غانتس إلى واشنطن.. إسرائيل تكثف ضغوطها لإقناع إدارة بايدن بـ"مخاطر الاتفاق مع إيران"

كتب وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، على "تويتر" صباح اليوم، الخميس 25 أغسطس (آب)، في بداية رحلته إلى واشنطن للقاء نظيره الأميركي ومسؤولين آخرين في إدارة جو بايدن، أن الغرض من رحلته هو "نقل رسالة واضحة بخصوص المفاوضات بين القوى الكبرى وإيران بشأن الاتفاق النووي".

ووفقًا لما قاله وزير الدفاع، بيني غانتس، فإن الاتفاق النووي الذي تتم صياغته "لن يعيق قدرات إيران لسنوات ولن يحد منها لسنوات مقبلة". وأضاف أنه اتفاق "يضر بالأمن العالمي والإقليمي".

وغانتس هو ثاني مسؤول إسرائيلي يذهب إلى واشنطن في زيارة مستعجلة وغير محددة سلفًا، بعد زيادة التقارير المتعلقة بتقدم المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي، لإبلاغ السلطات الأميركية باستياء إسرائيل العميق من هذا التطور.

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، يوم الأربعاء، إن إيران ومن خلال التخلي عن مطالبها "سمحت لنا بالوصول إلى ما نحن فيه في هذه العملية".

وتابع المسؤول في البيت الأبيض قائلًا إنه "من المهم أن نعرف أن ما نتحدث عنه هنا هو العودة إلى الاتفاق النووي".

ويأتي وجود بيني غانتس في العاصمة الأميركية بينما كان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال هولاتا، في واشنطن هذا الأسبوع والتقى بمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، وكذلك مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الخارجية الأميركي، أنطوني بلينكين، لم يلتق مع إيال هولاتا لـ"أسباب فنية" تتعلق بجدول عمل بلينكين.

ووفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن إدارة لابيد تعتبر مواقف بلينكين تجاه إيران أكثر ليونة من جيك سوليفان، وتعتقد أنه وفريقه حريصون على إحياء الاتفاق النووي.

وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت، يائير لابيد، مؤتمرا صحافيا خاصا للصحافيين الأجانب في إسرائيل في 24 أغسطس، وعارض الاتفاق النووي قيد الإعداد، وقال إن هذا الاتفاق سيضخ 100 مليار دولار في خزانة إيران.

في غضون ذلك، قال نفتالي بينيت، رئيس الوزراء البديل في حكومة لابيد، قبل ساعات قليلة، إن إيران ستحصل على 250 مليار دولار من خلال إحياء الاتفاق النووي.

ولم يتم إعطاء أي تفسير عن فارق 150 مليار دولار بين الأرقام التي ذكرها لبيد وبينيت بخصوص عائدات إيران المحتملة.

ووصفت الحكومة الإسرائيلية الاتفاق الذي يتم إعداده بأنه "أسوأ من الاتفاق النووي"، بينما ادعى بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء السابق، أنه كان المشجع الرئيسي لدونالد ترامب على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

وقال عدد من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين هذه الأيام إنه إذا كان الاتفاق الحالي أسوأ من الاتفاق النووي لعام 2015، فيجب إلقاء اللوم على نتنياهو لإصراره على إفشال هذا الاتفاق دون التفكير بعمق في الاحتمالات بعد إفشال الاتفاق الأولي.

وبحسب ما ذكره المسؤولون الإسرائيليون، فإنهم يعارضون إحياء الاتفاق النووي لأنه "صفقة سيئة". وقال بنيامين نتنياهو، في وقت سابق، إن الاتفاق الجيد هو اتفاق يفك صواميل ومسامير برنامج إيران النووي.

في غضون ذلك، قال بعض المسؤولين الإسرائيليين في وقت سابق إن إحياء الاتفاق النووي سيمنح إسرائيل فرصة جديدة لتقديم قائمة جديدة من الأسلحة المتقدمة التي ستتلقاها من الولايات المتحدة.

يذكر أن باراك أوباما، في فترة إبرام الاتفاق النووي، قد زاد بشكل كبير من المساعدة العسكرية لإسرائيل إلى 38 مليار دولار على مدى عشر سنوات، لإقناع إسرائيل بالتوقف عن الانتقاد.

وبلغ حجم المنح الأميركية السنوية هذا العام نحو 5 مليارات دولار.

لكن انتقاد إسرائيل لإدارة أوباما لم يتوقف أبدًا حتى بعد زيادة المساعدات العسكرية، وقد حدثت أشد الخلافات بين حكومتي البلدين أثناء وجوده في السلطة.

وقد زعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الأيام الأخيرة، أن أميركا "تخلت" عن إسرائيل مرة أخرى فيما يتعلق بالتطورات في إحياء الاتفاق النووي.

يأتي ذلك في حين أن جو بايدن وخلال زيارته لإسرائيل الشهر الماضي، وقع على "إعلان القدس" الذي يؤكد استمرار دعم إسرائيل ضد "الأخطار التي تسببها إيران".