أي من مسؤولي مقر الانتخابات رسميا عن حجم الأصوات الباطلة، التي يمكن أن تكون علامة على تحركات المواطنين الاحتجاجية، بطريقة دقيقة وشفافة.
وفي الجدول الذي نشرته وحدثته وسائل الإعلام الرسمية، لا توجد معلومات حول إجمالي عدد الأصوات والأصوات الباطلة، وتم فقط تسجيل أسماء المرشحين وعدد أصوات بعضهم.
ومع ذلك، تشير التقارير الرسمية إلى أن حجم الأصوات الباطلة في بعض الدوائر الانتخابية، بما في ذلك "يزد"، احتل المرتبة الثانية.
وفي طهران، ومع انتهاء عملية فرز الأصوات، أعلنت وسائل الإعلام التابعة للنظام، أنه تم فوز 14 شخصاً فقط بعضوية البرلمان من أصل 30 مقعداً، فيما سيتم تحديد الفائزين بالمقاعد الـ16 المتبقية بالعاصمة في الجولة الثانية.
وبحسب قانون الانتخابات، يحتاج كل مرشح إلى أكثر من 20% من الأصوات الصحيحة في دائرته ليتأهل مباشرة في المرحلة الأولى.
ووفقاً لإحصائيات النهائية لدوائر طهران، وري، وشميرانات، وإسلام شهر، فقد شارك في الانتخابات حوالي 24% من إجمالي 7.7 ملايين شخص مؤهل، أي ما يعادل حوالي 1.86 مليون صوت.
ومن خلال حساب نفس الأرقام التي ذكرتها وسائل الإعلام الرسمية ومساعد محافظ طهران، يمكن ملاحظة أن نصف المرشحين يجب أن يذهبوا إلى الجولة الثانية.
وكان نحو 15 في المائة من الأصوات في دائرة العاصمة باطلة، أي ما يعادل 296 ألف صوت، حسب الإحصائيات الرسمية. وبهذه الطريقة يتم وضع الأصوات الباطلة في المركز السادس عشر، وهي أكثر من أغلبية المرشحين الذين ذهبوا إلى الجولة الثانية من الانتخابات.
زيادة عدد المؤهلين للمشاركة في الانتخابات لم تساعد
رغم تركيز النظام على إحصائيات العدد الإجمالي للمشاركين في الانتخابات، إلا أنه لا يوجد ذكر لتفاصيل أعداد المشاركين وذلك من أجل التغطية على الفشل الكبير.
ويأتي ذلك في حين أن عدد الأشخاص الذين يحق لهم التصويت قد زاد في السنوات الأخيرة.
وفي الدورة الـ11 من الانتخابات البرلمانية، وبحسب إعلان مقر الانتخابات في حكومة روحاني، بلغ عدد المؤهلين للتصويت أكثر من 57.9 مليون شخص، وقد وصل هذا العدد في هذه الدورة إلى أكثر من 61.1 مليون شخص؛ ويعادل ذلك نحو 3.2 ملايين شخص، وهو ما يمثل زيادة في عدد المواطنين الذين يمكنهم التصويت يوم الجمعة.
إلا أن النتائج الرسمية في هاتين الدورتين تظهر أن عدد المشاركين ارتفع من 24.5 مليوناً إلى نحو 25 مليوناً فقط.
المرشحون الذين لا يمثلون الناخبين
وحتى مع افتراض صحة الانتخابات، فإن عدد أصوات العديد من المرشحين للبرلمان أقل من عُشر العدد الإجمالي للناخبين المؤهلين في الدائرة الانتخابية.
وفي طهران، أدى تأثير مقاطعة الانتخابات إلى حصول محمود نبويان، الفائز الأول، على 597 ألف صوت فقط، أي أقل من 8 في المائة من الأصوات.
وفي دائرة تبريز، وآذرشهر، وإيسكو، باعتبارها أكبر دائرة انتخابية في البلاد بعد طهران، بحسب الإحصائيات الرسمية، لم يحصل المرشح الأول سوى نحو 100 ألف صوت، وهو ما لا يتمكن حتى من تمثيل عُشر الأشخاص الذين يحق لهم التصويت في دائرته.
وفي مركز محافظة فارس، فإن وضع أصوات المرشحين أسوأ، فالشخصان اللذان سيدخلان البرلمان في الجولة الأولى فازا بنحو 5 و4 في المائة من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت، والبالغ عددهم 1.3 مليون نسمة في دوائر شيراز، وزرقان على التوالي.
وفي منطقة قزوين، وأبيك، وألبرز، فاز شخصان حصلا على أقل من 8 في المائة من إجمالي الأصوات المؤهلة في المرحلة الأولى.
وفي دائرتي رشت، وخمام، حصل الأشخاص الثلاثة الذين دخلوا البرلمان على أقل من 7% من الأصوات.
ومن ناحية أخرى، دخل عدد من المرشحين إلى البرلمان بحصولهم على 10 آلاف صوت أو أقل. ومن بينهم محمد جلالي في "محلات" بحوالي 5 آلاف صوت، ونصف أصوات المركز الأول في الدورة السابقة، وإلهام آزاد في "نائين" بحوالي 6 آلاف صوت، وأقل بألفي صوت عن الفترة السابقة.
ونتيجة نسبة التصويت هذه هي يمكن تسمية تشكيل أعضاء البرلمان بـ"الأقليات" (ذوي الأصوات المنخفضة).
خبراء بأقل قدر من الشرعية لـ"اختيار" المرشد
كما تشير نتائج انتخاب خبراء القيادة إلى أن المواطنين لم يبدوا اهتماماً كبيرا بهذه المؤسسة. وبينما اعتبر المسؤولون في إيران، مراراً، مجلس الخبراء على أنه علامة على أن منصب المرشد في النظام الإيراني هو "انتخابي"، فإن الإحصائيات الانتخابية تظهر أن مقدار الأصوات التي حصل عليها المرشحون أقل بكثير مما يمكن تسميتهم بـ"ممثلي الشعب".
على سبيل المثال، حصل رجال الدين الذين دخلوا هذا المجلس من محافظة خوزستان على ما بين 8 إلى 15 في المائة من الأصوات المؤهلة، وحصل أولئك الذين دخلوا المجلس من محافظة أصفهان على 8 إلى 16 في المائة من الأصوات المؤهلة.
وفي محافظة خراسان رضوي، باعتبارها المركز الديني للنظام، دخل هذا المجلس مرشح حصل على حوالي 12% من الأصوات المؤهلة، وهو أحمد علم الهدى، الذي تعرض للسخرية بوصفه حاكما لـ"أرض خراسان المستقلة" بسبب فرض إرادته على سياسة وثقافة المنطقة، ولم يكن معه سوى أصوات حوالي 16% من الأصوات.
ولم يفز أحمد خاتمي، عضو مجلس الخبراء الحالي والمؤيد القوي للنظام، إلا بحوالي خُمس الأصوات المؤهلة في محافظة كرمان.
ومع هذا الرصيد المنخفض للغاية من الأصوات، يقترب هذا المجلس من المرحلة المحتملة لتحديد المرشد المستقبلي للنظام؛ المجلس، الذي بالإضافة إلى افتقاره إلى الشرعية في لغة الأصوات، فقد نفى العديد من أعضائه، في الآونة الأخيرة، دوره الرقابي على المرشد.
التلاعبات التي لم تجد
يأتي العدد المنخفض جدًا من المشاركة في الانتخابات في حين قام المسؤولون في النظام الإيراني، من أجل "هندسة" الانتخابات، بتوزيع الامتيازات على بعض الفئات، بما في ذلك الجنود والتلاميذ، لتحفيزهم على المشاركة في الانتخابات.
وتشير الإحصائيات النهائية إلى أن الهندسة لم تتمكن من إضافة رقم ملموس إلى عدد الناخبين، وأخيراً مني النظام بهزيمة انتخابية كبيرة أمام المعارضة.
أظهرت نتائج الاستطلاع الأخير الذي أجرته مؤسسة "ستاسيس" للإحصائيات، ومقرها واشنطن، أن حوالي 76 في المائة من الشعب الإيراني يعتقد أن الشباب في إيران لا يرون لأنفسهم مستقبلًا ناجحًا، وتبلغ هذه النسبة 82 في المائة بين الفئة العمرية 18-29 عامًا.
ووفقا للاستطلاع الذي أجرته المؤسسة، فإن 68 في المائة من المواطنين الإيرانيين بشكل عام، و77 في المائة من المشاركين في الفئة العمرية من 18 إلى 29 عاما، يتفقون مع العبارة القائلة بأن "الشباب الإيرانيين يفضلون الهجرة والعيش خارج إيران بدلا من بلدهم".
يذكر أن مقر شركة "ستاسيس" لتحليل البيانات، يقع في العاصمة الأميركية واشنطن.
والغرض من إجراء استطلاعات الرأي هو قياس الرأي العام للشعب الإيراني في أمور مثل: الانتخابات، أو مدى الرضا أو عدم الرضا عن أداء المسؤولين الحكوميين، وخاصة الرئيس، أو شعبية أو عدم شعبية الشخصيات الشهيرة، واستخدام وسائل الإعلام الإخبارية والشبكات الاجتماعية، والشؤون الجارية في البلاد.
وتؤكد نتائج الاستطلاع، الذي أجرته هذه المؤسسة حول مدى استعداد الشعب الإيراني للهجرة من البلاد، التقارير المختلفة التي نُشرت في السنوات الأخيرة حول هجرة الإيرانيين، وخاصة طبقة النخبة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، أعلنت صحيفة "فايننشال تايمز"، نقلاً عن إحصائيات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أنه بين عامي 2020 و2021، حققت إيران أسرع نمو في معدل الهجرة إلى الدول الغنية في العالم، مع زيادة قدرها 141 في المائة.
وبحسب هذه الصحيفة، ارتفع عدد المهاجرين الإيرانيين من 48 ألف شخص عام 2020 إلى 115 ألفا، عام 2021.
كما سبق أن أعلن مرصد الهجرة الإيراني، في إشارة إلى الزيادة الحادة في طلبات الإيرانيين للحصول على اللجوء أو تأشيرات العمل والدراسة في الخارج خلال السنوات الأخيرة، أن إيران تمر بمرحلة "الهجرة الجماعية غير المنضبطة".
ويذهب المهاجرون الإيرانيون عادة إلى أميركا، وأستراليا، وكندا، وأوروبا، لكن التطور المستمر للدول المجاورة في المنطقة الخليجية جعل الدول العربية، كالإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان، وجهة جاذبة للباحثين عن عمل.
وبحسب تقرير المنظمة الدولية للهجرة، أصبحت تركيا أيضًا وجهة مرغوبة للمهاجرين الإيرانيين في السنوات الأخيرة.
تدخل النظام في الحياة الخاصة للشباب
ومن بين الأمور الأخرى التي تم التساؤل عنها في استطلاع مؤسسة "ستاسيس"، هو ما إذا كانت سلطات النظام الإيراني تحد من حرية الشباب في حياتهم الخاصة أم لا؟
وقد أجاب 48 في المائة من أفراد العينة بالإيجاب على هذا السؤال، فيما يعتقد 41 في المائة أن مثل هذا التدخل لا يحدث.
ومن بين الفئة العمرية من 18 إلى 29 سنة أجاب 61 في المائة على هذا السؤال بالإيجاب، وعارضه 34 في المائة فقط.
يذكر أن نظام الجمهورية الإسلامية ومنذ بداية تأسيسه فرض قيودًا شديدة على الحريات الفردية في إيران من خلال إقرار قوانين مثل "الحجاب الإجباري".
قمع النظام للشباب
وخلال السنوات الأخيرة، احتجت منظمات وناشطون حقوقيون مرارا ضد عمليات القمع في هذا المجال، بما في ذلك اعتقال الشباب من قبل دورية شرطة الأخلاق.
ويعد حظر استهلاك المشروبات الكحولية، وحظر الحفلات المختلطة، والقيود على نوع الملابس الشبابية من بين تدخلات النظام في حياة الشباب بإيران.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، أعلن سعيد فراهاني، قائد شرطة تفرش في محافظة مركزي، أن عناصر الأمن اعتقلوا 10 رجال ونساء في حفل خاص بإحدى القرى بتهمة "الاختلاط" وأغلقوا المكان.
وأضاف أنه تم تقديم هؤلاء المواطنين إلى النظام القضائي لتشكيل ملفات قضائية لهم.
وفي يناير (كانون الثاني) أيضاً، تم تنفيذ الحكم الصادر بحق رؤيا حشمتي بـ74 جلدة لعدم مراعاتها "الحجاب الإجباري"، تنفيذاً لأحكام مكتب المدعي العام للمنطقة السابعة في طهران.
وكتبت هذه المرأة المناهضة للحجاب الإجباري رواية مرعبة عن تنفيذ الحكم عليها، وقالت: إنني أثناء تنفيذ الحكم كنت أدندن أغنية "قومي، من أجل المرأة، الحياة، الحرية".
قال وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، إن نسبة الأصوات الباطلة في انتخابات البرلمان تجاوزت 8%، وإن إجمالي المشاركة بلغ 25 مليون شخص بنسبة 41%. وبهذه الإحصائية يصل إجمالي عدد الأصوات الباطلة إلى أكثر من مليوني صوت.