صحف إيران: إضراب تاريخي للتجار.. والنظام يخنق الإعلام الداخلي.. والمرشد يتحكم في الرئاسة

يوم هو الأوسع والأكبر على مستوى الإضرابات العامة في عموم أرجاء إيران، سجله التاريخ ليكون صفحة من صفحات الانتفاضات الشعبية في إيران الحديثة.

يوم هو الأوسع والأكبر على مستوى الإضرابات العامة في عموم أرجاء إيران، سجله التاريخ ليكون صفحة من صفحات الانتفاضات الشعبية في إيران الحديثة.
ووفق مصادر "إيران إنترناشيونال" فقد كانت الإضرابات واسعة، بحيث أغلقت جل المراكز التجارية في العاصمة طهران والمدن الكبرى في إيران أبوابها تضامنا مع الاحتجاجات الشعبية، التي كانت هي الأخرى ملحوظة وكبيرة للغاية، لتنذر بأيام مصيرية في تاريخ إيران الحديث، وربما المنطقة برمتها.
وفي أسلوب غير محترف حاولت صحف النظام الصادرة اليوم، الأربعاء 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، ادعاء رواية جديدة عن هذه الإضرابات، زاعمة أنها نتيجة لتهديدات "مثيري الشغب" لأصحاب المحال التجارية، وليس رضى أو قناعة من هؤلاء التجار.
وتطرقت صحيفة "كيهان" و"وطن امروز" إلى موضوع الإضرابات، وادعتا أن الإضرابات كانت محدودة، وجاءت تحت ضغط مثيري الشغب الذين هددوا أصحاب السوق بحرق محالهم التجارية في حال لم يغلقوا أبواب محالهم.
وفي شأن متصل بالانتفاضة الشعبية في إيران هاجمت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، مدرب نادي "برسبوليس، ولاعب المنتخب الإيراني لكرة القدم سابقا، يحيى غل محمدي، بعد انتقاده اللاذع للاعبي المنتخب الإيراني لكرة القدم الذين قبلوا في هذه الظروف الذهاب إلى قطر، والمشاركة في بطولات كأس العام لتمثيل النظام، موضحا أنه كان الأولى بهؤلاء اللاعبين أن يكونوا صوت الشعب ولسانه.
وفي الشأن نفسه هددت صحيفة "كيهان" لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم حال عدم ترديدهم للنشيد الوطني أثناء بطولة كأس العالم، وقالت إن هذه الممارسات تعد انتهاكا لرموز البلاد، مستشهدة بأمثلة على رفض بعض اللاعبين الدوليين في العالم ترديد أناشيد أوطانهم وما لاقوا من عقوبات وأحكام.
وفي الأيام والأسابيع الأخيرة الماضية رفض لاعبو عدة منتخبات وطنية إيرانية، مثل منتخب كرة السلة ومنتخب كرة القدم الشاطئية، ترديد النشيد الوطني الإيراني تضامنا مع الاحتجاجات الشعبية في إيران.
كما علقت بعض الصحف على العقوبات الأوروبية والغربية الجديدة على إيران على خلفية أزمة الاحتجاجات، وكذلك دور إيران في دعم روسيا عبر مدها بالأسلحة والطائرات المسيرة.
وأشارت صحيفة "آفتاب يزد" إلى قرار الحكومة الكندية منع المسؤولين الإيرانيين من الدخول إلى أراضيها. وعنونت "أبرار" بالقول: "عقوبات الاتحاد الأوروبي غير قانونية وتدخل في شؤون إيران الداخلية".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان امروز": النظام البرلماني لن يحل مشكلة البلاد والمرشد يتحكم في الرئاسة
انتقد المحلل السياسي محمد جواد حق شناس، في مقابلة مع صحيفة "آرمان امروز" دعوة النائب البرلماني، إلياس نادران، النظام إلى ضرورة تحديد مستقبل البلاد السياسي عبر اختيار الشكل الجمهوري أو البرلماني لحكم البلاد.
وقال حق شناس إن هذه الدعوة تكشف عن عدم استيعاب المرحلة الراهنة التي تعيشها إيران، والاحتجاجات الشعبية الكبيرة المستمرة منذ شهرين، مؤكدا أن مطالب الشارع اليوم لم تعد تنحصر في هذه التغييرات الشكلية، إذ لا فرق بين أن تكون البلاد محكومة بالإطار البرلماني أو الرئاسي.
وأوضح حق شناس أن إيران وخلال العقود الثلاث الأخيرة (فترة تولي خامنئي لمنصب المرشد الأعلى في إيران) شهدت تجاهلا كبيرا لـ"حق الاختيار"، وهذه المشكلة نتج عنها جميع ما تعاني منه إيران اليوم من أزمات ومشاكل، مقررا أنه ومنذ أن أصبح النظام رئاسيا في إيران بات رؤساء الجمهورية دائما يجدون أنفسهم مقيدين أمام صاحب أعلى منصب في النظام (المرشد خامنئي)، وقد عانت حكومات خاتمي وأحمدي نجاد وروحاني من هذه القضية.
"اعتماد": النظام خنق الإعلام الداخلي والمجتمع قد ينفجر في أي لحظة
قال الخبير الاجتماعي بيجن عبد الكريمي في مقابلة مع صحيفة اعتماد أن كثيرا من الناس يشعرون أن مطالبهم وتطلعاتهم بعد ثورة عام 1979 لم تتحقق، موضحا أن النظام السياسي قد خنق الإعلام الداخلي، وأضاف: يجب على النظام أن يتوقع احتجاجات مستمرة بعد الآن.
وتابع عبد الكريمي: أخشى أن يسمع النظام أصوات الشعب متأخرا كما فعل نظام الشاه السابق، مؤكدا أن المجتمع الإيراني اليوم يشبه الرماد تحت النار، وقد ينفجر في كل لحظة، وتحت أي ذريعة كانت.
"هم ميهن": 9 من كل 10 مسافرين إيرانيين للخارج لا ينون العودة
أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى معضلة الهجرة من إيران وذكرت أن مشاهدات محال بيع مستلزمات السفر ومكاتب الحجوزات تظهر نسبا كبيرة من المواطنين الذين يهمون بالهجرة ومغادرة البلاد خلال الشهور الأربعة الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن أحد مديري مكاتب الحجوزات قوله: "قبل كورونا كان من بين كل 10 مسافرين هناك شخص واحد ينوي الهجرة من إيران، وبلغ هذا الرقم أثناء جائحة كورونا 3 أشخاص، لكن في الشهور الأربعة الأخيرة فإن من بين كل 10 مسافرين 9 منهم ينوون الهجرة النهائية من البلاد.


بعد صمت طويل وتصريحات سابقة نالت انتقاد الكثيرين خرج الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، بتصريحات جديدة هي أكثر بعدا عن الواقع وأثارت الكثير من الجدل.
وقال خاتمي بتصريحاته الجديدة إن إسقاط النظام "ليس أمرا مطلوبا ولا ممكنا"، مقررا في الوقت نفسه أن استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه يضاعف مقدمات الانهيار المجتمعي في إيران.
وخصصت جل الصحف الإصلاحية عناوينها الرئيسية اليوم، الثلاثاء 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، لهذا الجزء من كلام خاتمي، رغم أنه كانت هناك أجزاء أخرى من تصريحاته يمكن اعتبارها أكثر صوابا وأقرب إلى الواقع، مثل قوله عن ضرورة الاستماع إلى مطالب الشارع، وتخطئته لمن يصفون الاحتجاجات الشعبية بـ"أعمال شغب".
وأشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى هذه التصريحات وعنونت بالقول: "موقف ذات معنى من خاتمي تجاه الأحداث في البلاد".
وفي موضوع متصل بالأزمة الحالية أشارت بعض الصحف مثل "تجارت" إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الاحتجاجات في إيران والتي وصفها بـ"الثورة"، وقال إن التطورات الجارية في إيران تضعف من إمكانية التوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي.
وعنونت الصحيفة حول ذلك وكتبت: "خروج فرنسا من المفاوضات".
كما علقت صحيفة "مردم سالاري" على العقوبات الأوروبية الجديدة للاتحاد الأوروبي على 29 مسؤولا و3 كيانات إيرانية على صلة بقمع الاحتجاجات في البلاد، فيما وصفت "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري، هذه العقوبات الجديدة بأنها محاولة من الدول الأوروبية على دعم "أعمال الشغب"، ودعوة لاستمرار المظاهرات في إيران.
أما الصحف الأصولية والتابعة للنظام فقد ركزت على الهجمات الصاروخية وعبر الطائرات المسيرة التي شنها الحرس الثوري على مواقع في إقليم كردستان العراق، متجاهلة الانتهاك الصريح لسيادة دولة جارة، والانتقادات الدولية والإقليمية الكبيرة التي واجهتها هذه الهجمات الإيرانية.
وأكدت صحيفة "جوان" أن الهجمات الصاروخية لإيران سوف تستمر حتى "خلع سلاح" وانتهاء تواجد "الإرهابيين" في مناطق إقليم كردستان العراق.
في موضوع آخر دعت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، إلى دعم من أسمتهم "الانفصاليين" في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية للرد على "الأعداء" وعنونت في المانشيت قائلة: "دعم الانفصاليين في أوروبا وأميركا إمكانية كبيرة للرد على الأعداء"، وقالت إن الدول الأوروبية والولايات المتحدة تدعم "الانفصاليين" في إيران، وعليها أن تعلم أنها أيضا معرضة لهذا الخطر أكثر من إيران، ما يفرض عليها أن تتوقف عن التدخل في شؤوننا الداخلية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آفتاب يزد": لماذا ضاعت فرصة استثمار مونديال قطر على إيران؟
في مقابلات مع المحللين والخبراء تطرقت صحيفة "آفتاب يزد" إلى الأسباب والعوامل التي ضيعت الفرصة على إيران وحرمتها من استغلال مونديال قطر واستثماره اقتصاديا، في وقت ترزح إيران تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الخانقة.
وأشار عضو الغرفة التجارية الإيرانية، علي حسيني، إلى عدم تنفيذ الاتفاقيات بين طهران والدوحة بشأن مونديال كأس العالم، وقال: "سفير إيران لدى قطر أعلن عن اتفاقات بين البلدين، وأن وزير الطرق وبناء المدن الإيراني زار الدوحة، لكن من الناحية العملية، لم تنجح هذه التفاهمات".
وعن أسباب ذلك قال المحلل الاقتصادي، علي قنبري، إن أحد أهم الأسباب التي تؤثر على اتخاذ القرارات في مثل هذه الأمور هو الاستقرار السياسي للدول، ونظرًا إلى الاضطرابات الأخيرة الناجمة عن الاحتجاجات فإنه من الطبيعي أن ترفض دولة قطر هذا التعاون، ومن ثم ضاعت على طهران هذه الفرصة الهامة.
كما قال المختص في الشؤون الاقتصادية، آلبرت بغزيان، لصحيفة "آفتاب يزد": "إن الامكانيات التي تتمتع بها إيران ليست بمستوى يجعل دولة قطر تحرص على التوجه إلينا والتعامل معنا".
"جمهوري إسلامي": ضرورة إحداث تغيير طريقة الحكم
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى المواقف والتصريحات التي يدلي بها المسؤولون الإيرانيون حول دعم الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية حول الأحداث في إيران، ودعوتهم لإسقاط النظام وتغييره، وقالت إن وجود مثل هذه المواقف من الدول الأخرى لا ينبغي أن يجعلنا مترددين تجاه ضرورة تغيير أساليب الحكم في البلاد، إذ إن كثيرا من الأوضاع الراهنة وأساليب حكمنا الحالية مغايرة تماما لما جاء في الدستور الإيراني نفسه.
وأضافت جمهوري إسلامي إن ثلاث مجالات رئيسية يجب أن تشهد هذا التغيير هي: الإدارة الاقتصادية، والمشاركة السياسية، والحقوق الاجتماعية.
وعن الأزمة الاقتصادية ذكرت أنها نتيجة للإدارة السيئة والسياسات الخاطئة في إيران، وما دام هذا الأمر موجودا فلا أمل في أن نشهد تحسن الوضع الاقتصادي.
أما عن قضية المشاركة السياسية قالت الصحيفة إن السياسات الخاطئة لمجلس صيانة الدستور في الانتخابات الرئاسية جلعت شعبية النظام تتراجع بشكل كبير، ومن الخطأ الاعتقاد أنه يجب توحيد السلطات في يد تيار واحد، حتى لو تم ذلك على حساب تراجع مشاركة الناس في العملية السياسية.
وطالبت الصحيفة بضمان الحقوق الاجتماعية للأفراد والجماعات في إيران، وعدم الاعتماد في ذلك على أطراف وشخصيات متطرفة لا تعي التطورات الحالية والخطورة الكامنة في ذلك.
"اعتماد": الإصرار على أحكام سجن مشددة ضد المتظاهرين يعد سخرية من دعوات الحوار
في مقالها بصحيفة "اعتماد" انتقدت المحللة السياسية، آذر منصوري، إصرار البعض على المطالبة بأحكام مشددة ضد المتظاهرين والمحتجين، وقالت إن هذه المواقف والإصرار على الاعتقالات يتعارض بشكل سافر مع دعوة بعض المسؤولين إلى الحوار والتفاوض.
وأضاف منصوري: "بعد الاحتجاجات خرج بعض المسؤولين مثل رئيس السلطة القضائية وتحدثوا عن ضرورة الحوار والتفاوض، لكن بعض الأطراف تطالب بإنزال أشد العقوبات على المتظاهرين، كما أنها تمتنع عن وصفهم بالمتظاهرين أو المحتجين وتصر على تسميتهم بمثيري الشغب".
وذكرت الكاتبة أن أول خطوة لإنجاح أي عملية تفاوضية هو أن يتم إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، مؤكدة أن الإصرار على المطالبة بأحكام سجن مشددة ضد المتظاهرين لن يحل المشكلة، بل إنه دليل على السخرية والاستهزاء بكل دعوة للحوار والتفاوض.

بعد طول انتظار، أعلنت السلطات الإيرانية أن المرشد وجّه ممثلا له لزيارة إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبد الحميد، بأمل إيجاد حل لأزمة الاحتجاجات والتوصل إلى هدنة.
جاء ذلك بعد تزايد الانتقادات تجاه المرشد وتجاهله للقمع الذي يتعرض له المتظاهرون السلميون في محافظة بلوشستان السنية وعدم تعزيته للضحايا وأسرهم رغم سقوط العشرات بين قتيل وجريح.
واهتمت صحف اليوم بهذا الموضوع وكأنه أعطى الحل للأزمة أو عالج مشاكل المحافظة التي تشكو الحرمان والتمييز منذ عقود. وعن الموضوع عنونت صحيفة "آرمان ملي": "مولوي عبد الحميد وممثل المرشد يلتقيان.. حل مشاكل البلاد عبر العقلانية".
وفي شأن متصل وبالرغم من دعوات الإصلاح والاستماع إلى مطالب المتظاهرين إلا أن الصحف المتشددة والمقربة من أروقة الحكم في النظام لا تزال تستمر في نهجها القائم على التشويه وإسقاط الآخر.
وفي آخر محاولات هذه الصحف اتهمت صحيفة "همشهري" الأصولية بطريقة مشينة أخلاقيا المتظاهرين الذين يرفعون شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، بأنهم "ينشدون الاختلاط بين الجنسين واحتضان بعضهما البعض وأن يذهب الرجال إلى صالونات تجميل النساء" متجاهلة المطالب الأساسية للمتظاهرين والتي تتمثل في البحث عن حياة كريمة للجنسين بعيدا عن قمع السلطات وسلبها للحريات والحقوق الأساسية.
ومن الموضوعات الأخرى التي نالت اهتمام صحف اليوم أزمة الدولار وانعكاساتها على الواقع المعيشي، إذ إن أسعار العملات الصعبة منذ 4 سنوات تشهد تذبذبا مستمرا، الأمر الذي يجعل أي نشاط اقتصادي أو تجاري أمام خطر الإفلاس المحدق. وكتبت صحيفة "اقتصاد بويا" في مانشيت اليوم الاثنين وعنونت بالقول: "سقوط الريال" مشيرة إلى مسيرة الريال الإيراني الهابطة منذ سنين طويلة.
كما لفتت صحيفة "جهان صنعت" إلى هذا الوضع وتأثيره السلبي على الواقع المعيشي في البلاد. وكتبت: "بوادر جديدة للغلاء".
وفي موضوع منفصل علقت صحف عدة على تصريحات الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف حول "المواطنين الأذربيجانيين"، في إيران، وقوله إنهم قد انفصلوا في مرحلة "مريرة" من أذربيجان مؤكدا دعمه لهم للحفاظ على اللغة والتقاليد والثقافة الأذربيجانية.
واعتبرت الصحف الإيرانية هذه التصريحات تطاولا من الرئيس الأذربيجاني ودعت إلى الرد عليه.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم
"اعتماد": الشباب يرون الحكومات فاشلة والنظام السياسي برمته غير فاعل
في مقال بصحيفة "اعتماد" قالت مساعدة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة والأسرة سابقا معصومة ابتكار إن الجيل الحالي من الشباب في إيران أصبح يرى النظام السياسي برمته فاعلا ولم يعد يحصر الفشل وعدم الفاعلية على الحكومات المتعاقبة.
وقالت ابتكار إن النظام منذ سنوات عديدة أصبح غير متصل بالمجتمع الإيراني وذلك بسبب تجاهله للتحولات الاجتماعية حيث يحاول إنكار وجود التعدد الفكري والاجتماعي في البلاد ويصر على تصدير رؤية واحدة من الأفكار والانتماءات.
ونوهت ابتكار إلى أن النظام وخلال السنوات الماضية حاول جاهدا حذف كل شخصية مؤثرة مما جعل البلاد الآن بلا شخصيات مؤثرة تستطيع مواجهة الدعاية السلبية في الداخل والخارج.
"هم ميهن": هناك تمييز في التعامل مع القوميات المختلفة في إيران
أشار عبد الله رمضان زاده المتحدث باسم حكومة محمد خاتمي الإصلاحية في مقال له بصحيفة "هم ميهن" إلى موضوع القوميات في إيران وحديث تقسيم إيران وتفكيكها.
وقال إن إيران دائما كانت ولا تزال تواجه خطر التقسيم، موضحا أن الطريقة المثلى لمواجهة هذا الخطر تتمثل في إصلاح السياسات التمييزية في الداخل وخلق حالة من التوازن في السياسات الخارجية.
وأضاف: "لكن في الوقت الحالي وبسبب عجز الدبلوماسية الخارجية لإيران وضعف السياسات التشريعية وصلت هذه المحاولات إلى طريق مسدود".
وقال رمضان زاده: "التحدي الأكبر الذي تواجهه إيران يتمثل في وجود التمييز تجاه القوميات المختلفة، وبالفعل هناك تمييز وعنصرية".
وكتب رمضان زاده: "إضعاف القوة السياسية للدولة يتم في العادة عبر عجز النظام عن تنفيذ سياساته في أرض الواقع، وأعتقد أن النظام الإيراني لم يفقد بعد هذه القوة على تنفيذ السياسات وبالرغم من مواجهته للاحتجاجات إلا أن الحكومة المركزية لا تزال قادرة على منع الانفصال"، قائلا: "مكانة النظام أصبحت على المحك لكن قوته لا تزال موجودة".
"جمهوري إسلامي": احذروا انتفاضة الفقراء
في مقاله الذي حمل عنوان: "احذروا انتفاضة الفقراء" بصحيفة "جمهوري إسلامي" أشار رجل الدين سيد ضياء مرتضوي إلى أسباب الأزمة الأخيرة التي واجهتها إيران على صعيد الاحتجاجات. وقال إن هناك عاملين أساسيين وراء هذه الأزمة، الاول يتمثل في التحديات الاقتصادية والمشاكل المعيشية التي يشكو منها المواطنون، فيما يعد "تصلب" صناع القرار في إيران في مواقفهم وعدم استماعهم إلى دعوات الإصلاح العامل الثاني لهذه الأزمة.
ودعا مرتضوي النظام إلى إجراء إصلاحات جذرية للحيلولة دون وقوع "انتفاضة الفقراء" التي لن يستطع أحد مواجهتها إذا اندلعت، منتقدا مواقف وأساليب الحكومة في التعامل مع الأزمة وتصريحات المتحدث باسم الحكومة الذي قال إن النظام قادر على إنهاء الاحتجاجات عبر القمع بشكل سريع لو أراد ذلك واصفا هذه التصريحات بـ"غير الناضجة".
"اقتصاد بويا": العملة الإيرانية الأسوأ عالميا وطريق العلاج عبر السيطرة على التضخم
في شأن اقتصادي، قال الخبير والمختص في الشؤون الاقتصادية وحيد شقاقي شهري، لصحيفة "اقتصاد بويا" إن العملة الإيرانية تعرف باعتبارها أسوأ عملة عالميا من حيث القيمة والاعتبار منوها إلى أن الحل الأساسي لمواجهة هذه المعضلة أمام الاقتصاد الإيراني هي أن تتم السيطرة على التضخم الكبير الذي يعاني منه الاقتصاد الإيراني.
بدوره، قال حسين جليلي بال للصحيفة إن تراجع قيمة العملة الإيرانية بدأ منذ الحرب الإيرانية العراقية وبداية برنامج إيران النووي الذي رافقته عقوبات دولية على الاقتصاد الإيراني ما جعل العملة الإيرانية تفقد 600 في المائة من قيمتها حتى شهر مايو (أيار) من عام 2020 وهو ما أجبر الحكومة على اللجوء إلى سياسة حذف الأصفار من العملة وهي سياسة لا تأثير لها على أرض الواقع.

في ضوء استمرار المظاهرات الشعبية في إيران، تحاول بعض الصحف بشتى السبل والأدوات إعادة الأمور إلى ما كانت عليه، فتلجأ تارة إلى التهديد والوعيد، وتعود تارة أخرى إلى الترغيب والوعود المغرية.
وهذه صحيفة "آرمان ملي" تعنون اليوم الأحد 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، بـ"النظام يعطي الضوء الأخضر للإصلاحات"، مدعية أن النظام قد حسم أمره فيما يتعلق بخلق واقع تتعدد فيه الأصوات ووجهات النظر، في محاولة لاستعادة ثقة الشارع الإيراني ويأسه من إصلاح الأوضاع في ظل هذا النظام. كما كتبت صحيفة "جمهوري إسلامي" حول أزمة فقدان الثقة وعنونت مقالها الافتتاحي بـ"استعادة الثقة المفقودة".
وعلى صعيد الأزمة وتداعيات الاحتجاجات أيضا لفتت بعض الصحف مثل "ستاره صبح" إلى دعوة 227 نائبا في البرلمان الإيراني إلى إعدام المتظاهرين في الشوارع، وعنونت في صفحتها الأولى: "دعوة 227 نائبا لإعدام المتظاهرين". كما أشارت "اعتماد" إلى أنه وبعد كثرة الانتقادات الداخلية والخارجية على هذا البيان ممن يفترض أنهم يمثلون الشعب ومطالبه اضطر البرلمان إلى التراجع عن هذا البيان وادعى أنه لم يصدر بيانا من هذا النوع بالرغم من أن البيان قد قُرأ صوتا وصورة من منصة البرلمان ووصف المتظاهرين بـ"محاربي الله ورسوله" مطالبا القضاء بإنزال عقوبة "القصاص" لمن يدانون بهذه التهمة التي سيترتب عليها الموت والإعدام.
كما نقلت صحيفة "شرق" عن مصدر مطلع في البرلمان أن النواب البرلمانيين الذين كانوا يسعون في السابق إلى تقييد الإنترنت في إيران قد حققوا الآن ما كانوا يصبون إليه وتجاوزوا حاليا هذه الغاية وأصبحوا يسعون إلى وضع قوانين "تجرم" في الشهور القادمة النشاط في العالم الافتراضي.
وفي شأن دولي أشارت بعض الصحف مثل "ابتكار" و"آرمان امروز" إلى المساعي والجهود الغربية الرامية إلى استصدار قرار من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران وقال الدبلوماسي السابق فريدون مجلسي لصحيفة "آرمان امروز" إنه وفي حال فشلت إيران في تقديم الإيضاحات اللازمة للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول آثار اليورانيوم في المواقع الثلاثة المشبوهة فإننا سنكون أمام حالة شبيهة بما كانت قبل إبرام الاتفاق النووي عام 2015، وعنونت "مردم سالاري" في مانشيت اليوم وكتبت: "مثلث الضغوط القصوى ضد إيران" في إشارة إلى تحركات الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة لفرض مزيد من الضغوط على طهران عبر إصدار قوانين من قبل الوكالة الدولية للطاقة تدين نشاطاتها النووية.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم
"جوان": الهجوم على ماكرون بعد وصفه الاحتجاجات في إيران بـ"الثورة"
هاجمت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية استقباله للناشطة الإعلامية المعارضة مسيح علي نجاد في قصر الإليزيه وذكرت أن هذا اللقاء كشف فيه ماكرون عن وجهه الحقيقي مدعية أن الرئيس الفرنسي يدعم "تقسيم" إيران عبر استقباله لمعارضي النظام الإيراني في الخارج.
وعلى صعيد متصل هاجمت الصحيفة قناة "إيران إنترناشيونال" واتهمتها بـ"الإرهابية" والعمل على "تقسيم إيران" كونها تستضيف وجوها وشخصيات سياسية يعتبرهم نظام طهران "انفصاليين" كمحاولة لتشويه صورتهم والتأثير على الرأي العام متغافلة عن أن الشارع الإيراني لم تعد هذه المصطلحات الفضفاضة ترهبه وهو ما يؤكده الإقبال الكبير من المواطنين على تغطية القناة وإدارتها المهنية للاحتجاجات الشعبية في إيران.
وفي العودة إلى الموقف الفرنسي أشارت الصحيفة إلى تصريح الرئيس ماكرون حول احتجاجات إيران ووصفه ما يجري في البلاد بـ"الثورة" منتقدة بشكل غير مباشر الموقف الضعيف من الحكومة الإيرانية تجاه هذا الدعم الصريح لفرنسا للاحتجاجات في إيران، وقالت إن اتخاذ موقف دبلوماسي قوي ومحاسبة فرنسا على تدخلها في شؤون إيران يمكن أن يكون درسا مفيدا للرئيس الفرنسي.
"كيهان": هدف الاحتجاجات تشويه إنجازات حكومة رئيسي الشعبية
أما صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد علي خامنئي فقد هاجمت الاحتجاجات تحت وصف "أعمال الشغب" وزعمت أن الهدف الرئيسي من وراء هذه الاحتجاجات والمظاهرات هو تشويه إنجازات الحكومة الشعبية ونشاطاتها لتخليص البلاد من المشاكل والأزمات التي خلقتها الحكومة السابقة.
واتهمت الصحيفة وسائلَ الإعلام والصحف الإصلاحية بمسايرة التيار الذي يحاول تشويه إنجازات الحكومة وذلك عبر تطرقها إلى أخبار وقضايا مختلفة مثل التهديدات الغربية ضد إيران أو الانتخابات الأميركية وتأثيرها على الوضع الإيراني، مطالبة هذه الصحف بالتركيز والاهتمام بالإنجازات التي تقوم بها الحكومة، أو التغطية الواسعة لصناعة إيران صواريخ جديدة وما شابه ذلك من قضايا وأخبار تصب في مصلحة البلاد وتحسن من سمعتها حسب الصحيفة.
"اعتماد": تجاهل جموع الصامتين أكثر خطرا من القمع نفسه
قال الناشط السياسي الإصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" إن أكبر خطأ تقع فيه الحكومة هو تجاهلها لوجود الجمهور الصامت تجاه الأوضاع وما يجري في البلاد، مؤكدا أن هذا التجاهل هو أقسى أشكال الوجع بالنسبة للمواطنين حتى إنه يكون أكثر إيلاما من وجع القمع والبطش.
وأضاف عبدي أن "مشكلة الحكومة اليوم هي أنها لا ترى الصامتين بل تعتبرهم داعمين لها، وترى الاحتجاجات أعمال شغب وتخريب في حين أن العكس هو الصحيح ويجب على الحكومة أن لا تخدع نفسها وترى الحقيقة بشجاعة".
"دنياي اقتصاد": الحكومة تلجأ إلى الصين بعد فشل محاولات إحياء الاتفاق النووي
في شأن اقتصادي، لفتت صحيفة "دنياي اقتصاد" إلى أن حكومة رئيسي وبعد فشل الاتفاق النووي قد تعتمد على سياسة التحول نحو الشرق (الصين) للتعويض عن هذه الأضرار والخسائر التي حلت بها جراء العزلة الدولية، موضحة أن حكومة رئيسي تعوّل كثيرا على دعم الصين. وتضيف الصحيفة: في حين أن إبرام الاتفاق النووي وإحياءه كان سيساعد على إمكانية تصدير نسبة أكبر من البترول للصين نفسها مما يضاعف عائدات الحكومة ومصدر تمويلها.

تستمر الاحتجاجات بلا كلل أو فتور رغم محاولات النظام ووسائل إعلامه ادعاء غير ذلك، فبعد أسابيع من التظاهر والاحتجاج ضد النظام، خرجت يوم أمس عدة مدن في إيران، وعلى رأسها مدن محافظة بلوشستان، للتظاهر السلمي والتنديد بقمع السلطات للاحتجاجات الشعبية وقتل وإصابة المئات من الإيرانيين.
ويلجأ النظام في العادة إلى تشويه هذه الاحتجاجات عبر اتهامها بأنها مخطط لها من الخارج وأن دولا أجنبية تدير هذه الاحتجاجات متغافلة عن أن الأزمة الاقتصادية والفساد السياسي وفقدان الأمل في المستقبل هي الأسباب الأساسية لهذه الأزمة الشعبية كما يؤكد ذلك خبراء ومحللون إيرانيون في الداخل.
ومع ذلك تحاول بعض الصحف مثل "اطلاعات" التخفيف من حدة غضب الشارع عبر نقلها لتصريحات رئيسي التي أعرب فيها عن استعداد حكومته الاستماع إلى صوت الشارع وعنونت في المانشيت اليوم وكتبت بالخط العريض: "الحكومة تعمل بكل جهدها لتحقيق مطالب الشعب"، كما نقلت بعض الصحف تصريحات رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجه اي. وكتبت "كار وكاركر" نقلا عن إيجه اي: "يجب الاستماع إلى عتاب الناس واحتجاجهم وتحديد نقاط الضعف والخلل".
وفي شأن متصل بالاحتجاجات، علقت صحيفة "آرمان ملي" على ظاهرة "إسقاط العمائم" من قبل المحتجين في الشوارع، وبالرغم من معارضتها لهذه الأعمال إلا أنها أكدت أن هذه الحادثة لها جذور في التاريخ السياسي الإيراني وحتى في العهد القريب كان أنصار التيار الحاكم اليوم يقومون بها ضد خصومهم السياسيين موضحة أن بعض مَن يقوم بها يشعر بغضب واستياء تجاه أعمال وممارسات رجال الدين في السياسة.
ومن الموضوعات الأخرى التي علقت عليها بعض صحف اليوم، أزمة شح الدواء في الصيدليات الإيرانية والغلاء الفاحش في بعض الأدوية الضرورية. وعن الموضوع عنونت "آفتاب يزد" وكتبت في الصفحة الأولى: "ارتفاع سعر بعض الأدوية إلى 700 في المائة"، وعنونت "اقتصاد بويا" بـ"مصائب شح الدواء"، وقالت "شرق": "مشاكل مرضى التنفس في ظل أزمة الدواء".
كما احتفت صحف النظام بإعلان الحرس الثوري عن صنع صواريخ جديدة يمكنها ضرب إسرائيل خلال دقائق، محاولة بعناوينها الكبيرة أن تسدل الستار على أزمة الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ الإعلان عن قتل الشرطة للشابة مهسا أميني داخل مقر احتجاز لشرطة الأخلاق في طهران.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم
"آرمان امروز": لماذا لا يعتذر المسؤولون في إيران؟
تساءلت صحيفة "آرمان امروز" في تقرير لها عن الأسباب والعوامل التي تجعل المسؤولين الإيرانيين يمتنعون عن الاعتذار للمواطنين جراء الأخطاء والتقصيرات التي تقع في البلاد، مشيرة إلى ثقافة الاعتذار السائدة في سياسات الدول الأخرى، حيث تبادر الحكومة والمسؤولون فيها بتقديم الاعتذار لمواطنيها عند حدوث خطأ ما، لكن المسؤولين في إيران حتى أصغرهم مقاما يمتنع بإصرار عن تقديم الاعتذار حتى لو كان الخطأ فادحا وجسيما. وقالت إن قضية مهسا أميني كان من الممكن حلها عبر تقديم اعتذار رسمي وصريح من قبل المسؤولين في إيران.
وعن أسباب هذا السلوك من قبل المسؤولين الإيرانيين قال الخبير الاجتماعي جواد ميري للصحيفة إن المسؤول في إيران يشعر عند توليه لمنصب ما بأنه أصبح مالكا لذلك المنصب ولا يحتاج أن يقدم الاعتذار عند حدوث الخطأ لأن العملية السياسية تحكمها الثقافة الأبوية والعقلية القبلية، أي إن الأب ورئيس القبيلة لا يجب أن يعتذر، فالاعتذار لدى أمثال هؤلاء يعتبر إضعافا لمكانتهم وتقليلا من شأنهم.
"اعتماد": الإصلاحيون ينزفون وشعبيتهم في تراجع
في مقال له بصحيفة "اعتماد" انتقد الناشط السياسي الإصلاحي عباس عبدي التيار الإصلاحي الذي ينتمي إليه، مشيرا إلى صمتهم الطويل خلال فترة الاحتجاجات الشعبية التي تجاوزت 50 يوما، وقال إن ذلك ضاعف من نسبة الاستياء الشعبي تجاههم ولفت إلى أن البيانات والمواقف المتواضعة التي اتخذوها تجاه الأحداث ليست كافية بل إنه يشوبها كثير من الغموض الذي يضاعف من أشكال النقد والغضب تجاههم.
وأوضح عبدي أن الأوضاع الراهنة في إيران تكشف أن عملية إصلاح التيار الإصلاحي تزداد صعوبة يوما بعد يوم.
وعن أكبر خطأ وقع فيه الإصلاحيون رأى عبدي ان الإصلاحيين لم يحددوا لأنفسهم خطوطا حمراء، موضحا أن أي تيار لا يرسم لنفسه خطا واضحا يلتزم به بصرامة سيفقد شعبيته عاجلا أم آجلا.
وأضاف أن الإصلاحيين كانوا يعرفون مكامن الضعف والخلل لكنهم مع ذلك قبلوا تولي المناصب والمسؤوليات وكان عليهم حينها معالجة هذه المشاكل والأزمات أو ترك المناصب التي شغلوها.
"جمهوري إسلامي": التحديات الإقليمية لإيران يمكن حلها بعد حل أزمة الاتفاق النووي
في شان منفصل أشار المحلل العسكري حسين علائي إلى التحديات الإقليمية التي تواجه إيران ودعا سلطات بلاده إلى حل أزماتها الإقليمية والدولية، قائلا إن إنهاء مشكلة الاتفاق النووي هي الطريق الوحيد لإنهاء التوترات الإقليمية التي تواجهها إيران كما ذكر أن طهران والرياض يمكنهما حل المشاكل بينهما عبر الحوار والتفاوض.
ولفت علائي إلى صناعة إيران للصواريخ والأسلحة. وقال إن تطوير القدرات الدفاعية أمر حسن ومطلوب لكن امتلاك الشعبية ورضا الرأي العام في الداخل من النظام هو الطريق الأمثل لضمان قوة ردعية للبلاد.
كما نوه الكاتب في مقاله بصحيفة "جمهوري إسلامي" إلى عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل، وقال إن نتيناهو هو أكثر وزراء إسرائيل عداء مع إيران، وهو يرغب في إشعال حرب في المنطقة، ويحاول بشتى السبل زيادة الشرخ بين إيران والدول الغربية والعربية.

ما زالت الاحتجاجات المستمرة في إيران منذ 50 يوما تسيطر على الصحف الإيرانية ما بين طرح تساؤلات عن أسبابها وآليات التعامل معها، أو الهجوم عليها واعتبارها خطة من العدو، فيما تساءل البعض عن مدى سيطرة المتطرفين على قرارات حكومة رئيسي.
وأصدرت "جبهة الإصلاحات" في إيران بيانا بمناسبة مرور 50 يوما من الاحتجاجات، وانتقدت محاولات بعض الأطراف ربط هذه الأحداث بعوامل خارجية وأمور غير واقعية.
وأضافت الجبهة في البيان، الذي نشرته صحيفة "اعتماد" الإصلاحية اليوم الخميس 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن الاحتجاجات الأخيرة هي حركة شعبية لاستعادة "الحياة" وهي نتيجة لـ"سياسات إنكار الواقع" و"عدم الاعتراف بالآخر" و"تراكمات لم تحل" و"إهانات مكررة للمواطنين" و"قمع الحياة"، حسب ما جاء في البيان.
وأكدت أن الاستماع إلى مطالب الشعب وتلبيتها هو أقل الطرق تكلفة أمام النظام السياسي في البلاد، مضيفة أنه يجب اتخاذ خطوات جريئة في سبيل تعديل المواقف والرؤى والاستراتيجيات، وليتم في أول خطوة القبول بوجود المنتقدين والاعتراف بهم.
أما صحيفة "شرق" فقد نشرت مقالا للمرشح الرئاسي السابق، مصطفى هاشمي طبا، أعرب فيه عن تشاؤمه من إصلاح الأوضاع في إيران حتى لو تم تلبية المطالب الحالية من إصلاح للدستور وتغيير بعض السياسات، معتقدا أن هذه الإصلاحات الجزئية هي بمثابة أن يأخذ الذي يشكو من غدة سرطانية مهدئات مؤقتة.
وأمام الدعوات المتشائمة والمتأملة من بين الإصلاحيين نجد صحف النظام مستمرة في نهجها القائم على التشدد والتطرف في المواقف تجاه الاحتجاجات والمنتقدين لسياسات النظام.
فهذه صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، تهاجم إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبدالحميد بعد دعوته إلى إجراء تغييرات والقيام باستفتاء عام، متهمة هذه الشخصية ذات الشعبية في الوسط الإيراني عموما وأهل السنة على وجه الخصوص بـ"التحريض على العنف وصب الزيت على نار الاحتجاجات"، وقالت إن مواقف عبدالحميد تنسجم مع ما تريده قناة "إيران إنترناشيونال" بشكل كامل.
والجدير بالذكر إن النظام الإيراني يتهم قناة "إيران إنترناشيونال" بدعم الاحتجاجات عبر تغطيتها المكثفة للانتفاضة الشعبية في إيران، وهو ما دعا النظام إلى القيام ببعض التحركات التي من الممكن لها تهديد سلامة صحافيي القناة والعاملين فيها، الأمر الذي دفع بإدارة القناة إلى إصدار بيان شجب وإدانة لهذه الممارسات من قبل النظام، ومحاولاته تضييق حرية الصحافة في العالم بعد أن قمع كل الأصوات المنتقدة في الداخل الإيراني.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان امروز": الاستفتاء العام وتعديل الدستور
علقت صحيفة "آرمان امروز" على الأزمة الراهنة في إيران، ودعت مرة أخرى- مثلها مثل الكثير من الصحف ووسائل الإعلام المعتدلة وكذلك الشخصيات السياسة غير الأصولية- إلى إصلاح مسار الحكم في البلاد، وتغيير الدستور في مجالات داخلية وخارجية قبل فوات الأوان، موضحة أن الدستور نفسه يتضمن موادا تنص على مشروعية إجراء الاستفتاء العام، كما في المادة رقم 59 أو الماد 177 التي تتحدث عن إعادة النظر في الدستور نفسه إذا اقتضت الضرورة ذلك، وأكدت أن العقود الأربعة الأخيرة لا سيما في العقد الأخير شهدت فيها إيران تطورات متسارعة، ما يجعل إعادة النظر في الدستور أمرا مشروعا وضروريا.
"جمهوري إسلامي": هل يسيطر المتطرفون على قرارات حكومة رئيسي؟
تساءلت صحيفة "جمهوري إسلامي" عما إذا كانت حكومة رئيسي الأصولية لا تزال تدار من قبل الأشخاص المتأثرين بتحليلات شخصيات متطرفة كانت تطالب قبل شهور بالانتظار لشهرين آخرين لحل أزمة الملف النووي مع الغرب، لمزيد من الضغط وإجبار الدول الغربية على تقديم تنازلات لصالح إيران، لكن لاحظ الجميع أنه وبعد مرور هذين الشهرين لم تتحسن الأمور بل تضاعفت سوءا وزادت حدة تأزمها.
وأضافت الصحيفة: "نأمل أن لا يكون المسؤولون قد اعتمدوا في قراراتهم على هذه التحليلات لأن نتائج مثل هذه التحليلات معروفة سلفا"، وتابعت: "ليتنا نمتلك أداة لتقييم التصريحات والمواقف الكلامية والمحاسبة عليها، في هذه الحالة يلتزم كثيرون الصمت خوفا على مواقعهم التي ستضرر لو انكشف خطأ تصريحاتهم وتحليلاتهم".
"كيهان": يجب أن يدفع أدعياء الإصلاح ثمنا باهضا على خيانتهم وإجرامهم
في المقابل طالبت صحيفة "كيهان" بإنزال عقوبات قاسية بحق الإصلاحيين بسبب دورهم في الأحداث الأخيرة، حسب زعمها، واتهمتم بـ"الخيانة" و"الإجرام"، وقالت في هذا الخصوص: "أدعياء الإصلاح يجب أن يدفعوا ثمنا باهظا، هذا التيار الخائن ماذا يجب أن يفعل من جرائم ومنكرات حتى يكون الوقت مناسبا للرد الحاسم عليه؟".
وتابعت "كيهان" المتشددة: "هؤلاء هم المسببون للجرائم الأخيرة، فهم من جعل مثيري الشغب يسقطون الحجاب من رؤوس النساء، ويخربون الممتلكات العامة، ويقتلون الشرطة ويحرقون المساجد ويعذبون الباسيجي، هذا التيار هو شريك في كل الجرائم والخسائر الأخيرة بما فيها جريمة شيراز".
"دنياي اقتصاد": الهجوم على الرئيس الأذربيجاني بعد تهديداته لإيران
في شأن آخر هاجمت صحيفة "دنياي اقتصاد" الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، بعد تهديده لإيران على خلفية إجرائها مناورات عسكرية دعما لأرمينيا، وقالت إن هذه التهديدات تأتي بعد يومين من اتهام طهران لشخص أذربيجاني بتنفيذ عملية "شاهجراغ" في شيراز دون أن يكون هناك نفي من جانب باكو.
وأضافت: "يمكن القول إن التهديدات الكلامية من قبل السلطة الحاكمة في أذربيجان ضد إيران تنسجم مع أعمالها (عملية شيراز) الأخيرة".
كما أشارت الصحيفة إلى التحركات الدبلوماسية الأخيرة بين إيران وأرمينيا، وأوضحت أن التحركات الأخيرة بين البلدين تؤكد عزم طهران على الاستمرار في استراتيجيتها المعارضة لأي شكل من أشكال التغيير في الحدود الجغرافية للدول المجاورة لها، وإن طهران لا تطيق أي نوع من التصعيد للأزمة من قبل أذربيجان بمرافقة اللاعبين الآخرين مثل تركيا وإسرائيل، حسب تعبير الصحيفة.