التلفزيون الإيراني يطرد مقدم برامج رياضية شهيرا لدعمه الاحتجاجات في البلاد

القناة الأولى الإيرانية تطرد مصطفى بوربخش، معد ومقدم البرنامج الرياضي "فوتبول وان" لدعمه الاحتجاجات، وقالت إنها دعت مقدما آخر لاستئناف البرنامج هذا الأسبوع.

القناة الأولى الإيرانية تطرد مصطفى بوربخش، معد ومقدم البرنامج الرياضي "فوتبول وان" لدعمه الاحتجاجات، وقالت إنها دعت مقدما آخر لاستئناف البرنامج هذا الأسبوع.

بعد طول انتظار لمعرفة الحقيقة كاملة وبشكل شفاف خرجت منظمة الطب الشرعي الإيرانية ببيان داعم لرواية النظام حول ملابسات مقتل مهسا أميني في مركز للشرطة الإيرانية.
وقد جاء في البيان أن "وفاة أميني لم تكن بسبب ضربة في الرأس أو أي عضو من جسمها".
وكتبت هذه المنظمة أن أميني فقدت وعيها "فجأة" في مبنى شرطة الأخلاق.
ورحبت صحف النظام، السبت 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، بهذا التقرير وكأنه تقرير صادر عن منظمة دولية نزيهة تبرئ المتهم، وليس منظمة تابعة للنظام نفسه، فصحيفة "إيران" الحكومية عنونت حول الموضوع وكتبت في المانشيت: "وفاة مهسا أميني لم تكن جراء ضربة"، فيما استخدمت "جوان" المقربة من الحرس الثوري عنوان "تبرئة الشرطة".
وأضافت: "بعد تبرئة الشرطة حان الآن دور محاكمة المحرضين على الاحتجاجات".
أما صحيفة "ستاره صبح" فقد لفتت إلى التقرير الصادر عن الطب الشرعي الإيراني حول "وفاة" مهسا أميني، وأكدت أن هذا التقرير صدر من قبل الحكومة نفسها ومنظمة الطب الشرعي التابعة لها ولم يستمع إلى رأي الأطباء الموثوقين الذين طالب محامي أسرة مهسا أميني بضرورة أخذ رأيهم في الموضوع وعدم الاكتفاء برأي الطب الشرعي.
وفي سياق متصل تحدثت بعض الصحف مثل "هفت صبح" عن تبعات القطبية والانقسام المجتمعي في إيران، وأكدت صحيفة "آرمان امروز" على ضرورة القيام بنوع من الحوار والتفاهم بين القطبين المنقسمين في الشارع الإيراني.
وكتبت: "المجتمع المنقسم إلى قطبين في حاجة إلى الهدوء والحوار".
وفي شأن اقتصادي، نشرت صحيفة "آسيا" الاقتصادية وعدد من الصحف الأخرى البيان المشترك لخمسة خبراء إيرانيين مشهورين هم، مسعود نيلي، ومحمد طبيبيان، وموسى غني نجاد، ومحمد مهدي بهكيش، وحسن دركاهي.
وأكد الخبراء على أن المجتمع الإيراني بسبب كثرة الأزمات الاقتصادية أصبح عبارة عن مادة قابلة للانفجار في كل لحظة، مؤكدين أنه وفي حال لم يتم الاستماع إلى مطالب المحتجين فإن هذه الاحتجاجات ستتحول إلى غضب والغضب يتحول بدوره إلى بغض وعداء وهذا العداء يلجأ إلى العنف بشكل أساسي للتعبير عن رأيه وموقفه.
وعلى صعيد الاتفاق النووي يبدو أنه لا تطور يذكر بالرغم من محاولات بعض الصحف الادعاء بوجود تقدم في المفاوضات النووية واحتمالية التوصل إلى اتفاق، فصحيفة "آرمان امروز" وهي صحيفة إصلاحية ادعت أن شهر أكتوبر (تشرين الأول) سيشهد مفاجآت كبيرة على صعيد الاتفاق النووي، حيث سيتم إحياؤه في هذا الشهر.
وعنونت بالقول: "إحياء الاتفاق النووي المفاجأة الكبرى لشهر أكتوبر"، وعنونت "ابتكار" وقالت:"زيادة الآمال في إحياء الاتفاق النووي".
ويمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"ستاره صبح": الدستور الإيراني ينص على مشروعية الاحتجاجات لكن السلطات لا تسمح بها
قال المحلل والناشط السياسي، جمال خضري، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن الدستور في إيران لا يطبق فيما يتعلق بحق التظاهر والاحتجاج حيث تنص المادة رقم 27 على مشروعية المظاهرات والاحتجاجات، مؤكدا أنه لو تم الاعتراف بهذا الحق للمتظاهرين والمحتجين لم نكن سنرى ما نراه اليوم من احتجاجات.
ونوه خضري إلى أن السلطات في إيران تتعامل بتمييز مع المظاهرات، حيث إن وسائل الإعلام الحكومية تغطي وعلى نطاق واسع المظاهرات الداعمة للنظام لكنها تتعامل بتمييز مع احتجاجات المنتقدين لعمل الحكومات، لافتا إلى أن قبول مبدأ الاحتجاج والتظاهر يقوي من أعمدة النظام السياسي في البلاد.
لكن في إيران يضيف خضري لا يتم الاعتراف بهذا الحق للمواطنين وحتى الطلاب أيضا يحرمون من هذا الحق، مشيرا إلى التعامل العنيف لقوات الأمن مع طلاب جامعة "شريف" الصناعية في طهران قبل أيام، وأكد أن هذا الواقع يتعارض مع تصريحات الرئيس الإيراني قبل أيام حول مشروعية الاحتجاج وقبول النظام بها.
"هم ميهن": لا تفرحوا بصمت المشاهير فإنه دليل على اليأس وليس الرضا عن الأوضاع
أما صحيفة "هم ميهن" فأشارت إلى مواقف الفنانين والرياضيين والأساتذة الجامعيين من الأحداث الأخيرة، حيث دعا كثير منهم السلطات الحاكمة إلى الاستجابة لمطالب المتظاهرين والمحتجين في البلاد، محذرين من تبعات عدم الإسراع في الاستماع إلى رأي الشارع الغاضب.
وانتقدت الصحيفة الإصلاحية الاتهامات التي طالت هؤلاء المشاهير من قبل الأطراف الحكومية وأكدت أن هذه المواقف من المشاهير تدل على وجود أمل لدى هؤلاء بالتغيير والإصلاح لكن الصمت إذا استمر فهذا لا يعني قبول الأوضاع الحالية وإنما يعني فقدان الأمل لدى هؤلاء.
"جوان": تهديد أسرة ومحامي مهسا أميني
هاجمت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري عائلة مهسا أميني ووكلاءها من المحامين والحقوقيين، واتهمت أسرة الراحلة أميني بأنها تتغذى من "تيار خاص"، مشيرة إلى رفض أسرتها لتقرير الطب الشرعي ومطالبتهم بأن يطلع أطباء موثوقون على تفاصيل الحادثة ليعطوا رأيهم حول سبب الوفاة. وأعتبرت الصحيفة ذلك دليلا على أن هذه الأسرة تحاول تهييج الأوضاع.
كما هددت الصحيفة بشكل غير مباشر المحامين الذين توكلهم أسرة مهسا أميني، وقالت إن على هؤلاء المحامين أن يعطوا النصائح والإرشادات الصحيحة لأسرة أميني ولو حدث مكروه لهذه الأسرة بسبب إرشاداتهم التي تتعارض مع الحقائق فإنهم سيتحملون المسؤولية وإن لم يكونوا قادرين على تولي هذا الملف فعليهم أن يتركوه لغيرهم من المحامين.
"جهان صنعت": تصريحات عبداللهيان المتفائلة حول إحياء الاتفاق النووي للاستهلاك المحلي
في موضوع الاتفاق النووي أشارت صحيفة "جهان صنعت" إلى تصريحات لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان عبر فيها عن تفائله بإحياء الاتفاق النووي في الفترة المقبلة، لكن الصحيفة رأت أن مواقف وتصريحات عبداللهيان هو"تفاؤل لا أساس له وياتي من أجل الاستهلاك الداخلي"، مؤكدة أن كل القرائن والأدلة تؤكد أنه لا تطور جديدا في ملف الاتفاق النووي ومواقف الأطراف المتعارضة.
ولفتت الصحيفة إلى مواقف الأطراف الأوروبية وقالت إن هذه الأطراف ليست غير متفائلة فحسب بل تؤكد في تصريحاتها إلى وصول المفاوضات النووية إلى طريق مسدود وفشل هذه المفاوضات، مشيرة في ذلك إلى تصريحات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل التي أكد فيها أنه فقد أمله في إحياء الاتفاق النووي.

بشكل غير مباشر أعطى المرشد الإيراني، علي خامنئي، الضوء الأخضر لقوات الأمن بقمع المظاهرات، وممارسة مزيد من العنف والقسوة لـ"إنهاء" الاحتجاجات المستمرة منذ قرابة عشرين يوما.
وخرج خامنئي بعد صمت طويل ليصف الاحتجاجات الشعبية في البلاد بأنها "أعمال شغب"، وأن أميركا وإسرائيل خططتا لها، وساعدهما على تنفيذها "الخونة" من الإيرانيين في الداخل والخارج.
بهذه العنجيهة السياسية يخرج المرشد خامنئي عن صمته الذي دام أكثر من أسبوعين دون أن يعزي أهالي ضحايا الاحتجاجات الذين سقطوا برصاص الأمن الإيراني، وليثبت أن المتظاهرين فعلا قد أدركوا أن جميع مشاكل البلاد تكمن وراء عقليته، وطريقة تعامله مع الأحداث في البلاد، لهذا فإن الهتاف الرئيس الذي كان ولا يزال يتردد في مظاهرات إيران هو: "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي".
ويبدو أن هذا الظهور المتأخر لخامنئي قد سرّ بعض الصحف مثل "كيهان" و"وطن امروز" وغيرهما من الصحف الأصولية المتشددة، حيث عنونت كلها في عددها اليوم، الثلاثاء 4 أكتوبر (تشرين الأول)، بكلام خامنئي وغنت على هواه، داعية الأمن الإيراني إلى تلبية نداء المرشد، وقمع الاحتجاجات في طول البلاد وعرضها.
كما ادعت "كيهان"، رغم مشاهدة الشرائح المختلفة التي أصبحت لا تؤمن بأيديولوجية النظام وخطابه الديني، ادعت أن 99 بالمائة من الإيرانيين حاليا هم موالون ومؤيدون للنظام، واصفة إياهم بـ"الثوريين"، فيما لا يشكل "غير الثوريين" سوى واحد بالمائة.
في شأن متصل علقت صحيفة "جهان صنعت" حول ما حدث يوم الأحد في جامعة "شريف" الصناعية، وسط العاصمة طهران ووصفته بـ"الأحد السوداء"، فيما عنونت صحيفة "ستاره صبح" حول الموضوع، وكتبت في المانشيت: "ليلة مرة في جامعة شريف"، مستنكرة التعامل العنيف لقوات الأمن مع الطلاب الجامعيين.
من الموضوعات الأخرى التي كثر الاهتمام بها هذه الأيام هو خبر الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج، وكذلك إطلاق سراح طهران لسجينين يحملان الجنسية الأميركية والإيرانية، واعتبر الدبلوماسي الإيراني السابق، عبد الرضا فرجي راد، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح"، أن تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة الأميركية يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على مسار المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي.
في شأن اقتصادي أشارت صحيفة "كار وكاركر" إلى تردي الأوضاع المعيشية في إيران، وعنونت في صفحتها الأولى وكتبت: "ارتفاع غير مسبوق في أسعار المسكن والمواد الغذائية.. موائد الناس أصبحت فارغة"، مؤكدة أن وعود حكومة رئيسي لم تتحقق على الإطلاق، وأن المواطنين من ذوي الدخل المحدود هم أكثر المتضررين من سياسة حكومة إبراهيم رئيسي.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": التعامل السيئ والمذموم مع الطلاب الجامعيين سيزيد من غضب الشارع
في مقابلة مع صحيفة "جهان صنعت" استهجن الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي، جواد إمام، ما قامت به قوات الأمن الإيرانية من تضييق وحصار فرضته على الطلاب المتظاهرين في جامعة شريف الصناعية في طهران، وقال إنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نصف هؤلاء الطلاب المتظاهرين بأنهم "مثيرو شغب"، ونتهمهم بأنهم يعملون للخارج، مستنكرا إرسال قوات أمنية مدربة على التعامل مع المجرمين والجناة لقمع الطلاب الجامعيين الذين يعتبرون نخب البلاد ومثقفيها.
وأشار الكاتب إلى التضامن الشعبي مع الطلاب، حيث تشكلت تجمعات احتجاجية خارج بوابات الجامعة أثناء محاصرة الأمن للطلاب داخل الجامعة، وقال إن التعامل السيئ والمذموم من هذا القبيل سيكون سببا في إثارة حفيظة الناس وغضبهم، وهذا ما يتعارض مع مصالح الأمن القومي للبلاد.
"شرق": عناصر الأمن بزي مدني هاجموا طلاب جامعة شريف بحضور وزير العلوم
في شأن متصل أجرت صحيفة "شرق" مقابلة مع مدير المجلس النقابي في جامعة "شريف"، في طهران، علي محدث زاده، حيث روى للصحيفة كيفية هجوم عناصر الأمن بزي مدني على الطلاب المتظاهرين، واعتقال كل من أمسكوه في طريقهم، مؤكدا أنهم لم يبالوا حتى بوجود وزير العلوم الذي كان متواجدا في المكان.
ونوه محدث زاده إلى أن مظاهرة الطلاب كانت سلمية ومنسقة، إلا أن قوات الأمن لم تطق ذلك أيضا، وبادرت باعتقال أحد الطلاب ما جعل الأوضاع تتشنج في يوم الأحد وتقع هذه الحادثة المرة.
"جوان": طلاب جامعة شريف المتظاهرون يعانون من "فقر ثقافي"
أما صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري، فقد هاجمت الطلاب المتظاهرين في الجامعة، وقالت إن هؤلاء الطلاب يعانون من "فقر ثقافي"، واصفة إياهم بـ"مثيري الشغب"، كما هاجمت الصحيفة بعض أساتذة الجامعة الذين كان لهم أيضا دور في أحداث جامعة شريف يوم الأحد الماضي، حسب زعمها.
وأجرت الصحيفة مقابلة مع أحد الأساتذة المقربين من التيار الأصولي، حيث هاجم مهدي غولشني كذلك هؤلاء الطلاب الجامعيين، وقال إن أحداث الجامعة يوم الأحد لها جذور في "الفقر الثقافي" للطلاب، والسبب في ذلك- حسب فهم هذا الأستاذ الجامعي- هو أن هؤلاء المتظاهرين كان عليهم أن يدركوا بأن احتجاجاتهم سوف يستفيد منها الأجانب خارج إيران.
أما عن طريقة الاحتجاج التي يقترحها مهدي غولشني فهي أن يجتمع الطلاب دون أن يسبوا أحدا أو يهاجموا شخصا، بل يكتفون بذكر مطالبهم بشكل سلمي، وهكذا يضطر الطرف المقابل (النظام) على تلبية مطالبهم. وبهذه البساطة الطفولية يقترح أستاذ جامعي موال للنظام أن تكون المظاهرات في بلاد عرفت بالبطش بالمتظاهرين والمنتقدين ورفض أي احتجاج سلمي، متغافلا عن عشرات الضحايا الذين سقطوا في هذه الموجة أو الموجات السابقة من الاحتجاجات برصاص الأمن دون جريرة تذكر.
"ستاره صبح": المصالحة الوطنية ضرورة لابد من الإقدام عليها لتجاوز الأزمة الحالية
رأى الكاتب والمحلل السياسي، تقي آزاد أرامكي، أن إيران تحتاج في المقاوم الأول إلى "مصالحة وطنية" حقيقية تساعد في تجاوز المرحلة الراهنة التي تتسم بالتوتر والتصعيد، وتنهي حالة الثنائية القطبية في البلاد، حيث أصبح الناس مقسمين إلى موالين وغير موالين.
أما الخطوة الثانية اللازم اتخاذها في إيران للتعامل مع الوضع الراهن فيقول أرامكي هو أن تسمح السلطات الأمنية بالعمل الحزبي والتشكلات السياسية الحقيقية، فيما تمثل الخطوة الثالثة في قيام الحكومة بدفع تعويضات للمتضررين من سياساتها.
ونوه الكاتب إلى فقدان إيران لفئة وسيطة تعمل على ربط الشارع بالسلطة، مؤكدا أن فقدان هذه الفئة في البلاد حاليا سبب في تحول المظاهرات إلى عنف وتشدد.
كما أوضح تقي أزاد أرامكي أن المظاهرات الحالية في إيران مختلفة عما شهدته من مظاهرات في عام 2017 و2019، إذ إن تلك المظاهرات كانت ذات طبيعة اقتصادية، في حين أن المظاهرات الحالية ذات خلفية ثقافية واجتماعية وإنسانية.
"تجارت": توقعات بارتفاع سعر الدولار في الأيام المقبلة
اقتصاديا قدمت صحيفة "تجارت" تقريرا حول أسباب وخلفيات ارتفاع سعر الدولار في إيران هذه الأيام، حيث تخطى سعر الدولار الواحد 33 ألف تومان إيراني، موضحة أن هناك عوامل داخلية وأخرى خارجية لها تأثير على هذا الصعود في سعر الدولار، متوقعة استمرار الارتفاع في الأيام المقبلة إذا ما استمرت الأوضاع الراهنة على ما هي عليه.

لا جديد في إيران من حيث المشهد الساخن هذه الأيام، فمن جانب يستمر المتظاهرون في الاحتجاج ضد النظام، وفي المقابل يواصل النظام تجاهل هذه المظاهرات أو إلصاق التهم بها ووصفها بـ"الإرهاب"، و"النزعات الانفصالية"، كما فعلت صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد.
أما في تغطية اليوم الاثنين 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، فنجد صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة تعنون في صفحتها الأولى وتكتب: "البنتاغون غرفة إدارة الشغب في إيران"، في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت منذ أكثر من أسبوعين على خلفية مقتل الشرطة للشابة مهسا أميني، بسبب مزاعم عدم الالتزام بالحجاب الإجباري المفروض من قبل النظام على النساء في إيران.
وفي شأن آخر، علقت بعض الصحف على استمرار تقييد الإنترنت في إيران في ظل الاحتجاجات المستمرة، ونقلت صحيفة "اقتصاد بويا" كلام وزير السياحة، عزت الله ضرغامي، حيث ادعا أن "تقييد الإنترنت تم من أجل توفير الأمن للشعب"، لكن هذا الرأي عارضته صحيفة "آرمان ملي" التي أكدت في تقرير لها أن تقييد الإنترنت وحجب مواقع التواصل الاجتماعي زاد من حدة الاحتجاجات التي كانت السلطات تحاول إخمادها عبر قطع الإنترنت وتقييد التواصل بين المتظاهرين.
وفي موضوع غير بعيد أقرت صحيفة "وطن امروز" بشكل لافت بما جناه النظام السياسي الحاكم في إيران من تفريغ للمشهد السياسي من أي مراجع سياسية ذات اعتبار ومقام في الأوساط الشعبية وعنونت في مانشيتها وكتبت بالخط العريض: "فقدان المراجع السياسية".
وفي سياق آخر، أشارت بعض الصحف الإصلاحية مثل "آرمان امروز" إلى إطلاق سراح إيران لسجينين سياسيين يحملان الجنسية الأميركية بالإضافة إلى الجنسية الإيرانية وهما باقر نمازي وسيامك نمازي (أب وابن) وتزامن ذلك مع حديث عن الإفراج عن أموال إيرانية مجمدة تقدر بـ7 مليارات دولار واعتبرت أن ذلك مؤشر جديد للتوصل إلى اتفاق بين إيران والولايات المتحدة، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن الإقراج عن هذه الأموال الإيرانية المجمدة لن يغير شيئا من الواقع الاقتصادي في البلاد.
أما "سياست روز" فأشارت إلى هذا الموضوع واعتبرته دليلا على "الانسجام الداخلي والاقتدار على صعيد سياسات إيران الخارجية".
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"وطن امروز": إيران تعاني من فقدان مراجع سياسية معتبرة
أقرت صحيفة "وطن امروز" التابعة للحرس الثوري الإيراني بفقدان الشارع الإيراني لمراجع سياسية يمكن لها أن تقنع الشارع الغاضب، وأكدت أن السنوات الأخيرة أظهرت عدم وجود مراجع سياسية في البلاد يمكن لها أن تلعب دور الشارح للأحداث والراسم للمستقبل والوسيط عند حدوث النزاعات والخلافات السياسية بين الأطراف المتنازعة، لكن الصحيفة لم تذكر سبب هذا الغياب في "المراجع السياسية" حيث كان النظام نفسه السبب الرئيسي في خلق هذا الواقع الأحادي الصوت بعد أن همّش جميع المنتقدين أو زج بهم في السجون أو اضطرهم إلى الهرب خارج البلاد والعيش في المنافي.
وأشارت الصحيفة إلى مواقف المشاهير من الممثلين والرياضيين. وقالت إن هؤلاء أصبحوا ذوي مكانة في الأوساط الشعبية بعد أن خلت الساحة السياسية من المراجع السياسية المعتبرة، واتهمت هؤلاء المشاهير بأنهم يبحثون عن مزيد من الشهرة وراء دعم الاحتجاجات الشعبية في البلاد، كما أن الصحيفة لم تبين ماهية هؤلاء المراجع المعتبرين حسب رأيها.
وأضافت "وطن امروز" في تحليلها إلى أن غياب المراجع المعتبرة في الشارع أدى إلى ظهور مراجع سيئة تقود الأحداث، وهذا ما أدى- حسب قراءة الصحيفة- إلى أن نشهد نوعا من الانغلاق وعدم إمكانية التواصل بين الشارع والحكومة، مشددة في الختام على ضرورة إحياء المراجع الاجتماعية المعتبرة والتي تم إضعافها في السنوات الأخيرة بشكل كبير.
"جوان": الإفراج عن الأموال الإيرانية في الخارج دليل يأس واشنطن من إسقاط النظام عبر الاحتجاجات
أما "جوان" وهي الأخرى مقربة من الحرس الثوري، فقد احتفت بإطلاق سراح إيران للسجينين نمازي، وتزامن ذلك مع الإفراج عن 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج، وسبب هذا الاحتفاء أن هذا الحدث المتزامن يحمل رسالة يأس وقنوط إلى الأطراف التي تعمل على إسقاط النظام عبر الاحتجاجات، مضيفة أن هذا التطور يؤكد أن واشنطن نفسها ليس لديها أمل كبير في إسقاط نظام إيران الحالي عبر الاحتجاجات والمظاهرات.
والغريب أن الصحيفة نفسها وغيرها ممن سار في فلكها تعتبر أن الولايات المتحدة والغرب هما المحركان الأساسيان للأحداث الحالية التي تشهدها إيران.
وتجاهلت الصحيفة سبب قيام طهران بإطلاق سراح السجينين نمازي، واهتمت بتحليل الخطوة المقابلة وهي الإفراج عن أموال إيران المجمدة من قبل أميركا، وقالت إن السر في الخطوة الأميركية هذه هو أن واشنطن لا تطيق ابتعاد إيران عن طاولة المفاوضات.
"مستقل": روسيا المستفيد الأول من الفرقة الداخلية في إيران
في شأن متصل، قال الناشط السياسي محمود دركشان في مقابلة مع صحيفة "مستقل" إن النظام قد أخطأ عندما كابر في قضية مهسا أميني ولم يعترف بحقيقة مقتلها على يد الشرطة، موضحا أنه كان الأولى بالنظام السياسي قبول الخطأ والاعتراف به وأن يبعث بوفد رفيع المستوى لعائلة مهسا أميني ويقدم اعتذارا رسميا. وأضاف أن ذلك لو حصل بشكل صحيح لما شهدنا هذه الأحداث والتطورات.
في جانب آخر، أشار دركشان إلى الجهات الدولية المستفيدة من الأحداث في إيران وقال إن الروس هم المستفيدون الرئيسيون مما يجري في إيران هذه الأيام، لأنه كلما أصبحت إيران ممزقة وتعاني من فرقة داخلية كلما اتجه النظام نحو روسيا وارتمى في أحضانها بنسبة 180 درجة، حسب تعبيره.

تستمر الاحتجاجات الشعبية في إيران وتزداد لهيبا بعد مظاهرات حاشدة، أمس السبت، لطلاب الجامعات في الصباح، تلتها مظاهرات مسائية في العديد من المدن والمحافظات الإيرانية.
ورغم اتساع الاحتجاجات وتصاعدها، إلا أن الصحف ووسائل إعلام النظام، اليوم الأحد 2 أكتوبر 2022، تدعي أن موجة الاحتجاجات قد انتهت، وأن "الأعداء فشلوا في أهدافهم من هذه الاحتجاجات"، متهمة المتظاهرين بالعمل لصالح الأعداء وتنفيذ مخططاتهم.
وعلى سبيل المثال صدرت "كيهان" التي تعرض مقرها أمس إلى هجوم من المتظاهرين الغاضبين وكُسّرت بعض نوافذها، تصف المتظاهرين بالانفصاليين والإرهابيين، وطالبت بالقضاء عليهم وإنهاء أشكال الاحتجاج، كما دعت إلى تقديم الأوسمة مكافأةً للشرطة وقوات الأمن على مواجهتها لهذه الاحتجاجات والمظاهرات.
أما ماذا عن مواقف الصحف الإصلاحية التي تدعي في كثير من الأحيان أنها أقرب إلى صوت الشارع من الصحف الأصولية، فهي الأخرى لم تكن بالمستوى المطلوب في تغطيتها للأحداث ولم تتوسع في تحليلاتها لمعرفة الأسباب الحقيقية لاندلاع هذه الاحتجاجات واكتفت بترديد مطالب ليست بذات شأن بالنسبة للمتظاهرين في هذه المرحلة على الأقل، مثل "حل شرطة الأخلاق" أو "مناقشة الحصول على إذن قانوني للقيام بالتظاهر"، فالشارع الإيراني اليوم قد تجاوز- والهتافات تثبت ذلك- هذه المطالب، ولم يبال بأن تسمح الشرطة له بالتظاهر أم لا، حيث نجد المتظاهرين يجوبون الشوارع في معظم المدن دون انتظار موافقة الأجهزة الأمنية.
ومن الموضوعات الأخرى في صحف اليوم القيود المفروضة على الإنترنت، فبينما حذرت بعض الصحف مثل "أترك" من التبعات الاقتصادية والسياسية لتقييد الإنترنت، وحجب عدد من المواقع والتطبيقات، نلاحظ في المقابل دعوات بعض الصحف المتشددة إلى ضرورة الاستمرار في هذا الوضع باعتباره ضامنا لـ"استقلال" إيران وحاجزا أمام نفوذ الأعداء وتغلغلهم في الداخل، كما رأت صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد علي خامنئي.
ومن القضايا الأخرى في تغطية الصحف موضوع الاتفاق النووي، فقد تساءلت صحيفة "ابتكار" الإصلاحية. وقالت: "هل اختفت فرصة إحياء الاتفاق النووي؟"، مشيرة إلى أن الوضع الحالي يؤكد أن أطراف الاتفاق النووي اليوم باتت أبعد ما يكون عن التوصل إلى اتفاق حول ملف إيران النووي، أما صحيفة "هم ميهن" فعنونت بكلام الخبير السياسي والدبلوماسي السابق، سيد جلال ساداتيان. وكتبت: "عقوبات أميركية جديدة في الطريق"، موضحا أن واشنطن سوف تغير من مواقفها تجاه إيران وتكون أكثر صرامة وتشددا في التعامل مع طهران.
وفي شأن متصل، علقت بعض الصحف مثل "اعتماد"، و"ستاره صبح" على ارتفاع سعر الذهب والعملات الصعبة في إيران متأثرا بغموض موضوع المفاوضات النووية والاحتجاجات التي عمت إيران خلال الأسبوعين الماضيين. وقد سجل سعر الدولار الواحد أمس 33 ألف تومان.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"كيهان" يجب إعطاء الأوسمة لقوات الأمن على أدائها الرائع في الأحداث الجارية
رأت "كيهان" في تحليلها للأحداث التي تشهدها إيران أن كل ما يجري من أحداث لا علاقة له بالتنديد بمقتل مسها أميني وإنما هناك دول مختلفة عملت على إشعال هذه الأزمة، والسبب في ذلك حسب كاتب الصحيفة، جعفر بلوري، راجع إلى "طبيعة النظام الإيراني المقاوم للاستكبار العالمي"، معتقدا أن "الضربات المؤلمة" التي وجهها النظام الإيراني إلى مخططات الغرب في المنطقة قد حيرت النظام الدولي وقادته، وهو ما يجعلهم يعملون على مواجهة إيران ونظامها الذي يستحق بكل جدارة صفة "الإسلام المحمدي الخالص"، حسب تعبير كاتب صحيفة "كيهان".
أما عن تعامل الأمن مع الأحداث الجارية في البلاد فيرى الكاتب أن الأمن الإيراني من أكثر الأجهزة الأمنية شعبية في العالم وهو في نفس الوقت مظلوم، فبالرغم من أدائه الرائع في مواجهة "الإرهابيين"، و"الانفصاليين" (المتظاهرين) لم نر من يعمل على تكريمه وإعطاء الأوسمة الفخرية له.
كما رأت الصحيفة في تقريرها الرئيسي ضرورة العمل بشكل سريع على "الاستقلال" في العالم الافتراضي، وهي طبعا تعني به مزيدا من التقييد والرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنع المواطنين من التواصل فيما بينهم بعيدا عن أعين الأمن الإيراني واستخباراته، وهذا الأمر تسميه الصحيفة "استقلالا" يمنع الأعداء من "التغلغل" والنفوذ بين الإيرانيين.
"سازندكي": 4 عوامل رئيسية وراء اندلاع الاحتجاجات في إيران
في المقابل يرى علي ربيعي المتحدث السابق باسم الحكومة الإيرانية في عهد روحاني أن هناك "عوامل رئيسية" لاندلاع الاحتجاجات في إيران بين الفينة والأخرى، موضحا أن أسبابا مثل مقتل مسها أميني تكون مجرد فتيل لإشعال الأزمة وإخراج "العوامل الرئيسية" إلى السطح.
ونوه ربيعي إلى وجود 4 عوامل رئيسية في الأزمة الإيرانية حاليا، وهي: الفقر الاقتصادي المدقع، وزيادة البطالة، وتجاهل التغييرات التي طرأت على الأجيال، والانغلاق السياسي تجاه المرأة.
كما نوه ربيعي إلى أن الطبقة المتوسطة أيضا تشعر بأنها "محقرة" ومطرودة من قبل السلطة وهذا الشعور أصبح قويا ومتناميا بين المثقفين والأكاديميين ما يجعلهم على استعداد للنزول إلى الشارع والتعبير عن غضبهم بأشكال مختلفة.
"آفتاب يزد": هل أصبح الاتفاق النووي من التاريخ؟
في موضوع الاتفاق النووي، تساءلت صحيفة "آفتاب يزد" عن مصير الاتفاق النووي في ظل التطورات الكبيرة على صعيد الداخل والخارج الإيراني. وقالت هل باتت مأساة الاتفاق النووي جزءا من الماضي والتاريخ، ولم يعد هناك أمل في إحياء الاتفاق النووي؟
وقابلت الصحيفة المحلل السياسي الإيراني جلال خوشجهره الذي قال للصحيفة إن حسابات المسؤولين الإيرانيين في التعويل على الحرب الروسية الأوكرانية كانت خاطئة تماما، إذ إن بعض هؤلاء المسؤولين كانوا يتصورون أنه وبعد قطع روسيا لإمدادات الطاقة عن أوروبا فإن الدول الأوروبية وحليفتها الولايات المتحدة الأميركية ستضطر في الشتاء الأوروبي القارس إلى تقديم تنازلات لإيران من أجل الاستفادة من الطاقة الإيرانية.
وشدد الكاتب على ضرورة أن يتحمل هؤلاء المسؤولون تبعات ما اقترفوه من أخطاء على صعيد السياسة الخارجية الإيرانية وتعللهم الواضح في المفاوضات التي كانت ترمي لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن طهران.

وفقًا للتقرير الخاص لـ "إيران إنترناشيونال" فإن فاطمة قربان حسيني، (27 عامًا) من مواليد مدينة طهران، هي عضو آخر في فريق دورية الإرشاد الذي قام باعتقال مهسا أميني.
